الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيزوفرينيا..

محمد السباهي
(Mohamed Ali)

2014 / 5 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


( لا يمكن للعظيم والوضيع أن يتفاهما)!.

لم أؤمن ولن أؤمن، ولن أنزل لمستوى أن أؤمن بشتم الناس على خيارتهم، ولن أقبل بتسفيه خيار الآخر حتى لو صدر خيار (التسفيه) من فيلسوف!.
لأننا نؤمن أن الخيار نابع من إرادة فوضها الدستور وحرية نحن أول من أمن بها. فعلامَ اللعن والشتم والسب يا سادتي؟!.

فنحن حينما دخلنا المنافسة السياسية مؤمنين بالعملية الديمقراطية إيماناً قلق. وكان يواكب هذا الإيمان، إيمان كبير بالشعب وبقدرته على التغيير.
إن عدم توافق الناس مع رؤيتنا والمبادئ التي سوقناها من أجل اختيارنا، لا يعني – بحال- أن الناس لا تفهم ولا تعي ولا تدرك دورها في الحياة، وانها جاهلة!. ربما هي مقصرة – بحسب رؤيتنا لنتائج الانتخابات ومستوى الطموح- لكنها أكيد معبرة وفاعلة عند الاخر الذي وجه لها خطاباً مغايراً وتبنى مشروعاً وأفكاراً مغايرة لما نحن أمنا به كانت أقرب ما لما يُريد.

هذا هو الفن وهذا هو الطريق الصحيح الذي سمح للآخر الدخول لصراع وهو يحمل عدة الحرب وذخيرة قائمة على تبني خطاب الشارع الذي أهملناه - بالقوة والفعل- ولم نؤكد إلا على مثقفي (البيتي برجوا/ شارع المتنبي/ مقهى الأدباء)!. لم نتبنى نبذ الخطاب الطائفي ولا العشائري ولا المناطقي، بدلالة الشعارات الفردية والتصريحات المتباينة لمختلف مكونات التحالف طيلة فترة الترويج للانتخابات، لم نتبنى خطاباً ثقافياً وحدوياً.

(لا يجب الخلط بين المدينة العظيمة والمدينة العامرة بالسكان). أرسطو

إن إيماننا بالعملية الديمقراطية يحتم علينا أن نؤمن بإفرازات هذه العملية وننظر إلى النتائج، ثم نوجه لأنفسنا السؤال:
1- ماهو الخطاب الذي قدمناه للشعب من أجل أن يغير قناعته ويعبر إلى الضفة الأخرى؟
2- ماهو المشروع البديل الذي تبنيناه، ماهي أسسه، آلية تفعيله؟ هل التنظير وحده يؤسس لخطاب الحقيقة؟!
3- من هو البديل المؤهل والقادر على المنافسة وشغل الساحة مع وجود كم هائل من الكاريزما السياسة الفاعلة شعبياً.
4- لماذا لم يكن الخطاب الذي تقدمنا به خطاباً حضارياً مبني على أسس علمية بعيدة عن التجريح والتسقيط وتسفيه ما يملك ويؤمن به الآخر؟!

إن ما قدمنا قبل الانتخابات كان أشبه بالتعجيل بإعاقة حصان السباق قبل السباق من خلال طرح أفكار ورؤى هشه وساذجة وخلط بين السياسي والديني تميل إلى تحطيم القناعات الداخلية عند الشريحة البسيطة من المجتمع، الشريحة الكبيرة التي تؤمن بقناعات معينة غير مضّرة ومقبوله في كل ديمقراطيات العالم، ومع إيمانها ذاك تُريد التغيير. لكننا من خلال تبني خطاب الاستعلاء المعرفي كونّا أشبه ما يكون بالقوة الطاردة لكثير من هذه الفئات التي كانت قريبة من الالتحاق بالمشروع الذي تبنينا بعض صوره لولا الخطاب المتشنج الذي مارسناه ضد الشعب.
(فما يهم الناس ليس هو الأيديولوجية أو المصالح الاقتصادية، بل الإيمان، والأسرة، والدم، والعقيدة، فذلك ما يجمع الناس، وما يحاربون من أجله، ويموتون في سبيله). صدام الحضارات/ ص10.

ما كان ينبغي ان نعيب ونسفه أغلى ما يملكون كما فعل الدكتور طه حسين في كتابه " في الشعر الجاهلي" والذي اعتذر عنه فيما بعد!. إن معنى الكياسة هو فن تحقيق هدف دون كسب أعداء، هذا ما قاله أسحق نيوتن.
لماذا تبنى البعض خطاب نقد الدين= تشويه الدين، وخطاب الإلحاد، وبوتيرة متسارعة مع الدورة الانتخابية الجديدة؟ هل أن المدنية وخطاب الدولة المدنية هو خطاب إلحادي، ام هو خطاب حضاري؟
إن الجهل بمقومات وأسس الدولة المدنية، وعدم التناغم بين مكونات التحالف المدني، وتداخل الخطابين النفعي والتصفوي وبروز شخصيات ((هزيلة وبائسة)) جرّ خطاب المدنية إلى هذه الخسارة الفادحة.

إن طرح العنوانات، وحمل الشهادات وحلاقة اللحية والبرفانات وربقة العنق، لا تكفي في إدارة دفة الصراع مع الآخر الذي يملك ما تملك فهناك طوابير من الشهادات العالية العاطلة والمعطلة، بل أن السياسة الجديدة للدينيين أوصت بضرورة خلع اللباس الديني والدخول بنفس الصفة التي يتمحور حولها الآخر المدني، فهم قد خبروا الحياة وعلموا أن الناس لا يتغيرون لكن ازيائهم تتغير!.

المطلوب أن يكون للتحالف المدني رؤية جديدة، سياسية محددة، اهداف واضحة من أجل رسم النهوض بالمشروع المدني العراقي. ينبغي البحث عن طريقة جديدة للإيصال والتوصيل وفتح كوة النور في جدار يأجوج وماجوج.
خطاب الصدمة/ خطاب نقد الحقيقة = خطاب كشف زيف الحقيقة وتعرية الخطاب الجاهل والذي داهن ودافع عنه أكثر أدمغة المدنية العراقية المفلسه فكرياً .

هذا ليس خطاب أعلان الحرب أو هو الدخول في مرحلة الثورة المضادة أو التشويه. بقدر ما هو محاولة للعق الجراح وإبعاد الذباب عن عين الأسد.
( مثل ليسنغ حين يقطع رأس خصمه، يرفعه ليبين أن لا شيء داخله، إلا أنه لا يمس شخصية ضحيته الخاصة بها ... يعريها من أية قيمة سياسية، لكنه لا ينال من شرفها) برناردشو .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي استاذ محمد-مقالتك تصلح درسا ثمينا لربعنا ال
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2015 / 11 / 3 - 04:51 )
اليوم اتيح لي قراءةمقالتك الثمينه وللاسف لم يتعلم منها ربعنا الجامدين عند نقطة ترديد الجمل العتيقه الميته
اجزم انك استاذ محمد السباهي صديقي من السنترال انا ابو حيدر الذي كنا نلعب الطاولي على غداء في المطعم العراقي الشعبي في الساحة الهاشميه وشكرا

اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال