الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهمية الإتضاع والتواضع

شريف عشري

2014 / 5 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


+++ أهمية الإتضاع و التواضع +++
يشكل التواضع أو الإتضاع أهمية قصوى فى حياة المؤمن الصادق فى علاقته مع الله ومع الناس من حوله ...فالتواضع يعد بمثابة القوة الدافعة لمواصلة جهاد النفس فى الحياة .. فالتواضع لله أمر هام جدا للمؤمن لكسر شوكة الغرور الذى قد ينتابه ..والتواضع صفة من صفات رب المجد أولى بنا كمؤمنين ان نتحلى بها .. فهو- له المجد - كان رقيق وديع القلب متواضع دائما .. والإتضاع حتما يقود الى التقوى كما أنه يؤصل العلاقة الحقيقية مع الله وعندما تتأصل علاقة المؤمن مع الله يصدق مع نفسه ويصدق مع من حوله فيكون من الصديقين الأبرار ! .. التواضع بمفهومه العريض يعنى أن كل عمل يعمله بنى الإنسان يكون لوجه الرب الإله ..فلا إنتظار لأجرة من أحد ولا حتى كلمة شكر ..إنما كل الأعمال الصالحة ينبغى أن تستهدف وجه الرب - له المجد .إذن المتواضع لله فى سلوكه هو عكس المرائى تماما فالأول ياخذ صفة من الله ويحاول تطبيقها على نفسه ومن ثم يصدق فى علاقته مع الله وهذا يقود الى صدقه مع نفسه واخيرا صدقه مع من حوله ....أما المرائى فهم يأخذ صفة من إبليس ..فهو يعمل العمل لكى ينظر الآخرون اليه ويقولون أنظروا الى فلان إنه يعمل كذا وكذا ..إنه بار و إنه من الصالحين ..أو إنه من الكرماء ...وهكذا فالمرائى يوفى أجره من الناس بعكس المتواضع الذى يوفى أجره ويحصل على البركة من الله ! المتواضع عندما يتعامل مع الله ويعمل الخير فى الخفاء يكون عنده دائما القوة الدافعة لعمل الخير لأنه دائما يسعى الى التقرب من الله ويفتح المجال لروحه القدوس ان تسكن بداخله وعندئذ يمكن له ان يتمتع بمواهبها : من شفاء مرضى.. أو إخراج شياطين من الأجساد ..او التحلى بحجة ومنطق قويين .. أو التنبؤ بالمستقبل ..الخ من مواهب الروح القدس ...

ومن مظاهر التواضع عند المؤمن- على سبيل المثال لا الحصر - مايلى :
1- عدم إظهار الصيام عليه بأن يكون بشوش ذو وجه مبتسم ..حسن الكلام ..هادىء الطبع ...ذو رائحة طيبة ! حتى يظن من يقابله انه غير صائم .. وهذا طبعا بعكس المرائى الذى اذا صام حاول بكل جهده اظهار ذلك بان يظهر على الناس بوجه عبوس او رائحة نتنة او طباع عصبية !
2- معاملة الناس بحب وحنان وخدمتهم .. ومد يد العون دائما للمسكين وعدم رد السائل .وهذا بعكس المرائى الذى يتعامل دائما مع الناس بانه أفضل منهم واعلى مكانة !
3 - البعد عن الشهرة والأضواء وأخذ الصفوف الخلفية فى مجالس الصلاة و الوعظ . وهذا عكس المرائى الذى يتسابق ويتقدم الصفوف الأولى ويجعل نفسه دائما تحت الأضواء ويحاول جذب ولفت نظر الناس اليه !
4- المتواضع يؤثر تفضيل وتقديم الغير عليه . عكس المرائى الذى يفضل نفسه عن غيره فيصل بذلك لمرحلة الأنانية !
5- المتواضع إذا ما أراد الصلاة نجده يذهب بعيدا عن الناس ويغلق باب مخدعه عليه ويصلى لربه . وهذا عكس المرائى الذى يفضل الصلاة مع الجماعة ووسط الناس بل ويتقدمهم فى الصفوف !
6- المتواضع هو الذى يقبل الرأى الآخر بل يقبل التعايش مع الآخر ..وهذه نقطة مهمة جدا . وهذا بعكس المرائى الذى لايقبل الآخر بل يسخر منه ويتمسك برأيه حتى ل غإكتشف انه خطأ فلا يتعلم بل يظل عند جهله الذى بالقطع سوف يقود لهلاكه . ......الخ من مظاهر الاتضاع والتواضع .

والحقيقة ان المتواضع يكون ((سيد القوم )) بدون أن يدرى .. فالقاعدة عن المسيحى المؤمن أن خادم الناس سيدهم ! فمن يظن انه يمكن أن يكون سيد للناس وله سلطان عليهم .. عليه بان يتحكم فى الناس ويملى عليهم رغبته وإرادته أكيد هو واهم لأنه فى الحقيقة عبد للسلطة والجاه وعليه ان يتضع ويكون خادم للناس عندئذ سوف يكون له سلطان عليهم أو يكون سيدهم ! واخيرا نقول ان التواضع يقود الى :
1- التقوى ومخافة الله .
2- حب الناس .
3- التعايش مع الاخر وقبوله بدون ضجر ولا حزازيات .
4- قبول الراى الآخر - بعد الاقتناع به - وزيادة دائرة المعارف نتيجة لذلك .
5- البركة وما تحمل البركة من الخير للانسان فى حياته وعائلته وعمله ورزقه وعند إنتقاله للعالم الآخر .

اما المرائى فقد يصل الى :
1- الغرور وهو صفة من صفات إبليس قد تؤدى به للهلاك الابدى .
2- نفور الناس من حوله بعد اكتشاف حقيقته انه نصاب ومزور فى عواطفه وسلوكياته .
3- عدم التعايش مع الآخر والعنصرية المقيتة ..والاعتداد بالرأى وعدم قبول الرأى الآخر .
4- النقمة واللعنة ومايصاحبها من آثار سلبية ترتد على الرزق والعمل والعائلة وفى النهاية تمهيد الطريق للجحيم الأبدى .

وعموما فالشاعر يقول : خفف الوطء ما أظن أديم*** الأرض إلا من هذه الأجساد

وما أجمل ان نختم مقالنا باقتباس من الكتاب المقدس
اقتباس:
" 7 وقال للمدعوين مثلا ، وهو يلاحظ كيف اختاروا المتكآت الأولى قائلا لهم 8 متى دعيت من أحد إلى عرس فلا تتكئ في المتكإ الأول ، لعل أكرم منك يكون قد دعي منه 9 فيأتي الذي دعاك وإياه ويقول لك : أعط مكانا لهذا . فحينئذ تبتدئ بخجل تأخذ الموضع الأخير 10 بل متى دعيت فاذهب واتكئ في الموضع الأخير ، حتى إذا جاء الذي دعاك يقول لك : يا صديق ، ارتفع إلى فوق . حينئذ يكون لك مجد أمام المتكئين معك (((11 لأن كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع ))) "
لوقا - 14 - (7-11)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل صغيرة منسية.. تكشف حل لغز اختفاء وقتل كاساندرا????


.. أمن الملاحة.. جولات التصعيد الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسر




.. الحوثيون يواصلون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل ويوسعون ن


.. وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع: الاتفاق بين حماس وإس




.. شاهد| كيف منع متظاهرون الشرطة من إنزال علم فلسطين في أمريكا