الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤمن - المومن - الحرامي

عادل الخياط

2014 / 4 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المؤمن الحرامي هذا كان في يوم من الأيام يساريا , ولكونه من نوع اليساري البسيط .. البسيط يعني المتواضع , يعني مثل أي شخص كان لا يقرأ ولا يكتب أيام السبعينات عندما كان الحزب الشيوعي العراقي يتبوأ مركزا جماهيريا , هذا الشخص الأمي تراه يقبض بيده جريدة طريق الشعب ليعرضها على الخلق .. في عراق اليوم من المحتمل بل الأكيد ترى ذلك الشخص يضع نذرا أخضر حول رقبته تيمنا بالزمن البيرقي الأخضر !!

ليس القصد هنا تبرير الحالة , لأن التبرير هنا يدخلنا في مديات عن تحولات مجتمعات عديدة وذات بُعد تاريخي في مدى علمانيتها نحو خرافة الدين , القصد هو حكاية تصب في ذات المنحى , والتايتل يُفصح عن المضمون :

الحكاية تقول : ان هذا المؤمن الحرامي كان في يوم من الأيام يساريا .. ملاحظة : صفة الحرامي ليست مقترنة بديانة أو أية أيلوجية , إنما صفة بشرية , لكن أعتقد ان الدين يضع لها مبررات شرعية على ضوء مايحدث في عراق اليوم .. على أي حال : نتواصل مع الحكاية التي تزعم أو بتعبير أدق تفصح أيحاءاتها ان هذا " المومن " الحرامي قد أخذت تنتابه موجات من الشد العصبي بين ماضيه اليساري وبين واقعه الحالي الذي يفرض عليه الصلاة في مواعيدها - ما عدا صلاة الفجر حيث يغلبه أو تعز عليه حلاة النوم عند الفجر - .. لكنه يُصليها متأخرا أو كما يُسمونها " قضاة أو قضاء "
الشد العصبي لهذا " المومن " الحرامي انه ذات يوم كان يناقش ادبيات الماركسية , أما اليوم فإن صاحبنا قد أخذ يقحم الدين في كل صغيرة وكبيرة , طبعا ان هذا الفعل يقترن بمدى عقليته - رغم انه , بالمناسبة , انه ليس من نوع الديني المتزمت - وهنا ربما نقع على علة الدين في تدمير النفس البشرية , لكن حتى لا نظلم الدين في هذا الإطار , فالذي يسرق ويخدع ليس بالضرورة أن يكون دينيا , صفة غرائزية , الفِعل الضئيل صفة غرائزية يشترك فيها البشر أجمعين , لكني أعتقد أن موشور الدين يضع بصماته على صاحبنا .. فمثلا صاحبنا هذا دائما يُوجه نعت للأخرين تمس الجانب الديني , كأن يقول للآخر : مُلحد , كافر , خارج عن الدين , لكن عندما تقول له : أنت ديني , لكن حرامي " .. لماذا يشمئز يا ترى ؟ المفروض لأنه ديني فلا يجب ان يكون حرامي , لأن العُرف الديني يقول : ان الديني لا يجب أن يكون لص .. طبعا هو يشمئز لكونه حرامي , بمعنى هي تلك الإزدواجية التي تتملكه , كيف تحتويه تلك الإزدواجية ؟ .. الإزدواجية تتأتى من العقل الضئيل , في حالتنا هذه أو على الأعم هناك مادة ومنافع ورخاء .. خلاصة القول : ان هذا الشخص عندما كان يساريا كان صاحب خُلق , فكيف تحول إلى لص - مع الإستثناء - , هل الدين أباح له تلك اللصوصية , أم أنها تولدت نتيجة ظروف الحياة , أم أنها غريزة في دمه ؟ وربما للموضوع تشعبات كثيرة عن فلسفة الأخلاق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عرف الزاد اهله فتقدم-قصة المومن قديمه ولكن ليس كل
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2014 / 5 / 1 - 03:04 )
تحيه للكاتب وأريد -ان سمح ان ازيد
في سنة 52من القرن الماضي كنت ناشطا سياسيا فلاحيا مبعوث من المدينة وفي يوم ممطر وبعد سير قرابة 30كم جعت فدخلت اقرب مضيف فاغتسلت ثم قدم لي طبق-ولم تكن حينذاك صينية الطعام واكلت لوحدي لان الوقت كان بعد الغداء كثيرا ثم جئ بالجاي فشربت مع المعزب وأولاده واثناء ذالك ساءل المعزب مبتسما ان كنت قد شبعت موضحا انه لو كان في المضيف شريك لي -مومن لما شبعت وقص التالي
قدم غداء في مضيف لشخصين احدهما كان مومن والبلم كان مليئا بالرز وفوقه دجاجة محمصه سال لها لعاب المومن وقرر الاستفراد باكلها وحده وسرعان ماتدحرجت الدجاجة الى جانب المومن من البلم فابتسم وقال
عرف الزاد اهله فتقدم
محاولا ان يعلن الدجاجة ملكه الخاص
فضحك الضيف الثاني قابضا على الدجاجة ومقسما إياها الى نصفين اخذا حصته منهما
ومكملا شطر شعر المومن بالتالي
لاشيخنا
كثر النبش تحته فتهدم
فصمت المومن مكتفيا بحصته من الوليمة -خاصة لانه ظهر ان غريمه موزوج جعاب
فالموامنه كانوا دائما بستخدمون الدين لمصالحهم الخاصة ولكن ليس جميع الموامنه
لان قائمة الشيوعيين الشهداء من الموامنه طويلة منهم حسن عوينه وشيخ حسين وغ


2 - شكرا على المداخلة
عادل الخياط ( 2014 / 5 / 2 - 06:17 )
شكرا أخي العزيز على المرور والمداخلة .. مع يقيني كما ذكرت أنت انه ليس كل المواومنة على ذات الشاكلة , لأن القضية مرتبطة بالأخلاق سواء كان الممارس للفعل المشين مومن أو فيلسوف

اخر الافلام

.. ندوة توعية للمزارعين ضمن مبادرة إزرع للهيئه القبطية الإنجيلي


.. د. حامد عبد الصمد: المؤسسات الدينية تخاف من الأسئلة والهرطقا




.. يهود متشددون يهاجمون سيارة وزير إسرائيلي خلال مظاهرة ضد التج


.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان




.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل