الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوابة التاريخ

مصطفى بالي

2014 / 5 / 1
القضية الكردية


يقال أنه سُئل أول رئيس للولايات المتحدة،(من سيحكم العالم مستقبلا)فكان جوابه(أولئل الذين يقرؤون بشكل جيد وصحيح)،ومنذ تلك اللحظة انطلقت شعوب العالم في رحلتها المحمومة على ماراثون التعلم والقراءة،وتباهى البعض بأنهم خير من يقرؤون إدغاما وإخفاء بغنة وبغيرها،تجويدا وبغير تجويد.
في معمعة الماراثون الزمني الطويل لم يعط أحد لنفسه استراحة المقاتل ليسأل نفسه(أي قراءة كان يقصد الرجل)؟وحتى أبناء العم سام انخرطوا في رحلة احتكار العلم والقراءة و التكنولوجيا ظنا منهم أنهم يسيرون على الخط المستقيم المودي مباشرة إلى حكم العالم.
شهية الحكم تغشي الأبصار،وتسدل الأستار على البصر و البصيرة،تخفي الشمس خلف أصبع يعتقد صاحبها أن السماء لا شمس فيها ولا يراها أحد حين لا يراها هو.وأضواء السلطة تسوق لزهرة واحدة أنها الربيع المنتظر وتقيم الأفراح والليالي الملاح لأفراد الماراثون موهمة إياهم أنهم يسيرون خببا نحو المُشتهَى.
ديناميكيات التاريخ ،حركاته التكتونية،هزاته الارتدادية،امبراطورياته العابرة لكتب المؤرخين،أمجاده المسطرة بسنابك الخيل وجنازير المدرعات،كل أكذوبات الحضارة المزيفة تقول إنه لم يحكم أحد العالم منذ أن وُجد ولن يحكمه أحد طالما كانت القراءة الصحيحة بالنسبة لبني البشر هي حد السيف أو نابض المنجنيق،لن يكون أحدا الحاكم طالما كانت وسيلة حكمه فوهة البندقية أو أجنحة طائراته التي تنشر الموت والدمار في الأنحاء كما ينشر بابا نويل هداياه على البائسين من الأطفال،شتان ما بين المفارقة المضحكة المبكية.
لم يحكم أحد العالم ولن يحكمه أحد طالما كان هناك مفهوم للحكم أساسا، لأن الإنسان بفطرته نزَّاع للحرية،عاقل ناطق ينشد الانعتاق في كل أنفاسه،بدءا من لحظة صراخه الاحتجاجي لحظة الميلاد حتى آخر رمق من أنفاسه وهو يصارع ملك الموت ليفلت من قبضته.
القراءة التي فهمها أبناء العم سام،والمنبهرون بهم هذه الأيام ما كانت سوى وبالا على بني البشر فسجلات التاريخ تؤكد أن كل الامبراطوريات في تاريخ البشرية إنما تم تأسيسها بعرق ودماء الشعوب،وأسوارها وحصونها وقلاعها بنيت بجماجم البشر،وما بني بالدم لا يمكن أن يستمر لأنه عادة لا يمكن بناء شيء بالكراهية،كما أن الأمبراطورية الأحدث هي الأشد فتكا وتنكيلا بالشعوب و الأمم لأنها نتاج التراكمات العلمية والمعرفية المسروقة من جعبة الشعوب و المتحولة إلى صناعة للقتل وآلات الفتك والدمار ومصيرها لن يكون بأفضل من مصير سابقاتها.
مقابل حد السيف ونابض المجانق،فوهة البندقية والأسلحة العابرة للكواكب،كان الإنسان دائما يطرح مشروعه البديل،ويعبر عن رفضه لمنطق السلطة و الحكم،فمن رحلات إيسوب إلى حكايا كليلة ودمنة،من جمهورية أفلاطون إلى جزيرة حي بن يقظان،ومن المعري إلى دانتي في كوميدياه الإلهية،مانت المجتمعات دائما تبشر(كل جبار عنيد)بأن نهايتهم لن تكون بأفضل من الذين سبقوهم،والسلطة هي السلطة بغض النظر عن الجالس على كرسيها،فهي دوامة تلتهم بنهم الجالس على سدتها قبل غيره،باعتبارها تعرفه عن قرب،.
في غمرة الماراثون آنف الذكر في رحلة البحث عن القراءة الصحيحة ونحن نتخطى قرنا مثقلا بالأعباء مثخنا بجراح حربين عالميتين وحروب صغيرة على المفارق التي مر منها رجل الحكم كلفت البشرية ملايينا من البشر،أرقاما فلكية ضائعة من الموارد،تدميرا شاملا للبيئة،تغولا رهيبا في صناعة الأسلحة،رعبا إعلاميا يضاهي كل ما سبق,جلسنا نحن هنا في روج آفا لنستنبط الدروس والعبر،ونسأل كل المتسابقين السؤال الذي هز أركان روما ذات نهاية حرب(وماذا بعد؟؟؟؟).
علينا أن نتصور بعد مئة عام أن هناك أناسا سيقرؤون كتب التاريخ فماذا سنكتب لهم في سجلاتنا الذاتية.هل نترك لهم تركة الدم أم نعبر لهم بأريج المحبة،ونحن بدأنا السير في رحلة إنهاء قرننا الجديد سنطبع العالم بطابعنا كأمم ديمقراطية تسود العالم ولا تحكمه،وستكون روج آفا هي المنبع فالينابيع عادة تنبلج من طبقات الضخور الأضعف لتروي ظمأ كل السهوب التي كانت تسخر من ضعفها

هنا روج آفا الأمة الديمقراطية والإدارة الذاتية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال متضامنين وفض مخيم داعم لفلسطين أمام البرلمان الألماني


.. الحكم بإعدام مغني إيراني بتهمة «الإفساد في الأرض»




.. Students in the USA are protesting in support of Palestinia


.. إسرائيليون يتظاهرون قرب منزل بيني غانتس لعقد صفقة تبادل أسرى




.. برنامج الغذاء العالمي يحذر من المجاعة في شمال قطاع غزة... فك