الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يؤسفني قولها .. لقد انتصر التطرف والأرهاب

عمرو اسماعيل

2005 / 7 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد ماحدث للدكتور سيد القمني من تهديد بالقتل وأعلانه اعتزاله الكتابه لأنه يأخذ هذا التهديد جديا ولايريد أن يصبح شهيد الفكر مثل فرج فودة وغيره في عالمنا التعيس وتأكيدا لمقولة برتراند راسل أنه ليس مستعدا أن يموت من أجل فكره .. وبعد متابعتي لرد فعل الشارع ورد فعل الكثيرين ممن يحسبون علي المثقفين في عالمنا العربي وفي مصر علي قتل السفير المصري في العراق ومايحدث هناك من قتل مجنون أحمق وخسيس واعتباره مقاومة وما حدث في لندن من تفجيرات انتحارية في مترو الأنفاق وقتل المدنيين الغلابة من نساء وأطفال مسلمين ومسيحيين ومن كل الأديان ..
يؤسفني أن أقول الحقيقة المؤلمة أن التعصب والتطرف والارهاب قد انتصر في عالمنا ..
انتصر علي الفكر الحر الذي يؤمن بالأنسانية والحرية .. حرية الاختيار واحترام حقوق الأنسان ..
لقد استطاع هذا الفكر أن يقنع العامة والكثير من المثقفين أن القتل جهادا والانتحار استشهادا .. معتمدا علي نصوص لا نستطيع أن نتصدي لتفسيرها .. لأننا في الحقيقة لا نملك لها تفسيرا مقنعا .
.كل النصوص الدينية في الاديان الأخري فيها مايحمل هجوما وأقصاءا لأتباع الديانات الأخري .. ولكن هناك استطاعوا حل المعضلة باعتبار هذه النصوص ليست ملزمة في الحياة المدنية ..
ولكننا لا نستطيع أن نطالب بالمثل ونلف وندور في محاولة لأيجاد تفسير لهذه النصوص .. وهي محاولة مآلها الفشل .. لأن النصوص أوضح من أن نجد لها تفسيرا معتدلا ومتسامحا .. كيف نستطيع أن ننكر أن أغلبيتنا مؤمنون أنهم خير أمة أخرجت للناس .. وأن من رضي بغير الاسلام دينا فلبس له عندنا ألا السيف أو الجزية .. وأن سكتنا عنه فهو سكوت الي حين حتي نعد لهم ما استطعنا من رباط الخيل نرهبهم به..
أن هذه الأفكار متغلغلة في أعماقنا وتعيش تحت جلودنا ولن يمكن مواجهتها بأي تفسير معتدل ومتسامح ..
الحل الوحيد هو الحل الذي وصل أليه العالم أجمع :
وهو أن الدين قضية فردية ... من حق أي انسان أن يؤمن أنه ينتمي لخير أمة أخرجت للناس أو ينتمي لشعب الله المختار أو أنه علي حق والعالم كله علي خطأ وأنه الوحيد الذي سيرضي عنه الله ويدخله فسيح جناته وسيصلي أتباع الأديان الأخري سعير جهنم وبئس المصير ..
من حقه أن يؤمن بذلك ويقوله لأتباعه داخل دور العبادة ..
أما أن حاول أن يفرض رايه علي الآخرين الذين لا يشاركونه الرأي أو يدعو الي استعمال العنف لفرض هذا الراي يكون مكانه الوحيد الذي يستطيع أن يبث فيه سموم العنف والكراهية والأقصاء هو وراء القضبان ..
أن لم نفرض القانون الذي يعطي الحق لأي أنسان أن يدعو ألي أي دين أو يدعو لرفض اي دين .. ولكن بطريقة سلمية ليس فيها تحريضا علي العنف أو ممارسته باسم الدين أو باي حجة أخري فلا أمل سيظل الارهاب خطرا يهددنا جميعا حتي لو اختفي الي حين .. ليعود بأي حجة كانت مثل الحجة التي يستعملها كل أنصار الأرهاب في عالمنا وكل المتطرفين في أي مكان في العالم وهي اننا نتعرض لهجمة ضد الاسلام أو ضد الدين أيا كان هذا الدين.. رغم أن الجميع يعرف أنه أن كانت هناك حروبا واحتلالا فهي لأسباب دنيوية بحته .. أسباب وأطماع سياسية واقتصادية ..
لن نستطيع ابدا أن ننتصر علي الفكر المتطرف في عالمنا لأنه فكر يعتمد علي قواعد قوية ومتغلغلة دينيا .... بينما الفكر المعتدل والمتسامح لا يعتمد ألا علي تفسير القلة .. وهو تفسير ليس له جذور في عالمنا ..
أن مقاومة الأرهاب والانتصار عليه لن يحدث بالفكر أو بالمواجهة الأمنية .. ولكن يمكن الانتصار عليه بالقانون ..عندما يصبح الأعلان العالمي لحقوق الأنسان هو قانون دولي يجب أن تحترمه اي دولة عضوا في الأمم المتحدة أو توضع هذه الدولة تحت الوصاية الدولية لفرض هذا القانون عليها ..
هذه هي الحقيقة ويؤسفني قولها وقبل ذلك يصبح من حق سيد القمني أن يتراجع عن كل ماكتبه فلن يحميه أحد .... وسنتراجع جميعا واحدا وراء الآخر .. وسينتصر في النهايه الفكر المتطرف والآرهابي في عالمنا .. حتي يضطر العالم الي التحالف ضدنا واحتلالنا وتغييرنا بالقوة كما فعلوا مع المانيا النازية واليابان ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسن المستكاوى: وقت الإخوان قالوا لى ملكش دعوة بالسياسة وخليك


.. كواليس جديدة عن ثورة المصريين وتمردهم ضد حكم تنظيم الإخوان ف




.. حسن المستكاوى: مش قادر أنسى الذكريات المؤلمة وقت حكم الإخوان


.. 153-An-Nisa




.. كيف استغل تنظيم الإخوان الدين لخدمة أغراضهم وتشويه ثورة المص