الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلتي الى مجلس العزاء

سعد كريم مهدي

2014 / 4 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




أكثر الأعرف الاجتماعية ثقلا على قلبي هو حضور مجالس العزاء لأني أكون مضطر الى ان ألوث إذني بالصوت العالي لمكبرات الصوت لشريط الكاسيت التي تغرد فيها المقرئ بالآيات ألقرانيه التي لم افهم منها شي سوى قول البعض كلمه الله بعد كل أيه ناهيك عن الإحراج الذي يحصل عند الجلوس في مجلس العزاء وقراءة سوره الفاتحة التي لا أحفظها لكني تداركت هذا الحرج وبدأت ارفع يدي الى مستوى صدري واحسب من الواحد الى العشرة وبعدها تنهال علي عبارة (الله بالخبير ) وارد مثلها على الحاضرين وقبل أيام سقطت في هذا الفخ مره أخرى بعد وفاة احد أفراد عائله صديق لي فان لم اذهب سوف أوصف بالتعالي وان ذهبت علي ان أمارس هذه الطقوس الدينية المفروضة فمنيت النفس بالذهاب ولعلي التقي مع أصدقاء لم القيهم منذ فتره واستأنس بالحديث معهم وشديت الرحال وذهبت ومارست كل ما اعتدت عليه وكانت مكبرات الصوت تصدح بالآيات ألقرانيه لكن الناس لم تهم لذلك وتتجاذب إطراف الحديث فيما بينها وأحيانا تصل الى الضحكات البسيطة تماشيا مع الموقف وبالتأكيد انأ واحد من الذين يسلكون هذا السلوك ولكن فجه يدخل علينا شيخ معمم صغير السن ويقومون الحاضرين تقديرا له وبعد قليل تم تهيئه له منضده والميكرفون ليلقي علينا خطبته الديني عن ما بعد الموت ووجدت الحاضرين الذين كانوا يتجاذبون إطراف الحديث مع همس الضحكات البسيطة في حاله من الإصغاء التام ولو رميت الإبرة لسمعت صوتها وكان هناك أستاذ يحاضر عن الذره لطلاب متفوقين علميا ومشغوفين بمحاضرته وقد خال لي لو إني ناقشته عن خزعبلاتة الدينية لا أعادوني الحاضرين الى بيتي ركلا بالأقدام وأكثر ما لفت انتباهي حديثه عن الم الموت وخروج الروح من الجسد وقال ان ألمها يعادل الم كسر مائه ضلع وكي يعطي مصداقية لادعائه هذا قال ( ان رسول الله جاء بسلمان الفارسي الى المقبرة وقال له انظر الى هذا الجانب سوف تجد الأموات يتحركون قرب قبورهم واسألهم عن الم الموت وفعلا وجد سلمان الفارسي الموتى يتحركون قرب قبورهم وسألهم عن الم الموت وقالوا لهو انه الم كسر مائه ضلع ) وعند سرده لهذه الخزعبلة تأملت وجوه الحاضرين قد فتحوا أفواههم ذهولا من المعلومة التي حشرها برؤوسهم وكالعادة ختم محاضرته الدينية بذكره فأجعه وفاه فاطمة الزهراء وأولاها الصغار الحسن والحسين عندها تحول الحضور من ذهول فتحه أفواههم الى تناول المناديل الورقية ووضعها على أعينهم ليوهم احدهم الأخر انه يبكي وبعد ذلك غير صاحبنا الشيخ نبره صوته وبدأ ينعي الزهراء وأولادها بدأت أصوات الجهش بالبكاء تتعالى حتى يسمع احدهم للأخر صوته وهو يبكي وما لبث ان أنهى صاحبنا الخطيب خطبته الدينية بقراءة سوره الفاتحة حتى نصبت موائد الطعام الدسمة وقد تحول الحاضرون من حاله الجهش بالبكاء الى الهجوم على موائد الطعام وتركوا حزنهم المفتعل المصحوب بدموع التماسيح ولا أكتمكم سرا فاني كنت واحدا من المهاجمين بسبب حلاوة الطعام وهكذا انتهت رحلتي الى مجلس العزاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah