الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لسنا صيادو طرائد نازفة؟ تعقيب وراي في مقالة الدكتور النابلسي حول السيد القمني

طلال شاكر

2005 / 7 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بغضب وعبارات لاهبة ومهينة افتتح الدكتور النابلسي موقفه من السيد القمني ، واختار عنواناً رئيسياً قاسيا لمقالته ونعتاً مهيناً وجارحاً لموقف السيد القمني الاخير الذي اعلن فيه التوقف عن اي نشاط فكري وبرائته من كل ماقاله ونشره وفكرفيه تحت وطاة التهديد بالموت والعذاب وفضل الانسحاب من معركة في ظرف توارت فيه شمائل الصمود والتحدي عند المفكر الجليل وتهاوت دفاعاته ،في معركة غير متكافئة من حيث مكانها وظرفها وقواها ولم يتيسر للرجل ماتيسرلابي ذر والحلاج وشهاب الدين السهروردي، من شهداء النور من قوة الاحتمال والشجاعة الاستثنائية،وهو يواجه قطعان الظلام بتهديداتهم واساليبهم الهمجية والبدائية .لم يكن السيد القمني مفكرًا جباناً، بل اولئك الذين وضعوه في هذا الموقف المريرهم الجبناء والبؤساء كان حرياً بالدكتور ان يتفهم ويتعاطف مع الرجل وهوفي اوج محنته ان قسوة مفكر على مفكر بها من المرارة لاتقل عن قسوة المحنة التي وضع فيها السيد القمني، لست من اولئك الذين لايتالمون ولايحزنون وهم يرون ارهاب الظلاميين يطيح برموز النور والمعرفة،ولكنني لن اجزع ، فالمعركة طويلة ولا يستطيع الجميع مواصلتها بنفس واحد وقد يسقط شهداء ويستسلم اخرون ويساوم اخرون،لقد كان موقف الدكتور تطرفاً ليبرالياً وهو يذكرني بتطرف اليساريين والماركسيين والشيوعيين وموقفهم من رفاقهم الذين يضعفون امام شدة التعذيب والتهديد بالموت فتنهار عزائمهم فيصبحون امام رفاقهم مجرد جبناء ومنهارين ويعانون من نظرة الاحتقار والدونية ويستذلون بوصفهم جبناء خانوا المبادئ كنا نبتغي اناساً من طينة اخرى ابطالاً من الشواطئ البعيدة كان ذلك جزءً من طوباويتنا وخيالنا المترع بصورة الفارس النبيل الذي لاينزل من حصانه الامجندلاً مضرجاً بدمائه ، ان المعركة مع الظلاميين لاتحسمها الشجاعة والصمود والتحدي على اهميتها ورفعتها ،انها معركة ذات ابعاد مركبة، هي معركة تنويرية،حضارية ،علمية سياسية فكرية قانونيةالخ،ان صفة الشجاعة والصمود ليستا صفة غريزية في الانسان انها تجارب انها ممكنات انها مؤازرة ويبقى تفاوت الناس في فهمها واستلهامها متبايناً ولااجد في مقاربات ومقارنات تاريخية جدوى في ظرف تغير فيه مفهوم الشجاعة والتحدي والصمود وتغيرت ظروف تجليها ، ان البائس والجبان هوالزمن العربي والاسلاموي بعقله بظلاميته بكذبه بدونيته ،وليس مفكرأ حاصرته الظروف ونزعت منه وسائل دفاعاته ،حتى هذه اسرائيل بكل صلفها وظلمها وعدوانيتها لم تضطهد مفكرأ واحدأ بسبب ارائه رغم كل الكتابات التي تسفه التوراة وكل عهود العهد القديم ،استقوت ونفذت لانها فتحت الباب على مصراعيه للنقد المعرفي وتجاوزت مفهوم المقدس،الذي هلكنا منذ قرون والى الان ،ان ذنبك ايها السيد القمني يتحمله اولئك الذين دفعوك مرغماً الى محنة الانطواء والعزلة، ان السيد القمني يحتاج الى الكلمة الطيبة والسلام الجميل فالرجل كتب ونشر وافكاره باقية متالقة لم يكن السيد القمني نبياً مهزوماً بل كان مفكراً مبتلياً دفع ثمن ارائه وافكاره ، فالكتب التي الفها والاجتهادات التي نشرها اعطت الحقيقة واماطت اللثام عن وجه تاريخنا الكالح في بعض جوانبه الخفية وقدمت للناس المعرفة وصارت جزءًمن كفاح التنوير ولايستطيع الظلاميون قهرها اومحاصرتها اواسقاطها ولايستطيعون اخراجها من عقول الناس وسوف يتكاثر قراء كتبه، ايها السيد القمني انا لاانظراليك مفكراًمرتدا ولاجباناً بائساً ، انك من ضحايا الارهاب وعصر التظليم العربي ، كنت اتمنى على الدكتور الفاضل شاكر النابلسي الذي أعِدُهُ في مصاف رواد النور في ظلام هذه الارض السبخة ان لايكون بهذه القسوة على رجل وضعه ظرفه في دائرة الا لتباس والجزع ،فلنكن اوفياء لرجل اسرت كلماته عقولنا وانارت افكاره دروب الظلام الموحشة في اسفار تاريخنا الملتبس.
سلاماً الى السيد القمني والخزي والعار لمن اراده ضحية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran


.. 85-Ali-Imran




.. أفكار محمد باقر الصدر وعلاقته بحركات الإسلام السياسي السني