الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيمَانويل كَانط فِي مأزِق مِسكِين!

أسامة مساوي

2014 / 5 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


باختصار شديد جدا جدا وببساطة مقصودة جدا جدا:

يقول كانط في تقعيده لنسق أخلاقه الميتافيزيقي المجرد : ’’تَصَّرف كما لو كان سلوكك قاعدة تشريعية لجميع الناس’’. فمثلا عندما تريد أن تقترض دينا من عند شخص ما وأنت تعلم مُسبقا أنك غير قادر على رده, يجب أن تتوقف عن الفعل من منطلق الواجب,بعد أن تكون قد وضعت نفسك مكان ذاك الشخص وتساءَلت : هل كُنتُ سأرضى أن يُفعل بي ما أفعله بهذا الشخص؟
والجواب الذي يُقدِّمه ’’العقل العملي الأخلاقي’’ هو لا. وهذا ما يجب أن يمنعك عن إتيان الفعل المناقض لإرادتك الخيرة.(أن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك).

لكن بانتقالنا للمرحلة المعاصرة سنجد أن الفلسفة الأخلاقية الحديثة -مع كانط تحديدا- تصطدم بصخرة الواقع وتناقضاته من قبيل أن حركات فئوية كثيرة ظهرت للمطالبة مثلا بالحق في ’’المثيلة الجنسية والزواج المثلي’’.والسؤال هنا ما الذي يُمكن للفلسفة الكانطية أن تقدم أو تؤخر والحالة هذه؟ هل يمكن أن نقر هذا المطلب كحق من الحقوق التي يمكن لمجتمع ما أن يتواضع عليها ويقرها كما فرنسا مثلا أم أن هذا الحق يناقض مقتضيات العقل العملي الأخلاقي؟

للتوضيح أكثر:

مثلا لو سألنا شخصا مثليا : هل تحب المثلية الجنسية لنفسك ما الذي يمكن أن يقول ؟ بطبيعة الحال ’’بالفرحات عليه’’! ولو جعل من سلوكه هذا قاعدة تشريعية لجميع الناس سنكون أمام ماذا؟

لسنا هنا بصدد مناقشة هل الحق في المثلية الجنسية متاح أم لا فهذا نقاش آخر, بل الغرض هو الكشف عن تداعيات الأخلاق الكانطية الحديثة ومحدوديتها في حل تناقضات وإشكالات ’’الحق’’ والأخلاق المعاصرة بشكل عام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب