الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقي ووجع الاختيار

بشار جبار العتابي

2014 / 4 / 30
المجتمع المدني



العراقي ووجع الاختيار

حكاية بسيطة يمر بها كل انسان قد تكون مرحلة مؤلمة في حياته وقد تكون مرحلة عادية الا وهي مرحلة الاختيار وانا لا اتكلم عن الاختيار في نمط محدد فمشكلة الانسان انه معرض للكثير من الاختيارات وللعديد من الامور في حياته سواء على صعيد اجتماعي او عائلي او حتى عاطفي ....لناخذ الانسان العراقي كعينة بائسة بسيطة من مجتمع كبير اسمه الامة العربية او بالأصح الشعوب الاسلامية العربية . تقع اختيارات المواطن العراقي دوما في اطارات ضيقة لا تتيح له معرف الافضل له حالة يمر العراقيين بها في كل ثانية تخص حياتهم المقرفة منذ سقوط اتعس نظام حكم بشري عرفته الانسانية في عام 2003 نعم فقد كانت هناك سلطة الرجل الواحد والذي كان يحكم العراقيين بنظامين العصا والجزرة وترك الحرية لأنفسهم فمن اراد العصا نالها ومن اراد الجزرة تبع صدام بكل جبروته وظلمه وطغيانه ....مسكين هذا المخلوق البائس الذي اسمه العراقي طبعا كانت الاختيارات محدودة فمن باب الغريزة البشرية وهي المحافظة على النفس من الاذى كان العراقيين يختارون الجزرة الجميلة على الرغم من بعض العصي الغير القاتلة التي كانت تطالهم بين حين واخر .
اذكر في احد المرات ان شاب ثار بنفسه ضد احد قردة النظام شتم صدام كانت النتيجة سيئة جدا طبعا اعدم هو وابيه واخيه واعدم حتى طفل صغير لم يتجاوز 9 سنوات من العائلة وتم تهديم منزلهم وتشريد عائلته لقدكان اختياره سيئا جدا ونال عاقبته ...حالة فوضوية تمر بالعراقيين دوما وتمر السنوات علينا عام تلو الاخر وقلنا لنصمت فلن نختار ولكن حين لاحت شعلة الحرية وتعلم الشعب ان يسب ويشتم ويلعن الحكام بحريته في اسوء تفسير للحرية المفبركة التي ارسلتها لنا العمة امريكا وهل نفع الامر لم ينفع فنحن حديثوا عهد بالحرية والقرار الشخصي ..ونظام الانتخاب كان جديد جدا ..رغم انه اعطانا الحق في ان نرى وجه لم نعرفها من قبل لكن كل واحد فيه ياتي يحمل معه دزينة من الشعرات البراقة فهذا كان ثائر وهذا كان مناضل وهذا كان جيفاريا في احلامه وعدنا امام مقصلة الاختيار واخترنا وعدنا لنعض اصابع الندم فثورة الاصابع البنفسجية لونت أصابعنا كل اربع سنوات ولكنها لم تنر افكارنا فنعود لنختار نفس العينات بمرها وعلقمها ...شخص يوزع دعايته الانتخابية مع بطانية واخر برصيد هاتف فئة خمس الاف دينار ...ورجال يرتدون عمائم يقولون انهم جند الله الخفيين واخرون يلبسون العقال والعبائة العربية ...وحتى النساء عرفنا عينات تثير بعضهم السخرية واخرى تثير الافكار فترى سيدة لا تخرج من وجهها شبر بحجة انها تخشى الله لكنها تريد ان تصبح برلمانية واخرى ترها تصورت وكانها في حفل فأصبحت محط انظار عقول وعيون الشباب ...والكل يبكي على برلمانه او بالاصح ليلاه ...
المعروف ان الشعب العراقي ينقسم الى ثلاث كتل بشرية ورغم اني اكره هذه المسميات الا اني ساقولها مرغم ..هناك كتلة الشيعة العلوية والتي تشكل اكبر نسبة من البشر من العراقيين اذ يبلغ تعدادهم ثلثي الشعب العراقي وهم يدينون الولاء للحوزة الدينية في النجف الاشرف وبإتباع مذهبي للامام علي عليه السلام...والكتلة الاخرى هم السنة والتي تتبع المذاهب الاربع ويتمركزن في بغداد والقسم الغربي من العراق ويشكلون نسبة 20 % من العراقييين وهناك الاكراد الذين استقروا في شمال العراق ..وطبعا هناك المسيح والصابئة واليزيديين ...وهم اقليات لهم نفس الحقوق في البلد ....ولكن المعروف بان اهل السنة هم من كان يحكم على طول العصور القديمة وكانت مشاكلهم تقبع في من احق بالخلافة بين علي والخلفاء قبل 1400 سنة ...السنة تريد الحكم والشيعة تريد الاستقرار والكرد يسعون وراء حلم جميل ...كل امة اختارات طريقها وكلهم يدفع ثمن هذا الاختيار ونحن نختار ...وعسى ان تسير يوما الريح بما يشتهي العراقيين .....لكم التحية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادل شديد: الهجوم على رفح قد يغلق ملف الأسرى والرهائن إلى ما


.. عشرات المحتجين على حرب غزة يتظاهرون أمام -ماكدونالدز- بجنوب




.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - الأونروا: يجب إنهاء الحرب التي تش


.. الأمم المتحدة تنهي أو تعلق التحقيقات بشأن ضلوع موظفي -الأونر




.. أخبار الصباح | حماس تتسلم الرد الإسرائيلي بشأن صفقة الأسرى..