الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في الشر – 6 – الرجاء ُ في الألوهة، عتابُها و الدفاع ُ عنها

نضال الربضي

2014 / 5 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قراءة في الشر – 6 – الرجاء ُ في الألوهة، عتابُها و الدفاع ُ عنها

---------------------------
لماذا كان وجعي دائما ً
و جرحي عديم الشفاء، يأبى أن يٌشفى؟
أتكون ُ لي مثل كاذب؟
مثل مياه ٍ غير ِ دائمة؟
--------------------------
(من سفر إرميا ف 15 آ 18، النبي يعاتب إلهه)

قدَّمت ُ في المقالات الخمس السابقة رؤية الدين للشر، من حيث ُ أسباب ُ وجودِه، و دورته الأرضية و علاقتها بالمشئية الإلهية و الحكمة الخافية، ثم الانقلاب الكشفي الأبوكاليبتي الأخير و الكامل و التام المُشبع الذي سيُصلح الفساد الإنساني و يجبر القلوب و يمسح الآلام و يُعطي الامتلاء الذي تتوق ُ إليه الإنسانية، غير َ حاصلة ٍ عليه، و لا مُتمكـّـِنة من تحقيقه بقوتها الذاتية، منذ أن وُجدت.

غير َ أنني و إذ استكملت ُ الحلقات ِ الخمسة ِ السابقة أحسست ُ أنني قد ركَّزت ُ على الإطار العام للشر، من ناحية كونِه في الحقيقة نتاج التفاعل الإنساني الإنساني، و الإنساني البيئي الكوني، دون أن أُعطي َ الكائِن َ البشري نفسَه حقَّه ُ من الفحص، و نصيبه من تسليط الضوء على مكنون ِ ذاتِه و هو يتألم، و إحساسِه الشخصي، و تفاعُلـَـه ُ النفسي و الحياتي مع الألوهة في فعل ِ استقبالِه و تأثُّره ِ في الشر الموجود و ردود ِ أفعالِه ِ عليه.

و لقد فكـَّرت ُ كثيرا ً في شخصية ٍ يصح ُّ أن تُمثِّل المجموع البشري الديني على مختلف ِ أطيافِه، لا دينا ً معينا ً و لا شعبا ً و لا عرقا ً بذاتِه، و احترت ُ بين الشخصيات الدينية الكثيرة، فطاف ببالي أشعيا النبي الإنجيلي الشاعر، و حزقيال المُجنِّح في وصف الرؤى و المُحلِّق ِ في تصوير كائنات الحضرة ِ الإلهية، و دانيال البارع في وصف الأحداث المستقبلية و قيام و سقوط الممالك، و المهاتما جاندي في نضاله السلمي ضد الانجليز، و في إنسانيته و رؤيته المستقبلية في ضرورة الوحدة بين الهندوس و المسلمين، إلا أن لا أحد َ منهم تتجسد ُ فيه المعاناة ُ الإنسانية كاملة ً كما أريدُها جامعة ً شاملة، لم أجد سوى ذاك الباكي، الحزين، المُتألم، المهموم بقضايا شعبه السياسية و الدينية، إرميا بن حلقيا الكاهن.

سأستعير ُ إرميا النبي من التوراة، ثم سأقوم ُ بتجريده من نبؤتِه ِ و قناعاته ِ الدينية، على الرغم ِ أنني سأستشهدُ بها لأغراض ِ وصف ِ معاناة ِ المؤمنين و أساسات قناعاتهم التي تحكم تفاعلاتهم مع الشر و منهجهم في التعاطي معه، و سأُسقِط ُ شخصيته تعميما ً على البشر ِ المؤمنين بالألوهة ِ و مشيئتها لنفهم أكثر ماذا يُحس ُّ المؤمن، و ماذا ينتظر ُ من إلهِه ِ و كيف ينظُرُ إليه، و ماذا يتوقع ُ منه.

ولد إرميا في القرن السابع الميلادي في قرية عناتوت القريبة من مدينة أوراشليم (القدس حاليا ً) و لقد عاصر أحداثا ً دينية ً و سياسية ً صقلت هويته العقائدية، فلقد كان سقوط مملكة الشمال إسرائيل منذ تقريبا ً قرن ٍ من الزمان حدثا ً مُدوِّيا ً ترك أثره في الوعي اليهودي ككارثة ٍ عظيمة تُنبئ بتخلي الإله عن شعبه، كما و اتجه سكان المملكة ِ الجنوبية يهوذا التي كان أرميا أحد مواطنيها إلى عبادة الآلهة ِ الوثنية، و انتشرت غانيات ُ عشتار حول الهيكل اليهودي، كما تهاون الكهنة ُ في العبادات، بالإضافة ِ إلى فساد السلطة الحاكمة و انتشار الفقر، تاركة ً أثرا ً مهولا ً في نفس إرميا، يُضاف ُ إليه المُصيبة ُ العظمى التي تجلت بحصار ِ نبوخذ نصر لأوراشليم ثم دخولِه إليها و تدمير الهيكل ثم سبي الشعب اليهودي إلى بابل.

يرى إرميا أن إلهه قد كوَّنه ُ و قدسه و اختارَه منذ البداية و هو في بطن ِ أمِّه ِ و قبل أن يخرج من الرحم ِ إلى العالم، و رسم له طريقَه، و أنشأ بينهما علاقة ً دائمة ً ثابتة ً لا شك َّ فيها، يتعهد ُ فيها هذا الإله بالمشي إلى جانب النبي و تعهُّده ِ و رعايته، فنجده يقول على لسان ِ إلهه: "قبلما صورتك َ في البطن ِ عرفتك َ، و قبلما خرجت َ من الرحم قدستك، و جعلتُك َ نبيا َ للشعوب" (إرميا ف 1 آ 5). و هذا هو نفس موقف ِ المؤمنين على اختلاف أديانهم الذين يُحسُّون وجود علاقة ٍ خاصة بين كل منهم و بين إلهه، فهذا الإله قد قصد لهم أن يولدوا من هذين الوالدين، و وضع أرواحهم في أرحام أمهاتهم بإذنه و إرادته، و كونهم على صورته و مثاله في أحسن تقويم، و هو الذي يُخرجهم إلى العالم و يتعهدهم و هم فيه، مثل إرميا تماما ً.

يُحب ُ إرميا إلهه جدَّا ً و يثق فيه و بقدرته و عظمته، و يثق أنه يريد الخير له و لشعب إسرائيل قاطبة ً فيدعو الشعب إلى عبادة ِ الإله الحقيقي و الحي، وإزالة كل الرجاسات الموجودة، و بسبب هذه الثقة و هذه الإرادة المُتجهة نحو الخير، يُنذر قومه أن المصائب التي حلت و التي على وشك الحلول هي نتيجة مباشرة لعصيانهم و تمردهم على إلههم، و هو يرى أن هذا العصيان هو رفض ٌ للخير الذي يريد أن يقدمه الإله، و رفض ٌ للحماية ِ و الرعاية الإلهية، و بالتالي فالمصائب ُ حُكم ٌ عادل، و الشر ُّ الحال ُّ بالشعب قصاص ٌ مُستحق، و ليست ظُلما ًإلهيا ً أو تقصيرا ً بحق الشعب.

لكن َّ إرميا الإنسان حسَّاس ٌ جدا ً تجاه الشر ِّ الواقع على الشعب، و خصوصا ً تجاه آلام ِ الأطفال ِ و النساء ِ و الرجال، و هو في إنسانيته و حساسية ِ نفسه لا يجد ُ حرجا ً من أن يخاطِب الإله َ و يُعاتِبهُ على هذا الشر ِّ الحال، دون أن يعني عتابُه ُ أنه يحمِّل ُ الإله المسؤولية َ الأخلاقية للشر، فهذه المسؤولية على الشعب الذي استحقه. و إرميا في عتابِه ِ شجاع ٌ جدا ً أمام الإله، حتى و هو مكسور ٌ محني ُّ الظهر ِ مهموم ٌ بشعبِه، و هو يثق ُ في إلهِه ِ للحد ِّ الذي يقف ُ أمامَه و يقول له ُ بكل ِّ جُرأة:

"فقلتُ:
آه ٍ!
يا سيد ُ الرَّب ُ، حقَّا ً أنك خداعا ً خادعت هذا الشعب و أوراشليم!
قائلا ً: يكون ُ لكم سلام ٌ و قد بلغ َ السَّيف النفسَ!"
(إرميا ف 4 آ 10)

لاحظ معي أيها القارئ الكريم هذه الجُرأة في مخاطبة الإله، و هي جُرأة لا نجدها في الكثير من أسفار و فصول التوراة، و يمتاز ُ بها إرميا، و هذا ما جعلني أختارُه ُ دون غيره، فهو يُعبِّر ُ عن شعور الإنسان الصادق، الشعور الذي لا نجد كثيرا ً من الإفصاح ِ عنه بين صفوف ِ المؤمنين الذين يخاف ُ أكثرهم أن يُعبِّر َ بينه و بين نفسه عما يشعر به تجاه َ إلههِ، فُيبقيه ِ مُنزَّها ً عن الإتهام، مُنزَّها ً عن المُساءلة، مُنزَّها ً عن مجرد الشعور بغياب عدله، و لو شعورا ً بين ضلوع النفس دون الإفصاح ِ عنه.

يندفع ُ إرميا بحبِّه الجارف لشعبِه الذي يُعاني و لقوميته الدينية نحو مُساءلة إلهِه ِ دون تجريمه، اندفاعا ً له من الأسباب الخارجية ما شرحتهُ من سقوط مملكة إسرائيل و اقتراب ِ سقوط مملكة يهوذا ثم سقوطها و سبي الشعب اليهودي و دمار ِ الهيكل و إحساس ِ الشعب و النبي أن الإله قد تخلَّى عنهم نهائيا ً مقابل َ خصومهم الوثنين، هذا الاندفاع مع ذاك الحب ِّ الذي يُسببان له ألما ً داخليا ً شديدا ً و عاصفة َ نفسية ً تكاد ُ تمزِّقُه، يعبر عنها بشكواه:

"أحشائي أحشائي!
توجعني جُدران ُ قلبي!
يئن ُّ في َّ قلبي!
لا أستطيع ُ السكوت!"
(أرميا ف 4 آ 19)

إرميا يرى أن هذا الشر َّ ليس قدرا ً محتوما ً و لا مُصيبة ً لا مناص َ منها، لكنه حُكم ٌ له سبب، فإن زال السبب، زال الحُكم، ولذلك فهو لا يفتأ ُ يردِّد ُ دوما ً و باستمرار أن توبة َ الشعب كفيلة ٌ برفع المُصيبة، و النصوص في ذلك َ كثيرة سأورد منها كمثال كاف ٍ التالي فقط:

"إن رجعت َ يا إسرائيل، يقول ُ الرب
إن رجعت َ إلي و إن نزعت َمُكرهاتك من أمامي، فلا تتيه
و إن حلفت َ : حي ٌّ هو الرب
بالحق و العدل و البر
فتتبرك الشعوب به، و به يفتخرون"
(أرميا 4 آ 1 و 2)

فهنا القدر غير ُ مرسوم ٍ مُسبقا ً، غير ُ ثابت، ديناميكي يعتمد ُ على الشعب ِ نفسه، فالمعصية تستجلب ُ الغضب الإلهي، و الغضب ُ الإلهي يستتبع ُ العقاب، و العقاب سبب ُ الألم و الشر. أما السلوك بحسب المشيئة الإلهية و الذي يُسمَّى البر، و الذي من مظاهره العدل و الالتزام ُ بالحق، فنتيجته البركة و الثبات. و بذلك َ يكون الإله ُ مُنسجما ُ مع نفسه و وعوده و عدله، و يكون الشعب هو سبب الدمار الذي حل َّ به.

لا شكَّ أن هذه النظرة َ الدينية تُخالف ُ الواقع و تُخطئ ُ في تشخيص الأسباب و الدوافع، و تعمى عن العلاقات التي تحُدِّدُ الأفعال و ردود الأفعال في البيئة الإنسانية، فالسبي البابلي لليهود لم يكن عقابا ً من الإله لكنه نتيجة ٌ طبيعية ٌ للتوسع الكلداني و قيام الممالك ِ العراقية المُتتابعة و نفوذها العسكري في مقابل النفوذ الفرعوني المُتضائل أمامها، و هي أحداث ٌ سياسية ٌ بحتة تحكمها قوانين قيام الممالك و الامبراطوريات و أفولها، و تمتلئ بها صفحات التاريخ. و لا شك َّ أن النظرة َ الحالية َ للدول تُخبرنا أن الدول العلمانية التي تنص ُّ دساتيرها على تقديس الإنسان و العناية ِ به و تُحسن تشخيص َ العصر و مُتطلباته و حاجاته و مشاكله و التعامل معها، هي الدول الناجحة ُ مقابل الدول المُتخلفة اقتصاديا ً و معرفيا ً و إنسانيا ً و التي ما زالت دساتيرها تضع الإله فوق الإنسان، و ترجوا منه كل شئ، بينما تعتمد على تلك العلمانية في تحقيق ما ترجوه.

تتعاظم ُ العاصفة ُ النفسية عند أرميا حينما يرى نتائج السبي البابلي أمامه، فيبكي بحرقة شديدة، و هو النبي الذي أصبح َ يُعرف ُ فيما بعد بقلب "النبي الباكي"، لإن المشاهد َ التي يراها أمامه مُروِّعة بحق، و تسجل لنا التوارة كتاب مراثي إرميا يصف فيه حال الشعب اليهودي بعد سقوط أوراشليم و دمار الهيكل و السبي، في نصوص ٍ حزينةٍ جدَّا ً، لا يملك ُ أمامها الإنسان ُ إلا أن يتعاطف مع هذا الرجل و مع ذاك الشعب، في صور ٍ تُجسِّد ُ المعاناة َ أيَّما تجسيد، سأنتقي من فصولها الخمس بحرية كأنشودة ٍ كئيبة:

"كيف جلست وحدها المدينة ُ الكثيرة ُ
تبكي في الليل بكاء ً و دموعها على خديها
عذاراها مُذللة و هي في مرارة
ذهب أولادها إلى السبي قدام العدو
دفعني السيد إلى أيد ٍ لا أستطيع ُ القيام َ منها
داس السيد العذراء بنت يهوذا معصرةً
عيني تسكب ُ مياها ً لأنه قد ابتعد عني المُعزِّي، رادُّ نفسي
صار بني َّ هالكين
بارٌّ هو الرب لأني قد عصيت ُ أمره
انظريا رب فإني في ضيق!
صار السيد كعدو
ابتلع اسرائيل
شيوخ بنت صهيون يجلسون على الأرض ساكتين
انظر يا رب و تطلع بمن فعلت هذا؟
أتأكل ُ النساء ُ ثمرهن َّ، أطفال َ الحضانة؟
أيُقتل ُ في مقدس السيد، الكاهن ُ و النبي؟
اضجعت على الأرض و في الشوارع الصبيان و الشيوخ.
قلت ُ: بادت ثقتي و رجائي من الرب!
جيد ٌ أن ينتظر الإنسان و يتوقع بسكوت ٍ خلاص الرب
فإن السيد لا يرفض إلى الأبد
نحن أذنبنا و عصينا، أنت لم تغفر
رأيت َ يا رب ظلمي، أقم دعواي
بنات ُ أوى أخرجت أطباءها و أرضعت جراءها
أما بنت شعبي فجافية ٌ كالنعام ٍ في البرية
لصق َ لسان ُ الراضع ِ بحنكه من العطش
الأطفال يسألون َ خُبزا ً و ليس َ من يكسره لهم
كانت قتلى السيف خيرا ً من قتلى الجوع
أيادي النساء الحنائن طبخت أولادهن
صاروا طعاما ً لهن َّ في سحق بنت شعبي
أتم الربُّ غيظه
قد تم َّ إثمك يا بنت صهيون، لا يعود ُ يسبيك ِ
أذكر يا رب ماذا صار لنا
أشرف و انظر إلى عارنا
أذلوا النساء في صهيون
العذارى في مدن يهوذا
أخذوا الشباب للطحن
والصبيان عثروا تحت الحطب
سقط إكليل ُ رأسنا
أرددنا إليك يا رب فنرتد
جدد أيامنا كالقديم"
(من مراثي إرميا مُختارات من ف1 حتى ف 5)

كان إرميا يرى أن إلهه لن يترك َ شعبه، فأعطاهم رسالة ً إلى بابل و هم مسبيون، يدعوهم فيها للتعبد لملك بابل و السكن فيها و متابعة حياتهم و عدم التمرد على الملك الجديد و الدولة الجديدة التي سيقوا إليها، لأنه كان يرى أن إلهه سيرد السبي و يُعيد بناء المدينة و الهيكل، و يُجدِّد المجد القديم و يُقيم الأيام القديمة َ مجدّدا ً فالسيد لا ينسى إلى الابد و لا يرذل إلى الأجيال.

إن هذا الرجاء المُشتاق َ للألوهة و الذي يعشقُها و يصيغ ُ نفسه على أساسات هذا العشق لا يستطيع إلا أن يلوم نفسه و الإنسانية َ جمعاء على الشر الذي يحل ُّ عليه، و يستذنب ُ نفسه مُقتنعا ً بهذا الشر كحالة ٍ عادلة من نتاج ِ تقصيره في حق إلهه و خروجه ِ عن مشيئته، و لهذا فهو لا يرجو الحل من داخله أو من داخل أخيه الإنسان الآخر لكن من عند ِالحضرة ِ الإلهية التي كما أتت بالشر تُزيلُه، و بذلك يكون الشر مُنفصلا ً عن أي ظُروف ٍ موضوعية ٍ سياسية أو اقتصادية ٍ أو بيئية ٍ أو جغرافية، و كذلك َ الحل ٌّ القادم أيضا ً، فكلاهما إلهي المصدر و المنشأ و المشيئة.

إن قراءة َ فصول سفر أرميا و خمس فصول ِ سفر مراثيه تُعطينا أفضل فكرة ٍ عن سر ِّ تمسك المؤمنين بالألوهة على الرغم ِ من كل ِّ ما يُحيط بهم و يشاهدونه في العالم، و تبرُز ُ أمامنا المنظومة ُ الدينية في صياغتها للوعي الإدراكي و لما ينتج عنه من رؤية تصبغ الحياة و منهج يمضي فيه المؤمنون، و تُجلي الستر َ عن طموحات المؤمنين و توقعاتِهم.

تبقى شخصية ُ إرميا من أجمل الشخصيات التي يقف أمامها الإنسان ُ احتراما ً لهذا الإحساس ِ الإنساني الرائع و الفذ و المُتعلق بشعبه و همومه و مشاكله، و الذي يستطيع أن يوفِّق بين عشقه للألوهة و انتمائه للمجموعة البشرية دون تعارض، و لعل هذا الذكاء العاطفي الذي اتسم به إرميا هو انعكاس ُ الجذر الإنساني الموجود في كل ِّ واحد ٍ فينا و الذي يفسِّر الاختلاف بيننا في نظرتنا نحو الشر و الألوهة، فبينما يُصبح اللادينيون و الملحدون: إرميا مع الشعب دون الإله، يصير المؤمنون على درجتين: إرميا نفسه كما هو الآن، و إرميا مع الإله دون الشعب،،،،

،،،، لكن في كل الحالات نبقى جميعا ً: إرميا!

معا ً نحو الحب، معا ً نحو الإنسان!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح الإشارة للحقبة التاريخية
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 2 - 18:47 )
القراء الكرام ورد خطأ ً:

-ولد إرميا في القرن السابع الميلادي -

و الصواب

-ولد إرميا في القرن السابع قبل الميلاد-

مع الاعتذار منكم و الشكر لتفضلكم بالقراءة.


2 - الشر والخير وكيف وجدوا
مروان سعيد ( 2014 / 5 / 2 - 20:40 )
تحية لك استاذ نضال الربضي وتحيتي للجميع
وحسب القصة الرمزية لاادم وحواء ان الله خلق كل شيئ كامل وجيد وحتى ادم وحواء وعندما كسرا وصية الرب هنا عرفوا الشر واصبح لديهم طريقين ليختاروا واحد منهم اما الخير او الشر واوصانا الرب هذه الوصية في تثنية 30
الكلمة قريبة منك جدا في فمك وفي قلبك لتعمل بها15 انظر.قد جعلت اليوم قدامك الحياة والخير والموت والشر 16 بما اني اوصيتك اليوم ان تحب الرب الهك وتسلك في طرقه وتحفظ وصاياه وفرائضه واحكامه لكي تحيا وتنمو ويباركك الرب الهك
ولنكن واقعيين وبدون الايمان بالله هل تستقر الامور اي اذا لم يكن شرطة وقوات حفظ النظام بالدول العلمانية مثل اميركا او روسيا ماذا يحصل الاياكل البشر اخوه وخاصة اذا كان فقر
اذكر حادثة حصلت باميركا قبل سنوات انقطعت الكهرباء لساعات قليلة بنيويورك هجم الشعب على المحلات وكسروا الزجاج وسرقوا كل ما استطاعوا حمله
وبالنسبة لاارميا الم يتحقق كلامه الم يسبى شعبه لاانه ارتكب الشر وهكذا جميع الدول انظر بسوريا اليس لاانه ارتكب الانسان الشر وبعد عن الاهه واعتنى بالمظاهر الكذابة وعبادة المال وترك وصايا الله
يتبع رجاء


3 - الشر والخير وكيف وجدوا
مروان سعيد ( 2014 / 5 / 2 - 21:09 )
لقد كانت الرشوة جزء من الحياة اليومية لاتقدر الاستغناء عنها والسرقة حلال وكانها ورث عن الاهل نهبت المصانع والحديد والاسمتنت وكان الشعب عبيد لبعض الضباط وبعض القيادات والزنى لاتحدث وخاصة بدور القضاء والتربية والتعليم
تصور قاضي يقول يافلوس يا ناموس وترجمتها يا دراهم يا جنس
وقول الرب ماتزرعه تحصده ولايمكن ان يطرح الشوك عنبا او تينا
وهذا ما زرعه قديما بني اسرائيل حتى سمح الرب بسبيهم ولكن وعدهم بالنتهى وعندما يعودوا اليه سيكونوا اكبر قوة على وجه الارض وسيذهب اليهم جميع الحكام لااسترضائهم وحقق وعده بهذه الايام الم يجمعهم من جميع دول العالم واصبحوا قوى عظمة
لقد بقوا بالسبي 70 عامالاارتكابهم الشر وعبادة الاوثان وعندما صلبوا الرب وعدم ايمانهم به تشردوا 2000 سنة تقريبا
والان كثير من اليهود اصبحوا مؤمنين بالرب يسوع المسيح واعرف ومنهم العالم الذري مردخاي فعنون
وللجميع مودتي


4 - هذه المره أختلف معك أخي مروان سعيد
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 2 - 21:36 )
تحية مسائية طيبة أخي مروان،

أختلف معك تماما ً هذه المرة. فأنا أعتقد أن:

- سبب المشاكل في الحياة هي تفاعلات البشر مع بعضهم و مع الطبيعة، و ليست عقابا ً إلهيا ً. لذلك السبي اليهودي كان جزءا ً مما وقع لمنطقة بلاد الشام عند قيام الممالك العراقية و الفارسية المختلفة و صراعها مع الفراعنة، خصوصا ً أن اليهود كانوا دوما ً تابعين إما للفراعنة و إما لما بين النهرين.

- لم يعد الإله اليهود و لا غيرهم من الأمم بشئ، و هم ألفوا هذا التاريخ غير المدعم بأي قرائن أنثروبولوجية أو تاريخية، و ألفوا الوعد لأبيهم الأول إبراهيم، و عندما واجهوا الواقع ألفوا النبوءات عن عودة مجدهم القديم.

أخي مروان الأديان هي بشرية الصنع، و الإله لم يخاطب أحدا ً، و في هذه السلسلة أحاول توضيح كيف يقوم الدين بتأليف خرافات نهاية العالم من أجل تفسير سيادة الشر و غياب العدالة.

الموضوع ببساطة شديدة: هكذا الحياة فيها الخير و فيها الشر، و الإله لا يتدخل (إن كان موجوداً) و نحن كبشر نصنع مستقبلنا بيدنا.

لهذا ندعو للحب دوما ً فهو علاج البشرية و هو أفضل من التعلق بآمال و أوهام و تأجيل الفعل و إحالته على الألوهة.

أهلا ً بك دوما ً.


5 - لكل فعل رد فعل يعاكسه اخي نضال
مروان سعيد ( 2014 / 5 / 2 - 22:36 )
صحيح ان الاديان من صنع البشر ولم يامرهم الله بان يصنعوا دين معين مثل اليهودية او البوزية او المسيحية
ولن تجد بالكتاب المقدس شيئ اسمه دين
ولكن الانبياء اعدهم مصلحين للمجتمع ومزكرين البشر لطريق الحياة والابتعاد عن الشر
ولكن بارامية ان لم يكن العقوبة سبي ستكون بتقاتلهم بين بعضهم او حروب مع قبيلة اخرى لاان الشر يولد شر والخير والمحبة يولد خير ومحبة
ان الله هو اب يكافئ الخير ويعاقب الشرير ولكن بطرقه
واخي نضال اني كل الثقة به وكثيرة هي نعمه علي ويحيطني من كل شر وخاصة من نفسي
لذا نصلي بان لاندخل في تجربة
وتقول لي الاه لم يخاطب احد كيف وكل هذه الشهود بزمن يسوع المسيح وهو الكلمة الم يخاطبنا واعطانا مباشرة كلام الرب وهو ما تدعوا له انت المحبة وبها نخلص ونبتعد عن كل شر
ومعجزاته والى الان اليست دليل على وجوده بيننا
ورسائل بولس الذي تحول من عدوا لااكبر مدافع عن رسالة الخلاص بعد ان شاهد المسيح
وجميع التلاميذ فضلوا الموت ولم يتنازلوا او يغيروا كلمة واحدة مما شاهدوه
واعتقد البشر يمشون على الموضة الموضة الان العلمانية ولنمشي مع التيار
وللجميع مودتي


6 - لا لاتختف
nasha ( 2014 / 5 / 3 - 00:25 )
العزيز نضال تحياتى/
انا لا اراك تختلف مع الاخ المحترم مروان بل انتما متفقان قلبا وربما ليس قالبا.
انت وهو تنشدان الهدف ذاته (الحب و الانسانية)
يا سيد نضال انت فقط لا تستخدم الطريق التقليدي وتصنع طريقا خاصا بك يتلائم مع ما تاثرت به من تجارب حياتية وقراءات في افكار لا تتطابق مع ما اطلع عليه السيد مروان . بالاضافة الى العامل الوراثي وتركيبة العقل الطبيعية ، فكما لا تتطابق هيئاتنا الخارجية كذلك لا تتطابق طرق تفكيرنا
ربما تتشابه ولكنها بالقطع ليست متطابقة.
حتى المؤمنين لكل واحد طريقته في الايمان.
ملاحظة غريبة
مُدَعيْ الالحاد في هذا العصر (لا اقصدك يا اخ نضال) ، وانا تابعت عددا منهم من مختلف المشارب يتفقون تماما مع مبادئ المؤمنين من قطاع العزيز مروان .!!!!
احترامي لك ولقرائك


7 - الالحاد
nasha ( 2014 / 5 / 3 - 02:24 )
تكملة
انا اسف عن الخطأ في عنوان التعليق السابق ، الصحيخ هوـــــ لا لا تختلف ـــــــ
تعريف الملحد / الملحد هو الانسان الذي لا يعترف بالفكر الديني ولا يلتقي معه ويعتبره فكر خرافي . ويعتمدعلى فلسفة متجردة خالية من التشبيه او التاويل او الروحانيات وعليه يجب ان يعتبر الغرائز طبيعية ويمكن ممارستها بدون قيود .
انا ارى ان الملحدين بصورة عامة لا يطلقون غرائزهم بدون قيود ولذلك اكثر الملحدين ليسو ملحدين كما يدعون وانما لديهم اعتقاد اخر غير تقليدي ويختلف شكلا فقط عن الايمان التقليدي.
العمود الاساسي في الايمان المسيحي هو نكران الذات والسيطرة على الغرائز والتضحية من اجل الغير ومحبة الجميع . هذه المبادئ لا يعترض عليها الملحدون المعاصرون.
لذلك انا اعارض الهجوم على المعتقدات الدينية اي كانت والتي لها نفس المبادئ الانسانية ، بشرط عدم التعصب واحتقار المخالف.


8 - ان لم نختلف نكون روبوط مبرمج
مروان سعيد ( 2014 / 5 / 3 - 08:37 )
تحية مجددا للجميع
nasha اعجبني كثيرا تعليق الاستاذ
نعم سيدي كلنا مؤمنين ولكن كل بطريقته المسلم مؤمن بان الدفاع عن الله والذبح هو حلال في سبيله
المسيحي مؤمن بالمسيح ولاينكره ولو ذبح
اما الملحد يؤمن بان الفكروالمبادء الانسانية فقط هم المنهج الاساسي الذي يحدد مسيرته ولكن يتناسى الخلفية والبيئة التي اتى منها وهي ذو تاثير كبير في السلوك البشري
انا لست متعصب ولست ملتزما بكنيسة او بصلاة او بصوم ولااذكر بعمري صمت مرة واحدة ولكن عقلي وقلبي مع الرب الذي لم يتخلى عني دقيقة واحدة واشعر بانه يصلح اخطائي الحياتية والمهنية انه تحصين رائع من خلال صوت داخلي او تنبيه داخلي لايسمع ولكن يوجه اعتقد انه الضمير
وروعة مقولتك كبت الغرائز وهي اصل الاخطاء المميتة التي تهدم وتخرب كل بناء ومن يكبتها ويضع لها فرامل اليس الضمير والوجدان الموجود فينا وهو من الاه رائع صنع كل شيء ووجده حسن
اما الذي يدعي بعدم وجود الاه يوجد لديه مشكلة يريد ان يريح ضميره من عمل ما فيقنع نفسه بان الله لم يراه احد واين هو من كل هذه المصائب والكوارث ويسترسل بخطئه باريحية
يتبع رجاء


9 - ان لم نختلف نكون روبوط مبرمج 2
مروان سعيد ( 2014 / 5 / 3 - 08:54 )
اما المسلمين لازنب لهم الاانهم مخدوعين من الاه الشر الذي اعطاهم كتاب به كل شيئ اية للمحبة وعشرة للقتل اتريد محبة وسلام خذ هذه وتريد الشر اقتل وانكح ودمر
حتى الذين يدعون علماء مختلفين ولا يتفق واحدهم مع الاخر ويجب علينا تنبيههم لاخوفا علينا بل خوفا عليهم انظر يقتل مسيحي واحد يقتل امامه مئات من المسلمين الابرياء بسبب هذه الايات الشريرة
ويؤمنون بان الله يغير كلامه وينسخه اي نسي او اخطئ فيريد التصحيح
ايعقل الاه خالق السموات والارض وجميعه معمول بدقة متناهية وبقوانين فيزيائية دقيقة يخطئ بتوجيه انسان ويعطيه اية وينسخها لااحقا
ولادهى يحلل ما حرمه الله مثل القتل والزنا ويقول له امراءة مؤمنة ان وهبت نفسها للرسول اذا اراد ان يستنكحها خالصة له من غير المؤمنين
ميزة خاصة للرسول اذا اعجبته وان لم تعجبه يحولها لااحد اصحابه
نعم نحن مختلفون ولكن ليبقى اختلافنا منافسة في الاتجاه الصحيح ولارساء المحبة التي هي الله بذاته ومنها ينبعث كل خير للبشرية
وللجميع مودتي


10 - الاخ العزيز مروان
nasha ( 2014 / 5 / 3 - 10:18 )

اشكرك لتاييد تعليقي.
انت مصيب فعلاً فمعظمنا له وجدان وضمير حتى ان لم يكن مؤمناً بعقيدة عامة . وتبقى اقلية شاذة موجودة في كل الاعراق لا تملك ضمير انساني او انها مضللة غبية لا تعي ما تفعل.
ومع هذا كله يبقى المسيح ملك السلام والاعظم فكراً على مدى التأريخ البشري وهو معلم الحب والتضحية والعدل لا يضاهيه بشر اي كان.
احترامي لك


11 - إلى الأخوين مروان سعيد و Nasha
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 3 - 10:50 )
تحية طيبة أيها الأخوان الكريمان،

النقاش الدائر بينكما جميل جدا ً، و أجد أنني أتفق معكما على أن المهم هو الحب، التجرد، التضحية التي هي نكران الذات، و أزيد على ذلك التواضع.

أنا لا أعُرِّف نفسي كملحد، لدي أسبابي، منها أنني أعشق المسيح، و العشق يا سيدي لا يُلام فيه إنسان :-)))) و منها أنني منتمي هوية ً و ثقافة ً إلى المسيحية بحكم دراستي عند رهبان القديس يوحنا دولاسال، و منها أنني أرى أن الإنسانية بحاجة للفكر المسيحي (لا أقول للعقائد) و الثقافة المسيحية التي تُعلم السلام و الود و المشي ميلا ً آخر.

يمكن أن تسميني لاديني مسيحي، فهذا أفضل تصنيف، مع أني لا أحب أن أصنف نفسي، لكن احتراما ً لطروحاتكم و حقكم علي في التوضيح ذكرت السابق.

أنا أنظر إلى التاريخ نظرة علمية، أرى الدين و ظروف نشوئه و ارتباطه بوعي الإنسان الأول، و أحلل نصوصه، فأدرك أن الإنسان لم يتلق ّ وحيا ً، لكنه كتب ما ظن أنه صواب، و ما كتبه هو إرث إنساني يجب الحفاظ عليه دون التقيد به. الألوهة لم تخاطب أحدا ً (أتمنى أن تكون موجودة لكن احتجابها ينفي).

لذلك أسعى نحو الحب الإنسان و السمو في الوعي و الإدراك.

لكما كل التقدير و الحب.


12 - وهو المطلوب اثباته
nasha ( 2014 / 5 / 3 - 11:00 )
نعم هذا هو المهم
ولكن مع احترامي لرايك بالنسبة للالوهة انا ارى منطقيا لا يمكن نفيها او تاكيد وجودها .
مع احترامي للجميع


13 - إلى الأستاذ Nasha
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 3 - 12:30 )
في الحقيقة لا يمكن نفي الألوهة لكن يبقى عبئ إثباتها على المُدعي وجودها، لأنها لا تُفصح عن نفسها، و لا تستطيع أن تلتقي بها، و لا يوجد دليل على -وحي- خاص، لكن هناك مستويات نفسيه يبلغها بعض البشر يتحدثون فيها عن لقاء مع الألوهة (الوحي)، هذا اللقاء دائما ً خاص، ليس له موعد مما يدل أنه نفسي تفاعلي أكثر منه خارجي.

نسأل: أين هو الإله؟ ما هو موقفه من هذا العالم الذي يُقال أنه خلقه؟ كيف يكون مديرا ً و يترك إدارة خليقته لتفسد أيما فساد (الحرية لا تعني ترك الإدارة لصغار الموظفين في الشركة :-))) ) ؟

نسأل أيضا ً: لماذا خلق الإله طبيعة الإنسان مع هذا الميل للفساد و هذا الميل للشر؟ أما كان من الممكن خلقه بطبيعة واعية ذكية سامية، بدل ذكية متوحشة؟ الجواب: ممكن طبعاً، إذا ً لماذا هو هكذا؟ الجواب: إنها الطبيعة و التطور و قوانين البيولوجيا، و ليست الإرادة و لا المقصد الإلهي، أي إنها المادة و صفاتها و إمكانياتها و قوانينها.

أنا لا أنفي الإله، لكني لا أصيغ حياتي بناء ً عليه، أنا أحيا بالحب، و تقديس الحياة. أؤمن بالحياة، أؤمن بالناس، أؤمن بالحب، و أسعى دوما ً لكي أخدم الناس واحدا ً منهم.

دمت بود.

اخر الافلام

.. -هجمات منسقة- على كنيس لليهود وكنيسة في داغستان


.. هجمات دامية على كنائس ودور عبادة يهودية في داغستان




.. روسيا: مقتل 15 شرطيا وكاهن إثر هجمات على كنائس أرثوذكسية وكن


.. القوات الروسية تستعد لاقتحام الكنيسة حيث جرى الهجوم الإرهابي




.. قتلى وجرحى بهجمات على كنيستين وكنيس يهودي ونقطة شرطة في داغس