الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبدالملك السعدي وحماقات رجل الدين

راغب الركابي

2014 / 5 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يعرفني من يعرفني إذ ليس من طبعي ولا هي من عادتي ، ان أتحدث على شخص ما أو أذكره في مقال أو مجلس ، وحديثي دائماً عن السلبيات وحيثما كانت وعلى نحو مطلق ومن غير تخصيص ، لعلمي إن الشيطان يكمن دائماً في التفاصيل - وتلك حكمة الخواجات - ، لكن عبدالملك رجل دين ولأنه كذلك فالواجب يدعوني للتوقف عند فتياه الجديدة ودعوته العلنية لمحاربة الجيش العراقي ، ولا أدري على أية مبدأ أستند عبدالملك في ذلك أو على أية شريعة ودين ؟ ، لتكون دعوته بمثابة الدعوة إلى الجهاد المقدس ، ولأن الأمر يخرج من أطار التنظير ويدخل في المجال العملي ، فالواجب يقتضي الرد على هذا التحرش وهذا الهذيان وتلك الحماقات التي لا تليق برجل دين كما نعتقد ، ويجب أن يعلم إن الجيش العراقي هو جيش الشعب بكل مكونات هذا الشعب وتضاريسه وأطيافه من الشمال ومن الجنوب من الشرق ومن الغرب ، إنه جيش الوطن وليس مجرد عابري سبيل أو غوغاء من المرتزقة أو من بلاد الواق واق ، والعقيدة الجديدة للجيش العراقي : هي حسن الإنضباط وعدم التعدي وعدم التدخل في الشأن السياسي ، والجيش صُمم للدفاع عن الوطن وحماية الشعب من الإرهابيين والتكفيريين وبقايا العهد المقبور .
ولك أن تقول ان كل البلدات العراقية تحيّي هذا الجيش وتشدُ على أزره من أجل تطهير العراق من الإرهاب ومن يمده بأسباب الوجود ، وعليك وعلينا وعلى الجميع سياسيين وعمال وحرفيين وفلاحيين رجال ونساء ، ومن أي الطوائف والملل كُنا علينا نصرة هذا الجيش ودعمه والوقوف معه ليكون مستعد دائماً وجاهز دائما ، لا أن ننبري عليه بسذاجة وبتخلف و نفتي بوجوب محاربته ، فذلك أثم كبير لا يغتفر .
ثم ليسأل هذا المفتي نفسه : ألم يكفِ كل هذا الحقد وكل هذه الجرائم والمصائب التي مزقت الإنسان العراقي ؟ ، فالتفجيرات اليومية في ساحة الوطن والمفخخات ، والعبث وتضييع الفرص والشحن الطائفي والدعوة للعصيان وتعطيل مهام الدولة كلها معوقات وآثام وذنوب كبيرة ، أليس في هذا دافع لكم ولمن في قلبه حب لله أن يقف مع هذا الجيش والقوى الأمنية لا أن يفتي بمحاربتها ؟ ، وهي تعمل ليل نهار لتزيح عن كاهل العراق كل هذا الضيم وكل هذا القتل ، وأنت تدري أن العراق لم يعش طعم الإستقرار والسلام منذ بدء الحرب على إيران ، والحرب على الكويت ، والحرب على الجنوب وعلى الشمال ، ولم تسلم من شر ذلك العبث مدينة الرمادي أو سامراء أو حتى تكريت ، فهل تريد لهذا العبث أن يعيش ويستمر على حساب الشعب وعلى حساب مصيره ومستقبله ؟ .
وأرجوا أن لا تكون ضآلتك وقدوتك في هذا العبث القرضاوي ذليل قطر ! ذلك الفرد الذي ما فتئ يُنكأ الجراح بين أبناء الشعب الواحد حتى طرده أصحابه فداسوه ، وها هو ذليل يتملق ويتزلف لعل جماعة الخليج ترضى عنه من جديد ، وكما فعلت حكومات السعودية والإمارات والبحرين تستطيع حكومة العراق فعل ذلك ، ومن حقها ان تعامل الدول التي تحتضن مثيري الفتن والشغب كما فعلت دول الخليج بقطر حين طردت سفيرها وقلصت تعاونها ، وكذا العراق من حقه أن يطرد سفير الأردن ويمنع عنهم النفط والغذاء الذي يأتيهم من غير حساب ، العراق قادر وسيفعلها .
ثم إن شعب الرمادي والفلوجة مع الجيش ومع موقفه الحازم ، وهم من دعوه لتخليصهم من هذا الكابوس وهذا الظلام ، وأقول لك : مهلاً مهلا لا تطش جهلا ، وتذكر أن رجل الدين مهمته تصحيح وإصلاح حال وخلق الناس ، لا تأليب بعضهم على بعض وخلق ما لا يحمد عقباه ، إنها يا شيخ - فتنة وقانا الله شرها - تأكل كل أخضر ويابس ، فأتق الله وأنا أعلم إن فيك خير كثير يمكن تسخيره لخدمة الإنسان العراقي ، ودع عنك الكلام في السياسة ، والكلام هنا لعامة رجال الدين من الشيعة والسنة - ليدعوا السياسة جانباً - فإنها ليس من شأنهم - اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد - .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: فترة الصوم المقدس هي فترة الخزي


.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: السيد المسيح جه نور للعالم




.. عدد العائلات المسيحية في مدينة الرقة السورية كان يقدر بنحو 8


.. -فيديو لقبر النبي محمد-..حقيقي أم مفبرك؟




.. -روح الروح- يهتم بإطعام القطط رغم النزوح والجوع