الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-عمر محمود بنجلون- واستمرار سياسة صناعة الزعامات

حميد الهاشمي الجزولي

2005 / 7 / 17
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


تم التركيز في المدة الأخيرة إعلاميا على التحاق ابن الرفيق احمد بنجلون الامين العام لحزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي، بحزب الاتحاد الاشتراكي.
وإذا كنت شخصيا أعتبر الأمر من قبيل حرية اختيار كل فرد في أن ينتمي للحزب، الذي يلتقي و"قناعاته" فإن الأمر يصبح غير ذلك حين يتحول الأمر إلى مس بتاريخ وقناعات الآخرين.

لذلك كان مني هذا الرد المحدود في حدود أهمية الموضوع.

1-مندوب الشرق الأوسط والوعي اليومي للسياسة:
في اسئلته قال المندوب:" ....حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي الذي خرج من جلباب الاتحاد الاشتراكي" ، وهذا ينم على سوء فهم لنشوء وتطور وتحول الأحزاب السياسية ،بل وعن عدم دراية بحمولة الكلمات ولو في استعمالها البسيط والتبسيطي.

وهذا الفهم البسيط والتبسيطي نجد له موقعا في القول: "عمر، شهيد الاتحاد الاشتراكي...." ، وهذا كلام يجهل التاريخ ويشوهه ويحمله غير حقيقته، ولا غرابة في ذلك ما دام أن الكلام نفسه تحمله الصفحة الأولى من الجريدة التي تحمل نفس الاسم والتي لم تصدر إلا بعد 8 ماية 1983 ، في الوقت الذي استشهد فيه الرفيق عمر بنجلون في 18 دجنبر 1975 بعد المؤتمر الاستثنائي من أجل مبادئ لا علاقة للاتحاد الاشتراكي النسخة الجديدة" للحزب أو الجريدة التي استعملت الاسم في إطار الصراع بين خطين سياسيين وفكريين وتنظيميين لا علم لمندوب الشرق الأوسط لكنههما.

ولا يفتأ المندوب يفاجئنا بفهمه البسيط والتبسيطي إذ يقول:" كيف تفسر وجودك في حزب انشق عنه والدك". والحقيقة التاريخية غير ذلك لأن "والده" لم ينشق بل تم رميه هو ورفاقه وراء قضبان المعتقل من اجل استكمال حلقات تجفيف منابع التمسك بمبادئ الحركة الاتحادية الأصيلة التي ناضلت وتناضل من أجل ديموقراطية حقيقية بديلة عن "ديموقراطية الواجهة" وفي الطليعة منها قافلة الشهداء المهدي بنبركة ومحمود بنونة وعمر دهكون وعمر بنجلون ومحمد كرينة وعبد الله موناصير...........


2-عمر محمود ين جلون والافتراء على التاريخ والسياسة:
يقول عمر محمود بنجلون في الاستجواب :
" ولدت في وسط اتحادي، أي في أجواء الاتحاد الاشتراكي وليس حزب الطليعة.." ،
فقط نذكر أن ولادة "عمر محمود" كانت في 1977 ، و"الاتحاد الاشتراكي" تأسس بالاسم الجديد رسميا في دجنبر 1975 أما حزب الطليعة فقد أعلن عنه رسميا في 1989 ، ولذلك لم نفهم ما يريد قوله "بأجواء الاتحاد الاشتراكي وليس حزب الطليعة..."
زيقول كذلك :
"ورغم أن والدي انشق يوم 8 ماي 1983 فهذا لا يعني أننا لسنا في بيت واحد...."
وفي هذا الكلام تجن إن لم نقل افتراء على التاريخ، فالمسألة لا تتعلق بوالده بل بمناضلات ومناضلي الحزب، كل من موقعه، الذين حاولوا مواجهة تدجين الحزب من طرف السلطة.
وهذا الافتراء يتضح أكثر حينما يصرح:
" .....لقد كانت حربا قائمة بين الأجهزة السرية للدولة والحركة الاتحادية والانشقاق جاء في هذا السياق ، وليس مبنيا على خلاف بين الاشتراكية العلمية والاشتراكية الديموقراطية"
والصراع فعلا كان قائما بين من يحاول الرمي بالحركة الاتحادية في أحضان السلطة، وهذا ما حصل فعلا،ولو بعد 15 سنة من 1983 أي في 1998 ، لكن ليس بالسهولة التي كانوا يعتقدون، وكان أول الغيث الرمي بالمناضلين في غياهيب الزنازن في مؤامرة من أخس المؤامرات السياسية التي عرفها التاريخ السياسي للمغرب.
أما القول بأن الصراع لم يكن " ...مبنيا على خلاف بين الاشتراكية العلمية والاشتراكية الديموقراطية" فوثائق الحزب المكتوب والمسجل منها وبالصوت والصورة غنية عن كل تعليق.
وكم سيفاجأ "السيد عمر محمود" إذا ما حصل على نسخة من تسجيلات المؤتمر الوطني الثالث لسنة 1978 وخاصة لجنته التوجيهية والسياسية حيث سيكتشف طبيعة الصراع الإيديولوجي والسياسي والتنظيمي الذي كان سائدا والذي عملت "الأجهزة السرية للدولة" على إجهاضه وليس تأجيجه.
رغم العلم بأن "السيد عمر محمود" يعلم ذلك جيدا، ورغم قناعتنا بأن في الأمر ما فيه من استمرار نفس أساليب تشكيل الخرائط وخلق الزعامات.
ورغم أن الاستجواب مليء بالمغالطات الفكرية والسياسية والتاريخية فسنكتفي بالأخيرة حيث يقول :
"كنت انتمي لحزب الطليعة....وكنت عضوا في لجنته التنظيمية لمؤتمره الرابع عام 1993 ......."
ولقد أدهشني الأمر فعلا كما العديد من مناضلي الحزب :
- حيث أن "السيد عمر محمود" لم ينتم لحزب الطليعة، عكس ما صرح به، ونتمنى أن نفهم يوما ما، ماذا يعني بالانتماء للحزب.
- ولم يكن عضوا باللجنة التنظيمية للمؤتمر الرابع للحزب، حيث حضر الجلسة الافتتاحية بالدار البيضاء في 1993 صحبة أمه، وكان سنه آنذاك 16 سنة فقط، أي أنه لم يكن له السن القانوني بعد حتى للقبول داخل الحزب فكيف أن يكون "عضوا باللجنة التنظيمية للمؤتمر".

لكن الأرقام والأحداث والتاريخ و أمام الطموحات الشخصية والأجندة "العمومية" تصبح خرقة يحاول كل من سولت له نفسه ذلك أن يستعملها لتبييض أو خلق تاريخ لا يفتأ أن ينكشف بفعل حركة التاريخ التي لا ترحم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا