الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شباب (يركض والعشا خباز)

مصطفى غازي فيصل
(Mustafa Ghazi Faisal)

2014 / 5 / 15
المجتمع المدني


عند خروجي في ساعات الصباح الباكر يومياً , حيث تحتم عليّ طبيعة عملي ذلك يستوقفني مشهد مهيب يهتز له بدني و يعتصر له فؤادي ,إلاّ وهو مشهد أولئك الشباب المكافيحين والعصاميين من عمال البلدية الذين يجوبون الشوارع ذهاباً وأياباً وهم يضربون الارض ضرباً بمكانسهم لتنظيفها من الاتربة والاوساخ, بالرغم من تدني أجورهم اليومية قياساً للمجهود الذي يبذلوه في البرد والمطر شتاءً واشعة الشمس الحارقة صيفاً ــ يستحقون أن نرفع لهم قبعاتنا احتراماً واجلالاً ــ وكما يقول المثل الشعبي ( يركض والعشا خباز) , وما زاد من المي لحال هؤلاء الشباب هو ما تناقلته وسائل الاعلام عن توقف صرف مستحقاتهم وأجورهم اليومية بسبب تأخير أقرار الموازنة العامة للبلاد ..!!
بعضهم بوجه حليق انيق غير آبه لمن حوله فقد رضي بما قسم الله له من سبب لرزقه الحلال ,والبعض الاخر يخفي القسم الاكبر من وجهه خلف لثام قماش او (يشماغ) لكي لايعرفه أحد من اصدقائه أو اقاربه خجلاً من مهنته ( المتواضعة ) ,العمل شرف بلاشك ولايختلف على ذلك اثنان ,ولكن بما ان العراق من اغنى البلدان في العالم لما يملكه من ثروات طبيعية هائلة جعلت ميزانتيه العامة توصف بـ (الانفجارية ) حيث تصل الى ارقام فلكية تضاهي ميزانية كبريات دول العالم ,مما يُصَعّبُ علينا تقبل عمل شبابنا في مثل هذا المجال بغض النظر عن كون بعضهم متعلم (يقرأ ويكتب) أم لا ,أو خريج متوسطة أو حتى أعدادية المهم هم ( عراقيون ), وبعملية بحث بسيطة على الشبكة العنكبوتية (الانترنت) تجد ان الدخل السنوي من واردات تصدير النفط في العراق يصل الى اكثر من ثلاثمائة مليار دينار سنوياً ..! وبالنسبة للدستور العراقي هناك فقرة خاصة بالنفط والغاز ذي الرقم (111) التي نصت على ان” النفط والغاز هما ملك لكل الشعب العراقي في كل الاقاليم والمحافظات” أذن الشعب العراقي يجب أن يكون من أغنى الشعوب في العالم وأترفها ..!! وهنا لانعني ان الحكومة ملزمة بتوزيع مبالغ مالية على مواطنيها دون عمل يذكر , لاوانما المقصود هو رفع المستوى المعاشي بدعم صرف الدينار العراقي مقابل العملات الخارجية عموماً والدولار خصوصاً , أضافة الى استثمار هذه الثروات وجعلها مصدر جذب للشركات العالمية الرصينة لتوفير فرص عمل لائقة بالشباب العاطل ,مع استقدام عمالة اجنبية ( قد تكون اسيوية او غيرها ) وذلك لرخص اليد العاملة فيها , لكي ينوبوا عن شبابنا في بعض المهن (المحرجة لعراقيتهم) , واللذين ممكن استخدامهم في العمل كمراقبن أو مشرفين على العمالة الاجنبية أحتراماً لعراقيتهم ,مما يسهم برفاه عيش المواطن بالمستوى الذي يتناسب وثروات البلاد المتوفرة أسوة بدول الجوار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض يدرس استقبال أهالي غزة كلاجئين| #الظهيرة


.. إسرائيل تعد منطقة آمنة في وسط غزة وتطالب اللاجئين في رفح بال




.. منظمة هيومن رايتس ووتش تدين مواقف ألمانيا تجاه المسلمين.. ما


.. الخارجية السودانية: المجاعة تنتشر في أنحاء من السودان بسبب ا




.. ناشطون يتظاهرون أمام مصنع للطائرات المسيرة الإسرائيلية في بر