الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هو المقدس ..الأنسان أم أشياء أخر ..!

نوفل كريم جهاد

2014 / 4 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لنتحدث اليوم عن الأنسان .. عني وعنكم وعن جميع البشر ..فقد كثر الحديث عن الأوطان والوطنيه ..عن الأديان والأيمان والهوية..
لكن لم نعد نسمع أصواتا وخاصة في عالمنا العربي تتحدث عن الأنسان ..عن الذات وعن النفوس..! تتحدث عن الفرد كأنسان وعن القيمة البشرية لهذا الأنسان ..!

واليوم وجدت نفسي مرغما أن أقول كلمتي و أصرخ صرختي هذه للجميع ..و أكتب ببساطه عن الأنسان ...نعم الأنسان ...!

الأنسان أي مخلوق عجيب و أي قوة ...الأنسان أي قيمة خلقية عليا تعالت على كل الخلائق وحتى الملائكة أمُرت بالسجود له ..فأي عظمة هذه و أي تبجيل في الأرض والسماء ..!!
الأنسان هو كلمة نطقها الخالق ..هو نسمة من نسمات الروحي الكلي القدوس..فأي عظمة هذه و أي تقديس ..!
فمن هو المقدس أذن ..هل هو الأنسان ام أشياء أخر ...؟؟
الأنسان أذن هو وديعة السماء في الأرض ..هو مشىيئة الله في هذه المعمورة..حيث أقر به الخالق عز وجل ليكون خليفة له في الأرض ..
بل وأمر الملائكة حين قال أسجدوا لأدم ..الان وبكل خشوع و أنتهى..!!
فمن هو المقدس أذن ..هل هو الأنسان ام أشياء أخر ..؟؟
كيف لنا أن نقدس كل شيئ من حولنا أذن ونترك قدسية الأنسان التي أقرتها أرادة السماء ..؟
و حتى الأديان يا أخوة الانسانية أنما جاءت لتخدم الأنسان وليس العكس ..كما حدث ويحدث الأن من سطوة تلك الاديان ورجالاتها على هذا الأنسان ..!
لنتأمل الأن بهدوء ونتخيل معا لحظة السجود تلك في السماء .. لنتخيل مشهد سجود ملائكة السماء في السماء حين نراها وبكل ورع تسجد للأنسان .. نعم للأنسان.. فأي مشهد عظيم هذا في حضرة الله..!
فمن هو المقدس أذن ..هل هو الانسان أم أشياء أخر ..؟؟
هيا نتفكر قليلا لنفهم بوضوح وعمق مشيئة الله في البشر ..فالأنسان هو المقدس وليس غيره يا أخوة الانسانية ..
أن الانسان هو فكرة أوجدها الخالق في هذا الكون ..حيث عُرف الوجود بالوجود الألهي بوجود الأنسان فأي عظمة هذه و أي تجلي .!
الأنسان هو أمتداد لقدسية الله تعالى من السماء في هذه الأرض .. لذلك علينا أن نفهم أي قيمة هي للأنسان وأي تقدير .....!
فمن المقدس أذن ..هل هو الانسان أم أشياء أخر ..!!
والمفارقة التي تعاني منها البشرية هي أن الانسان قًدس كل شيئ من حوله وترك نفسة ..!!
حيث نجد أن التأريخ مقدس والنص مقدس ..والأسلاف أيضا مقدسون ..بل والحجر مقدس وكذلك الضريح ..و الخشب والصليب مقدس .. ولا ننسى الهيكل
والمذبح مقدس ..بل وحتى الماء أصبح مقدس ..!!!
و أين الأنسان ..؟ أين أنا وأنت و أنتم ياأخوة الأنسانية ..؟ أين نحن من كل هذه القيود والعبوديه التي تحاصر ولا تزال الأنسان المتعب..الأنسان المثقل بهذا الموروث الجاثم على كاهله مثل صخرة سيزيف ..!!
وهكذا بكل أسف نستمر ويستمر هذا التقديس عبر المسيرة البشرية حيث نجد أن الكاهن أصبح مقدس ..والمرجع هو المقدس ..والدالاي لاما مقدس ..وكرسي البابا مقدس ..!!
وماذا بعد .. ضاع الانسان وسط كل هذا الكم من التقديس ..فلا مكان للأنسان بين كل هؤلاء يا أخوة الأنسانية ... فهو تائه فيهم ..تائه وسطهم ..تائه بسببهم ..فلم تعد له أي قيمة ولا تقديس ..!
والسماء منذ الأزل شاءت غير ذلك أبدا حين أمر سبحانه القدوس الملائكة بالسجود للأنسان لانه بكل بساطة هو المقدس لا غير ..لأن الأنسان هو القيمة الخلقيه العليا في هذا الكون بأرادة السماء المقدسة ..
وأخيرا أقول أن الأنسان هو قيمة نسمو بها في أنسانيتنا بحيث نعتلي سلم الخلاص الألهي صعودا من جديد ولتسجد لنا ملائكة السماء مرة أخرى بكل خشوع وتبجيل ..
ونخلق جنة في الأرض هي ظلال لجنات الله في السماء يكون فيها الأنسان ..نعم الأنسان هو المقدس فقط لا غير ...!
والسؤال الأخير لكم يا أخوة الانسانية ..من هو المقدس أذن .. هل هو الأنسان أم أشياء أخر... ؟ الجواب هو : أنا هو المقدس .. أنا الأنسان وكفى ..!!!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 4 / 20 - 13:36 )
الكارثه هي : أن الملحد ينظر للإنسان على أنه شيء من بين الأشياء!... فلا غايه و لا قيمة له , بل هو مثله مثل أي ماده صماء! .
ثم -مع هذا- نراهم يتباكون على الحريات و الوطنيه , حسناً , لماذا تتباكى و تعمل التضحيات أن كنت لا ترى للإنسان غايه أو قيمه؟!... بالفعل , الفكر الإلحادي متناقض حتى الأخير! .
الملحد لن يستطيع ان يبرهن على أي شيء جيد في هذا العالم ولا أن ينتقد أي شيء سيء في هذا العالم!... الملحد في أحسن حالاته تقوده المادية الحتمية والبيولوجية الداروينية والبقاء للأقوى والإنتخاب الطبيعي للأصلح .


2 - عن الانسان
نوفل كريم جهاد ( 2014 / 7 / 25 - 23:19 )
أشكرك على المداخلة أستاذ عبدالله خلف ...ولنعمل ان يكون الانسان هو الهدف وهو القيمة التي نسمو بها لخلق مجتمع أفضل

اخر الافلام

.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟


.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي