الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعادة تدوير النفايات

مصطفى بالي

2014 / 5 / 16
القضية الكردية


الثورات في مسيرة الشعوب هي انعطافات حادة تغير وجهة قطارها،توقظها من سبات طال مداه،تغير الرتابة الروتينية في يوميات الشعوب التي ملت من تدوين المذكرات وراحت تفكر في تسطير رواياتها على دفترها بمداد الدم الممزوج بالدمع المالح.
هذا الدم وذاك الدمع يشكل البحر المتلاطم،تضرب أمواجه شطآن الشعوب فتشكل بالحت والترسيب الرؤوس والخلجان،تشكل الأعماق الموغلة في الخطورة،كما تشكل أرصفة متمرغة في الضحالة،إنه قانون البحر الذي لايعترف سوى بأمواجه ورياحه الهوجاء،حيث تلقي الجثث الغريبة من عالمه إلى الأطراف ومن ثمة تحوله لجيف نتنة على رمال الشاطئ لتتلقفها الأيدي وترمي بها بعيداً،فالبحار دائما تختزن قوة تطهيرها الذاتي في ذاتها وفي ملوحة مياهها.
في سوريا،في غرب كردستان بالتحديد،كان البعض،رأسماله في الثورة صورة ملتقطة على عجل في حي خلفي لاتؤدي إليه غالبا أزقة المرور للآليات،هذه الصورة تشكل لديه ميراثا نضاليا يزاود بها على عوائل فقدت فلذات أكبادها،تهدمت عليها بيوتها ودفنت أحلامهم تحت السقف المنهار كما تهدم سقف أحلام السوريين فحولت أحلامهم إلى كوابيس تقض المضاجع,بتلك الصور الملتقطة على عجل تم التراسل مع مختلف المؤسسات الاستخبارية التي تعمل تحت عناوين توحي بإنها إنسانية من قبيل الإغاثة،الإعلام،حرية الرأي،حرية التعبير....إلخ،وبموجب تلك الصور تم تسفير تلك الجيف للخارج على أنهم مناضلون،ثوار،ناشطون....
الغرب ليس بذاك الغباء الذي يمكنه أن ينخدع بهؤلاء،كما أن الدول ليست جمعيات خيرية لتصرف الملايين من ميزانياتها على جيف لم تستطع أن ترفع صوتها يوما حتى في جنازة,لكن التطور التقني والثورة العلمية التي قطعتها حضارة الغرب المادية وصلت لدرجة أنها لم تكتف بقضم الطبيعة كما يقضم الفأر محصول فقراء الفلاحين،بل وصل الجشع بالغرب ليعيد تدوير نفاياته ومخلفاته ومن ثم تصديرها للعالم بمعلبات توحي للفقراء أنها أشهى ماأخرجته الآلة الغربية والتي ستسد له رمقه،ومع الثورة السورية راح الغرب يجمع النفايات السورية لتعيد تدويرها لنا على أنهم ثوار معلبون في ألبستهم يتظاهرون أمام البرلمان الأوربي بحثا عن حرية لايعرف كنهها حتى تلك المعلبات المعاد تدويرها.
هؤلاء الذين دعوا للتظاهر ضد ثورة غرب كردستان،كانوا دائما كصخور الشواطئ لاروح فيهم ولاحراك إزاء الهجمات التي تتعرض لها غرب كردستان بل زد على ذلك كانوا يبررون تلك الهجمات في اكثر من مناسبة محملين القوات الكردية مسؤولية تلك الهجمات،تماما كالعبد الذي جاء لبيته ورأى أهل القرية مجتمعين في هرج ومرج وعند الاستفسار تبين أنهم اجتمعوا على صريخ زوجته التي تطلب النجدة لأن ابن الآغا يحاول اغتصابها فما كان منه إلا أن لطم وجه زوجته موبخا إياها قائلا(ضروري تفضحينا يا حرمة؟؟).
عموما الدراسات العلمية أثبتت أن النفايات المعاد تدويرها في معلبات هي من الضرر بمكان لدرجة أنها أسوأ عقوبة فرضت على الجنس البشري وأنها تسبب من الأمراض ما كان الإنسان بغنى عنها تحت ظل الجوع،وان هذه الثورة الصناعية التي تجتاح العالم ما هي سوى طوفان يقتلع الشعوب من جذورها ويلقي بها كالندف المنتوف في وجه العاصفة فتغترب عن نفسها وذاتها.
وتلك الجيف التي تعتقد واهمة أنها تتظاهر بحرية آن لها ان تعرف أنهم مجرد نفايات من زبد ثورة روج آفا ألقى بهم السيل الجارف خارجا فتلقفتهم أيدي الغرب لتستعملهم كأدوات ابتزاز لروج آفا وليس لفرضهم كطرف وأن مصيرهم سيكون أول حاوية غير مضرة بالبيئة بعد أي اتفاق بين ثورة روج آفا وهذا الغرب،فالبيئة هنا مقدسة وسيكون حمايتها من اولى بنود الاتفاقات فيما إذا تمت،وسيكون شرطا ملزما أن يرمي الغرب أدواته القذرة بعيدا أو أن يدفنها مع النفايات المشعة
إعادة تدوير النفايات لن يؤثر كثيرا على جوهر ثورتنا وحياتنا وإن غدا لناظره لقريب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدينة الفاشر تحت وطأة الحصار.. ومعاناة السودانيين تتضاعف بين


.. تحقيق أممي يتهم إسرائيل وحماس بارتكاب جرائم حرب.. ماذا بعد؟




.. تغطية خاصة | شبح المجاعة يجتاح الأحياء والبيوت في شمال غزة |


.. لحظة اعتقال قوات الاحتلال فلسطينيا في مدينة دورا جنوب غرب ال




.. بالحبر الجديد | مصدر في المقاومة: -إسرائيل- تتمسك بوضع الفيت