الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مِيكيَافِيلي ومُحمَّد رَسُول الله!

أسامة مساوي

2014 / 5 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



هذا الموضوع يُسلط الضوء على التناول النبوي لمفهوم السياسة والتناول الميكيافيلي لها,وإن بطريقة مختصرة ومثيرة نوعا ما!
فمعلوم أن الإسلام أخلاق ومبادئ في حين أن السيَّاسة-واقعيا- مكر وخداع ومراوغة, من منطلق أن الغاية تُبرر الوسيلة,على الأقل بانطلاقنا من كتاب ’’الأمير’’ للإيطالي نيقولا ميكيافيل. طيب!

لكن دعونا نرى إلى أي حد يتناقض الإسلام مع الفلسفة السياسية الميكيافلية المؤسسة على الدهاء والمكر والخداع,على اعتبار أن السياسة هي حرب(وأؤكد على كلمة حرب) وصراع.

روى الترمذي عن أسماء بنت يزيد قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا أيها الناس ما يحملكم أن تتابعوا على الكذب كتتابع الفراش في النار ، الكذب كله على ابن آدم حرام إلا في ثلاث خصال : رجل كذب على امرأته ليرضيها ، ورجل كذب في الحرب فإن الحرب خدعة ، ورجل كذب بين مسلمين ليصلح بينهما"

لنأخذ قولة النبي القائلة : رجل (قد يكون رئيس دولة) كذب في الحرب(والسياسة حرب بين الخصوم) فإن الحرب خدعة! (إذن مبدأ الغاية تبرر الوسلية موجود حتى في الإسلام)إلا أن طريقة تصريفه تظل محل نقاش واجتهاد!

من الواضح هنا أنه يجوز لرئيس(رجل) الدولة أن يكذب ويخادع من باب تجنب إدخال شعبه في حرب مثلا كما يحدث في مصر وسوريا...والإسلام يبيح له ذلك,مادام أن الشعب غالبا ما تغيب عنه مجموعة من الحقائق المرتبطة يتسيير شؤون الدولة والدسائس التي تحاك ضد الرئيس (الذي قد يكون شرعيا) في الخفاء.

فمثلا خرج الكثير من المتظاهرين ضد مرسي تحت راية ’’حركة تمرد’’ التي أسسها الجيش المصري بطريقة سرية,بل هو من تَكَلَّف بطبع الإستمارات التي كانت تختبر شرعية مرسي مثلما انتشر في وسائل الإعلام الدولية...لكن هذا الشعب الذي خرج نَدم في الأخير لما دخلت الدولة في حرب واقتتال. هل كان يجوز مثلا لمرسي أن يمارس المكر والخداع لتجنب الدخول في هذه الحرب؟

الإسلام يقول نعم يجوز ذلك!

لنعد الآن لفلسفة ميكيافلي,يقول ميكيافلي في كتاب الأمير: ’’إن تجارب عصرنا تدل على أن أولئك الأمراء الذين أصبحوا عظماء لم يصونوا العهد إلا قليلا,وأنهم استطاعوا أن يؤثروا على عقول الناس بالمكر والخداع والكذب,كما تغلبوا في النهاية على أولئك الذين جعلوا من الأمانة أساسا لأعمالهم.(مرسي والسيسي نموذجين).

ثم يضيف: إن الذين استطاعوا تقليد الثعلب بمهارة حقَّقُوا نجاحا كبيرا...إن الناس بسطاء وهم على استعداد لقبول ضروريات الحاضر ومن يمارس الخداع سيجد دائما بين الناس من يقبل أن ينخدع بسهولة.’’

فأين هي إذن أوجه الإختلاف بين سياسة ميكيافيل وسياسة رسول الله...مادام كلاهما يشرعن بل يوجب الكذب والخداع في الحرب والسياسة حرب وصراع؟

هذا مجرد طرح لإشكال لا أظن أنه تم الخوض فيه بدقة وموضوعية من قبل,لذلك لن يكون من الصحي إدعاء امتلاك الجواب اليقين على هذا الإشكال الحقيقي أيها الأصدقاء والصديقات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
شاكر شكور ( 2014 / 5 / 8 - 23:16 )
مما يؤكد وجهة نظرك المنطقية يا أخ أسامة هو وجود آية قرآنية (سورة التوبة 60) تأمر بتوزيع الصدقات على المؤلفة قلوبهم ، المؤلفة قلوبهم هم مجموعة من الأغنياء الذين لم يدخلوا في الأسلام فأعطي لهم رشوة وهي نوع من الحيلة السياسية رغم إنهم لم يكونوا بحاجة للصدقات ، تبديل الإيمان بالأسلام والقبول بأهل الكتاب المتهمين بالشرك مقابل دفعهم للجزية هو نوع من اوجه السياسة كذلك قبول الرسول للهدايا كهدية مقوقس مقابل المهادنة وحتى الآيات السلمية المكية التي نسخت بسورة التوبة كان ذلك في إطار سياسي ، ايضا تبديل وجه القبلة والعفو عن اهل قريش عند فتح مكة مقابل ذبح قبيلة بني قريضة اي الكيل بمكيالين هو ايضا نوع من الحيلة السياسية ، هذا وأضافة الى رخصة الكذب اثناء الحرب هناك رخصة للمسلم لممارسة التقية والمعاريض ، تحياتي للجميع


2 - ذكرت في تعليقاتي إن محمد ميكافيلي
حميد كركوكي ( 2014 / 5 / 9 - 09:24 )
تقريبا 3سنوات قبل اقترحت ب تسمية الميكا فيلية ب (المحمدية) نضرا لكون محمد سبقت ماكيافيل ب 5قرون!!! وهو الذي نجح في إنجاب دعوة لا مثيل لها في السابق والحاضر ! وكل ما قاله ماكيافيل في كتابه الصغير الأمير فقد سوسه بكل بحذافيرها على الموسوعة العربية وكذلك وويكبيديا الإنكليزية اقتراح المحمدية بدلا من ماكيافيل حرصا على التاريخ و إجازة الاختراع رسول الله هو المخترع الأول


3 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 5 / 10 - 00:04 )
1- الحديث مرسل و فيه علل! .
راجع :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=114309
في تفصيل العلوم , يوجد علمين , هما :
- علم حقيقي .
- علم زائف (Pseudoscience) .
في الإسلام , توجد أحاديث صحيحه , و حسنه , و ضعيفه , و مكذوبه , فالإسلام يحقق الأحاديث , فليس كل ما قيل حق , تحقيق الإسلام كتحقيق العلوم , فكما في العلوم (حقيقي و زائف) ففي الحديث (صحيح و مكذوب) , الآن , هل أستوعب الكاتب ما نقوله؟ .
المسلمون لا يقبلون في دينهم إلا حديثاً تتوافر فيه شروط قبول الرواية بقسميه الصحيح والحسن، ويجب أن تنطبق على الحديث الصحيح شروط خمس وهي:
- اتصال السند.
- عدالة الرواة.
- ضبط الرواة.
- انتفاء الشذوذ.
- انتفاء العلة.
2- هل تعتقد أننا كالمسيحيين , لا يستطيعون تدقيق ما وصل إليهم؟... المهم , راجع :
عِلْم الرّجال عِند أمة محمد ... تحَدٍ مفتوح للمسيحية :
http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=8246

اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت