الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفتاوى المُقرفة قد تهديك السبيل

علي الخليفي

2014 / 5 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ليس ما يثير العجب هو الفتاوى التي تصدر عمن يسمونهم بشيوخ أو علماء الدين ، ولكن العجب العُجاب من ردات الفعل التي تصدر عن جمهور المُتلقين لهذه الفتاوى ، وكأن هذا الجمهور لاصلة له بالدين الذي يُعتبر هؤلاء الشيوخ هم أهل العلم والدراية بمكنوناته وخباياه ، مما يجعلك تتسائل هل هذا الجمهور المُتلقي هو حقاً على ذات الدين الذي يُعتبر أؤلائك الشيوخ هم أئمته وأهل خاصته وعامته أيضا ؟

أم أنه يتبع ديانة خاصة إبتكرها لنفسه ، شريعتها هي فطرته الإنسانيه الرافضة للقبح والتشوه.

الذين يُصدرون هذه الفتاوى لم يأتو بشيء من عندياتهم ، ولكنهم يستندون في فتاويهم المُقرفة تلك إلى ما ورثوه من عِلم عن أسلافهم الذين عاصروا ظهور هذا الدين وكانوا الأقرب لفهمه وتأويل نصوصه.


جرت العادة عند الكائن الإنساني البسيط الذي يتمتع ولو بقدر ظئيل من المعرفة أنه عندما يعرض له طرحٌ ما في هذه الحياة ، فإنه يتوجه فوراً وينبش في المعاجم والكُتب ليستجلي مدى صدقية هذا الطرح من عدمها .

هذا ما يقوم به الكائن الإنساني المُتمتع ولو بقليل من الوعي في كل الطروحات التي تهم الشئون العامة لحياته . فكيف يكون الحال إذا ما كان الطرح يتناول أهم شئون الإنسان في هذه الدنيا وهي عقيدته ، الدين الذي يدين به ويبني عليه كل منظومته القيمية التي يعتاش عليها.

تشعر بالدوار وأنت ترى الإشمئزاز والقرف الذي يرتسم على وجوه جمهور المُتلقين لتلك الفتاوى من تلك الفتاوى وممن يُصدرونها ، وكأن هؤلاء الذين أصدروا هذه الفتاوى قد جاؤا بها من بيوت أبائهم.

فهل الإشمئزاز والقرف الذي نراه يجب أن يكون موجهاً إلي مُصدر الفتوى أم إلى مصدرها ؟

كان يجب على جمهور المُتلقين أن يحتفظوا بإشمئزازهم وتقرفهم في داخلهم قليلاً ، حتى يتأكدوا من هو الاحق بأن يُصبّ عليه هذا الإشمئزاز و القرف.

هل الأحق بهذا الإشمئزاز والقرف هم مُصدري هذه الفتاوى . أم أنهم يجب أن يصبوا هذا الإشمئزاز والقرف على أنفسهم بسبب جهلها المُتقع الذي يجعلها تعتنق دين وتؤمن بعقيدة تشمئزُ من شريعتها وتعاليمها.

فعلى هذا الجمهور الذي كلما خرج عليه أحد هؤلاء الحمقى بفتوى من فتاوي دينه المُريعة ، هاج وماج ، وأصدر أصواتاً غريبة تشبه الصوت الصادر عن قطيع من الدجاجات الحمقاوات عندما يداهم قفصها ثعلب جائع ، عليها أن ترتقي بعقولها قليلاً وأن تتصرف كما يتصرف الكائن الإنساني المُتمتع بقدر ظئيل من العقل .

عليها أن تجمع كل تلك الفتاوى التي أثارت إشمئزازها وقرفها وتذهب لتنبش في الكتب التي لا يستقيم لها إيمانها المُفترض بغير الإيمان بها ، لتعرف هل ذاك الشيخ الذي أصدر لها هذه الفتاوى إفترى على دينها كذبا ، أم أن فتاويه تلك هي جزء من شريعة الدين الذي تدعي الإيمان به وعندها يتوجب عليها أن تحدد خياراتها ، والتي ستنحصر في ثلاث خيارات لا رابع لها.

أول هذه الخيارات هو أن يصموا أذان عقولهم عما يسمعون ، ويستمرون في الإحتفاظ بتلك الصورة النقية لدينهم التي رسمتها لهم فطرتهم الإنسانيه الخيرة ، وهم بذلك سيظلون ينسبون أنفسهن لدين لا يقبل إنتسابهم إليه ، لأنهم لا يمتثلون لشرائعه المُقدسة.

وثاني هذه الخيارات أن تبلع هذه الجماهير المُتلقية إشمئزازها وقرفها وتعمل بتلك الفتاوى مادامت قد تيقنت أنها جزء تابث من شريعتها ، فتشرب بول البعير وتسكر بالإيمان وتنتشئ ، ويستمتع الذكور فيها بمشاهدة أزواجهن يُرضعون زملائهن في العمل ، وخدمهم في المنازل ، ويعيشون أجمل لحظات الرمنسيه وهم يمارسون ضجعة الوداع مع زوجاتهم الميتات ، ويعصرون لمونة على زوجاتهن المُغتصبات اللواتي تركوهن ليغتصبن ونجوا هم بجلودهم ويقبلون الإستمرار في العيش معهن بكل أريحية .


أما الخيار الثالث والأخير فهو أن يتخلصوا من سطوة الرعب من النيران والجحيم ، وأن يرتقوا بأنفسهم عن الطمع في جنات لحم الطير المشوي والرمان والغلمان ، ويواجهوا الحقيقة بكل شجاعة ليحددوا خيارهم وبكل وضوح في التمسك بفطرتهم الإنسانيه الخيرة النزاعة للحب والجمال ، والرافضة للقُبح والتشوه ، فيضربوا بعرض الحائط كل تعاليم أو وصايا تحاول تشويه فطرتهم الإنسانية ، بغض النظر عن المصدر الذي يدعي من جاء بهذه التعاليم نسبتها إليه.

بين هذه الخيارات الثلاثة خياران يكسب فيهما الإنسان دين أو وصايا أوتعاليم ليس متيقناً من مصدرها ، مقابل أن يخسر نفسه ، ويتنازل عن فطرته السوية ، لصالح التشوهات التي تُلزمه بها وصايا ذاك الدين .

أما إن أراد الإنسان أن لا يخسر نفسه وأن لا يتنازل عن فطرته النقيه ، فليس أمامه سوى الخيار الثالث .

خيار المواجهة ، وهذا الخيار قد يجعل الإنسان يتخلى عن دين وتعاليم ووصايا إعتاد عليها ولكن بالمقابل يكسب نفسه .

والإنسان إذا ما كسب نفسه فقد كسب كل شيء.
ع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - للاسف
مفكر حر ( 2014 / 5 / 4 - 09:45 )
استاذي للاسف اسلوبك غير مهني البتة ولا اريد الخوض في مضمون مقالك
لفتني اسلوبك صراحة بعيد جدا عن المهنية ويفتقر للحد الادنى من الاحترام للاخر واقرب لاسلوب الردح
ارجو الالتزام باداب الكتابة وان تكون كتاباتك هادفة وتنويرية تصدر عن انسان مثقف وواعي


2 - إلى المفكر الحر
علي الخليفي ( 2014 / 5 / 4 - 09:52 )
وكيف قبلت على نفسك يا تلميذي أن يكون أستاذك رداح؟؟؟


3 - التناقض
شام ( 2014 / 5 / 4 - 11:37 )
نعيش حياة التناقض بين ما تأمرنا به الوصايا والتعاليم المفروضة علينا بحكم اتباعنا لدين معين وبين الفطرة الانسانية التي فطرنا عليها والتي لاتقبل تلك التعاليم والوصايا. فأن رفضنا تلك التعاليم والوصايا خرجنا عن الدين وإن إلتزمنا بها خرجنا عن إنسانيتنا .
ويبدو من المستحيل الجمع بين الاتنين وهنا نجد أنفسنا مخيرين بين ديننا أو إنسانيتنا
شكرا لكاتبنا على إثارته لهذه الافكار


4 - أستفهام؟
عبد الله خلف ( 2014 / 5 / 4 - 22:24 )
ما رأي الكاتب بالفتاوي المسيحيه و صكوك الغفران؟ .


5 - جواب على إستفهام
علي الخليفي ( 2014 / 5 / 5 - 00:49 )
اولاً شكر للسيدة شام على المرور والإضافة وثانيا اجابة على إستفهام السيد خلف عن راي في الفتاوى المسيحية وصكوك الففران فأقول انها ستكون ذات الإجابة على الفتاوى الإسلامية وصكوك الحور العين ، لافرق كلهما تخلف وإنحطاط فكري ولكن الفرق الوحيد يا سيد خلف ان المسيحية قد تجاوت تلك المرحلة وصارت جزء من التاريخ اما نحن فنعيش في حمى هذه الفتاوى، وهذه الفتاوى الإسلامية لم تبتكر في هذا العصر بل كانت مخفية في بطون الكتب ولم يكن احد ينبش عنها او ينتقدها ولكن خروجها للعلن وأثرها الظاهر على واقعنا المعاش اليوم هو الذي وضعها على طاولة الدرس والإنتقاد وشكراً لمرورك

اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب