الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطائفية الجديدة بوّابة البعث الجديد

عدنان فارس

2005 / 7 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حزب طائفي جديد تحت اسم (مؤسسة شهيد المحراب) يدعو ويحرّض على سيادة التمييز الطائفي في عراق (مابعد صدام) مصوراً حادث اغتيال السيد محمد باقر الحكيم على انه كان اغتيالاً طائفياً ويستهدف الطائفة الشيعية ( ! ) وعليه فان أي توزيع عادل للحسنات والمكرمات على طوائف ومكونات الشعب العراقي يجب ان يتم تحت مظلة الهيمنة الشيعية و (التنصيص) على الدور المميز للمرجعية الدينية الشيعية على انها فوق القانون ان لم تكن هي القانون!
لم يكتف مسؤولو الاحزاب الاسلامية بأن اطلقوا على احزابهم أسماءً توحي بقيادة العراق نحو عهد الفتوحات الاسلامية وتجديد العمل السياسي تحت شعار (أسلم تسلم) مثل حزب الدعوة الاسلامية والحزب الاسلامي العراقي وحزب مجلس قيادة الثورة الاسلامي ولم يكتفوا أنهم فازوا بالانتخابات بفعل المتاجرة بالدين واستغلال أسماء الرموز الدينية ولصق صور هذه الرموز على خارطة العراق بدلاً من صور صدام وأسلافه فالعراق في عُرفهم عراق صور واصنام وشعارات بقصد التظليل والتكسُب على حساب المصالح العليا للشعب العراقي.. لم يكتفوا بكل ذلك حتى نراهم قد لجأوا الى المتاجرة بدماء الشهداء وتأسيس مؤسسات باسم الشهداء ليس لتخليد الشهداء وتمجيد ذكراهم وتثقيف العراقيين بأن الشعب الذي يمجّد شهداءه هو شعب يستحق التضحية وانما ايغال في التغبية الدينية وخدمةً لأغراض الهيمنة الطائفية.. العراقيون ليسو بحاجة الى أحزاب لنشر الاسلام والتبشير به ولا حتى بحاجة الى التذكير بأن غالبيتهم مسلمون فهم هكذا منذ مئات السنين وقبل ان تولد احزاب المراهقة الدينية.. العراقيون بحاجة الى احزاب تبشر بالحرية والديمقراطية وتعمل على تنظيف العراق وتخليصه من أدران المحسوبيات الحزبية والفئوية والمناطقية.
ان التحشيد باسم (شهيد المحراب) من اجل كتابة دستور اعرج ومشوّه هو نهج يتنافى تماماً مع أخلاق تمجيد الشهداء وهو استغلال مقيت لذكرى الشهداء ويكشف عن حقيقة النوايا الطائفية للقائمين على هذه المؤسسة الذين يستهدفون اختلاق سلطة طارئة من شأنها الاصطدام بالقانون وإفراغه من محتواه الديمقراطية ألا وهي سلطة المرجعية... في العراق الجديد ثلاث سلطات مستقلة عن بعضها وان الذي يربط بين هذه السلطات الثلاث هو قانون ادارة الدولة في المرحلة الانتقالية ومن ثم الدستور الدائم في المرحلة اللاحقة الدائمة:
السلطة التشريعية ممثلة بالبرلمان المنتخب والسلطة التنفيذية ممثلة بالحكومة وسلطة القضاء ممثلة بالمحاكم.. وما مؤسسات المرجعيات الدينية لمختلف أديان وطوائف ومذاهب العراقيين سوى مؤسسات اجتماعية تخضع للقانون ولا تتحكم فيه. ان التركيز على الهوية الديموقراطية للدستور الدائم المنشود لهو كفيل بضمان واحترام الهوية الاسلامية لغالبية العراقيين.. لا خوف على الاسلام من دستور ديموقراطي ولكن الخوف كل الخوف على ديموقراطية العراق الجديد من نوايا الاسلاميين في التحريض والتحشيد لكتابة دستور (لا يتعارض) مع أحكام الاسلام.. نريد دستوراً ينسجم مع حقوق المواطنة وليس مع أهواء دينية وطائفية... نريد دستوراً يقر بحقوق المرأة ومساواتها بالرجل اولاً وقبل كل شيء وليس التركيز والتشديد على التذكير بالواجبات الملقاة على عاتق المرأة العراقية كما ورد في البيان الختامي ل (المؤتمر الدستوري لنساء مؤسسة شهيد الحراب).
لاندري لماذا تتوالى الآن وبهذا الوقت بالذات (المؤتمرات الدستورية !! ) التي يجتهد في فبركتها القائمون على مؤسسة شهيد المحراب؟ هذه المؤسسة المفبركة اصلاً.. لماذا ليس مؤسسة شهداء الكيمياوي او شهداء الانفال او مؤسسة شهداء المقابر الجماعية؟.. لماذا الاولاد يخلفون آباءهم في تولي المناصب وصناعة القرار السياسي؟ لم يذكروا في بياناتهم الختامية حتى على سبيل المجاملة القانونية شيئاً عن قانون ادراة الدولة الذي وقعوا عليه في بغداد ورفضوه من النجف وكون أن هذا القانون هو الاساس والنموذج في كتابة الدستور الدائم.
السيد ابراهيم الجعفري يَعِد باخراج القوات الاجنبية من المدن (الآمنة !! ) وهو يقصد تحديداً النجف وكربلاء ومدينة الثورة والبصرة كي تتسلمها فصائل الجندرمة الشيعية التي تطارد العراقيين والعراقيات في رزقهم وتهدر كرامتهم وتخنق طموحاتهم في الحرية والديموقراطية.
اتمنى ولكن ليس من كل قلبي ان تخرج قوات متعددة الجنسيات من العراق كله وليس فقط من مدن الجعفري الآمنة وأن تنفض الولايات المتحدة يديها من العراق.. وساعتها لكل حادث حديث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية