الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمّد بن آمنة، رسول الشّياطين: شيطان محمّد الذي أسلم – ج2

مالك بارودي

2014 / 5 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


محمّد بن آمنة، رسول الشّياطين: شيطان محمّد الذي أسلم – ج2

وإذا صرفنا النّظر عن هذه التناقضات الواضحة بين الحديثين، تبقى هناك أسئلة أخرى: متى أسلمَ شيطانُ محمّد؟ قبل إدّعائه النّبوّة أم بعدها؟ فإذا كان قبل إدّعائه النّبوّة، فكيف يُسلمُ والإسلام لم يكن بعدُ؟ أي أنّ بداية الإسلام كانت يوم إدّعى محمّد النبوّة وقبلها لم يكن هناك إسلام أصلا لكي يُقال أنّ الشيطان (أو غيره) قد أسلمَ... فهل أسلمَ قبل أن يكون هناك إسلام؟ أمّا إذا كان بعد إدّعائه النّبوّة، فالأمر أخطر وأعظم: فهذا يعني أنّ محمّدا مرّ عليه زمنٌ (قد يكون قصيرا وقد يكون طويلا، ممتدّا على سنوات) وهو يعيش مع هذا الشّيطان الكافر. وفي تلك الفترة لا بدّ أن يكون قد "نزل جبريل" عليه بآيات أو سور كاملة... فمن يضمن أنّ ذلك الشيطان الكافر لم يتدخّل في تلك الآيات والسّور بالتّحريف ولم يزد عليها من عنده؟ من يضمن أنّ ما يقرأه المسلمون اليوم في قرآنهم ليس من وحي أو وسوسة الشّيطان؟
ثمّ، هل يُسلِمُ الشّيطان؟ وهل إذا أسلمَ يبقى شيطانا؟ وهل يمكن للشّيطان أن يأمر بالخير؟ أليس إسم الشّيطان مشتقّا من الجذر "شطن" كما يقول إبن منظور في "لسان العرب": "إن جعلت نون الشيطان أَصلية كان من الشَّطْنِ البُعْدِ أَي بَعُدَ عن الخير أَو من الحبل الطويل كأَنه طال في الشرّ، وإن جعلتها زائدة كان من شاطَ يَشِيطُ إذا هَلَك، أَو من اسْتَشاط غَضَباً إذا احْتَدَّ في غضبه والْتَهَبَ قال: والأَوّل أَصحّ. " فكيف يستقيم الشّيئان؟ ثمّ، (نسوق ما يلي لمن "يُصفّون عن البعوضة ويبلعُون الجمل"، كما يقول إنجيل متّى 23: 24، وهم أغلبيّة بين المسلمين) رأينا أنّ إبن تيميّة قد علّق على لفظ "أسلم" فاعترض على بعض الجوانب التي رآى فيها مشاكل (كأن يَسلَمَ محمّد من الشّيطان أو أن يكون الشّيطان هو الذي أسلمَ) وذهب في تأويله للحديث إلى أنّ الأصحّ، في نظره، أن يُقال "إستسلم وإنقاد لي" ولكنّه غضّ الطّرف عن القنبلة الموقوتة التي في بعض الروايات والمختبئة تحت عبارة "فلا يأمرني إلا بخير"... فصريح العبارة يقول أنّ الشيطان (سواء كان قد أسلمَ أو عديم الضّرر بالنّسبة لصاحبه) يأمُرُ محمّدا. وفعل "أمر" له الكثير من المعاني وأبرزها " أَمَرَ فلاناً: أَشار عليه بأَمرٍ" و"أَمَرَهُ بِأَنْ يُنْجِزَ عَمَلَهُ قَبْلَ نِهايَةِ الأُسْبوعِ: طَلَبَ مِنْهُ ذَلِكَ" و"أَمَرَهُ بِأَنْ يَلْزَمَ مَكانَهُ: أَصْدَرَ أَمْرَهُ". (معجم المعاني الجامع) فبماذا كان يأمره؟ ما نوعيّة تلك الأوامر؟ أبالخير أم بالشّرّ؟ بل كيف يأمر الشّيطانُ، أو أيّ كائن آخر، رسولا ونبيّا يدّعي أنّه خاتم الأنبياء والرّسل والمصطفى؟ أليس من البلاهة أن يصطفي إلهٌ مّا محمّدا كخاتم لرسله وأنبيائه ويجعله في نفس الوقت مأمورا من طرف شيطان، وإن كان هذا الشيطان مسلما؟ أليس المفروض أن يكون "الله" هو الوحيد الذي يأمر رسوله (سواء بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة، لا يهمّ)، فكيف يكون الشيطان هو أيضا آمرا لمحمّد؟ ألا يجعل هذا الأمر من الشيطان ندّا لربّ محمّد، بما أنّ الإثنين يأمرانه؟ بل، ما الذي يضمن أصلا أن لا يكون هذا الشّيطان هو ربّ محمّد الحقيقي ومصدر قرآنه وتعاليمه وأحاديثه؟
ثمّ، أليس الشّيطان المسلمُ "شيطانا" أم هو شيء آخر؟ أي هل دُخول الشيطان للإسلام يُغيّر من طبيعته وطبعه؟ فإذا كان الجواب أنّ طبيعته لم تتغيّر فهذه مشكلة، أمّا إذا كان الجواب أنّ الشّيطان قد تغيّر جذريّا في طبعه وطبيعته، فكيف يُفهم هذا الحديث الوارد في كتاب "الدّعاء" للطّبراني والذي يقول: "حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا محمد بن أبان الواسطي، ثنا أبو همام محمد بن الزبرقان، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أبي زهير الأنماري رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه قال: «اللهم اغفر لي ذنبي، وأخسئ شيطاني، وفكّ رهاني، وثقل ميزاني، واجعلني في النّديّ الأعلى»" (باب القول عند أخذ المضاجع)؟ في "معجم المعاني الجامع"، نقرأ: "خَسَأَ: بَعُدَ، وفي التنزيل العزيز: المؤمنون آية 108 «قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُون»، و: الأعراف آية 166 «فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ»". ونقرأ أيضا: "خسئتَ: عبارة تفيد إحتقار المخاطب أو الإختلاف معه، وتقال بمعنى فَشِلْتَ وخَابَ ما تسعى إليه" ونجد كذلك: "اخْسَأْ عنِّي: ابتعدْ وتنحَّ من وجهي"... وفي تفسير كلمة "خاسئين"، الواردة في الآية 166 من سورة الأعراف، يقول الطّبري في "{قلنا لهم كونوا قردة خاسئين} أي بُعَدَاءَ من الخير". فإذا كان شيطانه قد أسلمَ وأصبح خيّرا وتخلّى عن طبيعته الشّرّيرة، فكيف يطلب محمّد من ربّه أن يُخسئه، أي أن يُبعده عنه؟ أليس هذا دليلا على أنّ شيطانه لم يُسلِمْ ولم يَسْلَمْ محمّدٌ من شرّه؟ وقوله: "اللهم اغفر لي ذنبي" دليل إضافيّ على تواصُلِ ذنوب محمّد... فكيف يُفهمُ كلّ ذلك؟
ولنُسلّم بأنّ هذا الشيطان أصبح مسلمًا فعلا ولنُفكّر قليلا. لقد ورد في صحيح مسلم: "حدثنا قُتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن عقيل عن الزهري عن سالم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة". (صحيح مسلم، كتاب البرّ والصّلة والآداب، باب تحريم الظلم) وكتب كاتب القرآن: "إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون" (الحجرات، 10)... وبما أنّ شيطان محمّد بن آمنة مسلمٌ ومؤمنٌ فهو، حسب الحديث والآية، أخٌ لصاحبه محمّد بن آمنة وأخٌ لجميع أتباعه من المسلمين. وبناء عليه، أليس من المنطق أن ندعو المسلمين بـ"إخوة الشّيطان" أو "أتباع أخ الشيطان"، أسوة بالنّعوت التي كان يُطلقها محمّد على اليهود بقوله "إخوة القردة والخنازير"؟

----------------------------
هوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّنته:
http://utopia-666.over-blog.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مشكلة الاسلام والمسلمين ؟
س. . السندي ( 2014 / 5 / 6 - 06:44 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي مالك وتعقيبي ؟

1: رحلة الاسراج والمعراج وشق الصدر من ابتكارات كاهن الزردشتية سلمان الفارسي الهارب من وجه العدالة يوم ذاك ؟
2: مشكلة الاسلام الاولى كثرة تناقضاته التي لايعقلها باحث عاقل وصادق ( استنساخ الآيات ) لانها كافية لنسف الدين كله ، لانه يضع الله في موضع الضعف ( بشر يدافع عنه ) والخرف حيث ينسي آياته ويغير كلامه والملوك لا تفعلها ولو كان في الامر فناها ؟

3: تناقض صفاة محمد التي أغدقها القران بحقه والمسلمون مع سلوكه الإجرامي المشين ؟

4: الإشكالية الاخرى التي لاتقل خطورة عن الاثنتين وهى ، جعل من جنات ربه دار دعارة وفسق والمسلم نفسه لايعقلها او يقبلها على الارض ؟

واخيرا : مسك الختام سلام ؟


2 - مداخلة
شاكر شكور ( 2014 / 5 / 6 - 07:02 )
مقالة رائعة وتحليل منطقي سليم ، وكما تفضلت يا اخ بارودي إذا اسلم قرين الشيطان يصبح المؤمنون أخوه ، الحقيقة ان إله القرآن يعترف بأن الشيطان لايمكن ان يتوب بدليل ان هذا الإله يستخدم الشيطان لتنفيذ الأعمال الشريرة كما ورد في سورة الزخرف ( 36 ) ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين ، فإن كان هذا القرين موجود اصلاً حسب قول محمد (ما منكم من أحد إلا ومعه قرينه من الجن) فلماذا يقيد له إله القرآن قرين آخر ؟ وإن كان هذا القرين الأضافي قد تعين اصلا لأغواء وزيادة خطيئة الذي لا يذكر الرحمن فكيف سيسلم ؟ ايضا في سورة الأنعام 112 وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين ، وهذا يعني بأن الشيطان لا يزال يعيش في حضرة إله القرآن ولم يسقط وهو احد جنوده لأن هذا الإله يستخدمه لمعاقبة من يشاء ويرسله كقرين لأغواء الناس ، نستنتج مما تقدم بأن إله القرآن قد انتحل اسم الرحمن وهو نفسه الشيطان القرين المخادع الذي اقنع محمد بأنه دخل في الأسلام واصبح اخوه في الإيمان ، تحياتي للجميع


3 - مقال رائع
جحا الأيطالي ( 2014 / 5 / 6 - 16:04 )
وهذه هي المشكلة استاذ مالك.! الأسلام دوامة لامتناهية من الشيء ونقيضه.!. الضد وضد الضد.. وفي النهاية يبقى المسلم يسير في متاهة لامتناهية..وها انت ونحن جميعا نرى النتائج


4 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 5 / 6 - 23:44 )
الرد :
شيطان الرسول أسلم :
http://www.sbeelalislam.net/index.php/2011-11-29-20-59-44/1279-2012-02-07-15-13-22


5 - س. . السندي
عبد الله خلف ( 2014 / 5 / 6 - 23:56 )
تفضل :
- الرد على شبهة اقتباس الإسلام من المانوية والزرادشتية :
http://alyy-saeed.blogspot.com/2010/08/blog-post_16.html
- الإسلام وثّق ما نُقل إليه , فأصبح المسلم يعيش ضامن أن ما وصله قد وصله سالِما من التحريف , راجع :
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=239274806276768&id=100007576123622¬if_t=like
- هل يوجد هذا التواتر في الكتب الزرادشتيه؟... أو هل توجد مخطوطات قبل القرن السابع الميلادي لتحاججنا بها؟ .
- المسيحي (المسكين) لا يستطيع أن يوثق أو يتأكد من صحة دينه و عقيدته , راجع :
الأناجيل في الميزان :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=410699
- الاصول الوثنية لعبادة المسيح مثل كريشنا وبوذا-وثائقى :
https://www.youtube.com/watch?v=TW2eO6Kr1Fg

اخر الافلام

.. 164-An-Nisa


.. العراقيّ يتبغدد حين يكون بابلياً .. ويكون جبّاراً حين يصبح آ




.. بالحبر الجديد | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامية الإ


.. جون مسيحة: مفيش حاجة اسمها إسلاموفوبيا.. هي كلمة من اختراع ا




.. كل يوم - اللواء قشقوش :- الفكر المذهبي الحوثي إختلف 180 درج