الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجمال صفة الانسان الراقي امراة كانت ام رجلا

سامي كاب
(Ss)

2014 / 4 / 25
المجتمع المدني


كن جميلا ترى الوجود جميلا
الجمال صفة مركبة متعددة العناصر تشترك بتمييزها حواس الانسان الخمس اضافة للحاسة السادسة وهي حاسة الحدس والتخمين
والجمال انواع كثيرة يدركها العقل الانساني كونه يمتاز بالرقي والذكاء والقدرات الادراكية الذهنية العليا ومن هنا فان الجمال صفة راقية عليا
هناك جمال الطبيعة بكل عناصرها وهناك جمال الاشياء المختلفة من هيئة وشكل وصوت ورائحة وذوق ولمس ومعنى وهناك الجمال الظاهر وهناك الجمال الباطن اي جمال الشكل وجمال الجوهر
نقول احساسا جميلا عندما نحس الجمال من حولنا منعكس عن عناصر الوجود في واقعنا وهذا الاحساس يضفي علينا المتعة والراحة وحب الحياة والاقبال عليها ببهجة وسرور
والبحث في الجمال طويل ومعقد وشائك ولا مجال هنا للالمام به انما اقتصر في كتابتي في هذا المجال عن جمال شكل الانسان ( هيأته ) سواء كان ذكرا ام انثى
جمال الانسان :-
الانسان عرف الجمال منذ تفتح عقله وامتلاكه نسبة عالية من الذكاء وقدرا كبيرا ومتنوعا من ملكات الوعي والفهم والادراك بالتزامن مع رقي حواسه وتعقيد تركيبه العصبي ورقيه جسديا كيماويا وفيزيائيا وميكانيكيا وحيويا
الجمال صفة معنوية يفهمها دماغ الانسان كانعكاس عن حالة مادية كائنة بحالة افضل مما يتوجب ان تكون عليه وبطريقة ارقى ونظام راقي متطور متناغم مع تطور الحياة والكون بالدرجة المتقدمة والامثل
هذا وقد تعلم الانسان مع مرور الزمن ومن خلال تفاعله الحياتي مع الطبيعة وعناصرها من نباتات وحيوانات ومع المتغيرات الكونية من نجوم وكواكب وشمس وقمر وبحروريح ومطر وجبل وسهل ونبات وخضر وشجر وورد وزهر وطير ومع الانسان ذاته من قوميات واجناس مختلفة
تعلم الانسان كيف يصنع الجمال بالغناء او الموسيقى او الرسم او النحت او الرقص او التشكيل او الشعر او النثر او الحركات الايمائية او اساليب التعبير المختلفة الاخرى وكيف يحسه ويتذوقه وكيف يدركه ويميزه ويفهمه وكيف يتعاطى معه ويستغله في بناء شخصيته وثقافته ومعلوماته ومهارته وتقنية عيشه وفلسفة حياته وكيف يطور نفسه ويعيد برمجة كيانه وتنظيم اسلوب حياته كي يحصل بالنتيجة على السعادة وهناء العيش ومتعة الحياة فيحس بوجوده ويرضى عن نفسه
استعمل الجمال زادا روحيا وقوة معنوية لزيادة الانتاج وكمية العطاء وتحسين نوع الانتاج والعطاء وتطوير اسلوب العيش ونظام الحياة
واستعمل الجمال كعملة صعبة للوصول للاهداف السامية كالمكاسب المادية الكبيرة او مراكز السلطة ومواقع القرار واستعمل كوسيلة لتحقيق اهداف الانسان وغاياته من اجل تطوير حياته وتحسين ظروف معيشته
واستعمل الجمال في صناعة الحب والتآلف والتسامح والتعاون بين الناس وكان الجمال وما يزال عنصرا اساسيا في بناء حضارات الشعوب وتنوعها واعطاءها اللون المميز والشكل والمضمون
ومن هذا القبيل وجد ان صناعة الجمال تصنع الثقة بالنفس وتقوي ارادة الحياة وتصنع البهجة والسرور والرضى الذاتي في قلب الصانع وقلوب من يحسون الجمال من حوله
جمال جسد الانسان رجل او امراة طفل او طفلة صبي او صبية عجوز او عجوزة مهما كان عرق الانسان او نوعه او مهنته فالجمال هو الجمال لا يختص بانسان دون آخر
جمال الجسد بقدر رقيه وحسنه وجاذبيته وبقدر ما يترك احساسا جميلا واستحسانا لدى الآخرين بقدر ما يكسب صاحبه الثقة بالنفس والاحساس بالسيطرة والتحكم في مسيرة الحياة الذاتية وبقدر ما يقوي الارادة الحياتية ويبعد الاحساس بالفشل والاحباط والياس والدونية والخوف من مواجهة الحياة وبقدر ما يبعد الاحساس بالتردد في اتخاذ القرارات المصيرية او اتخاذ القرارات المناسبة والصحيحة والضرورية في الاوقات الصحيحة والاماكن الصحيحة
جمال الجسد عند الانسان واركز هنا على الرجل لان مفهوم الجمال في المجتمعات التقليدية الدينية الرجعية المتخلفة كالمجتمع العربي عموما منحصر بالمرأة فقط اذ تتجمل المرأة لغاية جذب الرجل من اجل الحب وممارسة الجنس ( علاقة بهيمية حيوانية لا ترتقي بمفهومها الى العلاقة الانسانية الراقية المتنوعة المعاني المترفعة السامية عن المستوى الغريزي الحيواني كما كان يعتقد الانسان البدائي الاول )
لقد تطور الانسان خلال عشرات آلاف السنين وتطور تركيبه الفسيولوجي فتطور جهازه العصبي وتطورت شخصيته بكل تراكيبها جسديا ونفسيا وذهنيا وبناء عليه فان هذا التطور من الطبيعي ان يعكس تطورا في الرؤى والمفاهيم وفي الاحساس والادراك والوعي والفكر والحكم والقرار وبالمحصلة تطورا في الهيئة والشخصية واسلوب الحياة والمنهج الفردي والعمومي فلم يعد انسان اليوم بحاجة لدين او معتقد غيبي لاتخاذه منهجا حياتيا او الاعتماد عليه كاسلوب معيشة او فلسفة حياتية كما كان الانسان البدائي ذو الشخصية البسيطة البدائية والوعي المتدني والقدرات الذهنية والحسية البدائية البسيطة اذ كان يعتمد العقيدة والدين والاسطورة المستمدة من الفكر الغيبي ( فكر الخيال والوهم والاعتقاد والتصور خارج حدود المادة ) كنظام حياة واسلوب معيشة ودستور يحكم الحياة الاجتماعية
كان الرجل اذا حلق ذقنه يعتبر مخالفا لصفات الرجولة ويعتبر اخنثا ويجب قتله والتخلص منه لانه شاذ غير منتج
وكان الرجل اذا تصرف بشكل لطيف جميل بحركاته واسلوب كلامه ومنطقه وتفاعله الاجتماعي يعتبر شاذا ايضا وينبذ من المجتمع فيخسر مكانته وحياته
وكان الرجل اذا بدى دمثا جميل المحيا يفقد اعتباره كرجل في مجتمعه
وكل هذا بعكس المرأة فاذا ازالت شعر جسدها وتجملت وجذبت الرجل نجوها ومارس الجنس معها فحملت وانجبت ذكورا يعملون في الحقل او جنودا يحاربون من اجل البقاء وتحسين ظروف العيش تكون المراة هنا جميلة وجمالها مستحسن بل ومقدس
نستدل من هذا المثال بان الجمال كان عند الانسان مصدرا للعيش وسببا له وله منظور نابع من العقيدة وليس منظور مبني على اساس علمي منطقي وحقيقة ملموسة وتجربة حياة وفهم متطور راقي ووعي حضاري
تطور الانسان وتطور مفهوم الجمال فاصبح الجمال ركنا اساسيا في بناء شخصية الانسان وفي تشكيل وعيه وثقافته وعاملا مهما وضروريا في نظام حياته واسلوب معيشته اذ يعتبر الجمال سببا في زيادة كمية الانتاج وفي تحسين نوعيته وفي تحسين الظروف المعيشية بمجملها وهنا الجمال المعنوي والجمال المادي لا يختلفان بالقيمة والفائدة فكلاهما مفيد وذو قيمة لانسان العصر الحديث
واصبح الجمال يعتبر مقياسا لتقدم الشعوب ومقياسا للرفاهية والرخاء والقوة والتميز
سؤالي بعد هذا هو : لماذا لم يكن شكل الرجل جميلا كما يرى ويحب هو ويرغب بما يتناسب مع خصوصياته وثقافته ووعيه ونوعه ومهنته وميوله ؟
لماذ لم يكن الرجل حرا في اختيار شكله ؟
لماذ ا ما زال الرجل في المجتمع العربي الاسلامي غير قادر على تجاوز المفاهيم التقليدية الموروثة منذ آلاف السنين حول الجمال ؟
لماذا ما زال الانسان العربي رجلا او امراة يربط الجمال بالغريزة الجنسية ؟
لماذا ما زال الرجل العربي يتعامل مع الجمال بعقلية بدائية تحكمها المعتقدات والدين وفتاوى المشايخ والخرافات ؟
ان هذا الزمن هو زمن الحريات والديمقراطية وزمن الحياة الانسانية الراقية التقدمية المليئة بالحب والتسامح والسلام وذلك كله من اجل سعادة الانسان ورفاهيته
حرية اختيار الشكل وحرية ظهور الهيئة واستعراض الشخصية وحرية الفكر وحرية اسلوب العيش وحرية التصرف والسلوك الاجتماعي وحرية الاعلام والتعبير وحرية الفلسفة الخاصة وحرية المنهج كلها حريات تاتي على راسها حرية الاحساس والتعبير والتي موضوعها الجمال ومن هذا الجمال جمال الشخصية للانسان اذ يتجلى من خلال جمال الشكل
وانا كرجل اقول بان جمال الرجل يجب ان لا يقل عن جمال المرأة نظرا لان الجمال يدخل في تركيب شخصية الانسان المعاصر كما ذكرت فهو يشكل الفكر والوعي والثقافة والسلوك والمنطق واسلوب العيش وفلسفة الحياة ويمنح الثقة بالنفس ويقوي الارادة الحياتية ولذا فهو عنصر اساسي في بناء الشخصية وبالتالي يعطي انتاجا حياتيا نوعيا يؤدي الى حياة افضل وانسان ارقى وواقع امثل
وانا كرجل اعتبر جمال مظهري في شكل جسدي ووجهي ولباسي وحركتي واسلوب تصرفي وكلامي ومنطقي وطريقة تفاعلي مع كل ما حولي في وسطي المعيشي والمجتمعي هو عنوان شخصيتي تلك التي اعمل دائما على ان تكون شخصية مميزة فكرا وعملا
انا احب الجمال واعشقه بكل انواعه وعلى قمة الجمال يتربع جمال الانسان الرجل والمراة واحب ان اصنع الجمال بحرية وبفن وبابداع وتميز كي استمتع انا واهنأ بالعيش واحس بالحياة من حولي وبانسانيتي وبوجودي في حيزي بكل كفاءة وقوة وارادة ولكي يستمتع من حولي ويحسوا الحياة ويهنأو بها فنصنع معا حياة اجمل
جمال شخصيتي شكلا وجوهرا هو سر سعادتي بالحياة وهو الوقود المعنوي الذي يدفع بمركبة حياتي قدما نحو الامام بكل اصرار وامل للوصول الى اهدافي السامية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دفع غرامة وكفيل.. حياة المهاجرين تزداد صعوبة في مصر


.. المدير التنفيذي للوكالة الأمريكية للاجئين شون كارول: تم إغلا




.. جمهوريون: عقوبات على -الجنائية الدولية- إذا صدرت أوامر اعتقا


.. تفاقم معاناة النازحين في رفح بعد سيطرة إسرائيل على المعبر وت




.. أعداد الشهداء الفلسطينيين تتزايد جراء الهجوم على غرب رفح.. و