الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بروز الطائفية السياسية وعرقلة التحول السياسي في العراق

اسماعيل ميرشم

2014 / 5 / 2
المجتمع المدني


بروز الطائفية السياسية وعرقلة التحول السياسي في العراق
الارث الثقيل لخمسة وثلاثين عاما من الديكتاتورية التي استخدم العنف المنهجي للدولة، والسلطة المركزيه والمحسوبيه من أجل الحفاظ وإدامة حكمها من خلال القمع والتهميش، وسياسات التفرد تجاه جزء كبير من الشعب وخاصة من الشيعة والاكراد وغيرها من العناصر التي عارضت النظام، مما أدى كنتيجه حتميه في تنظيم المكونات على اسس المعارضة الطائفية و العرقية التي تميزت بالتشارك في الماسي وتوحدت حول تقاسم المظلوميه.

بعد الغزو و الاحتلال من قبل الولايات المتحدة في عام 2003 وانهيار نظام صدام حسين بين عشية وضحاها ، على الرغم من رغبة جميع الاطراف لبناء الديمقراطية ، الا ان كان نتيجة العملية السياسية هي هيمنة الشيعة و الأكراد على الحكومة الوطنية ، لأنهم كانوا الأفضل تنظيما وفضلا عن تلقي الأحزاب الشيعية الدعم من المراجع الدينية الشيعية ، في حين رفضت الأغلبية من الجانب السني النظام السياسي الجديد المقترح والتي كنتجه حتميه لنظام اللاكثرية والاقلية تطلبت من السنة ترك موقع الهيمنة السياسية والتوجه للتبعية ، وهذا أدى الأحزاب الدينية تعمل داخل أيديولوجيتهم على أساس طائفي على كلا الشيعة و السنة ، فقد شنت حملة التمرد في المناطق السنيه التي أدت إلى مزيد من الاستقطاب والصراعات و ترسيخ الطائفية مما لعبت هذه الدور الرئيسي في إعاقة عملية التحول السياسي إلى الديمقراطية الشاملة في العراق خلال السنوات العشر الماضية. بدلا من ذلك أصبح الأمن و البقاء على قيد الحياة الشغل الشاغل لمعظم العراقيين ؛ هذا أعدت الظروف الاجتماعية و السياسية لتشجيع ظهور نظام الهجين، بين النظام السلطوي والديمقراطي.

إن ترسيخ الطائفية في العراق في مرحلة ما بعد صدام هو نتيجة لنظام سياسي وصراع طائفي للوضع السياسي والاجتماعي الناشئ كنتيجة حتمية للتركة الدكتاتورية، وهذا هو العامل الرئيسي في إعاقة عملية التحول السياسي إلى الديمقراطية الشاملة خلال السنوات العشر الماضية في العراق. وبالتالي، فمن الصعب أن نعترف أن النجاح السياسي في مجتمع متنوع مثل في العراق لا يمكن أن يتحقق من خلال تنفيذ القوانين وتحت مظلة الدستور ضمن أجواء سياسية شاملة تتحقق فيها حقوق المواطنة المتساوية في مجتمع تعددي.
في الختام، بعد الانتخابات التي جرت قبل يومين ، فان افضل انجاز يسجل للشعب العراقي هي تقبله بل اتخاذه البطاقة الانتخابية وصناديق الاقتراع وبالطرق الديمقراطية سبيلا للتغيير السياسي في البلاد ولو انها دفعت ثمنا غاليا للوصول الى هذه المرحلة والتي ماتزال الطريق امامها طويلا والتحديات كبيره بعد عقود من الانظمة الحكم العسكرية والتي كانت تصل عادة بالرصاص والانقلابات والمؤامرات المحلية والاقليمية والدولية الى سدة الحكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السلطات التونسية تنقل المهاجرين إلى خارج العاصمة.. وأزمة متو


.. ضجة في المغرب بعد اختطاف وتعذيب 150 مغربيا في تايلاند | #منص




.. آثار تعذيب الاحتلال على جسد أسير محرر في غزة


.. تراجع الاحتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية.. واعتقال أكثر




.. كم بلغ عدد الموقوفين في شبكة الإتجار بالبشر وهل من امتداداتٍ