الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في الشر – 3 – الحكم البشري على أخلاقيات الألوهة

نضال الربضي

2014 / 4 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قراءة في الشر – 3 – الحكم البشري على أخلاقيات الألوهة

واحد و عشرون عاما ً مرَّت منذ أن التقيت ُ بذاك المحاسب الشاب، لؤي، ذاك َ الذي كان َ أوَّل من بكلمات ٍ بسيطة ٍ علمني أن الأمور نسبية، و ما أراه صوابا ً قد يراه غيري خطأ ً و ما أراه خطأ ً قد يراه غيري صوابا ً، و أن كل ُّ هذا "الخطأ" النسبي، و "الصواب" النسبي، يظهر ُ بدرجات ٍ متفاوتة ٍ في طيف ِ الألوان الشامل، الذي يمتد ُّ من الأبيض للأسود، و الذين يغيبان ِ غيابا ً تاما ً أمام َ ما بينهما الحاضر ِ بقوة ٍ و شمولية ٍ تُسطِّحما بل تُتفِّهما تماما ً.

و مع النضوج ِ المعرفي انفتحت عينا الوعي عندي أن الكون َ مُتدفِـّـق ٌ مُنساب ٌ بقوانينه و آليات ِ عمله، و أدركت ُ أن الدين ما هو إلا حُكم ٌ على ما لا يستلزِم ُ حُكما ً بطبيعته، و أن الخير و الشر، و الأخلاق َ و الانحطاط هي قيم ٌ بشرية ٌ صرفة تُعبــّـِـر ُ عن الرؤية البشرية لموضوع الحكم، و عن مدى انسجام و تناسب هذا الموضوع مع "مصلحة" الكائن البشري، و تدُل ُّ على مكانة ِ الأوَّل في حياة الثاني.

لكن الإنسان ليس كائنا ً فلسفيا ً في حياته اليومية، أو على الأقل البعض القليل كذلك، لكن َّ الأغلبية َ التي لا شك تُشكّـِـل ُ القاعدة هي التي تحيا وراء حاجاتها انطلاقا ً من مبدأ دفع الألم و تحقيق إشباع الحاجة. و هي تحتاج ُ في حياتها لإصدار هذه الأحكام بجودة ِ أو فساد سلوك أو فكر ما، أي أنها بحاجة إلى تعريف مُحدَّد للأخلاق، و تحديد معروف للمقبول و المرغوب و للمرفوض و المكروه.

لذلك فقد اعتمد الناس ُ أسماء ً مُعينة للأحداث، فهناك َ العُرس، أو كما يسميه المصريون بلهجتهم الحُلوة المحببة إلى قلبي "الفرح" و هي تسمية صادقة مُعبّـِـرة لأننا فيه "نفرح"، و هناك "العزاء" حين الوفاة لأننا فيه نذهب "لتعزية" أهل الميت، أي للتخفيف عنهم في حُزنهم، و هُناك "الطهور" للمولود الحديث و الذي يأخذ منه "نجاسة ً" مُعينة فيتطهر جسده في فعل "الطهور"، و هناك َ "الرسامة" الكهنوتية، و فيها "نرسم" الكاهن أي نحدد و نُبرز و نُعين رسمه و فعله القادم و بالتالي دوره في الجماعة التي "يُرسمُ" لها. و هناك الخير في أفعال الشجاعة، المُساعدة ، الحب و البناء.

السابق ُ ذِكرُه ُ أحكام ٌ نحتاجها كبشر حتى نُعبِّرَ بواسطتها عن رؤيتنا للحدث، و رأينا فيه، و موقفنا منه، و موقعه من حياتنا، و علاقتنا و آليات تفاعلنا معه. و لا يخرج ُ عن هذا التعريف الحُكم الصادر على مجموعة ِ الأحداث المُسمَّاة بـ "الشر"، و هي تلك التي تتعارض ُ مع مصلحة الإنسان و استمرار بقائه، مثل حوادث الموت، المرض، الجوع، الظلم الاجتماعي، الاضطهاد السياسي، التميز الديني، العنصرية العرقية و كوارث الطبيعة.

من الطبيعي أن يُصدر َ الإنسان حُكمه بـ "شرِّ" هذه الأحداث جميعها، لأنها تنتهك فيه غريزة َ البقاء و الاستمرارية، و تسرقُ منه طمأنينته النفسية و سلامَه، و تُجبره على أن يقوم بتبديل ِ برنامج حياتِه وفق المُستجدات "الشريرة" الطارئة بسرعتها و الدائمة بتأثيرها عليه. و هي على كل ما فيها و تناقضها مع مصلحة الكائن البشري لا تعدو كونها انسيابا ً تلقائيا ً للفعل و رد الفعل بين الإنسان و الطبيعة.

لماذا إذا ً نختصم ُ الأُلوهة في قاعة ِ العقل أمام حضرة ِ قُضاة ِ المنطق و الفهم؟

إن اختصام َ الأُلوهة ِ هو فِعل ٌ مُستَـتْـبَـع ٌ بالضرورة من طبيعة ِ هذا الكون و هذه الحياة، فالكائن البشري بطبيعته يُصدر الأحكام على الفعل حتى لو لم يكن الفعل نفسه طالبا ً للحكم، و هذا كما يقول ُ المؤمن هو "خلق ُ" الألوهة، أي أن الألوهة نفسها جبلته ليُصدر الأحكام. ثم إن هذا الكائن البشري يرى بقلبه و مشاعره ِ أكثر من عقله فساد هذا العالم و جوره، و هو العالم ُ الذي خلقه إلهُه الحكيم العارف، لكنه لسبب ما لم يُزوِّد هذا المفكر العاقل البشري بمقدرة على استشفاف ِ هدفه من وجود الأفعال التي يقول عنها عقل البشري أنها شريرة لأنها تمسُّه ُ مباشرة ً مساس َ كيان ٍ و استمرارية ٍ و اطمئنان.

و لا بُد َّ لنا أن نعترف هنا أن العقل المخلوق َ من الخالق يُفيدنا بذات قدرتِه المخلوقة بفساد هذا العالم، و بالتالي يتساءل ُ أيضا ً عن سر خلقه هكذا، أو لم يكن واجبا ً ألا يُخلق العالمُ بهذه الطبيعة لكن أن يُؤتى بطبيعة ٍ أُخرى قادرة أن تلبي "مصالح" جميع المخلوقات دون أن يأكل بعضُهم بعضا ً أو تغضب الطبيعة ُ عليهم فتُغرقهم و تُزلزل الأرض َ من تحتهم أو تشويهم ببراكينها و حِمَمها؟ نتساءل ُ أيضا ً، هل هذا أفضل ُ المُنتجات ٍ التي يستطيع ُ الكاملُ الشامل ُ المُحيط ُ القادر ُ على كل شئ ٍ الذي لا يخفى عليه أمر ٌ و لا يُفلت من يديه ِ شئ ٌ، أن يأتي َ به؟

نتساءل ُ أيضا ً، ألا يعني وجود ُ العالم ِ بهذه الطريقة و باستفحال ِ كُل ِّ هذه المفاسد و الشرور و تأثيرها على الإنسان، أن الأُلوهة َ تريده كذلك، أو بالأخرى ليكون سؤالنا صحيحا ً، ألا يعني وجودُ العالم ِ بهذه الطريقة و باستفخال ِ كل ِّ هذه المفاسد و الشرور و تأثيرها على الإنسان، أن الألوهة َ ترى العالم على غير ما نراه نحن، و تراه "طبيعيا ً" حسب ما هو "طبيعي" لديها، أي أنه لا يشكو من شئ، و هذا بالضرورة ِ يعني أن رؤيتنا للشر ِّ هي في الحقيقة رؤية لما هو ليس في طبيعته "شرَّا ً" لكنه بحسب الألوهة "طبيعي".

سيقودنا هذا إلى سؤال ٍ آخر بالضرورة، و هو، ألم يكن على الألوهة أخلاقيا ً و هنا الأخلاقية هي حكم ٌ بشري ٌّ أيضا ً، أن تمنع عن الإنسان القدرة َ على تحديد ِ الفعل على أنه شر، و تأتي بطبيعته فاهمة ً واعية ً لمقاصدها بدل أن تخلقه ليستوعب الشر ثم تتركه بدون إجابة ٍ عليه؟ أليس يجب على الألوهة أخلاقيا ً على الأقل أن تمنع َ عن هذا الكائن ِ المقدرة على التفكير المنطقي الذكي المُعقَّد الذي سيوصله ُ حتما ً نحو فهم وجود ما يتعارض مع مصلحته و يؤذيه دون أن يستطيع فهمه أو منعه؟

إن الظاهر َ أمامنا واضحا ً أن مصلحة الإنسان و ألمه ليسا بذات أهمية ٍ للألوهة، و لا يعنيان لها أي معنى ً مُميـّــَـز ٍ عن باقي الكائنات، و لا حتى أي معنى ً قائم ٍ. و يستتبـِـع ُ هذا بالضرورة أن نعترف َ أن الألوهة لاتنشغل ُ بدقائِـق ِ الحياة ِ و صغائـِـرها كمرض ِ شخص ٍ أو حُزنه أو ألمه أو موته، فانسياب ُ الكون ِ هو شُغلها الشاغل، و جريان ُ النواميس الطبيعية و القوانين هو همُّها و موضِع ُ فعلها، و هذا بحسب ما نشاهد ُ كل َّ يوم ٍ و حسب ما يروي لنا تاريخ ُ الأمم و الأديان و الحضارات.

إن الطبيعة َ البشرية َ المجبولة َ على الرغبة في "التبرير" و فهم "الأسباب" اخترعت الأحكام التي تُصدرها على نفسها، مُحدِّدة ً الخير و الشر على ما لا يستلزم ُ أن يكون طالب َ حُكم ٍ، و هي بكل ِ ترجمتها في البشر أوجدت المُجتمعات ِ التي تجمع ُ الأخيار و الأشرار، الأغنياء و الفقراء، الرؤساء و المرؤوسين، الحُكّام و القادة، و المحكومين و المـَـقُـودين، إنها الطبيعة ُ البشرية ُ التي عرفت ِ الألوهة و تكلمت عنها ثم حاولت أن تجد لها صفتها الخاصة و تُلصق َ بها أحكامها.

لقد عرف َ الإنسان ُ الشرَّ في نفسه، و كرِهَهُ لكنه أدرك أنه لا يستطيع ُ الاستغناء َ عنه ُ و يحتاجُه ُ فأوجد أحكاما ً خاصة ً يكون الشر ُّ فيها خيرا ً مرغوبا ً، فقتل ُ الأعداء في معركة خير، و سبي نساء ِ الأعداء ِ خير، و سرقة ُ الأعداء المقتولين خير، و حرق الساحرات خير، و دفع ُ الناس باسم الإله للحرب المقدسة أو الفتوحات خير، و عزل ُ المخالف للجماعة ِ خير، و كل هذا الخير، خير ٌ لأن الجماعة َ قالت أن هذا الشر خير، حينما كان الشر ُّ خادما ً لمصلحتها مُحقِّقا ً لأهدافها، و تاريخ اليونان و الرومان و الفرس و الأوروبين و العرب ملئٌ بهذه الخيرات جميعها.

تقوم المجتمعات ُ بتجريم ذات السُّلوك ِ حين يتعارض ُ مع مصلحة المجتمع ِ نفسه، فالخير في قتل العدو هو شر ٌّ في قتل الصديق، و الخير في سرقة العدو هو شر ٌّ عند سرقة المتجر، و الخير الأول يذهب ُ بصاحبِه ِ إلى الخلود السعيد في الملكوت السماوي، بينما الشر ُّ الثاني يُلقي بصاحبه في الأبدية المُظلمة، و لقد عرفنا ذلك لأن َّ الألوهة َ قالت لنا ذلك، حين أتى رجال ٌ منا بأنباء سمعوها لوحدهم حين لم يكن معهم أحد، و حدثونا برؤى شاهدوها أيضا ً لوحدهم حين لم يكن معهم أحد، و ناولونا نُصوصا ً أُطلعوا عليها لوحدهم حين لم يكن معهم أحد، و جمعونا حولها طائعين قلة َ منَّا و مغصوبين الكثرة َ الأولى، حتى أصبحت أكثريتنا بفعل التوالد و الأدلجة مُصدقة ً مُطمئنَّة ً مُستكينة ً إلى التبليغ الفرداني الوحيد من النبي الوحيد الذي يأتيه رسول ُ الوحي الوحيد من عند الألوهة ِ الوحيدة التي شاءت أن تكون الوحدة ُ في كل شئ وسيلة التبليغ إلى الكائن الاجتماعي البشري غير الوحيد الذي يخاف هذه الوحدة و ينزع نحو الاجتماعية ِ و التجمع بطبيعته التي خلقتها الألوهة ُ الوحيدة!

ماذا يفعل ُ اللاديني أو الملحد؟

كما يقول الغربي:I Shall have none of that!

أو بلغتنا العربية الجميلة الرائعة: أرد ُّ عليك َ بضاعتك َ لا شأن لي بها!

ببساطة يمد ُّ الخيط َ على استقامته و يقول: يا جماعة، نحن ُ نتاج تطور ٍ للخلية حقيقية النواة التي نشأت قبل َ مليار ٍ و مئتي مليون عام، زرع فينا التطور آليات البقاء، فالخير حاجة ٌ فينا، و الشر ُّ حاجة ً أيضاً، و يفصل ُ بينهما العقل الذي يميزنا عن الحيوانات و الوعي الذي يعلمنا الرقي، فيكون ُ الخير صُنعنا، و الشر َّ صُنعنا، و نحن نبني مجتمعاتنا بأيدينا، و يأتي المفكرون لنا بالاختراعات و الأنظمة الاجتماعية و السياسية، فنُقيمها كمجموعة و ينجح منها ما ينسجم مع إنسانيتنا بخيرها و شرها، فنرى رُهبان ً و راهبات ٍ و شيوخا ً و شيخات ٍ زاهدين، و ممثلي و ممثلات أفلام إباحية فاجرين، و نرى عائلات ٍ تعتدل ُ في الرأي و الانفاق و أُخرى تفجر ُ في الخصومة ِ و الاستهلاك، و يستمر ُ عالمنا ما نجحنا في استدامة ِ الموارد ِ الطبيعية و لم نقتل بعضنا البعض، و ننقرض ُ حين نُرسل آلات القتل العسكرية ِ لتفتك َ ببعضنا.

لا نعرف هل الألوهة موجودة أو غير موجودة، لكن في الحالتين لا شأن لها في الخير، و لا شأن لها في الشر، وهي بمعيارنا الأخلاقي فاسدة غير أخلاقية، قاسية، كارهة للحياة و عاشقة لها، مليئة بالتناقضات، مزاجية، متقلبة، سامية، راقية، وضيعة، دنيئة، مُعطية كريمة و بخيلة لئيمة، و في كل الحالات لا شأن لنا بها و لا يجب أن نضيع الوقت َ معها لأن هذا الوقت َ دَين ٌ للحب ِّ الإنساني في رقبتنتا علينا أن نبذله مع الإنسان الآخر لنحبه و نلتحم َ معه في الحب.

الألوهة مضيعة للوقت، للجهد، مُثيرة للسخط و الاستفزاز، و حيادها مُقرف و احتجابُها الوحشي مُفزع و طروحاتها وقحة، و طلبها من الناس أن يحبوها و يعبدوها و يصيغوا حياتهم وفقها، بينما هي غائبة، غير مفهومة، مُستفزَّة، هي قمة ُ الأنانية و النرجسية و الغرور، و لا عذر َ للمؤمن سوى أنه مؤمن، فالإيمان أعمى و أطرش و أبكم.

لا شئ حقيقي سوى الحب، ضد الشر، ضد الألم، فقط الحب، إلى يوم َ ينقرضون، و هو يوم ٌ آت ٍ. أحبوا بعضكم، أحبوا الحياة، أحبوا البناء، قاموا الشر، شاهدوا أنفسكم في الآخر، احتضنوا بعضكم، توقفوا عن الخوف من الألوهة و الدين و النص، ضعوهم على جنب، في خزائنكم القديمة و اغلقوا عليهم، و من كان منكم شجاعا ً ليحرقهم فليحرقهم في قلبه، و امضوا بدونهم، أنتم تستحقون ذلك، تستحقون الحب، تستحقون امتلاء الإنسانية، تستحقون أن تحاربوا الشر بالحب، أخرجوا فساد الإدراك من عقولكم و مشاعركم، و خذوا قراركم بالحب و أحبوا!

معا ً نحو الحب، معا ً نحو الإنسان!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم اخي الدين افيون الشعوب ومن شيطان رجيم
مروان سعيد ( 2014 / 4 / 21 - 20:14 )
تحية اخي نضال الربضي وتحيتي للجميع
وكل عام والجميع بخير
دائما اقول الاديان والطوائف والاحزاب جعلت لتفرق الاخ عن اخيه والام عن ابنتها
اما الاه الحقيقي يريدنا بعلاقة حب حقيقية لاغش فيها وان نؤمن بانه سيحمينا من انفسنا اولا ومن غيرنا ثانيا
اما من ناحية قولك
أو لم يكن واجبا ً ألا يُخلق العالمُ بهذه الطبيعة لكن أن يُؤتى بطبيعة ٍ أُخرى قادرة أن تلبي -مصالح- جميع المخلوقات دون أن يأكل بعضُهم بعضا ً أو تغضب الطبيعة ُ عليهم فتُغرقهم و تُزلزل الأرض َ من تحتهم أو تشويهم ببراكينها و حِمَمها؟ نتساءل ُ أيضا ً، هل هذا أفضل ُ المُنتجات ٍ التي يستطيع ُ الكاملُ الشامل ُ المُحيط ُ القادر ُ على كل شئ ٍ الذي لا يخفى عليه أمر ٌ و لا يُفلت من يديه ِ شئ ٌ، أن يأتي َ به؟
اذا سالنا حضرتك كيف تريد ان يخلق البشر هل ان لايموتوا اولايمرضوا او روبوط يبرمج بويندس اكس ب ويعملوا ما يملى عليهم ويغزيهم بطاقة ذرية تدوم مدى العمر
وسؤال اخر لحضرتك الايوجد اليوم وحيدة الخلية ولماذا لاتنتج لنا حتى ضفدع
منز ان بداء العلماء ببحثهم عن اصل الانواع نرى ان كل شيئ كان منظم ومنضبط مثلا العيون بمقدمة الوجه
رجاء يتبع


2 - نعم اخي الدين افيون الشعوب ومن شيطان رجيم
مروان سعيد ( 2014 / 4 / 21 - 20:41 )
انا اؤمن بالاه صانع البذار الاولى بذار الحياة وزرعها وانبتت كل هذا التنوع ولااثبات نظامها لم يرى داروين او العلماء بان حيوانات كانت لها عين بالراْس وعين بالذنب مثلا
ولدينا من مخلفات الديناصورات الى الان نعم تطورت وخلال ملايين السنين ولكن بشكل طفيف لايذكر اي الى الان التماسيح لم تقف على رجليها او ان تمسك بيديها اليست بحاجة لكي تمسك الفريسة وتنهشها
اخي نضال صحيح الاديان من عند شيطان رجيم وبها القتل والسلب وحور عين ولكن ليس بسببها نغمض اعيننا ونقول ليس هناك الاها محبا فاتح يديه للجميع لكي يخلصوا
ان النظام بالاشياء وحركتها المستمرة هو اكبر اثبات لوجود صانع ولايمكن للعشوائية الا ان تولد مزيدا من العشواءية والنظام يولد مزيد من النظام
وللجميع مودتي


3 - إلى الأستاذ مروان سعيد
نضال الربضي ( 2014 / 4 / 21 - 21:29 )
تحية طيبة أخي مروان و كل عام أنت و عائلتك الكريمة بخير ٍ و بركة،

أرى أنك قريب ٌ جدا ً من فكري قبل حوالي العام، فلقد كنت ُ في نفس المنطقة تقريبا ً التي أنت فيها الآن، مع الاختلاف أنني كنت من قبل و لا أزال من المؤمنين بالتطور البيولوجي و المُقرين به و الدارسيه (لا بتعمق شديد كعالم، لكن بمقدار ٍ كبير).

أنت ما زلت َ مُتعلقا ً بحب الألوهة الصافية النقية الخيِّرة، أما أنا فلقد أصابني الإحباط ُ من انتظارها فتجاوزتها دون أن أنفيها، بمعنى أنني لا أعلم وجودها من عدمه، و لذلك لا أصيغ ُ حياتي وفقها أو بتعويل ٍ عليها، و أعيش حياتي دون التقيد بها، باحثا ً عن الحقيقة بانفتاح كبير دون أي تعصب أو انغلاق.

أُوصي لك بقراءة كتاب -أصل الأنواع- لشارلز داروين، و كتابي -The Selfish Gene- و -The Ancestors Tale- للبروفسور ريتشارد دوكنز و سوف تقترب أكثر من فهم معنى التطور و آليته، و طريقة عمله، و منطقيته الساحرة.

أهم شئ أخي الحبيب سواء ً آمنا بالإله أم لم نؤمن به هو أن نحب الحياة و نحب الناس و نسعى لبناء هذا المجتمع، مُعترفين بالواقع كما هو غير منعزلين عنه.

أشكر لك حضورك و انت مرحب بك دوما ً.

دمت بود.


4 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 4 / 22 - 00:09 )
الملحد و الشر :
https://www.facebook.com/groups/113652878724755/permalink/604715342951837/?ref=notif¬if_t=group_post_approved


5 - إلى الأستاذ عبدالله خلف - 1
نضال الربضي ( 2014 / 4 / 22 - 08:04 )
تحية طيبة أخي عبدالله،

قرأت ُ المادة الموجودة بحسب الرابط الذي وضعته مشكورا ً.

أعتقد أن فكرة دار الامتحان هي غير منطقية في حد ذاتها، فلا حاجة لدار امتحان ٍ لمخلوق ٍ ضعيف يولد غير قادر على المشي أو الفهم أو الأكل حتى، و يحتاج عناية ً من الوالدين حتى يصير قادرا ً على السابق، ثم ما أن يكبر حتى يداهمه المجتمع بكل قسوته، و بعد سنوات يبدأ جسده باستقبال الأمراض المزمنة كالسكري و الضغط و القلب و خلافه، و في خضم كل هذا يُقال له تفسيرا ً -هي دار امتحان-

أخي عبدالله، علم النفس يسمي هذا النوع من الأفعال التعذيبية المستمرة -سادية- و لا يمكن أن يكون الإله يمارسها و إلا فهو مريض، و طبعا ً هذا لا يستقيم مع طرح الألوهة، و الأجدى منطقيا ً سيدي الكريم أن تبحث في الطبيعة و العلاقات بين الأشياء لتعرف سبب الشقاء.

أما عن باقي محتوى المادة فوجدت أنه متناقض جدا ً، عذرا ً منك، فوجود العدل معروف وواضح لكن غيابه طاغ ٍ، و وجود الشر هو سبب و دافع لمُسآلة الدين و الألوهة، لأن وجود الشر هو اعتراف ٌ واضح بتأثير المادة و تفاعلاتها و ليس العكس، و لقد أوضحت ُ هذا في مقالي عندما عرفت الشر بالنسبة إلى الإنسان.

يتبع


6 - إلى الأستاذ عبدالله خلف - 2
نضال الربضي ( 2014 / 4 / 22 - 08:14 )
تابع للتعليق الأول

لقد أوضحت ُ جليا ً في المقال أن الشر هو -شر- بالنسبة للإنسان لكنه في الحقيقة مجرد تفاعلات إنسانية إنسانية أو إنسانية كونية، و لقد أوضحت أنه لا يستلزم حكما ً لكن الإنسان سماه شرا ً لأنه يتعارض مع مصالحه، ثم أبرزت ُ دور الألوهة في خلق العقل الذي يصدر هذا الحكم بالشر، أرجو منك العودة لقراءة مقالي ففيه إجابة على كل ما تفضلت َ بإيراده.

أما قولك في نهاية المادة -إما إنسان متدين، أو لا إنسان ملحد- فهو قول خاطئ لا يستقيم منطقيا ً، و فيه احتقار للإنسانية مع جهل تام بمعناها و مصدر قوتها و كرامتها، فالإنسان هو كذلك بحكم طبيعته البشرية لا بحكم إيمانه بعقيدة غيبية أو ممارسة طقسية، و اعذرني فأنت بهذا خارج عن الإنسانية و خارج عن احترام إخوتك البشر و هذا ما لا أقبله منك أبدا ً و ارجو منك عدم تكراره على صفحتي.

أنت مثابر أخي عبد الله لكنك مؤدلج و ترى الحياة من زاوية ضيقة و هي أوسع من هذا بكثير، لكني ما زالت أحمل كل الأمل أن تتغير َ يوما ً، لا أطلب منك أن تترك دينك، لكن أطلب منك أن تحب الناس و الحياة.

أحمل لك محبة ً و تقديرا ً، و ارجو أن تنتبه لملاحظتي، و شكرا ً لحضورك.


7 - الأستاذ | نضال الربضي , تحيه
عبد الله خلف ( 2014 / 4 / 22 - 16:03 )
1- دار الإمتحان هي خير وصف للشر و الخير , ثم أن الإمتحان لا يحصل إلا بعد البلوغ و بلوغ الوعي .
2- الأمراض جزء من عالم البلاء و الإمتحان , فالبلاء لا يقول أن الإله سادي , بل يقول رحمه من الله , فهي تخفيف للذنوب , أو تطهير قبل الذهاب للعالم الآخر .
3- و هل الطبيعه تعرف الشر؟... و لو كان الإنسان ابن الطبيعه , فلماذا يتأثر بالخير و الشر؟ .
4- الخير لا علاقة له بمصلحه , مثال , عندما أضحي بنفسي لأجل أن أساعد إنسان لا تربطني بهِ صله , فأين المصلحه في ذلك؟... لا وجود للمصلحه في قواميس الخير و الأخلاق .
5- عندما يُقال (إما إنسان متدين، أو لا إنسان ملحد) , فالمسأله تتحدث عن الغائيه و القيمه , فهل الماده تعترف بقيمة أو غايه للإنسان؟... هل في قوانين الطبيعه أو قوانين الكون ما يقول أن للإنسان قيمه؟... إذا كان هنالك قانون فآتي بهِ إلينا؟... أو ستبقى الإنسانيه مجر كلام ميتافيزيقي لا مادي , و هنا ستنهار الفلسفه الماديه .
6- من قال لك أنني لا أحب الناس و الحياه؟... بالعكس أحب الناس و الحياه , و هذا لا يعني أن أصمت عن النقد الهادف البناء .


تحياتي المخلصه


8 - إلى الأستاذ عبد الله خلف
نضال الربضي ( 2014 / 4 / 22 - 17:46 )
تحية طيبة أستاذ عبدالله،

بالنسبة للنقاط الثلاثة الأولى، توضح مقالتي أنه لا يوجد شئ أسمه شر أو خير، و نحن كبشر نحدد ما هو الشر عندما يتعارض مع مصلحتنا، و هذا لب المقالة، يوضح هذا الأصل المادي لهذه الأفعال و بذلك لا يعود هناك معنى لدار الامتحان أو الابتلاء.

أما بالنسبة للخير فهو فعل ٌ طبيعي لا يخرج عن أحد أمرين: إما لمصلحة تنفع النوع مثل فعل التعاون بين المجموعة (الذي يفيد الجميع)، أو كفعل ٍ ناتج عن سمو أخلاقي، و هو بدوره ناتج عن الوعي، الذي هو بدوره ناتج عن العقل و التفكير المرتبطان مباشرة ً بالدماغ المُتطور عبر ملاين السنين، فيكون هو الآخر ماديا ً طبيعيا ً.

قيمة الإنسان تنبع من إنسانيته و طبيعته، و لا علاقة للإنسانية و قيمتها بالدين أو بمعرفة الألوهة أو بارتباطه بها، كمثال بسيط: شاهد أما ً بعد ولادتها طفلها مباشرة ً، هذا الطفل دماغه غير مكتمل مثل البالغين، جسده ضعيف هش، لكنها تحبه حبا ً أعظم من أي حب، لأن قيمته في ذات إنسانيته و ليس في أيدولوجية مُكتسبة لاحقا ً يتنازع عليها مؤمنو و ملحدو الأرض.

يسعدني جدا ً أنك تحب الناس و الحياة فسنلتقي إذا ً و لو بعد حين، تحياتي المخلصة لك.

اخر الافلام

.. مستوطنون يغنون رفقة المتطرف الإسرائيلي يهودا غليك في البلدة


.. ناريندرا مودي... زعيم هندوسي في هند علمانية -اختاره الله للق




.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: فترة الصوم المقدس هي فترة الخزي


.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: السيد المسيح جه نور للعالم




.. عدد العائلات المسيحية في مدينة الرقة السورية كان يقدر بنحو 8