الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعالوا إلينا كي نعمل معاً لترويج ثقافة الحرية والديمقراطية -الكلمة حرية

عبد القادر خالد قدسي

2005 / 7 / 17
المجتمع المدني


في البدء كانت الكلمة, وكانت حرية الكلمة هي إبداع الإنسان العاقل وهي نموذج التواصل واحترام الآخر. في غياب حرية الكلمة تصبح الرّموز هي لغة التعارف الوحيدة بين أفراد المجتمع, والرّموز تتحول إلى جملة من الإيحاءات, والإيحاءات تنقلب إلى حركات وسكنات مبهمة.

من هنا تأتي أهمية حرية الكلمة ودورها في التغيير وضرورة الجرأة والوضوح في الدعوة إليها. قد تقولون لي إنّ أحداً لا يقرأ في هذه الأيام, قد تقولون إنّ الناس محبطون مما يُكتب ويسخرون من الأفكار المطروحة, ومن يقرأ يصاب بالوعي البائس أو الوعي الشقي لأنه لا ينفّذ ما بقدوره أن ينفّذه من الأفكار التي يجدها صحيحة أو أنّه لا يكون قادراً على تغيير أي شيء بسبب دوره وموقعه وهذا يدعوه إلى العزلة وليس إلى المشاركة, إلى الغياب المتواصل وليس إلى الحضور الدائم, إلى نبذ التفاعل والسلبية وقبول الأمر الواقع وليس إلى المبادرة والإسهام الإيجابي في مصير المجتمع والناس. هذا الكلام على ما فيه من واقعية ومنطق لا يُعفي من تحمّل المسؤولية, والمسؤولية أولاً وأخيراً هي تغيير الواقع باتجاه الأفضل, ومن لديه القدرة على ذلك ومهما كانت ضئيلة ولم يستثمرها فهو مقصّر بكافة المقاييس.

تعالوا إلينا كي نضع الأولوية هنا للتغيير العملي في واقعٍ يتميّز بالركود, واقع ثابت وراكد يتحرك حركة شبه الواقف أي للمزيد من العمل والإنتاج وتصحيح الوضع الآسن, ومن لا يمتلك الإمكانية العملية للتغيير أمامه حرية الكلمة, فلا يجب أن يسكت عندما لا يجدي السكوت, لأن حرية الكلمة والأفكار التي تطرحها تساهم في فتح آفاق التغيير وتكوين رأي عام حول مضمونها لا تقل أهمية ومسؤولية عن أية مساهمة عملية.

نحن لا نقول أنّ فكرةً من هنا وحديثاً من هناك قادرٌ على تغيير العالم أو حتى الواقع الضيّق المحيط بنا, لكننا مؤمنون بضرورة ألاّ نسكت, وكل من يمتلك القدرة على التعبير عليه أن يتطلّع نحو المستقبل فقد أضرّ بنا السكوت كثيراً وإذا كان كلامنا لا يجد الصدى المباشر فبالتأكيد أنّه لا يذهب سدى حين يساهم في تكوين الرأي العام حول مسألة ما.

الكلمة حرية- دعونا نؤمن بدور الكلمة في التغيير, دعونا نرى أنّ دورها لا يتراجع بل يتعزّز على مستوى الإنسانية أجمع, شرط أن نعرف أيّة كلمة يجب أن تطرح أو تستخدم علماً أنه لم يمر على البشرية عهدٌ لعبت فيه الكلمة دوراً كهذا الزمن.

دعوا كلاً منّا يقول كلمته على طريقته وحسب إمكاناته وتوجهاته الفكرية أو الاجتماعية أو السياسية, ونضع نصب أعيننا أنّ حريتنا تقف عندما تبدأ حرية الآخرين. الكلمة الجريئة الواضحة تكون رابطاً يجمع ويبني المجتمع وقواه, ودافعاً نحو آفاق المعرفة والتغيير والتّقدم.

الكلمة حرية هدفها الأساسي تحرير الإنسان الذي هو أساس كل إبداع وتقدّم والسعي إلى مجتمع عربي أفضل تُحترم فيه شخصية الإنسان وتصان كرامته في ظلٍ نظامٍ ديمقراطيٍ عادلٍ يوفر له الحرية والأمن والاطمئنان.


عبد القادر خالد قدسـي
اللاذقية – سوريا 15/7/2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط


.. خالد أبو بكر يرد على مقال بـ -فورين بوليسي-يتهم مصر بالتضييق




.. جامعة كولومبيا: فض اعتصام الطلبة بالقوة واعتقال نحو 300 متظا