الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الاعتذار!

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2014 / 5 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



في اليابان، كثيراً ما تشاهد يابانيين ينحنون وهم يعتذرون أثناء مكالماتهم عبر الهواتف المحمولة في الشوارع، والميادين.. يعتذرون بكل صدق وإحساس لمن يتكلمون معه عبر الهاتف، وكأنهم يرونه!
تتلفت في مجتمعاتنا العربية، تبحث عن وجه بعيد يعتذر، فإذا الاعتذار نادراً.. نادراً.. بندرة الأشياء الثمينة!
هل للاعتقاد السائد أن من يعتذر هو متواضع، ومنافق، وضعيف؟..
أم لأننا نعتبر الاعتذار، بمثابة الخطوة المهلكة التي لا يجرؤ كبرياؤنا على خطوها، وهي اهانة للنفس؟..
أم لأننا لا نعترف باننا لسنا معصومين عن الخطأ، ولا نقر بالذنب لنعترف به؟..
أم لأنه من الصعب علينا الاعتراف بالمسئولية تجاه تصرفاتنا، وتحمّل سيئات أوزارها؟..
أنا أعتذر.. أنا آسف..
كلمتان..
لو استطعنا الافلات من استصعاب النطق بهما، واطلقنا سراحهما، باخلاص، صدق؛ لذاب الغضب، ولداوينا قلباً محطماً، أو كرامة مجروحة، ولعادت المياه إلى مجاريها في كثير من العلاقات الإنسانية المتصدعة!
الاعتذار، لا يبدر إلا عن شخصية تتمتع بالجرأة والشجاعة الاخلاقية، ومراجعة النفس في كلمة آسف!
الاعتذار، هو ذلك الشيء ، الذي غالباً ما يكون كالبلسم الذي يشفي أسقامنا، وآلامنا!
الاعتذار، هو بمثابة الفعل النبيل والكريم، الذي يعطي كل علاقة بين شخصين الأمل في التجديد، والاستمرارية!
الاعتذار، هو العطر الجذاب، الذي يحوّل أكثر اللحظات حماقة إلى هدية رائعة!
من يريد أن يصبح وحيداً؛ فليتكبر، وليتجبر، وليعيش في مركز الحياة الذي لا يراه سواه!
ومن يريد العيش مع الناس، يرتقي بهم.. لا عليهم.. فليتعلم رقي، وسمو، ورقّة الاعتذار!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ثقافة الاعتذار
هوزان خورمالى ( 2014 / 5 / 16 - 17:59 )
تحية طيبة مقدما..بصددموضوع الذي تتطرقة الية عين العقل وواجب انساني لتوعية البشرية وخاصة العرب بطبع ليس جميعهم بل الذين لم تصلهم معنى الحقيقي لثقافة الاعتذار .الاعتذار ياسيدي حسب فهمي المتواضع ليس ضعف ولاغباء بل يريد المعتذر بة ان يبين للمعتذر لة بانة ليس ضعيفا بل لا يريد خسارتة ويريد ان يوصل لة رسالة بان يريد ان يمدد طول العمر للعلاقة التى تربطهما اى كانت نوعها ..عزيزي ثقافة الاعتذار يجب ان يدرس في فصول الدراسية بكل مراحة لانة ليست بثقافة بسيطة بل تتربى الاجيال علىيها ..لكن الذي يجب اخذة بنظر الاعتبار يجب ان يكون هناك مناخ وودي وبيئة انسانية الانسان والانسانية تفوق كل الاعتبارت..التي تجعل من الثقافة الاعتذار معضلة كبرى ..الشرقين سيدي لم يتعودوا على الاعتذار لانهم لم يتثقفوا بثقافة الاعتذار بل تثقفوا بالاعتذار لثقافة الاعتذار ولك مني جزيل الشكر

اخر الافلام

.. أكثر من 1000 وفاة في الحج .. والسعودية تؤكد أنها لم تقصر • ف


.. الحوثي يكشف عن سلاح جديد.. والقوة الأوروبية في البحر الأحمر




.. النووي الروسي.. سلاح بوتين ضد الغرب | #التاسعة


.. مخاوف من انزلاق المنطقة إلى صراع إقليمي يمتد بين البحرين الأ




.. نشرة إيجاز - استقالة أعلى مسؤول أمريكي مكلف بملف غزة