الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات محام مغربي : الوقت من ذهب

الحايل عبد الفتاح

2014 / 4 / 25
المجتمع المدني


مذكرات محام مغربي : الوقت من ذهب
اليوم كان مبرمجا في مذكرتي المهنية انعقاد جلسة على الساعة العاشرة والنصف صباحا بالقاعة رقم 4 بمحكمة تمارة. حضرت كالعديد من الزملاء في الوقت المحدد. لكن الجلسة لم تبدأ في وقتها والسبب في هذا التعطل هو أن القاعة التي حددت بها الجلسة بقيت مشغولة بجلسة قاضية أخرى...انتظرت كباقي الزملاء لمدة ساعة ولم تبدأ الجلسة بعد. وفي تمام الساعة التانية عشرة إلا ربعا لم تنعقد الجلسة بعد...وقد عزمت مع زميلين على اللجوء لرئيس المحكمة ليتدخل...وطلبنا من الزملاء الحاضرين الخروج من القاعة للذهاب لدى الرئيس لإيجاد حل...لكن لم يستجب غالبية الزملاء بل كنا فقط ثلاثة ممن حبذ الفكرة...فأزيد من 10 زملاء رفضوا الخروج من القاعة و تقديم شكوى للسيد الرئيس...
وبعد أخذ ورد لم نذهب لأن عددنا قليل بالنسبة لعدد المحامين الرافضين لفكرة اللجوء إلى رئيس المحكمة...وفي تمام الساعة الثانية عشرة دخلت القاضية وبدأت الجلسة...
البعض من الزملاء برروا رفضهم لفكرة تقديم شكاية للرئيس بالقول بان القاضية المعنية كانت لديها إكراهات متمثلة في عدم إفراغ القاعة من طرق قاضية أخرى...
وردا على هذا التدرع وهذا العذر ندلي ونجيب بالتالي :
- مشكل القاعة فارغة أو مشغولة ليس مشكلا خلقه المحامي بل هو مشكل تنظيم لدى القضاة.
- عدم وجود قاعة تمكن القاضية من الجلسة المحددة لا يهم المحامي بل يهم القضاة ووزارة العدل...
- من يضيع وقت المحامي فعليه أن يتحمل مسؤوليته.
- عدم بدئ الجلسة في موعدها ضيع علي ،أنا شخصيا، وقتي. فعوض أن أذهب لقضاء مآرب ومشاغل أخرى فأنا ضيعت وقتي في انتظار جلسة باسم " إكراهات لدى الآخرين".
- عدم احترام القاضية لموعد انعقاد الجلسة فيه تحقير وعدم احترام لشخص المحامي. وكما يعلم الجميع فتحقير القضاة للمحامين بدأ مند زمان وها هو يستمر بطريقة أعمق...
- المحامون يجدون أعذارا للقضاة وهل القضاة يجدون للمحامين أعذارا ؟ لا أعتقد ذلك حسب تجربتي وعلاقاتي اليومية بالمحاكم وموظفيها والقضاة والعدالة ...
- سمعة المحامي وشخصيته تنهار وتتسخ أكثر يوما بعد يوم لأن غالبيتهم يرضون بالظلم والتحقير وتضييع وقتهم، بعدة طرق، من طرف بعض القضاة والموظفين...
- كل محام حضر هذا الصباح لهذه الواقعة بهذه الجلسة عليه أن يعرف أنه ضيع فرصة عمل وبتضييعه لوقته فهو يضيع وضعه الإجتماعي. فالوقت من ذهب، والوقت هو المال. والمال هو الوقت...خاصة إذا نظرنا إلى الحالة المادية المزرية للعديد من الزملاء...
فلو جمعنا حسابيا الوقت الضائع لمجموع من حضروا من المحامين فقط بهذه الجلسة، أي عشرون محاميا، لوجدنا أننا ضيعنا على أنفسنا وعلى العدالة بالمغرب وعلى المواطينن وعلى المجتمع أكثر من 40 ساعة. 40 ساعة ضاعت هذا الصباح، تعطلت خلالها العدالة وضاعت خلالها حقوق وفرص العمل والكسب...هذا ناهيك عن الوقت الذي ضيعه المتقاضون الحاضرون بالجلسة...وكم هم أنفسهم ضيعوا على الآخرين من الوقت ؟؟؟
فنحن إن قبلنا بهذه الطريقة في التعامل فهذا يعني أننا نقبل بالتخلف والظلم والعدوان والتفقير والتحقير.
هكذا فوقت المحامي يضيع عبثا وسمعته تتسخ ومهنته تحقر وكأنه خرقة تمسح فيها أوساخ القائمين على العدالة وغيرهم...فليعلم من يهمه الأمر أن من بين المحامين من يرفض التخلف والظلم وتضييع الوقت...لا نرضى لمهنتنا بهذه المهزلة ولا بهذا الظلم، ولا نقبل أن يضيع علينا القضاة وغيرهم من الموظفين وقتنا بسبب عدم تنظيمهم وترتيبهم لوقتهم.
هذه بعض مظاهر وأسباب التخلف لدى العديد من المغاربة...والتخلف في حد ذاته هو عدم القيام بما يلزم القيام به في موعده...
الحايل عبد الفتاح محام بهيئة الرباط








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار