الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوسف القعيد ..مثقف الشعب وحكائه

أماني فؤاد

2014 / 4 / 27
المجتمع المدني



منذ أيام كنت أتحدث مع الأستاذ يوسف القعيد ، وسألته عما يشغله الأن ؟ سعدت للغاية حين قال بصدقه وتلقائيته المعهودة ، كنت بصدد مشروع روايتين ، وإذا بي أتركهما بعدما ألحَّت عليّ فكرة جديدة ، رواية عن العام الذي حكم فيها الإخوان مصر ، شعرت وقتها أن السبعين ربيعا لم تزل نضرة ، مزهرة بورودها وعطاءاتها التي لا تجف ، فبر مصر دائما هو هاجس القعيد الملح .
أذكر أنه في كل مكان يجمعنا في صحبة الروائي الكبير ، في مصر أو خارجها أجد وجوه محبة ، وأيدي تمتد لتصافحه ، تعبر عن إعجابها بأراءه ، أو ما يحكيه علي شاشات التلفزيون ، أو مايقرأون من مقالاته و رواياته ، وجوه بسيطة من كل فئات الشعب المصري والعربي ، كما يبادرون بسؤاله في الفترة الأخيرة : علي أين مصر ذاهبة ؟
تلك الحميمية التي يشعرها البسطاء مع القعيد ؛ لشعورهم أنه منهم ، لا يتعالي عليهم ، يحدثهم دون تقعر ، يشعرون بأنه مهموم بواقعهم ، صادق ، لا شعور يداخلهم بأنه في أحد أبراج المثقفين العالية ، تتميز أحاديثه وحكاياته بأنها لا آثرة فيها لذاته ومواقفه ، أو منتجه الإبداعي ، في حين أنه تاريخ من العطاء المشرف ، الحريص علي كرامته .
دائما هو خير من يتحدث عن الآخرين ويهبهم مكانتهم ــ لو يستحقون ــ ، لا يستطيع أن يحب أو يصادق من بلا قيمة ، حين يتحدث لا يقحم ذاته كشأن كثيرين من الذين لا يتكلمون إلا وهم يحملون ذواتهم وكأنها محور الأحداث والكون ، فهو من البشر القادرين علي التقاط الجميل في من حوله .
حين يقتنع القعيد بأحد الرموز والأعلام المصرية تشعر أنه يتماهى معها ، ومع منجزها ، فهو الناصري الذي يفخر بكل ماصنعه الزعيم ، وتجسد فيه حلم كرامته ، محفوظي الهوي ، ومن أصدق مريدي الأستاذ "هيكل" ، حين يحب القعيد يتعامل مع المنجز الكلي ، يدرك تماما الإيجابي والسلبي ، يغفر فقط ويتجاوز حين يشعر أن الرمز يستحق ، مخلصا لإفكاره ولإصدقاءه ، رأيته مرات حين يقص عن جمال عبد الناصر ، أو عن حفيدته "أمينة" التي يتجسد فيها المستقبل عنده ، تدمع عينيه ويرتعش صوته تأثرا وأملا .
القدرة علي العطاء ، ومد يد الدعم ، من أبرز صفات الإستاذ يوسف ، أذكر أن بداية معرفتي به كان من خلال دراسة نقدية قرأها لي في إحدى المجلات ، فإذا به يتصل ويشجعني صوتا نقديا جديدا ، ثم يرسل لي روايته "قسمة الغرماء" ، فأعد عنها دراسة و ندوة لمناقشتها في صالون د. عبد المنعم تليمه ، وجدته بعدها بأيام يكتب في صفحته بجريدة الدستور عن التناول النقدى الجاد ، كما قدم لي بعدها كل الدعم للتدريس بأكاديمية الفنون ؛ لمجرد الاقتناع أن هناك عنصرا يستحق ، يوسف القعيد مصري أصيل ، مثقف يتحيز للالتحام بالواقع ، يندمج في يسر مع البسطاء ناقلا لكل أفكاره التنويرية لهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف المجريين يتظاهرون في بودابست دعما لرئيس الوزراء أوربان


.. إسرائيل وافقت على قبول 33 محتجزا حيا أو ميتا في المرحلة الأو




.. مظاهرات لعدة أيام ضد المهاجرين الجزائريين في جزر مايوركا الإ


.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يتظاهرون في باريس بفرنسا




.. فوضى عارمة في شوارع تل أبيب بسبب احتجاجات أهالي الأسرى