الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرية يستحقها كل من لا يؤمن بالله او يعتنق ديانة

سامي كاب
(Ss)

2014 / 5 / 7
المجتمع المدني


الحرية هي حالة التصرف بشكل واعي تماما تبعا للفكر الانساني الراقي والتمييز والادراك والحس في ارقى حالة وتبعا للمنطق الطبيعي حيث نواميس الطبيعة وقوانين الوجود ودستور المادة اساس الحياة بكل عناصرها بما فيها الانسان وذلك كله دونما اية شروط او حدود او مواصفات او معايير ثابتة

والحرية غير السليقة وغير الفطرة وغير الهوى وغير النزوة وغير الغريزة وغير الميل او التوق او الشوق

انما الحرية لها هدف وهي موضوع خطة وبرنامج حياة ودستور سلوك وتصرف ومنهج كلها تؤدي لسعادة الانسان ورفياهيته وعيشه بكرامة وبافضل حالة ممكنة

وعليه فان الحرية هي اداة حضارية انتجها الفكر الانساني الحضاري واستعملها لتحسين ظروف معيشته ولبناء حضارته ولبناء شخصية الانسان المتحضر والمجتمع المدني الراقي صاحب البناء الحضاري الامثل

اذا الحرية فكر ووعي وفهم وادراك وحس وتمييز وسلوك وتصرف وبرنامج وقانون ودستور ونموذج وتربية وثقافة وخطة وهدف واساس ومبدأ وفلسفة حياة واداة حضارية شاملة بكل معاني البناء الحضاري الانساني

فلا شروط للحرية ولا محددات ولا تقنين ولا روادع او عقوبات ولا تنظيم او توجيه ولا اختصاص بالزمان والمكان ولا خضوع للملكية او الوصاية وكل هذا اذا ما استوفت الحرية شروط تعريفها وغايتها واصلها ومنبتها وموضوع حركتها وتفاعلها

الحرية هي حالة فكرية وحالة جسدية وحالة نفسية او هي حالة وجدانية وحالة جسدية تخص الانسان المتحضر ( المدني ) او هي صفة متلازمة لشخصية الانسان المتحضر

الحرية هي سلوك وممارسة وفكر وحس ووعي وتمييز وفهم وتفاعل اذ تمثل اعلى درجة في سلم التطور الانساني الحضاري بموضوع التطور الوراثي العضوي الحيوي والتطور الاجتماعي الحياتي والتطور المدني بكل جوانبه الادراكي والحسي والتمييزي والسلوكي والمنطقي والتفاعلي والاجتماعي والتنظيمي والاداري والقانوني والتربوي والتوجيهي والمعنوي والثقافي والمفهوم العمومي

وبهذه الدرجة من الوعي لمعنى الحرية وعندما تاخذ الحرية مكانتها من الاعتبار الحقيقي فانها تصبح مصدرا للتشريع فيكون التشريع منها واليها اذ ينطلق المشرع من الحرية كاساس للتشريع وينتهي للحرية كهدف للتشريع ومابين الاساس والهدف تكون قصة حضارة الانسان فردا وجماعة سلوكا وفكرا عملا ونظاما بناءا وبرمجة تربية وتوجيها فنا وابداعا وتميزا وغاية وحالة وواقعا

وبما ان الحرية كما قلنا ممارسة وسلوك وحس ووعي وادراك وتمييز وفهم اذا هي حالة تفرضها تفاعلات المادة الوجودية داخل الانسان وحول الانسان

فالحرية اصبحت بكل بساطة التعريف هي قانون تفاعل المادة حسبما تقضي المادة من تفاعل بالطريقة الامثل والحالة الافضل للوصول الى نتائج ارقى

وبما ان الانسان هو العنصر الاغلى والارقى في الوجود المادي المحيط فان الحرية تعتبر هي الاداة الارقى والاسمى لاستعمالها في بنائه الحضاري للوصول الى ارقى النتائج وافضل الحالات الواقعية

لا حرية بالاوهام او التخيلات او الاحلام او الغيب لان الحرية صفة تفاعلية لعناصر مادية داخل محيط المادة في الوجود الكوني الحقيقي المدرك المميز المفهوم بالشكل المطلق

نعمل ونفكر ونبذل الجهد ونضحي ونتعب كي نحصل على الحرية

نذهب للحرية لنحصل عليها بجهد تستحقه ولا ننتظرها كي تاتي الينا فلن تاتي لقاعد ينتظرها لانها ليست حورية

الحرية حصيلة تجربة حياة تلك التجربة بكل معاناتها وتضحياتها وبكل خضمها وتعبها وبكل احزانها وافراحها وآلامها واحاسيس السعادة

لا حرية في عالم ما وراء المادة ( عالم الغيب ) لان عالم الغيب تحكمه الشروط والمحددات والاحكام المسبقة وتحكمه الاهواء الفردية والامزجة وتحكمه غايات التسلط والاستعباد والاستحواذ والتملك والانانية وتحكمه القبلية والعشائرية والدينية والبدائية والعادات والتقاليد والمفاهيم اللا منطقية ويحكمه الغباء وانعدام المعرفة والعلم وخبرة الحياة ومهارة العيش وفن الحياة وممارستها

لا حرية مع الدين

لا حرية مع الله

لا حرية مع السلطان

لا حرية مع الملك

لا حرية مع الشيخ او او الزعيم او الاب او الجد او المسؤول او الرئيس في مجتمع تحكمه الغيبيات والعادات والتقاليد والاعراف والدين والعقيدة

لذا فان الحرية غالية وثمنها جهد وعناء فكري وجسدي ونفسي اذ يصل ثمنها في معظم الاحيان في مجتمعنا العربي الاسلامي لحد التضحية بالنفس

في مجتمع العرب والاسلام ثمن الحرية غالي جدا وفي غالب الاحيان يكلف الحياة

ولكن في مجتمعات متمدنة متحضرة اخرى لها تاريخها الحضاري ومستواها العالي في الحضارة فكرا وفعلا تكون الحرية مجانية وذات ثمن بخس فهي في متناول الجميع دونما معاناة او تمييز

الحرية هي الحرية في كل زمان ومكان ولكن الذي يختلف هو فهم الانسان لها وطريقة تطبيقه لها وممارسته لها

واختصارا اقول بقدر ما يبتعد الانسان عن الفكر الغيبي وموضوعه الدين والعقيدة بقدر ما يقترب من الحرية الحقيقية فالانسان المادي اللاديني هو الانسان الحر

اي الانسان الطبيعي العلماني هو الانسان الحر وهو من يفهم معنى الحرية وهو من يمارسها وهو من يتعامل معها كاداة حضارية ذات مضمون فكري وعملي يتمثل بالممارسة والسلوك اليومي الحياتي

كن علمانيا تكون حرا

كن طبيعيا تكون حرا

كن انسانا راقيا متميزا تكون حرا

الحرية تعطي سعادة ورفاهية وهناء للانسان الذي يفهمها ويتعامل معها ويعمل بها

الحرية يستحقها كل انسان لا يعرف الله ولا يؤمن بدين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - مندوب جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة: نسعى لتسل


.. مندوب جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة: الوضع كارثي ومؤلم




.. مندوب جامعة الدول العربية: الجانب الأمريكي لا يريد أي دور لل


.. كل يوم - مندوب جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة : جويتريش




.. كل يوم - مندوب جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة:أمريكا بدأ