الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكرى النكبه وفن الدجل

عطا مناع

2014 / 5 / 11
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


بقلم : عطا مناع
شحذ قلمه وأطلق العنان للفكرة، اعتقد وللحظه انه وهو الذي أتقن فن الدجل سيسوق نفسه على البسطاء الذين أثقل كاهلهم رغيف الخبز، قال في نفسه: بلا عوده بلا بطيخ، فهؤلاء الأغبياء لا زالوا يعيشون الحلم غارقين في الحنين لذكريات باتت "سخيفة" بحكم التقادم والموت الذي حصد صاحب الحلم الأول.
كان ليل المخيم قد انتصف، ولم يعكر صفوه سوى الأفكار السوداء التي داهمته على حين غزه، أفكار قادته مجبراً لأيام مضت حيث الإيمان بأن الكف يناطح الوسخ والرذيلة وأصحاب الفكر ألانبطاحي الذين يجملون الخيانة والتفريط، تذكر جمله كانت بمثابة لازمه له: عار على يدي إذا صافحت أياد طوحت بأعناق شعبي، وتذكر رفاق الدرب والأيام التي صقلت شخصيته، وتذكر الأم لمكسيم غوركي والفولاذ سقيناه.
عمل جاهداً أن يهرب من الماضي مستقوياً عليه بالوضع الجديد، ودعم نفسه بالمثل الشعبي الذي كانت تردده مخابرات"أولاد العم" له في جلسات التحقيق الطويلة: 100 أم تبكي ولا أمي تبكي.
أتعبه حديث النفس واستحضار ماضيه رغماً عنه، وحمد الرب على سريه هذا الحوار الذي يجتاحه بدون إذن، لكنه يعيش التناقض بين الحنين وفن الدجل، وهو ألان ينتمي للفكر الغارق في الدجل حتى الرقبة، وللحظه سرت في جسده قشعريرة لا عهد له بها ونزل السؤال على رأسه كالمطرقة: أتدرك ألعامه أنني اضحك عليهم؟؟؟؟ لكنني صاحب صوت رنان والشعارات التي اطرحها غاية في التطرف وتدغدغ مشاعر من يستمع لها.
كانت الليل قد انتصف، قرر أن يستقوي على الأفكار السوداء بما بثلج الصدر ودخل بعض الفرح إلى القلب، فغداً يومه ويفترض أن تكون أفكاره صافيه، ولا وهو عاجز عن الانجرار للأفكار السوداء بحكم الالتزامات والقفزة الاجتماعية والاقتصادية التي يعيش ، ناهيك انه شخصيه وطنيه مرموقة تتبوأ دائماً المقعد الأول والمنسف الأول ولكأس الأول والخطاب الأول.
واستناداً لما سلف قرر أن يكون واقعياً ويمارس سياسة النقد الذاتي ليخرج بخلاصه انه كان مغامراً ونرجسياً وحالماً ويناطح الصخر برأسه وهذا غير منطقي، وحاول أن يستعين بما في جعبته من تراث فكري لتبرير ذاته وبالفعل دخل في حاله من التصالح مع الذات وخاصة أن ما بثلج القلب قد وجد طريقه لعقله.
بعد الكأس الثالث قرر أن يستلقي وخاصة أن الفجر قد شقشق وسيكون له صولات وجولات في أحياء ذكرى النكبة وبالضرورة أن يكون الذهن صافياً ولان غداً سيلتقي بالجهابذة الذين حملوا هم الشعب على أكتافهم وسهروا الليل والنهار من اجل تسويق الحفل على ألعامه بما تيسر من فرمانات حتى لا تعكر الأجواء مع "أولاد العم" لان" الفوضويون" قد يخرجوا بأفكار تتناقض مع البرنامج المرسوم" لحفلة النكبة" التي ستقام في المنارة.
كانت الأجواء مثاليه جداً بالرغم من سيادة التقليد، فالشعار التقليدي والشخصيات التقليدية والأعلام التقليدي والحضور التقليدي فالجميع كان حاضراً إلا النكبة والمنكوبين.
بعد انتهاء الحفل وكعادته في كل عام بدأ يصافح الحضور مهنئاً بالمناسبة الجليلة والابتسامة العريضة الوجه، ومشى مع بعض ألرفقه لجلسه لتقييم الحفلة حيث غرقوا في بحر من الغزل بالذات وقرروا أن الوطن بخير وان العودة حتمية وان الشعب لن يتنازل عن الحقوق المشروعة بالرغم من صلف الاحتلال، وتذكروا بحزن ما فاتهم من لافته تذكر بالأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال مؤكدين أن الكمال لله وحده.
انتهت حفله التقييم واقفل عائدا ليحظى بحمام دافئ وليتحدث عن بطولاته للزوجة والأولاد وكيف سيكون حال الوطن لو انه غير موجود وخاصة أن هذا الشعب لا يستحق مثل هذه القيادة لان الشعب الذي لا يشارك بالحفلة شعب عاجز. خاطب العائلة والابتسامة العريضة تملئ الوجه: شفتوني على التلفزيون؟؟؟؟؟؟ وجاء الخبر : احد ألعامه يرتقي شهيداً، امسك بالقلم وبدأ يبحث عن الفكره.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات تشريعية بفرنسا: اكتمال لوائح المرشحين واليمين المتط


.. ندوة سياسية لمنظمة البديل الشيوعي في العراق في البصرة 31 أيا




.. مسيرات اليمين المتطرف في فرنسا لطرد المسلمين


.. أخبار الصباح | فرنسا.. مظاهرات ضخمة دعما لتحالف اليسار ضد صع




.. فرنسا.. مظاهرات في العاصمة باريس ضد اليمين المتطرف