الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في الإنسان – 2 - وجها الوجود و الألوهة الناقضة لفعلها

نضال الربضي

2014 / 5 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قراءة في الإنسان – 2 - وجها الوجود و الألوهة الناقضة لفعلها

الخوض في ثنائية الألوهة و الكيان المُتحدي لها ضرورةٌ نابعة من طبيعة العلاقة بينهما و التي تُقدم للإنسان على أنها حقائق تمت في الواقع الإلهي الغائب، ففكرة وجود التنين البدئي، أو الوحش المائي، أو الشيطان، هي فكرة مشتركة بين كل الأديان بدءاً من السومرية القديمة الموغلة في القدم و مرورا ً بالزرداشتية و قطبيتها و انتهاء ً بالإبراهيمية في فروعها الثلاث.

و لقد سبق َ و قدمت ُ في سلسلة عشتار أربعة َ مقالات ٍ يُمكن العودة ُ إليها لفهم جذور العبادات الحالية و التحولات التي طرأت على القديمة فأنتجتها بالصورة ِ المتداولة. غير أني أود ُّ أن أقدِّم َ اليوم قراءة ً في تصوُّر الإنسان للنقيض العمائي لوجودِه ِ المُنظَّم و الذي عبَّر عنه بواسطة ثُنائية الألوهة و تنينها المائي الشيطاني، لأنها ستساعدنا في فهم سر الكراهية العميقة للكائن ِ الشرير و تفسر أمامنا الغموض الذي يحيط بالرواية الدينية.

بداية ً لا بدَّ من مرور ٍ سريع على جذور القصَّة الأولى للخلق، فهي و في كل الروايات خلق ٌ ناجم عن حركة ديناميكية للماء البدئي الساكن، و هذه النقطة جوهرية في فهم ِ ما سيتبع من المقال، فالتكوين السومري يتحدث عن المياه الأولى الخالقة "نمو"، و مُقابلُه البابلي يتحدث عن المياه الأولى الخالقة لكن في ثالوث ِ "أبسو، تُعامة و ممو"، و التكوين التوراتي يتحدث عن روح الخالق التي ترف على وجه المياه. فالخالق إذا ً هو المياه الأولى الساكنة التي تحركت فأنتجت ديناميكيتها الحياة.

و كجزء ٍ من ذات البداية التي تروي الخلق لا بد أيضا ً من عرض ٍ سريع لجذور ِ الكائن ِ الشرير، المُعادي للحياة، و هو في التكوين السومري التنين "كور" تنين العالم الأسفل و الذي يتحكم في مياه الأعماق و الأنهار و الينابيع. أما في التكوين البابلي فهو "اللابو" و هو يوصف أنه وحش ٌ أنجبته "تُعامة" التي رأيناها كمياه ٍ بدئية، و في رواية ٍ أخرى يوصف أنه ابن البحر، و في الحالتين هو ابن الماء. أما النص الأوغاريتي فهو أيضا ً يصف لوياثان (أو شالياط العتية) كحية ٍ تحارب الحياة يقتلها الإله، و هو ذات ُ الإسم "لوياثان" الذي تذكره التوراه كوحش ٍ انتصر عليه الإله منذ بدء الخلق، و هو أيضا ً وحش ٌ مائي.

يمكنكم الاضطلاع على القصص بالتفصيل في كتاب الدكتور فراس السواح "مغامرة العقل الأول"، أما هذا المقال فسيمضي إلى تحليل هذه القصص و الكشف عن علاقة الحياة بنقيضها الموت و توضيح ارتباطهما ببعضهما و بالألوهة و بتصور الإنسان الأول للوجود بوجهيه الحي و الميت.

إن وجود الماء كعنصر مشترك في روايتي ظهور الحياة في الخلق و التغلب على محاولة نقض الخلق التي اقترفها الوحش المائي هو المدخل لفهم التصور البشري البدئي للألوهة و فعلها و ما ستتبعه من أثر ٍ ظهر بالكائنات في فعل ٍ أولي، و نتائج َ حياتية دائمة تؤثر على الكائنات المخلوقة. فالخالق ُ هو الماء، و الوحشي البدئي هو أيضا ً من الماء، أي بعبارة ٍ أخرى، الخالق هو الماء، و المحاول نقض الخلق بالموت هو أيضا ً الماء، فكيف يناقض ُ الخالق نفسه، مانحا ً الحياة َ مرَّة ً و قاتلا ً مرَّة ً أخرى؟

في الواقع لا يوجد ُ تناقُض ٌ بتاتاً، فالإنسان الأول في بداية ِ تكوين المجتمعات الزراعية و المدن الثابتة قبل حوالي عشرة آلاف ِ عام ٍ كأبعد ِ تاريخ ٍ يمكن ُ اعتمادُه بداية ً متواضعة ً، كان يرى كل الأفعال الطبيعية من صُنع ِ الآلهة (لن أخوض هنا في مسألة تأنيث و تذكير الألوهة فهذا حديث ٌ آخر)، و لذلك كان فعل الولادة عملا ً إلهيا ً، و فعل ُالالتقاط و الصيد تيسيرا ً من القوى الغيبية (التي أصبحت بعدها تجليات ٍ لفعل الآلهة)، و فعل الموت جزءا ً من الأقدار و المصائر المرسومة و التي هي أيضا ً منوطة ٌ بالآلهة، فكل شئ ٍ إذا ً هو نتاج ُ تدخُّل ِ الغائب الإلهي في الحاضر الدنيوي، لأنه في الحقيقة كما هي في عقل الإنسان ِالأول لا يوجد ُ عالم ٌ مخلوق ٌ إلا العالم الذي تم تكريسه للآلهة، هذا العالم الذي يُشكِّل ُ فيه معبد الإله "سُرَّة" الكون، و مركزه، و بوابة عبور الإلهي الغائب إلى الدنيوي ِّ الحاضر، هذا المعبد الذي تمثِّل ُ عتبتُه بداية َ الانقطاع ِ و عدم التجانس في الوجودين، الحاضر و الغائب، هذه العتبة التي منها يخطو البشري من عالمه إلى المعبد، نحو "كيان ٍ" موجود ٍ في البقعة الأرضية لكنه لا ينتمي إليها، كيان ٍ تحل ُّ فيه الألوهة و منه تُصدر بركتها و قبولها و تقديسها للعالم الدنيوي فيأخذ "حقَّه" في أن "يكون" و "يُعترف" به عالما ً دنيويا ً.

أخاف َ الموت ُ الكائن َ البشري، و أرعبَهُ، و لم يجد له تفسيرا ً فربطه كشأنه دائما ً بحدث ٍ تم َّ في العالم الغيبي، هو حدث ُ موت ٍ آيضا ً ، و عبر عنه بأساطيره المتنوعة، فتصوَّر َ أن آلهته ُ أيضا ً تموت، فتحدث َ عن محاولات ِ الآلهة ِ الأولى البابلية و هي الإلهة ُ الخالقة "تُعامة" قتل أبناءها الآلهة ِ لأنهم أزعجوها بضجيجهم و ديناميكية تفاعلاتهم، و روت لنا الأساطير حرب مردوخ كبير الآلهة البابلية مع أمِّه تعامة و قتله إياها و فتقها نصفين مرتوقينِ لرفع ِ نصف ٍ سماءً و خفض نصف ٍ أرضا ً. و تحدَّث َ عن صراع بعل الإله و موت، و موت بعل ٍ ثم قيامته، و تحدث عن انحدار ِ الإلهة ِ أنانا للعالم الأسفل ثم محياها من جديد، و تحدَّث َ عن تموز حبيب ِ عشتار و أدونيس و أتيس، و كل هؤلاء الآلهة ِ التي تُبعث ُ من جديد.

كان الإنسان ُ الأوَّل ُ يدرك وجود الموت و يخافُه ُ، لكنه يتوق ُ للتغلُّب عليه، و يعتقد ُ أن موت َ الإله هو الفعل ُ الغيبي الذي يُمثِّل ُ التفسير المنطقي لموتهِ هو فهو إذا ً و أيضا ً يمثِّـلُ باكورة بعثِه و بشارة َ حياتِه الجديدة الثانية و يُقدِّم ُ قصَّتَه ُ في أشخاص الآلهة عُربونا ً و ضمانا ً لهذه الحياة ِ الجديدة، و طمأنينة ً من شأنها أن تجعله يُكمل ُ حياتَهُ بتوازُن ٍ و سلام.

لم يكن وارداً عند الإنسان الأول أن هناك َ حدثا ً أرضيا ً يقع لا يجد ُ له مُقابلا ً غيبيا ً، فهذا العالم هو انعكاس ٌ للعالم ِ الغيبي، و ما يقع ُ هناك قد وقع َ قبلها هناك. لكنَّه بقي َ حائرا ً لا يدري كيف َ يُفسِّر ما بدا له غريبا ً أن الألوهة َ و بما أنها فعلا ًتموت و فعلا ً تقوم فهي تقتل ُ بذلك نفسَها، فلماذا تقتل ُ نفسها؟ و كيف يستقيم ُ أن تقتُل َ نفسها (حتى و إن قامت)؟

لفهم السؤال السابق و قبل المُباشرة في الإجابة، ينبغي أن أذكِّر أن الآلهة المتعددة هي في الحقيقة مجرد انعكاسات ٍ و تخصُّصات ٍ وظيفية للألوهة الواحدة. نقول إجابة ً أن الإنسان الأوَّل و إن كان يرى الموت من صنع الأُلوهة كأحد خصائصِها فهو ما زال يرى أن هذه الخاصية موجودة ٌ لضمان التجديد ِ و تحقيق ِ الامتلاء و الكمال الذي قد تؤدي التفاعلات ُ إلى خفضهما، فخروج تُعامة الخالقة ضد ابنها المخلوق هو اتجاه ُ الحياة نحو انتقاصها تمهيدا ً للموت، و انتصار مردوخ الإبن على أمه (دون دلالات الانقلاب الذكوري على الأنوثة ) هو انتصار الحياة على الموت، و بهذا تتوج الحياة كوجه الألوهة الأقوى دون نفي وجه الموت الأضعف لكن الحاضر بقوة و استحقاق لا يمكن الخلاص منهم.

و لعل َّ ما يُبرز تقديس الإنسان لوجه الحياة في الألوهة و رفعه فوق وجه الموت، على الرغم أن كليهما من خصائص الألوهة، هو التطور الحاصل على ماهية وجه الموت، فبعد أن كانت تُعامة الإلهة الأولى الخالقة هي التي أرادت الموت و سعت إليه نجد أن شكل الموت قد أصبح مُرتبطاً بكائنات ليس آلهة ً لكنها أشباهُ آلهة مثل الآتنَّة ِ"كور" "لابو" "لوياثان" ثم فيما بعد تجسد شرها الكامل في شخصية "الشيطان" التي نجدها تقف أمام الإله الذكوري الخالق فتتحداه و تحاول تقويض َ مملكته و تدخل معه في حوارات و أفعال ٍ تشي بندِّية ٍ في التعامل و سُلطة ٍ في الفعل، و مساحة حرية واسعة لا يمكن أن نفهمها بمجرد التسليم بالقصة كما رويت، و علينا أن نعودَ قطعا ً لجذورها القديمة حتى نستوعب منشأها و الرؤية َ الإنسانية التي أنشأتها و صاغت في دقائقها خفايا الإنسان الأول النفسية.

قام الإنسان الأول بخفض الموت إلى مستوى فعل ٍ مُتعلِّق ٍ الآلهة لكنه نوعا ً ما أقل من إلهي، تُشرف عليه مخلوقات ٌ شريرة عمياء تريد أن تنتقض َ الكمال الطبيعي و امتلاء الحياة، و هي رؤية ً ناجمة ٌ بوضوح عن عجز الإنسان أمام موت أحبائه مرضا ً و جوها ً و افتراسا ً فجأة ً و بدون مقدمات، هذه "الفُجائية" التي تحل ُّ عليه و هو مطمئن، و التي لا يمكن تفسيرها سوى بوجود قوى وظيفتها "نقض" السلام، "نقض" الطمأنينة، "نقض" الاستمرارية، "نقض" التوازن، هذا النقض الذي لا يمكن أن يكون إلا مُساويا ً لعملية ٍ عكسية لفعل الخلق الأول الذي نتج عنه الكون و الإنسان ُ المُطمئن، السلامي، المُستمر، المُتوازن، و بالتالي ففعل ُ الموت إذا ً يستهدف ُ الخلق نفسه لا يستهدف ُ الإنسان بخصوصيته، و بذلك فهو فعل ٌ يستهدف ُ الآلهة َ نفسها و يتم الردُّ عليه من قبل الآلهة، فتنتصر َ و ينتصر َ معها مخلوقُها.

تعكس ثنائية ُ الموت و الحياة في ذات الأُلوهة رهبة َ الإنسان الأول من الموت، و عجزِه ِ أمامه، كما و تبعثُ برسالة ِ أمل ٍ واضحة إلى وعي أجياله القادمة، و هو الذي انفصل َ عن المملكة ِ الحيوانية ِ مُنذ آلاف ٍ قليلة كانت تجاربها ما زالت بكل ِّ عُنفها مطبوعة ًفي لاوعيه و ما زالت إلى اليوم ِ في جيناته.

في القرن الواحد ِ و العشرين ما زالت البشر تُعبِّر ُ عن خوفها من الموت و عجزها أمامه، لكنها استطعت بالعلم و المعرفة أن تنتصر على الكثير من الأوبئة و الأمراض، و أطالت الأعمار التي لم تكن تتجاوز ُ في أزمنة ٍ سحيقة الأربعين عاما ً إلى مُتوسط ِ يبلغ السبعين و أكثر، و بات الإنسان ُ يحلم ُ بغزو الفضاء و استيطان ِ كواكب َ أخرى، و أصبح صخبُ الحياة ِ يجره نحو نسيان ِ الموت دون أن يغيب عن لا وعيه، لكنه لم يستطع أن يهزمه.

يقف ُ الموت ُ ضاحكا ً مُتحديا ً الإنسان و الألوهة َ لكنه يظلُّ الخادم المطيع لدورة الوجود ووجهها المُجدِّد َ الذي بدونه كُنَّا سنمضي دون تغير ٍ في عبثية ٍ أشد َّ من هذه العبثية ِ التي نعيشها، و بذلك يتحول الموت ُ إلى مُعطي الحياة، و يعود ُ الشيطان ُ إلى وجهِه ِ الأول، وجه الحياة الذي شوَّههُ الإنسان حينما رفض وجه الوجود ِ الذي يخافُه.

لا يوجد موت، هناك فقط ولادات جديدة لكائنات ٍ جديدة تستتبع نهاية َ دورات كائنات ٍ أخرى، حتى لو كانت الجديدة لا تحمل ُ هويات أو و عي الكائنات السابقة، فالحياة ليست معنية بالهويات و تفاصيل الوعي الخاصة بقدر ما هي معنية بنفسها كوجود ٍ حال.

هل في ذلك تعزية ٌ لكم؟ أتمنى ذلك.

معا ً نحو الحب، معا ً نحو الإنسان!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا يوجد موت،
nasha ( 2014 / 5 / 5 - 13:52 )
تحياتي استاذ نضال
منذ 10000 سنة والى الابد سنستمر في هذه الدائرة المغلقة .
اخ نضال هل فكرت في الزمن؟ وما معنى التأريخ وهل يمكن ان نعكسه اي ان نرجع بالوقت الى الوراء اونسافر الى المستقبل لنرى ما سيحدث او نوقف الزمن لكي لا نموت؟
عندما نشاهد افلام من هذا النوع نستمتع بها مع العلم هي مستحيلة التحقق على الاقل الان.
يا سيدي الحياة فلم موجود في عقولنا فقط. عندما ننام او نُخدر في المستشفى يختفي الوجود مؤقتاً او يتوقف عرض الفلم لفترة. وعندما نموت نصل الى نهاية العالم كل بمفرده و يخلص الفلم .
وعليه الاحسن عدم الاهتمام بالمجهول والتركيز على الحياة فقط وكما قال من زمان أمرؤ القيس
(اليوم خمرٌ وغداً امرُ)
احترامي ايها العزيز


2 - إلى الأستاذ Nasha
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 5 - 14:00 )
تحية ً عطرة أيها الأخ العزيز ناشا،

تعليقك ُ جميل يشي بما وراءه من الفهم الوجودي الصحيح، و أن أؤيدك، و ربما اليوم خمر و غدا ً خمر LOL و الأمر يأتي مع الخمر لا تعارض :-)))))

يبقى في هذه الحياة الذكرى الطيبة للراحلين، بعض المبدعين و الإنسانين يحيون للأبد في قلوب ِ و عقول ِ من عرفوا إبداعاتهم و استفادوا منها و قدروها، و بعض المجرمين مثل هتلر يلعنهم التاريخ و الإنسانية كل يوم!

مع التقدير و المودة.


3 - إعادة نشر التعليق المحذوف
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 6 - 06:13 )
حذف المحرر التعليق التالي للأستاذ عبدالله خلف. أعيد نشره.

------------------------------------------
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?49836-%E6-%C5%E4-%E3%E4-%C7%E3%C9-%C7%E1%C7-%CE%E1%C7-%DD%ED%E5%C7-%E4%D0%ED%D1-%CD%DE%ED%DE%E5-%C7%E3-%CE%ED%C7%E1%BF%BF%BF%28%E3%D5%CF%D1-%C7%E1%C7%CF%ED%C7%E4%29
------------------------------------------


4 - إلى الأستاذ عبدالله خلف
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 6 - 06:18 )
تحية طيبة أخي عبدالله،

قرأت المادة المنشورة تحت الرابط الذي وضعته و أرى أنها تحتوي على فكرة مفادها أن الإنسان عرف الخالق ثم بعد ذلك فسد فعبد الأصنام.

هل تعني أن الإنسان عرف الله بالمفهوم الإسلامي و مارس نفس الطقوس الإسلامية من صلاة، صوم، زكاه، حجاب للمرأة، تشريعات وراثة،...الخ، و كان يعتقد في صفات الخالق ذات الصفات التي يعتقدها المسلمون؟

أم أنك تعني أن الإنسان الأول توصل لضرورة وجود -خالق- ما، لكن كل أمه أعطته صفات مختلفة عن الأمة الأخرى و عبدته بواسطة طقوس خاصة بها؟

أرجو التوضيح حتى يتسنى لنا الحوار، راجيا ً منك تلخيص الأفكار دون وضع روابط لأن الروابط تحتوي مادة طويلة جدا ً لن يتسنى لمعظم القراء قراءتها بينما تلخيصك للأفكار يستفيد منه كل القراء أولا ً و يساعدنا في سهولة الحوار ثانيا ً.

مع الشكر الجزيل.


5 - روبوت
nasha ( 2014 / 5 / 6 - 06:58 )
الروبوت او الانسان الالي يُبرمج لانجاز مهمة روتينية محددة ولا يحيد عنها ، ويكررها مرات غير محدودة العدد بدون كلل او ملل ، هل صادفت احدى هذه الالات في حياتك؟ انتبه لانه من الصعوبة تغيير برنامجها ، اذا التقيت احداها لا تحاول تغيير البرنامج واذا حاولت سيضيع وقتك سداً .
احترامي استاذ


6 - إلى الأستاذ Nasha
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 6 - 07:37 )
تحية طيبة أخي ناشا،

لا أؤمن بالروبوتات البشرية، بذور الخير الكامنة تنتظر دوما ً أن تنطلق، و أنا أحب أن أزيل عنها التراب، و أستخرجها بيدي، ثم أغير تربتها، و أزرعها في تربة صالحة، و اسقيها.

لقد كنت ُ في الماضي ممن يمكن أن تصفهم بـ -روبوت- لكنني تغيرت، و أعلم كم هذا صعب، لكنه ممكن، و تجربتي الشخصية دائما ً تحفزني على أن أصنع مع الناس ما أعتقد أنه صواب، لذلك أقدر لك يا صديقي العزيز نصيحتك و أدعوك أن تنضم إلي، فقد نغير في شخص ٍ ما لنجعل حياته أفضل.

أهلا ً بك دوما ً.


7 - أستاذ | نضال
عبد الله خلف ( 2014 / 5 / 6 - 09:01 )
البحث يتحدث عن أن العقيده البشريه هي (لا إله إلا الله) أم الشرائع , فلكل نبي شريعه , فالعقيده واحده , و الشرائع مختلفه .
نحن يهمنا العقيده , فكل حضارات البشر (حتى الوثنيه منها) توحد الله , و لكن تشرك معه .


8 - إلى الأستاذ عبدالله خلف - 1
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 6 - 09:27 )
شكرا ً لردك و هو ما توصلت إليه من قصد الكاتب لكنني لم أرغب أن أبني ردي على افتراض لذلك سألتك.

عند دراسة أصل الدين نجد أنه يمر في ثلاث مراحل رئيسية:

- مرحلة الخبرة الشخصية: بأن يُحس الإنسان في نفسه بشعور معين يفسره بأنه قد اتصل بكائن أو عالم غيبي.

- مرحلة الخبرة الجماعية: و التي ينقل فيها الشخص المُختبر ما مر به للجماعة و يتم تداول الاختبار.

- مرحلة الدين المؤسَّس أو مأسسة الدين: و تترافق هذه المرحلة مع المدن و الدول.

الشعور الديني عند الإنسان شعور أصيل، لكنه لا يدل على اتصال بخالق ما بقدر ما يدل على اتصال الإنسان بعمقه النفسي و لا وعيه. فالإنسان عندما رأى صور أحبابه الأموات في الحلم ظن أنهم أحياء بروح، و عندما شاهد ظواهر الطبيعة العنيفة ظن أن الآلهة تتحرك.

الدراسة العميقة لنشوء الأديان لا تؤيد ما ذهبت إليه أستاذ عبدالله، لكنها تؤيد أن الإنسان كائن ذكي و حساس عصبيا ً يحاول تفسير بيئته، كما أن أصول الأديان من بداية السحر التشاكلي الذي هو قبل أي دين معروف، مرورا ً بعبادة القوى الطبيعية (و هي مراحل قبل كلامك) ثم ظهور الآلهة و قصصها تنفي استنتاجك.

يتبع في تعليق 2


9 - إلى الأستاذ عبدالله خلف - 2
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 6 - 09:46 )
تابع للتعليق الأول

قبل ظهور الحضارات المعروفة و عندما كان الإنسان ما يزال يعيش في تجمعات بسيطة كان يعتقد أنه يستطيع التأثير على قوى الطبيعة بواسطة السحر، لم يكن مفهوم -الإله- موجودا ً وقتها.

ثم ظهرت عبادة القمر التي ترافقت مع عبادة الأم الكبرى أو عبادة الأنثى التي هي تجسيد القمر. لم يكن القمر يُعبد كإله ذكر، لكنه كان يجسد الألوهة في الأنثى، أي أن المفهوم الأنثوي كان شكل العبادة ووسيلتها، و ارتكز على دعامات إنسانية خاصة بالحياة البرية و لم يكن إلها ً واحدا ً صمدا ً أخلاقيا ً كما تعرفه الديانات.

بعد تطور المفهوم انتقلت العبادة لآلهة إناث ثم مع الانقلاب الذكري أصبحت الآلهة ذكورا ً، مع التركيز على نقطة مهمة و هي أن التوحيد لم يكن يوما ً هو الأصل أو السائد، و هو مفهوم متطور على العبادات.

علينا ان نكون دقيقين جدا ً في دراسة الأصول الحقيقية و نستوعب الأمور بمعانيها الصحيحة حسب ما تدعمها علوم الأثروبولوجيا و الأنثروبولوجيا الدينية و الأديان.

كتب للاضطلاع: دين الإنسان - فراس السواح، مغامرة العقل الأولى - فراس السواح، أصل الدين - فيورباخ ، المقدس و المدنس - مرسيا ألياد.

تحياتي لك.


10 - معك من جديد
يارا عويس ( 2014 / 5 / 6 - 20:59 )
دراسات شيقة ذات طابع تاريخي هام، وتتضح رؤيتك الساطعة من خلال طرحك استاذ نضال، امتعني قلمك فعدت الى هنا لابحث عن جديدك ، فوجدت الاجمل والاروع من المقالات والدراسات الهامة، نعتز بابن الجبل كاتب عجلون الأشم نضال الربضي، تحياتي


11 - إلى الأستاذة يارا عويس
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 7 - 06:01 )
يوما ً طيبا ً أتمناه لك ِ أستاذة يارا،

يسعدني حضورك ِ دوما ً و أتمنى أن يصل المحتوى إلى عقول القراء الكرام فيروا فيه مادة تنفعهم في تقيم موروثهم القديم نحو تجديد ٍ حقيقي في الرؤية و المنهج اليومي في الحياة، بهدف ان نتوحد كلنا خلف إنسانيتنا.

تحياتي لكِ.

اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تبدأ النظر في تجنيد -اليهود المتش


.. الشرطة الإسرائيلية تعتدي على اليهود الحريديم بعد خروجهم في ت




.. 86-Ali-Imran


.. 87-Ali-Imran




.. 93-Ali-Imran