الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عتاب الذات سيكولوجية الترميم والتوجيه الايجابي

علي عبد الرحيم صالح

2014 / 5 / 9
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


نواجه كل يوم في حياتنا اليومية الكثير من المواقف الشخصية والاجتماعية ، وقد لا يجد او يتقن بعضنا تقديم الاستجابة المناسبة لهذه المواقف ، مما تجعلنا هذه المواقف نخسر بعض المكافئات والمكاسب التي كنا نتوقعها مسبقا ، فيؤثر هذا الامر في داخلنا مشاعر الحزن وتوجيه اللوم والعتاب للذات (والذي يظهر عن طريق توجيه كلامات قاسية نوع ما للذات واحيانا ضربها او عض اناملها بشرط ان تتبع هذه العملية توجيه وتحفيز ذاتي نحو تطوير انفسنا وذواتنا في عدم تكرار هذه الاخطاء !!) ، لذا يظهر هذا العتاب في المواقف التي نضيع فيها فرص طيبة لذاتنا او لكوننا وضعنا انفسنا في مواقف محرجة لا نحسد عليها مثل عدم الاجابة على سؤال في امتحان نتوقع النجاح فيه ، او ضياع ربح مبلغ من المال في بضاعة ما لاننا لم نجد التعامل مع الزبون الاخر ، او قول كلام ما لا نقصده تماما لشخص نحبه ، او التصرف بطريقة جعلت الاخرين يستاؤون منا وينظرون الينا بعين الاستهزاء والاستهجان.
هذا ما يطلق عليه علماء النفس الايجابي بعتاب الذات ، إذ هو شعور من النقد والتصحيح موجه للذات ويكون مصحوب بمشاعر الاسف ولكن لا يصل الى حد الشعور بالذنب او الاثم على ما قد فعله الفرد او اوقدم عليه من التصرف ، فالفرق هنا كبير لان عتاب الذات هو نوع من التوجيه ويتبع بمشاعر تحفيزية نحو اعادة التجربة والخبرة التي عاشرها الفرد ومحاولة التغلب عليها فضلا عن كون عتاب الذات عملية ترميمية وتوجيهية ايجابية لأن يطور الفرد من خبراته ومهاراته الذاتية والاجتماعية في مواجهة المواقف البيئية أما الشعور بالاثم فهو شعور من المرارة والذنب تتبعه مشاعر من الخطيئة والاكتئاب وقد يجعل الفرد يقع في مطب الاضطراب والضرر النفسي وليس توجيه الذات وترميمها كما في عتاب الذات .
وعلى العموم يشير علماء النفس الايجابي ومنهم عالما النفس Diener&Diener,1995 ان عتاب الذات عملية ضرورية في حياتنا اليومية ، وتكمن في حديث الشخص مع نفسه ولومها لانها لم تتزود بالامكانات والقدرات الضروية لمواجهة الموقف المحبط ، وهي ضرورية لانها تحفزنا نحو تبني مهارات وقدرات نفسية تساعدنا في حماية انفسنا من المواقف الضارة . وهو ما يؤكده عالم النفس فونتا Fontana,1993 بأن عتاب الذات يوجه الفرد نحو الاداء الجيد والتفاعل الاجتماعي الفعال مع الاخرين ففيه تظهر مكامن القوة في نفسية الإنسان كالسعادة والطمأنينة والأمل والاستقرار النفسي والتقدير الاجتماعي والقناعة والتغلب على الضغوط التي تؤدي بالإنسان إلى اضطرابات بالصحة النفسية . في حين يشير عالما النفس Shill & Lumley MA (2002) ان عتاب الذات يعطي للفرد قدرة على الفحص الذاتي، والمراقبة الذاتية، ومطالعة النفس والبصيرة الشخصية. كما يتضمن القدرة على التعرف على الروابط بين المشكلات الحالية مع النفس ومع الآخرين ورؤيتها، والقدرة على التفكر في المواقف المحبطة السابقة ومحاولة معرفة كيفية التغلب عليها وحلها .
ويشير كل من جليمان وإيستربورك وفراى ، 2004 ان هذه العملية نجدها عند الافراد الطموحين ، فعندما يواجه هؤلاء الافراد بعض الخسارة في الحصول على ما يسعون اليه نجدهم يعاتبون ذواتهم ويلومونها وسرعان ما يتحفزون بعد عملية العتاب نحو ترميم ذاتهم وتطويرها باسلحة نفسية وعقلية في اجتياز وكسر قيود المواقف المحبطة .
لذا ينصحنا علماء النفس بهذه العملية فبدلا من الاستغراق في ما خسرته من مكاسب سابقة عليك ان توجه تفكيرك في كيفية مواجهة هذه المصاعب مستقبلا ، وان تبني قدراتك ومهاراتك وان تصل بنفسك الى اعلى مراتب النجاح والامكانات الضرورية لمواجهة الحياة وهذه تبنى من خلال التعليم والقراءة والاطلاع وتجربة الاشياء الجديدة والمشاركة بورشات عمل تطوير الموراد البشرية والسفر ..وغيرها من الخبرات الغنية للذات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حقيقة الاختراق الأمني الإسرائيلي للجزائر؟| المسائية


.. 5 ا?شكال غريبة للتسول ستجدها على تيك توك ?????? مع بدر صالح




.. الجيش الإسرائيلي يشن غارات على رفح ويعيد فتح معبر كرم أبو سا


.. دعما لغزة.. أبرز محطات الحركة الاحتجاجية الطلابية في الجامعا




.. كيف يبدو الوضع في شمال إسرائيل.. وبالتحديد في عرب العرامشة؟