الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجال الطين وتبلد القيم الدينية في المجتمع العراقي

دهام محمد العزاوي

2014 / 5 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم يكن يدور في خلدي ان اكتب يوما عن رجال الدين واصفهم بهذا الوصف ( رجال الطين ) لما لهم في تراثي الفكري من مكانة اجتماعية ورمزية اخلاقية تجعل من مهاجمتهم او النيل من قدرهم امرا محرما شرعا واخلاقا ، لكن احساسنا بالغبن والظلم والانقسام والاهتزاز الذي تعرض له المجتمع العراقي بعد 2003 ومحاولة معرفة اسباب الانهيار القيمي والاخلاقي الذي يمر به المجتمع العراقي جعلنا نبحث بعمق عن سر الازمة التي يعانيها العراقيون في واقعهم فادركنا ان جزءا كبيرا من الانقسام والتردي المستشري في الجسد العراقي المتهالك يتحمله كثير من رجال الدين بمختلف اتجاهاتهم ومذاهبهم وميولهم ، اذ لم يكونوا بمستوى المسؤولية الشرعية والاخلاقية والقيمية التي تحتم عليهم قيادة المجتمع في وقت الازمات والاخذ بيده الى طريق الامان والسلام ، فكانوا رؤوس فتنة ومزامير للشيطان وحراب تقسيم مزقت جسد العراق بخطاباتهم الطائفية وبافكارهم العنصرية البعيدة كل البعد عن روح الاسلام وتعاليمه السمحة في التعايش والمحبة والاخوة لقد كنا نتامل خيرا ان يكون رجال الدين كما عهدناهم رموز ترتقي باخلاقها الى مستوى بناء دولة مدنية يتعايش في ظلها الجميع بلا تمييز او اقصاء كما كانت دولة الرسول محمد ( ص ) في المدينة والتي بناها على اساس المواطنة التي حوت بين جنبيها كل اشكال الاختلاف الديني والفكري ، حيث تعايش فيها المسلم مع اليهودي والنصراني والمنافق فكان حق الحياة والتعبير والعيش والتنقل مكفولا للجميع بلا اقصاء او تمييز ، دولة الرسول كانت عنوانا للدولة العادلة ورمزا للدولة المدنية التي استلهم منها الكثير من كتاب الغرب وقادتها معاني المساواة والتسامح والديمقراطية ، اما رجال ديننا فلم يستلهمو منها اي عبرة ولم يتخذو منها اي دليل لبناء مجتمع يستند الى العدالة والمدنية وهم الذين فنوا اعمارهم يحشون ادمغتنا بعبارات الاخوة والمساواة والتسامح لكن سرعان ما انكشف حبل الاعيبهم وتردي قيمهم وضحالة تفكيرهم ، دور الكثير من العمائم في تغذية عوامل الفتنة وقيادة المجتمع الى هاوية الاقتتال والتصارع تكان واضحا فباتت منابر الجوامع والحسينيات تغذي المؤمنين بكل اشكال الكراهية والعنصرية ونبذ الاخر تحت دعاوى واسباب لاتمت الى الدين ولا الى المذهب ولا الى ادنى مقومات التعايش التي تقتضيها وحدة المجتمع وسلامة الدولة ، وانغمس كثير منهم في رذائل الدنيا وملذاتها فظهرت على الكثير فضائح مالية واخلاقية تصدرت مواقع الانترنيت ، اما عن عالم السياسة فالحديث ياخذ مسارب شتى حيث ظهر الاسلام السياسي بقوة ليتصدر المشهد في ظاهرة جديدة لم يالفها المجتمع العراقي من قبل وهي ظاهرة كسر الحاجز بين المقدس والمدنس ، المقدس الذي حرص رجال الدين طوال سنوات عمرنا في تكريسه في معتقداتنا، فظهر رجال دين بلباس السياسي الكذوب والمداهن والمراوغ والمدلس ، وباتت السياسة بوابة للشهرة والارتزاق من المال العام بصفقات مشبوهة وسرقات معلومة جعلت من بعض رجال الدين مثالا للصوصية والانتهازية . لقد بتنا نتحسر على رجال دين مصلحين من امثال محمد عبده وجمال الدين الافغاني ومحمد رضا الشبيبي ومحمد حسين فضل الله وعبد الكريم المدرس ومحمد صادق الصدر ومحسن الحكيم ( رجال صدقوا ماعاهدو الله عليه )، رجال تسلقوا منابر اسست لقاعدة التعايش والتسامح والاندماج ، رجال طلقوا الدنيا وملذاتها وابتعدوا عن السياسة ورذائلها فكانوا ادوات اصلاح لا ادوات تفكيك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب