الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأممية الإسلامية: خطر العروبة والإسلام

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2014 / 4 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يعتبر المتأسلمون، ومن في حكمهم، من المهووسين بخزعبلات وأضاليل وشعوذات وخرابيط صحراء القحط والربع الخالي، وبخلاف كل نظريات علم الاجتماع السياسي وما توصلت له عبقرية البشر لإدارة شؤون الكون، وتأسيس مجتمعات عصرية قائمة على مبدأ المواطنة والتعددية وحرية التعبير والاعتقاد واللا اعتقاد، نقول يعتبرون أن الإسلام هوية وأمة، "إنما المؤمنون أخوة"، وأن الإسلام لوحد يكفي لقيام الأمة،ويجب ما قبله وما بعده، ولا ضرورة لوجود أي نظرية سياسية واجتماعية بوجوده، ومن هنا حرّم العلم والإبداع والفلسفات، ويعلنون جهاراً نهاراً بأنه سيقيمون دولة الخلافة، عاجلاً أم آجلاً، تلك الدولة التي لا تخضع لأي قانون، أو شرط إنساني، وحضاري وقيمي مدني حديث، وتحكم باسم الله فقط، عبر أوليائه وخلفائه المعصومين المؤلهين، لا تسأل ولا تراجع ولا تخضع لأب حساب ومرجعية في الأرض ولا تقبل بأية نظرية أو نظام وضعي، ولا تنضوي تحت أي قانون توصل له البشر، وتعلن الحرب والعداء لجميع أمم وشعوب الأرض الأخرى التي لا قيم ذات النظام الخلافوي وتعتبره كافراً ومارقاً ويجب تدميره ومحوه من الوجود..
ويعتبر المتأسلم أن أي بلد إسلامي هو بلده، وهو معني بشؤونه، ولا يجد حرجاً في دخوله واقتحامه بكل وقاحة، ومن دون تأشيرة دخول وإجراءات قانونية، كما تفعل جميع الشعوب المتحضرة. فعندما خرج البدو من جزيرتهم ودمروا حضارات الجوار وغزوها لم يكونوا بحاجة لإصدار تأشيرات دخول لتلد البلدان وأصبحت استباحة أراضي الغير والسطو على ممتلكاتهم "سنة" وعقيدة، وديناً "حنيفاً". هكذا يفعلون اليوم بسوريا، حين يتدفقون من كافة بلدان العالم، بمعية المجرم الماسوني المتأسلم والخليفة السلجوقي الجديد أردوغان، وكذا المجرم "الهاشمي" والمهرج عبد اللات الثاني حفيد مؤسس الإسلام، الذي يرسل القتلة والمجرمين المرتزقة عبر كيانه السرطاني الهجين "شرق الأردن". ومن هنا يحق لأي مسلم، وباسم الشريعة ونشر الدين، التدخل في شؤون أي بلد آخر( ليس لأحد على رأسه ريشة وجايكم الدور واحد واحد فإسرائيل وأمريكا ستستخدم هذا الدين وتجرعكم الكأس واحداً بعد الآخر)، وتنصيب نفسه ولياً عليه وقيـّماً على شؤونه وحكمه بالشريعة و"نصرة" مسلميه وتعيين نفسه والياً عليه، وأميراً على مجموعة من السبايا والأسرى والمحكومين كما يفعل "أمراء" الجهاد اليوم بسوريا.
ومن هنا لا يعترف المتأسلمون بأية هوية وانتماء وطني، ويعتبرون أن الهوية الإسلامية هي حنسيته التي ينتمي بها لأمة الإسلام الواحدة. وحين انفجرت "الدملة" الإسلاموية الوهابية البدوية، وخرج منها القيح والصديد الصحراوي، في سوريا، ورأينا شناعات وفظاعات المجاهدين (كما يسميهم عطوان) رأينا كيف كان يمزق المرتزقة المجرمون القتلة الأعراب والأجانب جوازات سفرهم السعودية والبريطانية والأردنية والفرنسية والأمريكية، على الشاشات، ويحرقونها أمام الملأ غير معترفين بها، ويعلنون عدم حاجتهم لها، بعد قيام دول "الإسلام" (الإجرام)، في سوريا، دولة أكل الاكباد وقطع الرؤوس وشيــّها واغتصاب الصغيرات واختطاف البشر والجلد والرجم وتقطيع الأوصال أي إقامة حدود الدين الحنيف (لا تنسوا لنا الحنيف رجاء)، وأصبحت الحدود مفتوحة أمامهم بين تركيا و"ممسخة" ميشيل سليمان (لبنان) ومدعرة القزم والمهرّج الهاشمي عبد الصهاينة حفيد مؤسس الإسلام، "عبودة" حيث لا يقيم عادة الحالم العربي والمسلم والمتأسلم والمؤسلم أي اعتبار واحترام لحدود الغير وسيادة الأوطان فقد رضع ثقافة الغزو والسلب والنهب والغنيمة منذ نعومة أظفاره، ويعتبرها طقساً مقدساً، وتربى ونشأ عليها، ولا تثريب عليه فقد فعلها سلفه الصالح المبشرون بالجنة كثيراً مع شعوب وحضارات المنطقة، سابقاً، وأحالوها إلى جهنم أرضية طيلة 1436 عاماً كي ينعموا مستقبلاً بالجنة السماوية.
الإجرام والقتل (الجهاد)، والسبي (الاختطاف) واللصوصية (الغنيمة)، والغزو (نشر الدين الحنيف)، واحتلال أراضي الغير (الفتوحات)، ....إلخ، أمور مألوفة وعادية بالثقافة العربية والإسلامية، فقد كان البدوي يقتحم مضارب أبناء عمومته في الليل وينهب كل ما فيها ويسبي بنات عمه وكان يسمى ذلك في الجاهلية "غزوا" لكن تلك الثقافة والممارسات انتقلت للإسلام، وصارت ديناً، وسميّت جهاداً، شيئاً مقدساً يثاب المرء عليه، بالجنة والحور العين. ولو كان هناك حكام غير مسلمين على الحدود مع سوريا، بوذيون، أو هندوس، وسيخ، وكفار وثنيون، لما تجرؤوا وسمحوا بغزو ودخول سوريا لأولئك الهمج البدو البرابرة القتلة قاطعي الرؤوس المرتزقة "المجاهدين" أو كما يسمونهم بإعلام التضليل والتزوير بـ"ثوار سوريا"، الذين أتوا لـ"نصرة" مسلمي سوريا، هكذا، غير أن المتأسلم أردوغان والقزم الهاشمي حفيد مؤسس الإسلام وميشيل سليمان ملك الريال الوهابي لا يرون في ذلك غضاضة، أو ضيراً أو مخالفة لـ"الشرع" و"دين الله الحنيف". وما كان لأية مؤامرة كونية، بهذا الحجم والإجرام والفظاعة، أن تمر لولا وجود الإسلام "شرع الله" كحامل إيديولوي وروحي لها، لا شيء ولا عقيدة، وفاشية ولا دين ولا حزب ولا تيار سياسي يمكن له أن يبرر، ويجمل، و"يمرر" ما يحدث في سوريا سوى الإسلام، وثقافة الصحراء التي يسمونها "الدين الحنيف".
ولا يقيم المتأسلمون، عادة، وزناً للحدود الوطنية على الإطلاق ويطلقون على أنفسهم اسم الأمة الإسلامية أي أماكن تواجد المسلمين، وكل مكان يتواجد فيه المسلمون يسمى دار سلام ويــُعصم من القتل والجهاد وسفك الدماء، وأي بلد لا يوجد فيه مسلمون، أو لا يدين بها الناس بدين الإسلام، (ولا يتبعوا أهل السنة والجماعة)، ولا يطبقون "الشريعة" يسمونه دار حرب يجب غزوها وتدميرها وقتل كل من فيها أو يصبحوا مسلمين ويسلمون بالولاء والطاعة للمجرم الفاشي المسمى أمير المؤمنين، أو الخليفة، أو والي المسلمين. ومن هنا يسهل توجيه تهمة عدم تطبيق الشريعة لممارسة كل أنواع الإجرام وعدم الالتزام بتعاليم الدين الحنيف وهي تعاليم فضفاضة ولا حصر ولا وجه قانونياً لها، ومن هنا يمكن أن تشمل حتى المتأسلم المتشدد والمتطرف، وهذا ما لاحظناه في صراع المنافسة، على الجاه والنساء والولاء والأموال البترودولارية الوهابية السعودية بين النصراويين والدواعش وكيف صفــّى المرتزقة "الجهاديون" (ثوار سوريا)، من النصرة وداعش أنفسهم بجرائم لم يسطرّها التاريخ.
لا يوجد لديهم حدود وطنية ولا يعترفون بالدولة الوطنية الحديثة دولة المواطنة التعددية ذات الهوية المدنية، ولا بالخرائط السياسية ولا بشرعة حقوق الإنسان والمواثيق الدولية، ومشيخات الخليج الفارسي وعلى رأسها السعودية لم توقع على الميثاق العالمي لحقوق الإنسان. ومصر، وسوريا، والجزائر والعراق وغيرها من البلدان لا وجود لها وقد كان أحمد عاطف خير من جسد فكرة الأممية الإسلامية حين قال: "طز في مصر واللي في مصر، إن المسلم الماليزي أقرب وأحب لي من القبطي المصري"، هكذا وعلى بلاطة، يوم كان هذا الأزعر والبلطجي والمجرم الفاشي المرشد للعام للجماعة الماسونية في مصر. ومن هنا يشكل المتأسلمون اليوم أكبر خطر على الدولة الوطنية ويسعون لتقويضها وإقامة إمارات القهر والإجرام والرق والعبودية، كما يحدث في مصر وسوريا والعراق، وقريباً جداً في الجزائر والسعودية ومشيخات الخليج الفارسي حيث سيصل الوباء المتأسلم "الداعوشي" لها وقد زينت جدران الطائف السعودية يوم أمس بعبارات وتهديدات "داعوشية" تهدد آل قرود بالويل والثبور. وتراهم اليوم يسعون جاهدين لتقويض الدول الوطنية الحديثة القائمة وخاصة في مصر، والعراق، والشام، تلك الولّادات الحضارية وخزانات الإبداع البشري الخلاقة التي كانت تنتج المدنيات وتقيم الحضارات إلى أن غزاها البرابرة البدو في القرن السابع ومن بعدها لم تقم لها قائمة، ولم تعرف أي نمط من المدنية والسلام والأمان والحضارات، وستبقى هكذا ليوم الدين، بمشيئة الواحد القهــّار المنتقم الجبار......عيشوا بنعمة الإسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 82-Al-Aanaam


.. هل هبط آدم من الفضاء ؟




.. -اليهود مش هينسوهم-..تفاصيل لأول مرة عن قادة حرب أكتوبر


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية.. الكلمة الفصل للميدان | 202




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية: تماسك في الميدان في مواجهة