الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القاعدة و محمد

زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)

2014 / 5 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


القاعدة كفكرةٍ أولية تؤمن بأنها التمثيل الأكثر مقاربةً لنهج الرسول الكريم..أي أننا لو كنا نمتلك من الخيال بعضاً من سعته فسنجد أن القاعدة هي المُعادل التمثيلي لما حدث بين محمد و قبائل قريش..أي أننا لم نعد نحتاج فعلياً لآلة الزمن فلقد أتت إلينا من تلقاء نفسها و دون أن نرهق أنفسنا بالبحث عن فانوسٍ سحري لنستجديها منه.

و لكن القاعدة تصيبنا بالحيرة جراء تناقضها أو مناقضتها لمحمد بناءاً على ما يصدر منها من تصرفات..فهي لا تمارس الدعوة كما قيل لنا أن محمد فعل..أي الدعوة سلمياً ثم الدخول في مرحلة العنف المسلح بحجة الدفاع عن النفس..لأني صدقاً لا أؤمن بأن الإسلام انتشر بحد السيف و إلا لكان كل ما فعله هو أن أسس لمجتمعاتٍ تعج بالمنافقين التي آمنت خوفاً و رهبةً لا عن قناعةٍ حقيقية بذلك الدين.

و هكذا نجد أن القاعدة كنهج لم تتبع "سنة" محمد..أي أنها تجاهلت روايات البخاري و مسلم رغم قدسيتهما عند الأغلبية المسلمة كما تجاهلت الروايات القائلة أن أكثر من عقدٍ من الزمان مر و محمد يمارس خلاله الدعوة سلمياً..و لا أعلم حقاً ما هي حجتها "الفقهية" على الأقل لذلك؟؟..فهل يرى مُنظريَّ القاعدة أن محمد كان كمبشرٍ بدينٍ جديد ما هو إلا الضعف و السفه بعينه و لهذا لا يجب إتباعه؟؟..أم أنهم يرونه كائناً رخواً ليناً لا يُقتدى به "تماماً" خاصةً في مجال نشر الأفكار الثورية؟؟.

أفراد القاعدة يملكون قدراً كبيراً من الخلل النفسي الظاهر لأي إنسانٍ عادي و ليس فقط لأي شخصٍ على إطلاعٍ ثقافي أو علميٍ ما..فكمية الاستمتاع بتوثيق لحظات نحرهم لرؤوس أعدائهم و حرصهم الشديد على الظهور بمظهر القوة أثناء قيامهم بتلك الأمور لا يعكس إلا واقعاً يمتلئ بالاختلال و الضعف و الهشاشة..و لعل أكبر دليل على تلك الهشاشة أن "الحوار الفكري" كما قيل أن محمد كان يفعل مع المخالفين له ليس من ضمن وسائلهم و لا في أي مرحلةٍ من المراحل العمرية للتنظيم.

أفراد تنظيم القاعدة لا يمتلكون أيضاً أياً من مقومات الرجولة التي تقتضي عدم الاعتداء على النساء و الأطفال و كبار السن..فآلة قتلهم لا تستثني أحداً..لدرجة أني بدأت أتمنى أن يقتدوا على الأقل بأبي جهل "رحمه الله" طالما أن الرسول و تصرفاته لا تروق لهم بميوعتها..فأبو جهل و رغم كفره كان مثالاً للفارس الذي تسبق رجولته شهامته و بالرغم من حادثة صفعه لأسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلا أن أول عبارةٍ قالها بعد ما فعل هي:"اكتموها عني حتى لا يقول الناس أن رجال قريش يصفعون النساء"..فأين أفراد ذلك التنظيم من أبي جهل!!.

و هنا قد أعتقد -كما سيفعل الكثيرون مثلي- أحد أمرين..الأول أن النهج الذي تتبعه القاعدة ضدنا كمخالفين لها هو ذات النهج الذي اتبعه محمد تجاه المخالفين له و أن كل تلك الروايات عن تسامحه و رحمته تجاه المخالفين ما هي إلا "بروباجاندا" أُريد لنا أن ننخدع بها..و هنا سنفهم أن النهج الحقيقي لمحمد و للقاعدة من بعده هو نهجٌ يحمل بين ثناياه تفاصيل عديدة مبهجة كالإبادة الجماعية و استحلال الحرمات كما أرواح النساء و الأطفال..و حينها أيضاً قد أرى محمداً -كفرد لا كرسول- شخصاً يعاني من خللٍ عقلي ما و قد أؤمن -كما سيفعل الكثيرون أيضاً- أن ذلك الدين الذي أتى به من المستحيل أن يكون قد تم إرساله لنا من عند الله..فالله لو كن يُريد أن يعذبنا فلا حاجة له لأن يُمارس هذا الكم الهائل من السادية تجاهنا بل سيُبيدنا فوراً و دون تلك الألاعيب السادية.

و إما قد أؤمن بالأمر الآخر و هو أن هذا النهج لا علاقة له بما أتى به محمد فليس محمد أو الدين الذي أتى به هو المشكلة بل أنها تتمثل في أن ما أتى به الرسول الكريم لم يكن قوياً بالقدر الكافي لكي يصمد أمام أي فكرةٍ تروج للذة قتل الآخرين و التمثيل بجثثهم أيضاً!!..فلم يستطع الإسلام أن يصمد بقوة حتى و لو فكرياً فأصبحت أفكار القاعدة تلقى قبولاً و في بعض الحالات تعاطفاً شديداً يشبه تعاطف المنافقين مع كفار قريش..و لعل أي طفلٍ سيلاحظ أن هيئة علماء اليمن "الغير موقرة" اهتمت كثيراً بإصدار عشرات البيانات المنددة بصدور قرارٍ يمنع حصولهم على فرصة تمزيق غشاء بكارة فتياتٍ في التاسعة و سيرت لذلك الأمر المظاهرات بينما لم تصدر ذات الهيئة و لو نصف سطر عن حرب الجيش اليمني ضد القاعدة بل لعلها نددت بها بأكثر من طريقة!!..و لكن لا تستغربوا أيه السادة فيبدو أن أعضاؤنا التناسلية و رغباتها التي لا تتوقف هما ما يحركان ديننا و ليس العكس!!.

القاعدة لو كانت موجودةً على أيام محمد لكانت قوةً إعلاميةً ضاربة في يد أبي جهل و أبي لهب "رحمهما الله" و لربما كان سيتم توظيف عملياتها كنوعٍ من الدعاية المضادة تجاه محمد..مما سيجعل العديدين لا يفكرون و لو للحظة باعتناق هذا الدين الوحشي الذي جاء هو للترويج له..أعلم أن عباراتي التي قد تكون "واقعية" قد تستفز الكثيرين و لهذا سأختم حديثي بعبارةٍ أدهشتني لا لغبائها و لكن لإستغبائها للذات قبل الآخر..فعندما سألت أحدهم -و هو من أشد المدافعين عن منهج القاعدة- لماذا لا تذهب القاعدة و تحط رحالها في فلسطين لعلها بعدة عملياتٍ كالعرضي تحررها و تحررنا قال لي و بكل ثقة:"و من قال لك أن القاعدة لا تنفذ عملياتٍ عظيمة في قلب إسرائيل!!..العمليات كثيرةٌ جداً و لكن التعتيم الإعلامي عليها لا يُصدق..و لكننا سننتصر بإذن الله"..و مع دهشتي و انتظاري لإذن الله أتوقف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah