الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصادرة الحياة بأسم الأسلام

حاتم الشبلي

2014 / 5 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(سودانية تزوجت من أجنبي وغيرت عقيدتها الدينيه وتحيا برضا وحبور حياتها الخاصة التي أختارتها بنفسها تمهل ثلاثة أيام للأستتابه أو انفاذ الحكم بالأعدام، بالرغم من أنها حبلي.)
( منع تسجيل الحزب الجمهوري لدي مسجل الاحزاب السياسيه بزعم ان مبادئه مخالفه للعقيده ومهددة لوحدة البلاد)

دي عناوين لموضوعين مختلفين شكلا وحالة الا انهما يمثلان قضية واحده، القضية هي ألغاء حرية التعبير والرأي والمعتقد، وليس من قبيل المزايده تلبيس النظام الاسلامي الارهابي الحاكم في الخرطوم عباءة المتهم في هذه الكتابه، بالرغم من أن أنظمه أخري مرت علي حكم البلاد أقدمت علي مثل هذه الافعال الأقصائيه، طرد نواب الحزب الشيوعي من البرلمان، محاكمة الردة للأستاذ محمود محمد طه 1968 ثم أعدامه تحت نفس الدعاوي عبر محكمة المهلاوي زمن جعفر نميري1985، بأعتبار أن كهنة النظام الاسلامي الحالي قد وفرو الأطار القانوني – الديني والتعبئه السياسيه والأجواء الهستيريه التي أنعقدت فيها هذه المحاكمات جميعها علي مر التأريخ ، ولأنهم قاموا بفرض صيغ قانونيه مستنبطه من الشريعة الأسلاميه وأهانوا بها الناس، وقطعوا بها أوصال البلاد، ولايدري عاقل منهم انهم بذلك يسيئون الي انفسهم والي دينهم والي المسلمين عامة بوضع عقيدتهم علي منصة الاتهام الكبري علي يد الضمائر الأنسانيه وأحرار العالم.
ليست المشكلة سودانيا علي مستوي نظام سياسي أوسلطة مستبده فقط ، وأنما تعود جذور المشكلة الي تلك التربة التي نبتت عليها مثل هذه الأفكار الشتراء، والضرع الذي تغذت عليه المسالك الألغائيه، والحوش الوسيع الذي ترعرعت فيه الثيران الهائجه حتي وصلت الي سدة الحكم. الي محركات العقل الجمعي المستوطن واليات انتاجه للمعرفه ونظرته لنفسه وللعالم، هذا العقل المثقل بصراعاته مع ذاته، المتشظي، والعاجز، والمنكسر، والذي يقف الان كما الأبله الصغير أما أبناء افكاره .
بالنسبه للموضوع أعلاه، فأن الأدانة والألغاء والتجريم وفعل الألغاء تم من قبل مؤسسات سياسيه، لأني أعتبر انه في بلادنا تتوزع اليات السلطه السياسيه عبر المحاكم والصحف ودواوين الحكومه والجوامع وحتي لجان الاحياء الشعبيه، ولكن الايجدر بنا ان نسأل، لماذا تم تمرير هذه الأحكام المستنده علي رؤية أحادية تمتلك الحقيقه والدين علي عامة الشعب؟
الأرجح ان سياسة التعمية والبرباغندا القديمه الجديده ( ديل كفار)، أستطاعت ان تحقق نجاحا كبيرا في بلاد تعاني من الفقر المدقع والجهل والاميه والحروبات الداخليه.الخ.، في بلاد توضع فيها كل خزينة الدولة قصاد أطفاء مراكز الوعي والاستنارة، في بلاد يأتي فجرها كسولا ومخدرا في أطلالة شمسه الشرقيه، لذلك يقتل الأستاذ محمود محمد طه، أمام الجميع، لأنه تنفس صباحا صوفيا، ويحكم علي مريم بالأعدام لأنها وسط أزمة وجودها تلمست خطاها الخاصه، فلا معني هنا لقيمة الأنسان، الذي كفلت له المواثيق الدوليه التي أثمرتها تجربة الشعوب، كفلت له حقه في الحياة وفي الرأي والفكر والأعتقاد. لاقيمة لأنسان علي هذه الأرض. وليس ببعيد مايجري من قصف بالطيران الحربي علي المدنيين في دارفور وفي جنوب كردفان وفي النيل الأزرق.
هناك مثل شعبي سوداني يقول : ( الني للنار)، لربما كنا في أمس الحاجه لوضع أنفسنا في مقامها الحقيقي، ليس أستصغارا للذات، وأنما لتعجيل خطواتنا لنصبح شعبا كريما، يحترم الأنسان، ويسعي لتحرير نفسه من جلاديه ومن جهله وسذاجته ، لربما وجب علينا الان أن نضع أفكارنا ومفاهيمنا علي النار حتي تنضج، علنا بذلك نتجنب تلك البكتريا الضارة التي تصيبنا بسوء هضم عسير لواقع الحياة. هذه المشكلة بالتأكيد تأخذ بعدا أساسيا في رؤيتي للمسألة، كيف يتم استزراع مثل تلك الأفكارالأستئصالية؟ وضمن أي شروط تنتج هذه المفاهيم ؟. لم أقفز علي زانه لأتسائل بهذه الطريقه، اري فقط ان السلطة تستند علي أرث مفاهيمي وفكري يخصنا، في نظرتنا لبعضنا كسودانيين، في تعاملنا مع المرأة، مع الأب، الشيخ، أمام الجامع، المسؤول الحكومي،الخ..، تبدو هنا جملة أستعصاءات تمس مفهوم الكرامة والحرية بشكل أساسي، هذا هو واقعنا، وتفكيرنا العام/ الجمعي، ليس لدينا أدني رغبة لتغييرأنفسنا بأتجاه أفضل، لأننا نتمترس خلف (أبستميه) لها سرياناتها وخطوطها وظلالها وأملاءاتها داخل حياتنا الخاصه/ العامة، اننا حتي لانرفض الأنظمة الديكتاوريه لأنها تصادر حريتنا وحقوقنا السياسيه، بل لأننا جعنا أو فقدنا شهيدا بالصدفة،ولذلك تضيع الديقراطية من أيدينا باسهل مايكون،ثم لا نتحسر علي ذلك، بالرغم من أننا من أسبق شعوب المنطقه في الأتيان بالديمقراطيه، أكتوبر1964 مارس- ابريل 1985، قبل أن يسمع العالم بالربيع العربي، كانت لنا مواسمنا الخاصه، وكنا علي موعد مع حريتنا التي لم نكن مؤهلين لأستحقاقها، لانعي علي وجه الدقه ماذا نريد، ولذلك لانحسن الأصغاء الي صوت الحريه الذي ينشد فينا نغمته الاثيره، ولكل ذلك نعيش حالتنا الراهنه، في كنف الهوان والمذلة والتقتيل والجوع والقهر. نحن لانواجه القهرفي مؤسسات الدولة وفي الشارع،نحن نواجه القهراليومي والتسلط والأستبداد في بيوتنا أولا، الأب المتحكم، الزوج المستبد، حتي أضحت حياتنا بكاملها عبارة عن محطات في دورة القهروالألغاء، لذلك ليس مسبعدا أن يأتي أمام جامع أو فقيه في الدين، ويصدر فتاويه بالتكفير، ولايستبعد أيضا ان تكون المحاكم والسلطة السياسيه- القضائيه هنا بوقا لأهل الكهوف الحجريه وأصحاب الشيزوفرينيا، ولاعجب أن يكون حكامنا، أمراء المؤمنين، يملكون القصور والفلل في دبي وماليزيا وغيرها، بينما تفتقر مستشفياتنا لأبسط شروط الرعاية الصحية، ونمتلك (بحمد الله) هيئة من العلماء وكاتبي الفتاوي المخضرمين، يغطسون في بحور علمهم وقرانهم ويخرجون علينا بفتاوي مثل ( التحلل من سرقة المال العام بأرجاع جزء منه )، ومن يهن، يسهل الهوان عليه،وما هانت انفسنا الا حينما هانت علينا قيم الحريه والكرامة والأنسانيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنيش: صاروخ الشهيد جهاد مغنية من تصنيع المقاومة الإسلامية وق


.. الأهالي يرممون الجامع الكبير في مالي.. درّة العمارة التقليدي




.. 121-Al-Baqarah


.. 124-Al-Baqarah




.. 126-Al-Baqarah