الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المبارزة الإعلامية بين الأحزاب الكوردية

فلك محمد

2014 / 4 / 24
القضية الكردية



في ظل غياب الدولة القومية ومن ثم مؤسساتها بما في ذلك الإعلامية، فان الاعلام الكوردي وفي أجزاء وطنهم المُقسم بين دول المنطقة هو اعلام حزبي بمجمله. الثورات القومية المسلحة والتي لم تنقطع في التاريخ الكوردي ساهمت بشكل كبير بجعل المشهد اعلامي مشهدا حزبياً ومن غالبية الإعلاميين متحزبين وان لم ينتموا.
هناك استثناءات كصحيفة كوردستان التي أصدرها البدرخانيين في تركيا، والتي ساهمت بدور كبير في إيقاظ الوعي القومي لدى الكورد.
رغم التطورات والمتغيرات المتسارعة، كردستانيا، وإقليميا، ودوليا وتمتع الجزء الجنوبي من كوردستان (كوردستان العراق) بقدر كبير من الاستقلالية من خلال الفيدرالية، وتوفر الامكانات المادية والتقنية لوسائل الاتصال ووفرة كوادر مدربه ومؤهلة فان اعلام الكوردي في جزئه الجنوبي بقي اسيرا لخطاب الجبل ولصوت حزب السلطة او المعارضة المجاورة لها.
لا يختلف الأمر في غرب كردستان (كوردستان سوريا) إن لم نقل إن الاعلام في هذا الجزء هو الأكثر تحزباً نتيجة للوضع الثوري القائم في سوريا وغربي كوردستان.
الاعلام الحزبي لا يخرج عن كونه صدى صوت الحزب مُمثلاً برئيسه، او يتأمر بقراره، وهذا ما تجسد في الصراع الدائر حاليا بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني العراق (ب د ك) وحزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) والذي تصاعدت وتيره على خلفية حفر خندق يفصل جنوب كوردستان عن غربه بغرض محاصرة الثورة هناك ضمن اجندة تركية على حد تعبير (ب ي د) ولضمان امن الإقليم على حد تعبير (ب د ك).
حالة الاحتقان بين الحزبين تم تضخيمه اعلامياً من قبل الإعلاميين المتحزبين، وانجر إليهم عدد لا بأس به من خارج المؤسسة الإعلامية الحزبية لدرجة اللجوء الى مصطلحات لا يتم استخدامها الا في الصراعات الرئيسية، رغم إدراك الجميع بان حالة الحوار والصراع بين الطرفين لا يخرج عن إطار الصراع الثانوي.

اتهم حزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) بالتشبيح، والتعاون مع النظام السوري، واحتكاره للعمل السياسي وللثورة في سوريا وغربي كوردستان من قبل الطرف الاخر. واتهمت حكومة الإقليم والحزب الديمقراطي الكوردستاني بانها تنفذ الاجندة التركية في غربي كوردستان وتعمل على اضعاف (ب ي د) لتفرض أحزاب فنادقهما على ثوار الخنادق كما يصف اعلام الطرف الاخر.
اذن ووفق الاعلام المتحزب ومزايدات البعض فان الطرفين هما خونة للشعب الكوردي وعملاء للآخر المعادي.
السؤال الذي لم يطرحه اعلاميي الحزبين هو (كيف سيتعاملون مع الكم الهائل من كل تلك التوصيفات المشينة ان جلس الطرفين على مائدة المحادثات؟)
كما ان الكورد يفتخرون بأنهم الشعب الذي لم ينقطعوا عن الثورة، فان تلك الثورات كانت تحمل معها كل مفردات الاقتتال الداخلي والدموي وكان للإعلام الحزبي دوره التعبوي اثناء الثورة والتخريبي حينما كانت الثورة توجه بنادقها لذاتها.
هل يمكن للإعلام الحزبي ان يبتعد مترا عن حنجرة القائد وعصا الحزب؟ سؤال ليس مطروحا على الكورد وحدهم فحسب، بل وعلى الاعلام الحزبي في فضاء الشرق.
– فلك محمد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيليون يتظاهرون أمام منزل بيني غانتس لإتمام صفقة تبادل ا


.. معاناة النازحين في رفح تستمر وسط استمرار القصف على المنطقة




.. الصحفيون الفلسطينيون في غزة يحصلون على جائزة اليونسكو العالم


.. أوروبا : ما الخط الفاصل بين تمجيد الإرهاب و حرية التعبير و ا




.. الأمم المتحدة: دمار غزة لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية ا