الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الترتيب المؤجل تأريخا :العربة والحصان

كامل الدلفي

2014 / 5 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



بوكو حرام ليست جماعة مسيحية اويهودية اوشيوعية اوعلمانية بل هي جماعة اسلامية اصولية للدعوة والجهاد كما تعرف عن نفسها .. في مجمل خطابها بينما تعني باللغة المحلية تحريم الثقافة والتعليم الغربيين هذا هو الخط العدمي الارأس في حياتها التنظيمية او التكوينية والذي ينطوي على الوقوف ضد عناصر الحضارة المعاصرة ومناكفة الحداثة بل تجريمها والقصاص ممن اخذ بها رجل كان ام امرأة ، وقد اخذت تعيث بموجات متسلسلة من العنف باستقرار نيجيريا وبحياتها المدنية وكان اخراستعراضاتها تمثل في خطف اكثر من مائتي فتاة وطفلة في نيسان الماضي وقتل اكثر من 300 ضحية في مايس الجاري ، العالم الغربي يتضامن لانقاذ الفتيات الاسيرات ويقدم الخدمات لتحريرهن من جهات رسمية كما تفعل اميركا وفرنسا وبريطانيا وفي مستو شعبي يزداد فيه الراي العام حنقا وحقدا على الاسلام كدين انتج من بين طياته مثل هذه المنظمة الخطيرة التي يتبجح زعيمها باستلام اوامره من الله بقتل الاخرين تماما كما يحب قتل الدحاج والاغنام ويهدد بظلامية متوحشة عن مصير الفتيات الاسيرات في قبضته ويهرف ببيعهن كسبايا جزاء بما اقترفت ايديهن حسب تقديره اذ ماكان عليهن ان يذهبن الى المدرسة بل كان عليهن ان يتزوجن، الشرق الاوسط وبقية اسيا وافريقيا ، ملاعب لتصفيات الارهاب الصاعد من اوكار الهزائم السياسية والايديولوجية والاقتصادية والعلمية والثقافية تنمطت فيه اولمبيادات فائقة التنوع في الابادة والفناء،بقدرات ارتكاس قياسية نحو الهمجية والقطيعة مع المدنية اوالالتحاق بركبها و الالتفاف حول محوره مما دفع بالكثير من اوساط العالم المتمدن كي يستاءوا من ثقل هذه الجرائم البربرية المرتبطة بنا كشرقيين ومسلمين فما نحن بابرياء من منظمات الطلاب الفاشلين سواء طالبان الافغان اوطالبان داعش اوطالبان بوكو هؤلاء المستمدين عزمهم من النفط العربي والفتوى الدينية الصريحة بتصفية الاخر قريبا كان ام بعيدا ، المشهد الزمكاني قد اشبع كربلاءات انسانية متنوعة ، وقد تفنن فتيان اللعبة في تمزيق كينونة الانسان المعاصر وتشويهها في جغرافيا المرسلين والرسالات ، بأشبه ما يكون التحقيب منحدر الى اسدال الستار على الابعاد الروحية للمكان ، حتى ان المشكل المثير للجدل و الباعث للحيرة والانتقاد هو السكوت المطبق عن الجريمة من لدن الوسط الديني الاسلامي الرسمي والشعبي بشقيه السني والشيعي وكاننا في منظور المنظومة الدينية لسنا جزءا من منظومة دولية يهمنا مايهمها ,ويصيبنا ما يصيبها ، هذا العماء في التقدير من ناحية، وعدم القدرة على تقديم خطابا الى الامم يميز بين الاسلام كدين سماوي يدعو الى العدل والتسامح والعلم وبين منظومات وجماعات ارهابية تجعل من الاسلام اطارا تتمترس فيه من ناحية اخرى ،يجعلنا نخرج باستنتاج عضوي مفاده ان هذه المعالم انما تدل بوضوح على عجز المؤسسات الدينية في عالمنا عن مجاراة وقائع الحياة الكونية ،وان هذه المؤسسات تعيش في واقع محلي مغلق يعبر عن انسداد مناهجهها وعقم اساليبها وهي احوج من المجتمع الذي توجه له خطاباتها الجمعوية في التفتيش عن طرق اصلاح جذرية لواقعها قبل ان تركن في زوايا المتاحف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالأرقام: عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بعد اغتيال الاح


.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت




.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran