الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم القابلة العالمي.. يوم لأعادة أنتاج التخلف والفقر

منى حسين

2014 / 5 / 12
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


مرة اخرى وتقرير جديد ونسب واستفتاءات واجتماعات وتحذيرات وتشتنج هنا واستياء هناك وقال المحفل الدولي وكتبت الصحيفة الفلانية وفي النهاية النتيجة واحدة وهي المراة والطفل.. من بين كل هذه الصراعات التي تجوب المنطقة والعالم لا نجد اكثر من يدفع الثمن سوى المراة والطفل، وهذه المرة وبمناسبة اليوم العالمي للقابلة.. الذي اورده لنا تقرير الامم المتحدة والذي يتحدث عن 40 مليون امراة لا تحظى بالرعاية الصحية وعلى صعيد واسع..
الامم المتحدة وتقاريرها لا هم لها الا اعادة انتاج ما مضى واعادة انتاج ما ناضل الانسان من اجل الخلاص منه.. التقرير يحاول القفز على أنشاء المستشفيات وتوفير الرعاية الصحية للحوامل باعادة انتاج القابلة الماذونة، التي تنتشر على صعيد الطبقات الفقيرة التي لا يحتمل وضعها الاقتصادي دفع تكاليف عمليات الوضع، وتنتشر ظاهرة الولادة عن طريق القابلة في الدول الفقيرة والارياف والاماكن البعيدة او التي يسيطر عليها طابع الالتزام العشائري او الديني، او اي طابع اجتماعي اخر وكذلك في المناطق التي يتنشر فيها الجهل والامية بشكل كبير، ولا ننسى اعمال اخرى للقابلات كحقن الابر وثقب الاذن للبنت او فحص عذرية البنات اللواتي تعرضن لمشكلة مثل الخطف او الاعتصاب او غيرها من اسباب التاكد من عذرية البنت اوعمل سيظل جبين الانسانية يندي له وهو ختان البنات ولا اريد الان الولوج في موضوع الختان او المواضيع التي ذكرتها التي تدخل ضمن عمل القابلة.
لكني ساناقش عملية محاولة اعادة انتاج طرق الولادة الغير صحية والبالية ومحاولة اخلاء مسوؤلية الدولة تجاة النساء الحوامل، عن طريق توفير احدث الطرق واكثرها علمية وصحية من اجل الحفاظ على سلامة الام والجنين على حد سواء، وكالمعتاد راس المشكلة في تفاقم وانتشار موت المواليد او الامهات هو مافيا الاستغلال المالي، الذي جعل اجور وتكاليف عمليات الوضع الى حدود خيالية ببعض الاحيان يضاف لها أنتشار الفقر والجهل مخلفات أنظمة الأستثمار الراسمالي. الذي ادى الى انتشار حالات الاجهاض لدى النساء او ولادة مواليد لا يتمتعون بصحة جيدة، وكذلك انتشار القابلات (الداية) الغير مؤهلة عمليا وتقنيا لخوض عملية ولادة سليمة وصحيحة، وكل هذه الاسباب ادت في النهاية الى زيادة هذه النسبة التي اشار أليها مؤشر النسبة التي يذكرها تقرير الامم المتحدة الذي اتخذ من يوم القابلة العالمي منبرا له...
ان العجز الصحي واهمال الحكومات لموضوع ولادة جنين في ظروف صحية مسيرة وعدم اكثراث الجهات الطبية الى توفير الوسائل العلمية الحديثة لمتابعة الحوامل منذ الاسابيع الاولى ولغاية الوضع، واسباب كثيرة اخرى هي من اوجدت النتائج المذكورة وأدت الى تفاقمها، والأسباب الذي ذكرها التقرير هي محاولة لتبرا ساحة النظام الراسمالي من هذه الجريمة.
ارى ان التقرير لم يشير الى حالات العنف التي تتعرض لها المراة الحامل والتي تؤدي في النهاية الى وفاة الجنين، ولم يشير التقرير الى امراض فقر الدم وامراض نقص التغذية الذي يصيب النساء الحوامل والذي يؤدي في النهاية الى فقدان الجنين او ولادة طفل معاق، ولم يشير التقرير الى العنف المسلح والذي يؤدي بالدرجة الاساسية الى تعرض النساء الحوامل الى الاجهاض، نرى ان التقرير يعزي السبب الى احد اسباب المشكلة ويطالب بتوفير احد مسببات وجود هذه المشكلة وهي الولادة على يد القابلات.
لماذا لا تكون الولادة تحت اشراف طبيب اختصاص وفي مستشفيات مختصة، يجب تجريم عمليات الولادة التي تحدث في أماكن لاتتوفر فيها الضروف والأجواء الصحية، او عند اماكن تخصص لهذا الغرض ويقوم بتنفيذها القابلات، ولا ننسى المضاعفات التي ترافق اكثر عمليات الولادة والتي تحتاج الى كادر طبي وغرفة عمليات خاصة احيانا, فلا نفهم على حساب من يجامل تقرير الامم المتحدة مهنة القبالة ويجامل القابلات, الوضع خطير بشكل عام واخطر على النساء الحوامل بشكل خاض، فبدلا من الضغط على الحكومات والمجتمع الدولي لتوفير كل اسباب واجواء الرعاية الصحية للحوامل، نجد ان التقرير يطالب بزيادة في اعداد القابلات.. امر يبعث على التساوؤل حقا ويثير عدة امور!!؟؟
ان الارقام الواردة في التقرير امر غير مقبول للمنطقة عموما وخصوصا ونحن في القرن الحادي والعشرين.. وعليه فان انقاذ حياة الامهات يستدعي وجود نظام صحي قوي قادر على توفير كوادر مؤهلة واجهزة حديثة عند الولادة، وتسهيل امكانية الحصول على الرعاية الصحية المطلوبة في حالات الطوارىء وحتى بعد الولادة لابد من الاهتمام ومراقبة صحة الام والمولود،
ان معالجة الاسباب الحقيقة للمشكلة هو بالقضاء على الطرق التي تعتمد داخل غرف القابلات. والسبيل لتخفيف حالات الوفاة او الانتكاس والمضاعفات هو القضاء على الولادات خارج الرعاية الصحية او خارج اشراف الطبيب المختص، وعليه كان يجب ان يكون التقرير اكثر انصافا وعدلا لحقيقة اسباب المشكلة وعلاجها.. أنه فعلا عالم مقلوب..
***************
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أنه فعلا عالم مقلوب
هانى شاكر ( 2014 / 5 / 12 - 15:27 )


أنه فعلا عالم مقلوب
____________

خلف ألولاد مطلوب
وأد ألبنات مرغوب
قتل ألجيران مكتوب
عالمنا حزين منكوب


و عجبى

...


2 - فعلا وعجبي
منى حسين ( 2014 / 5 / 12 - 18:07 )
اهلا عزيزي هاني
عجيب غريب امر تقارير الامم المتحدة لا هم لها الا قلب الموازين وحرفها عن المطلوب
شكرا لمرورك
وتحياتي لك


3 - شكراً أستاذة منى
هانى شاكر ( 2014 / 5 / 12 - 21:56 )

شكراً أستاذة منى

مجهوداتك و مجهودات ألتنويريين لن تذهب هباء

فجر جديد سوف يلوح قريباً على شرقنا

....

اخر الافلام

.. بسبب أصولها الإيرانية.. ملكة جمال ألمانيا تتلقى رسائل كراهية


.. تمرين تعزيز الحجاب الحاجز | صحتك بين يديك




.. إصابة طفلة بقصف الاحتلال التركي على منبج


.. لقاء صحفي يتناول موضوع المتاجرة بالنساء المغربيات إعلامياً




.. الناشطة الإعلامية والسياسية والنقابية والحقوقية أسماء المران