الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤية في سلفيي الغد وإخوان الأمس

علي رجب

2014 / 5 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


علي الرغم من المحاولات البادية علي استحياء من قبل التيار السلفي وفي مقدمتهم الدعوة السلفية بالإسكندرية، للإحلال في موقع جماعة الإخوان، علي مستوي التواجد الاجتماعي والشعبي والسياسي, عبر بعض الخدمات والأنشطة في محاولةٍ لكسب ثقة الشارع المصري، واعتبارها بديلا أكثر مرونة من الإخوان إلا الواقع يعكس ذلك، فهناك العديد من الظواهر التي ترفض تبوأ السلفيين مكان الإخوان، ليس حبا وتقديرا للجماعة ولكن لعدة اسباب يأتي في مقدمتها
1- النشأة
الإخوان هو فكرة أسسها حسن البنا وهو مواطن مصري حتي لو لم يكن من أصول مصرية وبدأت في مصر وانتشرت الي باقي الدول العربية والعالمية ، وهي ذات طبيعة برجماتية ، ودائما يقدمون أنفسهم علي أنهم معتدلين ، بالإضافة الي تقديم مشروعات خدمية علي مستوي الشارع والقرية و المدنية ، وهم مشروع بدا منذ 1928 ، وهم يتعلمون في المدراس والجامعات الحكومية ولديهم تواجد وتعامل مع الدول الاوربية ومع الأخر، والاخوان فكرة واحدة
فيما السلفيون هو فكر وارد علي الشخصية المصرية واقل عمرا من فكر جماعة الاخوان حيث بدأ في الظهور والتوجه بعد 1973 وانفتاح المصريين علي دول الخليج وخاصة السعودية ، وهو ما بدأ يشكل قوي ظهور قوي مع تأثر المسافرين للعمل بالسعودة والعودة محملين بالفكر السلفي ، بالإضافة الي ان الفكر السلفي مدراس متعددة تختلف فيما بعضها وقد يكفر الاخر فيما جماعة الاخوان فكرة واحدة ، ورغم وجود منشقين الا انها تعتبر فكر واحدة تكبر وتكسب أعضاء في مختلف دول العالم
والامر الاخر السلفيون يرفضون التعليم الحكومي ويفضلوا الاستغراق في التعليم الديني والعلوم الدنية ورفضون الحداثة في مختلف مجالاتها وهو عكس جماعة الاخوان.
2- القبول الشعبي
الاخوان حتي توليهم السلطة كام لديهم قبول شعبي ن وتعاطف كبير من قبل المصريين، رغم اخطائهم لسنوا طويلة الا انهم قد استطاعوا التوغل في الشارع المصري حتي وصولهم للحكم ثم سقوطهم سريعا عقب ثورة 30 يونيو ، فالإخوان كانوا خلال حكم الرئيس الاسبق حسني مباركن والرئيس انور السادات والرئيس جمال عبد الناصر يظهرون للشارع بمظهر الضعيف والمظلوم وهو ما كان ينالوا تعاطف معهم.
فيما السفيين خاصة الدعوة السلفية لا تمثل قوة وحجم جماعة الإخوان بالإضافة إلي ان الشارع المصري قد يتقبل الاخوان ولكن لا يتقبل التشدد والتطرف والتصادم مع الاخر الذي يتبناه السلفيين فحتي الأن التيار السلفي بمختلف توجهاته هو تيار تنفيري وتصادمي مع الشعب، وهناك توجسات من قبل المواطنين العاديين تجاه التيار السلفي رغم ما يقوم به من خدمات لسيطرة علي الشارع.
3- التعامل مع الاقليات
يأتي جزء التعامل مع الاقليات الدينية علي وجه الخصوص ، فان الاخوان لديهم مساحة في قبول المختلف معهم دينيا كالمسحيين واليهود ، او المختلفين معهم مذهبيا كالشيعة، وتو التيارات المختلفة معهم سياسيا, وهي مساحة تختلف من وقت لأخر فقد اختار الاخوان الدكتور رفيق حبيب "مسيحي الديانة" كنائب لرئيس حزب الحرية والعدالة.
فيما يستمر موقف السلفيين في التشدد مع الاقليات الدينية سواء المسيحية بالفتوي الدائم بعدم تهنئة المسيحيين في اعيادهم، أو بفتوي تكفير الشيعة، مما يجعلهم صداميين مع مصريين من ابناء الوطن وهو ما يقلل نسبة مساحة القبول لدي المصريين بشكل عام وليس الاقليات، فبالإضافة الي الاقليات الدنية فهناك التيارات السياسية المختلفة العلمانيين والليبراليين والشيوعيين وغيرهم.
4- العمل الاجتماعي
يتنافس الاخوان والسلفين في العمل الاجتماعي علي الساحة المصرية وان كان الاخوان اكثر ذكاء في التعامل مع الشارع خلال مرحلة ما قبل 30 يونيو، وسقط الاخوان في الشارع سياسيا واجتماعيا عقب عزل محمد مرسي وتبنيه العنف في مواجهة الدولة والشعب.
اما السلفيين فاستطاعوا ان يحافظوا علي تواجدهم الاجتماعي خلال السنوات الماضية وكانوا منافسا كبيرا للاخوان في العمل الاجتماعي بالقري والاحياء الفقيرة وهو ما اعطاهم ارضية قوية خلال الانتخابات البرلمانية السابقة حصولهم علي أكثر من 20% كمن مقاعد مجلس الشعب.
5- العلاقة بالسلطة
الاخوان كان لسنوات طويلة يقدمون نفسهم الي الشارع المصري والراي العام العالمي باعتبارهم معارضة قوية لنظام الحكم القائم في مصر او في العديد من الدول العربية، وهو ما اعطاهم مساحة قوية ليكون البديل عندما تخلي حسني مبارك عن الحكم عقب 25 يناير ووصلهم الي حكم مصر سواء في الاغلبية البرلمانية او فوز محمد مرسي بالانتخابات الرئاسية التي جرت في 2012.
اما السلفيين فقد كانو دائما يفتون بتحريم الخروج عن الحاكم وكانوا دائما الي جوار السلطة مما جعلهم غير مرحب بهم في الشارع المصري، وخلال المرحلة القادمة سيلزمون بما تتركه لهم الدولة من مساحة للعلم الساسي والاجتماعي ولن يثوري عليها.
الخلاصة ان السلفيين لبن يكرروا تجربة الاخوان، ليس لوجود قدرة علي تكرار التجربة والوصل الي الحكم ،ولكن لأن ليس لديهم قواعد شعبية كبيرة يعتمدون عليها بالإضافة الي انهم تيار يحب التقرب الي السلطة للحفاظ علي أموالهم ومكتسباتهم بغض النظر عن ما يريدونه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟


.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي