الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق المرأة

رشا أرنست
(Rasha Ernest)

2014 / 5 / 3
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


بدعوة رسمية للمجلس القومي لشئون الإعاقة حيث أعمل، شاركت في الاجتماع الثاني للمنتدى الدائم للحوار العربي الأفريقي للديمقراطية وحقوق الإنسان الذي نظمه المجلس القومي لحقوق الإنسان يومي 30 ابريل، 1 مايو 2014 بمقر جامعة الدول العربية بالتعاون مع جامعة الدول العربية، اليونسكو، المنظمة الفرانكفونية، وكان بعنوان (دعم حقوق المرأة في العالم العربي وأفريقيا) بحضور ممثلين عن الدول العربية والأفريقية والأمم المتحدة.
وهذه نص الكلمة المتواضعة التي ألقيتها في الجلسة الثانية بالاجتماع..


اسمحوا لي أن أشكركم على دعوتكم لنا بالمجلس القومي لشئون الإعاقة، ولكني لا أتحدث بكلمة رسمية عن المجلس وإنما كلمة من امرأة مصرية من ذوي الإعاقة يخصني بشكل مباشر الحوار القائم اليوم وكل يوم.

ان المجهود القائم من الأمم المتحدة وكافة المؤسسات والمنظمات الحقوقية الدولية والمحلية للدفاع عن حقوق المرأة لم تصل إلى الحدّ الذي ينبغي أن يكون. تلك المؤسسات والمنظمات الحقوقية لم تخلق منذ نشأتها ما يحمي المرأة من الانتهاكات اليومية والتهميش المستمر، أو على الأقل ان تقدمها تلك المنظمات للمجتمع كإنسان له كرامة كاملة كما خلقها الله، وكأن على هذه المؤسسات إثبات إنسانية المرأة أولا.
لم تستطيع الأمم المتحدة وجميع مؤسسات المجتمع المدني الحقوقية الهائلة في الوطن العربي أن تخلق أرضية صلبة على مدى عقود من ترسيخ ثقافة احترام المرأة وحقوقها مما ترتب عليه ان هذه المنظمات أخفقت في حماية حقوق المرأة التي اكتسبتها أمام طوفان التراجع الفكري الذي تعرضت له المرأة في بعض الدول العربية مع حدوث ثورات الربيع العربي، واخص هنا مصر أثناء حكم الإخوان المسلمين. فلم تستطع التصدي لكل الانتهاكات الفكرية أو المعنوية أو الجسدية التي تعرضت لها المرأة بداية من "إيه اللي وداها هناك؟، مرورا بالحديث عن خفض سن الزواج، وعودة ختان الإناث، زواج اللاجئات السوريات بالشيكات، وصولا إلى "ملابسها سبب التحرش". لم يتصدى بشكل مباشر وحقيقي لكل هذا التراجع سوى المصريات الثائرات اللواتي نزلن إلى الشوارع وتحدين كل فكر يدعو إلى نبذهن، ورفضن هذا التراجع ودافعن عن حقوقهن بقوة كما فعلن منذ بداية ثورة يناير التي ورغم كل شيء هي أفضل ما حدث في حياتنا القصيرة، لأننا يومها صرخنا بأننا لن نقبل بعد ذلك اليوم إلا أن نملك مصائرنا وحريتنا، ونحن نتحمل مسئولية اختياراتنا.

أقول إلى كل مسئول يدافع عن حقوق المرأة: ان الدفاع عن حقوق المرأة يبدأ من داخلك، حين تؤمن أنها إنسانة لها نفس الكرامة التي للرجل ولها نفس الحقوق وعليها ذات الواجبات. أن تزرع في فكر عائلتك وجيرانك وزملاءك بالعمل هذا الإيمان، أن تبدأ من حيث تقف برؤية واضحة وليست سطور على الأوراق تُقال أمام الميكروفونات. أن تؤمن أن المرأة التي تنزل إلى الجامعة، وتعمل، وتتزوج وتلد، إنها تملك إرادتها وحريتها وقادرة أيضا على صنع القرار.

نحن نريد إيمان حقيقي ورؤية واضحة للتغيير نحو الأفضل، نريد التصدي للانتهاكات بشكل تنفيذي والبدء الفوري في ترسيخ ثقافة حقيقية لحقوق المرأة في التعليم، العمل، تكافؤ الفرص، المشاركة السياسية.... الخ وهنا لابد أن أقول حقوق المرأة وخاصة المرأة من ذوي الإعاقة التي تتضاعف الانتهاكات المُعرضة لها، فهي تلقى إهمالا يفوق الوصف في كلمات، ويكفي أن أقول لكم: أنا هنا اليوم، وهذا ليس سهلا على فتاة مصرية على كرسي متحرك ينظر لها المجتمع نظرة متدنية لأنها امرأة وذوي إعاقة، ينقصها الكثير ولا تقوى على فعل شيء بكرسيها المتحرك ولكني هنا اليوم في مؤتمر دولي، يعلو صوتي واملك إرادتي ولي رأيي الحرّ في كل ما يحدث من حولي وأتحمل المسئولية.

أوجه ندائي للقائمين وأصحاب القرار والأنظمة في الوطن العربي وأفريقيا واجهوا حقيقة وضع المرأة، واعترفوا بمدى إيمانكم بها. واجهوا تجاهلكم للمرأة وتقصيركم في قضيتنا، وابدءوا في تمكين المرأة من حقوقها بشكل حقيقي حتى تنهض وترقى هذه الأوطان ويحدث بها التنمية كما يجب أن تكون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لوحة كوزيت


.. شاعرة كردية الحرية تولد الإبداع




.. اطفال غزة يحلمون بالعودة إلى ديارهم


.. ردينة مكارم المرشحة لعضوية بلدية حمانا




.. المهندسة سهى منيمنة