الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة السورية والاديان محاضرات السيدة مهاة فرح الخوري

الياس المدني

2005 / 7 / 16
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


بدعوة من وزارة الخارجية البولندية قامت الاديبة والمفكرة السورية السيدة مهاة فرح الخوري بزيارة لجمهورية بولندا تستغرق عدة ايام اجرت خلالها العديد من اللقاءات مع الشخصيات السياسية والادبية والدينية في بولندا. كما قدمت عدة محاضرات في العديد من المراكز الفكرية تناولت خلالها مسائل مهمة تتعلق بالدرجة الاولى بوضع المرأة السورية وعلاقات الاديان في منطقة الشرق الاوسط وخاصة في سوريا.
وقدمت السيدة الخوري واحدة من اهم محاضراتها في جامعة مدينة كراكوف العريقة بحضور عدد كبير من المحاضرين والمستشرقين، الذين يلعبون الدور الاهم في رسم صورة الانسان العربي وضع المجتمعات العربية.
كما قدمت السيدة مهاة الخوري محاضرة مطولة في مركز المؤتمرات الصحفية في العاصمة وارسو بحضور عدد من محاضري وطلبة كلية الاستشراق وكذلك عدد من الصحفين والمهتمين بالشأن الاجتماعي العربي تناولت فيها موقع ومكانة المرأة في المجتمع العربي.
فقد ذكرت بتاريخ المرأة في الحضارات المختلفة لتصل الى المرأة العربية اليوم ووضعها ومكانتها الاجتماعية والاقتصادية والفكرية. واثبتت عبر الامثلة العديدة عدم صحة ما تتناوله الصحافة الغربية في وصفها للمرأة العربية عامة والسورية خاصة، اذا ذكرت بان المرأة هي عماد واساس العائلة وهي المسؤولة عن تربية الاجيال، فالتربية الصحيحة تبدأ في الاسرة لتمتد بعد ذلك الى المجتمع. وذكرت السيدة مهاة بان الاديان كافة حثت وفرضت على الانسان البر بوالديه واحترامهما ومجتمعاتنا العربية التي لازالت الى اليوم يلعب الدين فيها الدور الاساسي تحترم وتصون المرأة فمن لا يحترمها او لا يعطيها حقوقها فهو في خلاف مع الدين وما فرضه.
غير ان السيدة الخوري لم تتناسى ايضا المشاكل التي تعاني منها المرأة ولم تنف ان هناك الكثير من الصعوبات التي لازالت تواجه المرأة وان على المرأة ايضا ان تقوم بدورها خاصة التربوي، فما تزرعه اليوم سيكون له اثاره في المستقبل.
كما اكدت ان المرأة التي عانت اثناء الحمل واثناء الولادة واثناء تربية الطفل عبر سنوات عديدة لا تحبذ ولا تريد ان تفقد هذا الطفل لا تريد ان تفقد ابنها او زوجها او اخيها في الحروب. المرأة بطبيعتها انسان عاطفي يكره الحروب وينادي بالسلام، لهذا لا تفهم كيف يحلو لبعض وسائل الاعلام ان يطلق لقب ارهابية على المرأة العربي.
وفي الشق الثاني من المحاضرة تناولت السيدة مهاة الخوري العلاقات بين الاديان في سوريا والشرق الاوسط، فذكرت بايام طفولتها حينما كانت تلعب مع الاطفال من اديان مختلفة ولم يكن من الادب مطلقا السؤال عن الدين الذي ينتمي اليه الاخر. وانه الى اليوم لم تشعر ببلادها باي ظلم او اضطهاد بسبب انتمائها الديني. وقالت ان معتقدي الاديان لا يتعايشون في الشرق الاوسط الى جانب بعضهم، بل يعيشون في بلد واحد وفي حي واحد وهم اصدقاء وجيران يعيشون الظروف ذاتها ويعانون من المشاكل ذاتها، بل انهم يتقاسمون كل شيء كما لو كانوا عائلة واحدة. وقالت انه في حارات دمشق تكون شجرة مزروعة في بيت بينما اغصانها وثمرها تطل على بيت اخر، والكل يأكل من هذا الثمر ولا احد يسأل عن دين من يأكل ولا يطالب بثمن ما يؤكل. من هنا ايضا تتعجب ولا تفهم الدعوات الغير عادلة والتصرفات الغير مسؤولة من بعض الذين يتخذون من الدين غطاءا لهم للقيام باعمال تؤذي ابناء البلد الواحد بغض النظر عن ديانتهم، لان انفجار القنبلة او اطلاق النار العشوائي على المدنين لا يؤدي الى قتل ابناء طائفة بحد ذاتهها. بل ان الذين يقومون بهكذا تصرفات انما يؤذون الاديان الحنيفة ويسؤون الى الرب الذي دعى الى المحبة والتعيش بسلام.
وفي ردها على سؤال عن انتشار الحركات الدينية الاسلامية وتأثيرها على المسيحيين في المجتمعات العربية اوضحت السيدة الخوري ان هذه الحركات هي حركات سياسية وليست دينية وان صراعها هو صراع سياسي مع الغرب وليس صراعا دينيا او اجتماعيا خاصة مع الاقليات الدينية الموجودة منذ الازل في الشرق الاوسط. كما ذكرت بتاريخ العيش السلمي المشترك لجميع الاديان في سوريا التي تجمع اليهودي والمسيحي والمسلم، اعطت مثالا عن العديد من الاطباء اليهود والمسيحيين الذين يعالجون السوريين بغض النظر عن انتمائهم الديني.
ثم تطرقت في ردها على سؤال اخر عن صراع الحضارات بقولها ان هذه المقولة انتشرت منذ سنوات قليلة فقط وجاءت في اطار عدم فهم الحضارات الاخرى وفي اطار فلسفات لا تستطيع ان تتقبلها، فهي المرأة التي ادارت مكتب الكنائس المسيحية في الشرق الاوسط، وعملت الكثير لنشر الثقافات العربية في الغرب او الغربية في البلاد العربية، وهي المرأة التي حصلت على اعلى الاوسمة من الجمهورية الفرنسية والبولونية والعديد من الجوائز الاوروبية لنشاطها في اطار تفاهم الحضارات لا تستطيع ان تتقبل مفهوم صراع الحضارات، بل تؤيد وتعمل من اجل نشر مفهوم اخر هو حوار الحضارات. وهنا دعت الصحفيين الغربين والمفكرين الى دراسة الحضارات الاخرى وعدم الركض وراء الاثارة والصور التقليدية التي رسمتها سينما هوليود للحضارات والشعوب الاخرى. فصورة الستيريوتايب في 99% من الحالات صور غير حقيقية.

حقيقة اتت زيارة السيدة مهاة الخوري في وقت كنا نحتاج فيه الى صوت مثل صوتها والى انسان يحمل تجربتها لتثبت لجميع من كان يصور المرأة العربية على غير صورتها، انها نقيض هذه الصورة. جاءت تحمل معها نداءا من اجل السلام ومن اجل التفاهم والحوار، واعتقد انها نجحت في ايصال هذا النداء خاصة لاولئك الذين يصنعون الرأي العام في بولندا. فشكرا لك يا سيدتي العزيزة وشكرا على كل لحظة قضيتها برفقتك فقد كنتِ في قمة التألق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكشف عن وجه امرأة -نياندرتال- عمرها 75 ألف عام


.. روسيا تعلن اعتقال جندي أميركي دخل إليها من كوريا الجنوبية بت




.. شرطة نيويورك تنقذ امرأة قبل سقوطها من برج مكون من 54 طابقاً


.. كاتبة العرض المسرحي أحلام الديراني




.. الباحثات في تونس ضعف الدعم وهجرة مقلقة