الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النازحون الليبيون: هل يقضون رمضان في بيوتهم؟

محمد عبعوب

2014 / 4 / 23
المجتمع المدني


هل تتحقق مبادرة "رمضان في بيتنا" للنازحين الليبيين في الداخل؟ وهل سينعمون برمضان هذا العام وهم في بيوتهم وقراهم التي تحولت الى خرائب وملاذا للحيوانات الشاردة بعد ان تركوها تحت ضغط قوة سلاح الثوار؟
قبل أسابيع من حلول شهر رمضان من العام الماضي، أطلق "تجمع الربيع العربي للحوار الوطني" (تجمع اهلي مستقل) مبادرة تحت شعار "رمضان في بيتنا" تستهدف تمكين آلاف الاسر النازحة من بيوتها وقراها ومدنها في الداخل من العودة الى ديارهم وقضاء شهر رمضان في دفئها ، انطلاقا من أن رمضان شهر مكرس للتراحم والتسامح والتفرغ للعبادة والبعد عن الكراهية وأذى الآخرين، تلك القيم التي افتقدها الليبيون او تناسوها منذ ان استعادوا حريتهم التي أساؤا لها وحولوها الى غطاء لارتكاب المزيد من الأخطاء في حق بعضهم، وأعادوا على مدى ثلاث سنوات من عمر انتفاضتهم إنتاج نفس القيم السيئة للنظام السابق وبصورة تفوقه بشاعة..
قبيل رمضان الماضي ارسل التجمع نشطائه الى مختلف الأطراف المعنية بهذه القضية لوضع المبادرة بين ايديهم ودعوتهم للمساهمة في تحقيقها، ورحب غالبية الليبيين بالمبادرة واعلنوا تأييدهم لها، والتزمت بعض المدن المعنية الصمت إزاء هذه المبادرة ، وهو ما يعني في نهاية الامر رفضها الكامل لها، فيما ماطلت مدن وقبائل أخرى وعملت على تبديد الوقت والتسويف لتحقق بذلك تجميد المبادرة وتفريغها من معناها، وهو ما تحقق لها بكل اسف..
وبعد حالة الفرح بقرب الفرج التي عاشها النازحون وقيام بعضهم بحزم أمتعتهم وشد الرحال استعدادا للعودة الى ديارهم رغم أن معظمها قد تم تدميرها وحرقها على يد ثوار 17 فبراير، وبعد أن رسمت الأمهات ، الموعودات بالعودة، لأطفالهن صورا للفرح، وخططا لإعادة ترتيب غرفهم وتنسيق حدائقهم، وبمرور الايام كان الشوق يخبو في النفوس، وتفتر الهمم تحت وطاة الرفض القاطع الذي ابداه بعض المتصلبين لهذه المبادرة ، ورغم حلول رمضان وهم في خرائب الملاجئ والغربه والمذلة ، ظلوا حتى آواخره يمنون أنفسهم بالعودة الى ديارهم ولو ليوم واحد من رمضان او حتى يوم العيد الذي يكرسه الاسلام للتسامح والعفو!! مر رمضان كئيبا ثقيلا كسابقه علي الامهات والأطفال والآباء، وهم يتجرعون مع غروب كل يوم منه الهوان وشقاء المعيشة في ملاجئ تفتقر للكثير من الخدمات، فيما أشقائهم وجيرانهم وأصدقائهم ينعمون بمباهج رمضان والعيد في دفئ بيوتهم وقراهم وكأن ما كان يربطهم بهؤلاء النازحين قبل يوم 17 فبرير 2011م كان وهما..
واليوم وبعد مرور عام على مبادرة "رمضان في بيتنا" السابقة ، هل يعيد هذا التجمع الوطني وبقية منظمات المجتمع المدني والقوى السياسية التي تؤمن بليبيا كوطن لكل الليبيين إطلاق هذه المبادرة من جديد وتعمل على تحقيقها على ارض الواقع، وتعمل على محاصرة كل من يقف في وجهها ونبذه حتى يجرب مذلة التهميش والعزل التي يعيشها هؤلاء النازحين منذ ثلاث سنوات، علهم يراجعون أنفسهم ويستعيدوا عقولهم وينهوا هذه المأساة التي ستبقى نقطة سوداء في صفحات انتفاضة فبراير التي قامت لرفع الظلم ونبذ الكراهية وتحقيق العدالة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غوغل مابس- قد يكون خطرا عليك.. الأمم المتحدة تحذر: عطل إعدا


.. العربية ويكند | الأمم المتحدة تنشر نصائح للحماية من المتحرشي




.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة