الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجذور التاريخية للمثلة

فلك محمد

2014 / 5 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



الجذور التاريخية للمُثْلة

– فلك محمد
لحظات صادمة، رؤوس تتدحرج كالكرة، نساء يغتصبن باسم الجهاد، عمليات نحر تفتح فينا جرح الذاكرة، لنبحث عن هوية السيف الذي استلمه خلف من سلف، يدعى انه ضمن فرقة ناجية من ثلاث وسبعين فرقة، افترقت وفق الحديث، واتفقت في سوريا لتمارس جرائم متعددة الجنسيات وأبشع جرائمهم هو اغتصاب الحلم الانساني بالتغيير.
مع كل راس يتدحرج على يد سياف ملل ونحل لم نسمع بهم حتى في لحظة اغتصاب فلسطين، تعلمنا منهم ممارسة الجريمة وفتحنا لهم الأبواب وما خلف الباب.
هل جاء السياف والناكح والانتحاري من الفراغ، وانهم يكتبون بداية تاريخهم، ام ان لهم جذورهم التاريخية التي عليها يستندون؟

الاختلاف حول الحديث والتاريخ الإسلامي ليس بجديد، ولكن الحقيقة المؤلمة، ان كل ما روي من حديث واحداث تاريخية هو صحيح، لا على صعيد صحة الرواية والحدث، بل على صعيد ايمان البعض بما هو ضعيف معتبرا إياه واقع يجب ان يتكرر كما نشهدها في سوريا.
لا نناقش ضعف الحديث أو اكذوبة صناعة وكتابة التاريخ بقدر عرض الجذور الفكرية والتاريخية للجريمة والذين اسسوا لها.
هناك من يؤمن بحديث العُرَنيّين , حينما سَمَلَ النبي أعينهم كما ذكر في فتح الباري: 1/134، وقال عنه أنس ابن مالك -: «إنما سَمَلَ النبي -صلى الله عليه وسلم -أعين أولئك؛ لأنهم سَمَلُوا أعين الرعاء» (صحيح مسلم: 1671)، وان النبي برئ مما صنع خالد ببني جذيمة، وقال: " اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد “، ولم يؤاخذه به لحسن بلائه ونصره للإسلام) بعد ان قتل خالد ما قتل من بني جذيمة حينما لم يعلم بأن (صبأنا صبأنا) بمعنى أسملنا أسلمنا.

هناك من يؤمن ان توفر له الوسيلة ان يرمي الرؤوس بالمنجنيق (عن أبنُ مفلح في " الفروعِ " (6/218): " وَيُكْرَهُ نَقْلُ رَأْسٍ، وَرَمْيُهُ بِمَنْجَنِيقٍ بِلَا مَصْلَحَةٍ) لان الغاية هو إرهاب الآخر لذا (أجاز معظم فقهاء الإسلام ذلك – أي؛ قطع الرؤوس وحملها -إن كان فيه مصلحة متحققة من كسر شوكة الكفار وبث الرعب فيهم ونحو ذلك) (الدر المختار للحصكفي: 4/454).
بل ان الشوكاني يعيد تاريخ الإرهاب الى أيام الصحابة، قال الشوكاني: «وقد وقع حمل الرؤوس في أيام الصحابة وأما ما روي من حملها في أيام النبوة فلم يثبت شيء من ذلك) السيل الجرار: 4/568. ).
بغض النظر ان كانت جرائم الحز والنحر جزء من التاريخ، او الدخيل في التاريخ الإسلامي، فانه يمثل ارثا يستند عليه القتلة. يقول الشوكاني: «إذا كان في حملها تقوية لقلوب المسلمين أو إضعاف لشوكة الكافرين فلا مانع من ذلك؛ بل هو فعل حسن وتدبير صحيح ولا وجه للتعليل بكونها نجسة؛ فإن ذلك ممكن بدون التلوث بها والمباشرة لها ولا يتوقّف جواز هذا على ثبوت ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم -؛ فإن تقوية جيش الإسلام وترهيب جيش الكفار مقصد من مقاصد الشرع ومطلب من مطالبه لا شك في ذلك».
يمثل قراءة البعض من القتلة لما كتبه ابن تيمية مرجعية لجرائمهم فقد كتب ابن تيميه: «وإن مثّل الكفار بالمسلمين فالمثلة حق لهم فلهم فعلها للاستيفاء وأخذ الثأر ولهم تركها والصبر أفضل».
شظايا الجسد السوري، وتقطيع اوصاله في فضاء جغرافية تنم بالوجع، يمكن تفسيره من خلال الكم الهائل لما رواه البعض او لقراءة البعض لما روي لان المثلةِ غير محرمة وفي أفضل الأحوال هو نهي تنزيه عندهم (قال الإمامُ النووي في " شرح مسلم " (7/177): " قال بعضُهم: النهي عن المثلةِ نهي تنزيهٍ، وليس بحرامٍ “بل هو مكروه عند ابنُ قدامةَ) وفي " المغني " (10/565): " يُكْرَهُ نَقْل رُءُوسِ الْمُشْرِكِينَ مِنْ بَلَدٍ إلَى بَلَدٍ، وَالْمُثْلَةُ بِقَتْلَاهُمْ وَتَعْذِيبُهُمْ “.
ان كانت الْمُثْلَةُ عند ابنَ تيميةَ حق “: الْمُثْلَةُ حَقٌّ لَهُمْ، فَلَهُمْ فِعْلُهَا لِلِاسْتِيفَاءِ وَأَخْذِ الثَّأْرِ، وَلَهُمْ تَرْكُهَا وَالصَّبْرُ أَفْضَلُ)، فان أبو حنيفة يفتح الأبواب كلاها حينما تكون المعركة في دار الحرب " لاحدّ على مسلم في دار الحرب ".
تمثل سوريا دار حرب من وجهة نظر القتلة، وهذا يفسر لنا صدمة المشهد والصورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألبوم -كهان الكاف -: قصائد صوفية باللهجة التونسية على أنغام


.. 71-An-Nisa




.. 75-An-Nisa


.. 78-An-Nisa




.. 79-An-Nisa