الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب بين العقل و النقل------------------------------

طه حسين عبده

2014 / 4 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


-----------------------العرب بين العقل و النقل------------------------------

هو صراع فكرى قديم بين فقهاء المسلمين دار بين مدرستين الاولى تنادى بإعمال النقل و الثانيه تنادى بإعمال العقل -------
و فى ظل انشغال المسلمون بهذا الصراع الفكرى - كان هناك من يراقب هذا عن كثب لسيتفيد منه ويجنى ثماره - تلك كانت اوربا و التى كانت فى مراحلها النهائية فى التخلص من سيطرة وتحكم رجال الدين فى مجتمعاتها وتطلعت فى حينها الى مستقبل اكثر اشراقا و تحضرا فدفعها ذلك و بقناعة كاملة الى ان تختار و بدون تردد ان تُعمل عقلها وتنجح هى فى الاختيار بينما تركت العرب خلفها غارقين فى صراعهم و ادركت ان هذا هو سبيلها الوحيد للانطلاق نحو الابداع و التقدم والازدهار واتخذت من افكار( رائد مدرسة اعمال العقل ) الفيلسوف (المسلم ) ابن رشد نبراسا لها ليضىء ظلام جهلها ويرفع عن كاهلها غبار الجمود -- وانطلقت لتثبيت الاركان الهامه لبناء حضارتها وهى بناء انسان له القدره على التفكير المنطقى و النقد والتحليل السليم ومحاربة الخرافات - ثم انجزت و شيدت حضارتها العملاقه و الماثلة امام اعيننا اليوم فى شموخ ---
– اما المسلمين فحرقوا كتب ابن رشد !! فأحترقت معها قيم ومبادىء مثلى .
و نحوا عقلهم جانبا و اختاروا - مدرسة اعمال النقل- وهى التى تستسلم لافكار السابقين دون تمحيص و لا مراجعه و لا اضافة وتعطل العقل وملكاتة فيحرم البشر من اسمى ما خلقة الله سبحانه وتعالى فيهم وميزهم به عن سائر خلقه .
فى الواقع كان ذلك اختيار المسلمين ولم يكن اختيار الاسلام !! - فالاسلام هو دين يعلى من قيمة العقل و يرفع من شأنه فهو مناط التكليف عند الانسان والهدية المهداه من رب العباد --- و الاسلام يشجع ايضا على التفكير ويرحب بالنقاش و الجدل والانفتاح على الاخرين وقبولهم و ينمى روح النقد و اشغال الفكر و اعماله --
و من اراد الدليل فعليه بألقرآن الكريم ففيه آيات محكمات كثيرة تحث على التفكير و التدبر و التعقل وسؤال اهل الذكر ---الخ
وواقع الامر ان الفقهاء القدامى سامحمهم الله اختاروا هذا المنهج وشجعوا عليه طمعا فى الحصول على المنح و العطايا التى كانوا يحصلون عليها عند ارضائهم للحكام و الولاه الظالمين الذين وصلوا الى مراتب الحكم على أسنة الرماح و بحور الدماء فدفعوا بالامة للاسف الى براثن الجهل و الظلام والتخلف- وخشوا ان يشجعوا ابناء امتهم على منهج اعمال العقل و التفكيرالمنطقى و امتلاك القدره على انتقاد الواقع بعقلية نقديه ثاقبه ظنا منهم ان ذلك قد يدفع الرعيه الى محاسبة حكامهم و معارضتهم و بالتالى التخلص من استبدادهم –و بالرغم من ادراك هؤلاء الفقهاء بان محاسبة الحكام هو اسلوب ومبدأ اصيل ارتضاة الاسلام منذ بدايتة وشجع عليه المسلمين--- ولنا عبرة فى الخطبة التى ألقاها الخليفة الاول سبدنا ابو بكر رضى الله عنه على عامة المسلمين قبيل توليه مهام الحكم حينما اقر انه ليس بأفضلهم واباح لهم محاسبتة ومسائلتة اذا انحرف ( ايها الناس انى وليت عليكم ولست بخيركم فان اصبت فاعينونى واذا اخطأت فقومونى ) - الا انهم كفقهاء اخفوا ذلك خشية ان يؤثر ذلك على مصالحهم و مكاسبهم التى ينالونها فأرتضوا هذا المنهج وفرضوه على سائر الناس فصاروا يبررون للناس ما يصدر عن الحكام من سوء تصرف او انحراف فى السلوك ويدفعونهم لقبول ذلك بحجة طاعة اولى الأمر تارة اوالادعاء بانه ابتلاء يجب الصبر عليه تارة اخرى --
و من الغريب انه فى الوقت الذى اهتم علماء المسلمين بنقل معظم العلوم بكل صورها من الحضارت المختلفة وترجموا منها الكثير و العديد مما جادت به قريحة تلك الحضارات و على رأسها الحضارة اليونانيه القديمه و التى نهل منها العرب الكثير و لم يتركوا شاردة ولا واردة من مختلف علومها المتعدده الا و نقلوها - الا نوع واحد من العلوم تجاهلوا نقله --!!! الا و هى علوم السياسة و الحكم التى برع فيها اليونانيون و كانوا فيها من الرواد الاوائل -- و ابدع فلاسفتهم و مفكريهم من امثال افلاطون و ارسطو وغيرهم فى كتابة و تسجيل افكارهم و ارائهم عن السياسة و نظم الحكم و الديموقراطية فى كتبهم المختلفة التى كان من ابرزها كتابى -- الجمهورية و السياسه--,
تجاهل علماء المسلمين نقل علوم السياسة كان عن عمد ذلك لخشيتهم الوقوع فى صدام مع الحكام و الولاه و حفاظا على فيض الهبات و العطايا التى كانوا يتلقونها منهم و هذا الموقف المتخازل حرم الامة للاسف من معين لاينضب من افكار مستنيرة كانت من شآنها لو اتبعتها الامة فى حينها لاختلف حالها تماما عما هى فيه اليوم من امة تعانى من عجز مذل وحال منكسر الى امة قوية شامخة فى مقدمة الامم لا فى مؤخرتها ---- طه حسين عبده








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انها مجرد احلام لا وجود للعقل في الاسلام!!!
سمير آل طوق البحراني ( 2014 / 4 / 27 - 07:16 )
اخي الكريم خير الكلام ما قل ودل. هناك ايتآن في القرآن تلغي بل تحرم استعمال العقل في الاسلام وهما: ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا و الرسول اولى بالمؤمنين من انفسهم. هانين الآيتين المحكمتين هما الركن الذي قام عليه الاسلام.اما الآيات التي ورد فيها استعمال العقل فهو العقل اللاعقل اي تقبل كل التشريعات بدون مسآءلة. أخي الكريم :ما علاقة الارضاع بتحريم الزواج من الاخت من الرضاعة عند المسلمين عامة وما هو السبب لتحريم زواج الهاشمية على الهاشمية في المذهب الشيعي خاصة ؟؟.هل الحج وطقوسه يخضع الى عقلانية العقل ؟.الف سؤال وسؤال يدور في عقل المسلم في اللا معقول في الاسلام ولا جواب والجواب الوحيد :استعذ من الشيطان الرجيم الذي يريد ان يضلك. ان كثير من الفتاوى التي تستند على النقل والتي يرفضها العقل لها دليلها في القرآن الذي يحث على العقل وهو دليل واضح على ان العقل المعني هو ما اتاكم الرسول فخذوه..... لو استعمال العقل مسموح به في الاسلام لما انقسم المسلمون الى مذاهب ولربما اصيح الاسلام شان شخصي وليس دفاعا عن الله بجز الرؤوس.هل الله يحتاج للدفاع عنه؟؟. اين العقل لو استعملنا العقل؟؟.


2 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 4 / 27 - 22:26 )
في عام 1927 وضع (هايزنبرج) مبدأ (عدم اليقين) أو مبدأ (الريبة) , وهو مبدأ فيزيائي من المباديء التي تحكم الكون , ينُص هذا المبدأ على (أننا ممنوعون من معرفة الحقيقة الكلية , وليس لنا أن نختار إلا نصف الحقيقة أما الحقيقة الكاملة فنحن ممنوعون عنها) .
يعتبر مبدأ (عدم اليقين) لـ(هايزنبرج) قانون صارم من قوانين الطبيعة ولا يرتبط بأي شكل ببعض القصور الموجود في أجهزتنا , وهو مبدأ يُعلمنا أنه ليس في وسع الانسان إلا المعرفة الجزئية أما المعرفة الكُلية فهذه حكمة لم يُسمح لنا بالاطلاع عليها .
ويعتبر هذا المبدأ من أعظم المبادئ أثراً في تاريخ العلم الحديث حيث أنه يضع حداً لقدرة الإنسان على قياس الأشياء.

اخر الافلام

.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية


.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟




.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي




.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ