الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى من يهمه الأمر (دا لو كان في حد لسه شاغله الأمر)

مختار سعد شحاته

2014 / 4 / 24
المجتمع المدني


من فضلك.. لو سمحت:
استميحك عذرًا في البداية، أن تجيب في سرك على السؤال الآتي:
- هل فعلا بنتحلم بدولة عصرية حيادية؟
دعني أبدا الإجابة عن السؤال بنفسي، وقبلها أذكرك أن اختلافاتنا هي التي تؤكد وجودنا المبدع، وأنه لولا هذا الاختلاف ما عرفنا الفرق بين الغث والثمين. أنا ممن حلم بهذه الدولة التي جلست في أوج حلمي في نهاية فبراير لأحكي لأخي بفخر عن أولادنا وكيف سيحسدوننا على إننا شاركنا في صنع هذه الدولة لهم، وهو حلم سرعان ما تبخر خلال أيام منذ الإعلان الدستوري الشهير في مارس 2011، لتبدأ بعدها سلسلة من الأسئلة التي جعلتني أنتهي قبل قليل لأعيد كلامي مع أخي وأسأله عن إمكانية أن يسامحنا اولادنا على ما وصل إيه حالهم المستقبلي من ضبابية ولا شفافية وعودة ممترسة لكل مناهج التشفي والإقصاء، خاصة حين اختلط الحابل بالنابل وسقطت أقنعة كثيرة خلال سنوات ثلاث لعل الله يجعل لنا منها مخرجًا آمنًا، فيه ولو ما يحفظ ما الوجه أمام مستقبل أولادنا. الآن من فضلك نبه عقلك للإجابة عن سؤالي السابق.

فرصة العمر:
يعطي التاريخ الفرصة مرة واحدة ولا يمكن أن يكررها، وكنت في مقالات سابقة وجهت رسالة إلى وزير الدفاع السابق والمرشح الرئاسي الحالي المواطن عبد الفتاح السيسي، كنت أتمنى أن ينتبه إلى الفارق بين صورة الحاكم وبين صورة البطل الشعبي، ربما لم أفلح أن ألفت انتباه السيسي للفارق، ويبدو أن نداء الكرسي الرئاسي له صوت أعلى من كل الأصوات، حتى لو كان صوت الشرف والوطنية، لكن دعوني الآن لا أوجه سؤالي له بالتحديد بل للجميع وعلى رأسهم اللجنة العليا للانتخابات، وللمرشح الرئاسي المواطن حمدين صباحي، وربما لكم أنتم، فمن يدري؟! ربما أجد في ردودكم بعض السلوى.
دعونا نعيد السؤال مرة جديدة عن حلمنا بدولة حيادية تحترم القانون أو ترانا نريدها دولة والسلام؟! يا سيادة المرشحين فرصة العمر فاتت كلاكما في الصدق مع النفس قبل الصدق مع المصريين، ويا سيادة اللجنة والدولة عفاكم.

ربما هي تساؤلات مشروعة وساذجة:
لن أبكي على لبن مسكوب، لن أتكلم عن أحلام ملايين تم قذفها في بالوعة التاريخ للشعوب، لن أتكلم عن كم هائل من الاحباطات سببها هؤلاء النخبويين وينضم إليهم المتأسلمين من تيارات الإسلام السياسي، فقط أريد الإجابة عن بعض تساؤلاتي الآنية. يا سادة هل من يجيب علي أسئلتي تلك، ولتكن مباشرة وصريحة، وقبلها من فضلك اطرد عنك نغمة رديئة يلجأ لها كثير حين لا يعرفون الإجابة أو يتهربون منها، ولنتفق انا لا أنتمي لحزب أو تنظيم حزبي أو أو أدعي صلة بمرشح ما، بل أجدني واحدا من هؤلاء الذين تكبر أمامهم علامة الاستفهام كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية، ومن مرشحي ما دمت لا أميل إلى المعلنيين بالترشح حتى الآن السيسي وصباحي. لا ضير كعادة المصريين سأجيب –هروبًا- وقتها يحلها الحلال، فقط من فضلكم شاركوني الآتي:
- هل تسمح الحكومة ممثلة في وزارة التربية والتعليم لكل شاب مصري مستقل يهوى صناعة الأفلام أن يدخل إلى مدرسة ما ويصور فيلما به ولو مشهد لن يتعدى مدته ثوان من داخل فصل داخل مدرسة؟ أرجوك لا تتخيل ولا تفلسف ولا تضحك على نفسك، الإجابة لا.. لن يقبل فرد واحد من الحكومة الممثلة في وزارة التربية والتعليم بحدوث ذلك، علما بان هذا العمل المستقل ربما يفيد أو يكشف أو يؤسس أو يعالج قضية مجتمعية باتت ملحة.. إذن فمن أعطى تصريح حملة السيسي للتصوير داخل مدرسة ملزم بالقانون والشفافية بإعطاء نفس الحق لصباحي وحملته، وإن لم ينتبه صباحي لذلك فتلك مصيبة وطامة تُضاف لسلسة عشوائية حملته ونعترتها الخطابية التي تعداها الزمان بزمن ومضى.
- هل تسمح وزارة الداخلية لأي كائن ما أن يتجول بالكاميرا في ربوع مصر بحجة الدعاية الانتخابية، ومن سخر كل هذه المؤسسات ومن دفع فواتير التصاريح لإذن التصوير في مناطق عرفناها مغلقة لشهور حتى على المارة من ساكنيها؟ إن أجابت حملة السيسي أنها استخرجت إذن تصوير من وزارة الداخلية، نرجو شفافية في إعلاننا عن إيداع تلك المصروفات في خزانة الدولة من خلال الجهة المعنية، وإلا فعلامة الاستفهام تكبر وتكبر؟!! والأمر مثله لحملة حمدين إن لم تنتبه لهذا التوجه المؤسسي فتلك طامة أخرى مضافة لنغمة التغني بالمظلومية والتحيز والتي لا تجدي نفعا في معركة انتخابية، وإن لم يتم تحصيل مصروفات لإذن التصوير فعلى الحكومة السماح بالتصوير –على الأقل- للمبدعين من صناع الفيلم المستقل بنفس المنطق.
- إن كانت مؤسسات الدولة تدعم هكذا علنا مرشح الرئاسة السيسي وكانت حملة صباحي تصر على الاستمرار في ذلك معتمدة على نغمة المظلومية، فتلك مشاركة لا تقل فداحة عن الإثم ذاته، بل أعتبرها مشاركة في هذا المسلسل السخيف المسمى الانتخابات الرئاسية، وهو ما يزيد من احتمالات يقيني بأنها واحدة من فواصل النظام مثلها مثل حملة السيسي.
- يطلع علينا الجميع في هذه الأيام وبعد جملة حملات من الاتهامات بالتخوين لشخص البرادعي وغيره، وتعلو الىن أصواتهم في حملتي السيسي وصباحي بضرورة المصالحة مع كل الفصائل، والسؤال الآتي: أليس عبثًا ما يحدث؟ إذن ما ذا عن التفويض؟ وماذا عن إعلان الأخوان جماعة إرهابية؟ وماذا عن عدم قيام الأحزاب على أساس ديني وطائفي في ظل تطبيل زاعق من حزب النور للحكومات المتوالية باختلافها؟ هل صار كل ذلك خيالا وهل الدماء التي نزلت وسالت يمكن المصالحة عليها الآن لأجل كرسي الرئاسة؟
لا أجد إلا أمرين الأول أن كلا المرشحين خدعنا بأيمان وقسم مغلظ بأن مصلحة البلاد هي العليا، أو أن الأمر لا يتعدى كونهما طامعين فقط في الكرسي لا في العبور بمصر من تلك الأزمة التاريخية الفريدة.
- أخير إلى اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، ما دامت لم تطلعنا على آلية مراقبة السقف المالي لنفقات الحملات الرئاسية، ومادامت لا ترى كل توجه الدولة نحو مرشح بعينه هو السيسي وتدعمه، فما آلية الشفافية التي اعتمدتها لضمان انتخابات عادلة ونزيهة؟!
- وإلى الحملتين السيسية والصباحية، ما دام كلا المرشحين اعتمد عبد الناصر وكلاهما يتشدق بمصلحة البلد، ما المانع من اتفاقكما على واحد فقط ما دمتما من بطن التجربة الناصرية؟ وشتان ما بين الناصرية والمباركية من تجربتين، وإلى من سيتوجه المخالف لمنهج الناصرية في رأيكما؟ وما الدافع لهذا التوجه؟

- إليهم وإلينا:
يا سيادة المواطن عبد الفتاح السيسي أنت كذبت وحنثت بالقسم يوم أعلنت ترشحك، وكل ما يؤازرك يؤازر ثقافة الحنث بالوعد، وهذا حالك قبل ان تكون رئيس فما بالنا لو صرت الرئيس؟!!
ويا سيادة المواطن حمدين صباحي، أنت كذبت بادعاءك أنك مع بلد يتسع للجميع يوم فوضت وكنت تعرف المآل، واما إن كنت لا تدرى فهي سلسلة طاماتك الحنجورية التي تلخص الوطنية في خطبة من الحقبة الناصرية؟!!
ويا سيادة اللجنة العليا للانتخابات، أنتم مصدقين بجد إنكم لجنة عليا؟ هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟!
ويا سيادة المشرع لقانون التظاهر، ويا سيادة وزارة الداخلية، ألا ينطبق القانون على الحملتين حين تحشدان للتأييد دون إذن او تصريح؟ كلموني عن الشفافية، بعيدا عن العجز الأمني الصارخ مهما ادعيتم التحسن.
ويا سيادة الشعب المحترم، كلموني عن أحلامكم بالدولة الوطنية الحيادية، وعن رؤياكم للبقرات العجاف، وعن الاشتغالات الحكومية المستمرة والعشوائية والبوليسية وكل ما يخالف ما نزفنا الدماء لأجله، كلموني عن المستقبل في ظل هذا الكذب، والذي لا أستثني منه أحدًا حتى هذا الذي سافر إلى النمسا.

فصل القول في أمري:
أرى كلا المرشحين كاذب، في بلد يعتمد الكذب من قمة رأسه حتى أخمص قدميه، واللهم سامحنا على اضطرارنا للعيش في مناخ كاذب نعرف أنه يوما سيشف علينا بكذبه، فاللهم رحماك متى اضطرننا لهذا اليوم، وهذا حالي وحال كثير غيري.

مختار سعد شحاته.
روائي
Bo mima
مصر/ الإسكندرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اللاجئون السوريون -يواجهون- أردوغان! | #التاسعة


.. الاعتداءات على اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا .. لماذا ال




.. الاعتداءات على اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا .. لماذا ال


.. الحكم بالإعدام على الناشطة الإيرانية شريفة محمدي بتهمة الخيا




.. طفل يخترق الحكومة التركية ويسرب وثائق وجوازات سفر ملايين الس