الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتنين.. تلاتة.. أربع.. خمس نعمااااات.. إلى حزب النور والدعوة السلفية.

مختار سعد شحاته

2014 / 5 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أستأذنك قبل القراءة أن يغني محمد منير في خلفية المقال "قلت نعمين تلاتة.. أربع.. خمس نعمات".. وكررها باستمرا، ثم اقرأ المقال.
تقول الحكاية في مطلعها الآتي:
ويستمر في مصر يا سادة يا كرام ما حكى عنه الراوي زمان، وأن النبي العدنان قد أخبر عنهم وحذر منهم كل إنسان، هؤلاء الذين قالوا نعم مرة ومرة فصارت سابقة لهم في تاريخ مصر الحديث، هؤلاء الذين كفروا المصريين المعارضين لهم في يوم "الاستفساخ" المصري في مارس 2011، يوم قالت صناديقهم الخشبية نعم الأولى، والتي وضعوا فيها نعمهم تلك، ودفنوها بكل بجاحة بعدما كفروا وشيطنوا فصيل لا بأس به من العباد، ليأتوا لنا بعدها متآمرين على المجلس التشريعي، ويخرج بعضهم يتهمنا بأن الديمقراطية أصلا حرام، ولكن ما بين حكومة وحكومة يغير الله قومًا غيروا ما بأنفسهم، فلا يُعرف لهم نفسًا ولا يُعرف لهم توجهًا غير الانبطاح، والأكل على كل الموائد والانشكاح، وكانهم في هذا يعتمدون على أن آفة حارتنا النسيان، لذا كان لابد لي من وقفة وبيان مع هؤلاء الذين قالوا "بدل" الـ"نعم" خمس "نعمات".

قلاش باك:
الحركة الواسعة التي تسمى مؤخرًا "الإسلام السياسي" باختلاف توجهاتها ما بين إخوان وسلف ووهابية وأنصار شريعة وأنصار سنة، وغيرها من تلك المسميات التي عرفوا كيف يأكلون الشعب من كتفه بها، ويسلمهم ذقنه راضيًا مرضيًا، بعدما صدق نعراتهم وفتاويهم وخزعبلاتهم التي تصل حد إخراج الجان على شاشة فضائية ومن خلال التليفون، كلهم وبلا مواربة صنيعة النظام المباركي وإنتاج حصري لأمن الدولة وممارساتها، ما بين عصا الفرعون وجزرة الطاعة، وكلها تعتمد مبدأ أوحد في سياستها التسويقية ألا وهو "ورضاه من رضا الإله"، والضمير هنا يعود على مرشد أو شيخ أو داعية أو ما شابه من تسمياتهم واختراعاتهم في حياة المصريين الهادئة والتي تنغصت بفضلهم بلا عودة، وانتهت إلى ضبابية هذا الوضع الذي نحن فيه الآن، بفعل غباء الممارسات السياسية التي حاربوا الدولة سابقا عليها، أو اتهموا العباد بكفرهم أو خروجهم عن نص الشرع حين هموا بممارستها، وكانت طامة ما بعدها طامة حين تحولوا من حروبهم التي سمنوا فيها ورتعوا لسنوات ضد بعضهم البعض، لتتوجه نحو غلابة هذا البلد ومثقفيه وإن كان هؤلاء الأخيرين على الدوام ملعونيين في كل فكرهم وتنظيرهم الدنيوي وإن ألبسوه لباس الدين بمذهب ما.
لا أنسى في الإسكندرية يوم 30 يناير 2011 عربة نصف نقل تحمل شعار الدعوة السلفية وقد رفعت صوتها في مكبرات الصوت خلف مدرسة الشاطبي الصناعية وتحركت إلى مقابر الشاطبي في جوارها وأخذت تحض الثوار على التعقل والعودة إلى العقل، وتذكرنا بمغبة الخروج على الحاكم، وهم هم من قالوا فيما بعد أنهم "ثوار أحرار" وأنهم كانوا ضمن الجموع، وحدث ولا حرج في هذا الكذب، فكما قلت اعتمد محركوهم على "نعمة النسيان"، لكن أنى لمثلي أن ينسى، وهم كثير.

وتلك الأيام:
مرت الأيام ولا أجد وصفًا لمرحلة الاستفتاء المشئوم الذي "فسّخ" عروة المجتمع المصري بين المؤمن وغير المؤمن، غير جملة بكتاب كفاح شعب مصر للصف الثاني الإعدادي حين وصفت الحياة السياسية في مصر بعد هزيمة حرب 48 وفساد الأحزاب والحياة السياسية، فتقول "وصارت مصلحة البلاد العليا في مهب الريح ومرتعًا للأهواء".. نعم كان هذا الوصف الدقيق، وتفاوض من تفاوض على خروجه الآمن مع فئة أرادت أخذ مصر برمتها إلى نفق معتم وبارد وخسيس، تبرأ من كل عدل وعدول منذ جلس يتفاوض في المتحف المصري بينما كان زهرة شباب مصر يقتلون في ميادين مصر، بل زاد طينهم بلة هؤلاء الذين آزروهم ممن خرجوا وقالوا لكل ما اتوا به نعم تبعوها بنعم جديدة، وحين دارت بهم الأيام، تحولوا ونفضوا أيديهم منهم وخرج علينا طبيب الأطفال شيخ دعوتهم ليخبرنا بأنهم كانوا يعلمون ما تعانيه البلاد من فساد هؤلاء الراحلين بلا عودة، بل وزاد أنه علم يقينًا بتزويرهم انتخابات مصر الأخيرة ما بين المجلسين والرئاسة، هكذا سار هؤلاء بحزب النور وجماعة الدعوة السلفية –قولا- وتنصلوا من كل معاهداتهم مع جماعة وتنظيم الإخوان.

ولا اندهاشة:
يبدر إلى الذهن سؤال لكل هؤلاء الذين تعجبوا من موقف حزب النور، ومن مواقف مشايخهم حين استباحوا الكذب مرة والتدليس باسم الدين مرات وحين وعدوا وحين تخاصموا لأجل مصالح سياسية لا شرعية أو دينية، وحين تحالفوا للمرة الأخيرة ضد التنظيم الإخواني، وكيف تحولوا من أقصى درجة إلى أقصى النقيض، وكيف تبدلت خيوط اللعبة؟ والإجابة بسيطة للغاية فهؤلاء بحزب النور والدعوة السلفية ومن قراءة واقعها التاريخي والسياسي، تأكل على كل الموائد، وتلتصق بكل الأنظمة مهما كانت فاسدة كمبارك، أو إقصائية أحادية كالإخوان، أو فاشية عسكرية كما يتوقع للآتي، لذلك فمجرد تبادر السؤال للذهن عن موقفهم من دعم مرشح الرئاسة السيسي سيكون محض هرتلة عقلية، وعمى سياسي، فالأمر لا يخرج عن كونهم "بطنية" يأكلون على مائدة السلطان، ويعرفون كيف يأكلون من المرق والثريد حتى لو كان على ثوابت دعوتهم وما يدعونه لها من سمو وأخلاق وتدين.

عادي عادي دا تمامكم:
هكذا لا تستغرب موقف هؤلاء الذين استخاروا الله في صلاة استخارة لم نسمع عنها مع المعزول بلا رجعة مرسي العياط، ولا مع مبارك والخروج عليه قبله، ولا حين استباح البعض دم البعض، فقط تربصوا وتحينوا وراهنوا في سباقهم المحموم لأجل الركوب في عربة الحكام، ولا أشك لحظة في أنهم كما اتهموا السيسي قبل التفويض ثم تراجعوا سريعا، فلو كان مرشح من بلاد الواق واق وصالح بطونهم معه، لصلوا صلاة الاستخارة تلك، ليقنعوا مريديهم ممن تعثروا في حياتهم وتعليمهم وبناء عقل متزن فهربوا إلى الجنة التي يعدونهم بها وحور العين وانهار الخمر من العسل المصفى، ولن يخجلوا من واقعهم المفضوح للجميع إلا هؤلاء الهاربين في مجالس نعرهم ودروس عنصريتهم البغيضة التي لا تمت لواقع سماحة الدين بصلة.
هم هكذا تعودوا انبطاح النعم، ولن يعرفوا غيرها، لأنهم يعرفون أن لـ"لا" رجالاتها المخلصين ممن يعرفون أن الوطن ومقدراته مرهون بالحقوق الإنسانية وبالإنسان الذي سبق وجوده وفطرته الرسالات، وأشك أنهم يفهمون ذلك، لأنهم ببساطة حين يصطدمون بفكر غيرهم فقط فسقوا وبدعوا وخرجوا من الملة والنِحلة، هم ملوك الــ"نعم" وحراسها المخلصين، فهنيئًا لهم بها، وهنيئا للرب الجديد رب نعم حاكم مصر وإن شئت قل، طامعها الفرعون الجديد، وفي نهاية يوم زينتهم سيرد الله كيد الساحر، وسيعرف الشعب من معه ربه يهديه علمًا وفهمًا لا نهمًا وطمعًا ومداهنة، عادي عادي دا تمام حزب النور والسلف.

خمسة عليكم:
نكمل العدّ، فمنذ الآن تلك نعمكم الخامسة فإن نسيتوهموها فنحن لن ننساها:
1- نعم للإعلان الدستوري مارس 2011، والمعارض غير مؤمن.
2- نعم للإخوان ومرشحهم في سُدة الحكم يونيو 2012، والمعارض فاشق او من البُغاة.
3- نعم للتفويض في يونيو 2013، والآخر غاصب وكاذبومختلط ببعض الخونة.
4- نعم لدستور 2013، والآخر متخاذل ومقصر.
5- نعم لترشيح السيسي، والآخر فيهم دخن "بتفخيم عجيب للخاء وبدعي".
وغيرها على الحواشي كثير ومخجل.
وخمسة في عين عدوينكم يا بتوع حزب النور والجماعة السلفية.

مختار سعد شحاته.
Bo Mima
روائي.
مصر/ الإسكندرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتلال يمنع مئات الفلسطينيين من إقامة صلاة الجمعة في المسج


.. جون مسيحة: -جماعات الإسلام السياسي شغالة حرائق في الأحياء ال




.. إبراهيم عبد المجيد: يهود الإسكندرية خرجوا مجبرين في الخمسيني


.. سياسي يميني فرنسي: الإخوان ساهموا في نشر الإسلاموفوبيا في أو




.. 163-An-Nisa