الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة حروف الهيروغليفي, بالمصري الحديث

سامي حرك

2014 / 5 / 16
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


تعودت في قراءاتي للحروف الهيروغليفي, على طريقة تدربت عليها كثيرًا مع محسن لطفي السيد, وهي قراءة الحرف الواحد بتحريك الساكن في كل الإتجاهات.
على سبيل المثال كنا نختار حرف ونقوم بإعادة قراءته داخل إحدى المقابر –مثلاً- مع حالات حركات المد والكسر والضم في كلمات المقبرة, ومهما إختلف موضع الحرف, سواء في بداية أو نهاية أو وسط الكلمة, ثم الإنحياز للأقرب مع النطق المصري الحالي, بإعتباره الإمتداد الطبيعي والمنطقي للنطق المصري القديم.
بهذه الطريقة كنا نحل كثير من الألغاز اللغوية, ونصحح كثير من الأخطاء الواقع فيها خريجي الأكاديميات نقلا عن أساتذتهم, وهم بدورهم نقلا عن الخواجات.

- الخواجات بيقرو اللغة المصري القديم بطريقة تحسسك إن الهيروغليفي ده مجرد رطانة معقدة مجهولة مملة, ملهاش علاقة بواقع المصريين الحالي, أو غيرهم!
- بينما بمجرد ما تعمل تغيير حركي بسيط في نطق الحرف الساكن, تلاقي الحكاية كلها إختلفت, والحرف نطق, والكلمة إتفهمت, والجملة إترجمت ببساطة!

عندي تجربة مع ترجمتي لكلمة لعبة الـ "سنت" حسب النطق الخواجاتي, بإني فتحت السين, وخليت التاء مربوطة, إتنطقت "سَنة", ولما شرحت إن اللعبة هي أساسًا جزء من أسطورة خلق "السنة", بحيث أصبح التغيير الحركي البسيط اللي عملته منطقي ... بمجرد نشر البوست وتصويره بالفيديو جاني سيل نقد يقرب من الشتيمة, لدرجة إن واحد من تلامذة عبد الحليم نور الدين نصحني أبطل أتكلم في المصريات أحسن لي!
الخواجات بداية بشامبليون العظيم ولبيسيوس ومارييت وماسبيرو وتشيرني وبادج, وإنتهاءًا بجاردنر وفوكنر وموني وغيرهم, أفادوا بل أسسوا –بجدارة- علم للمصريت, ولهم الفضل, وكل الإحترام والتقدير, إنما يبقى لنا عندهم ملاحظات موضوعية تمامًا:
1. عدم قدرتهم على نطق حروف معينة (ع – ح) مثلا!
2. طريقتهم في تثبيت تسكين الحروف, كانت هي المسئولة عن القراءة اللوغارتمية للكتابات الهيروغليفية.
3. إنحيازهم ونشرهم لطريقة نطق الأسماء المصرية والتاريخ المصري, حسب النسق والمفاهيم التوراتية.
4. الخطأ في نطق بعض الحروف, محل الخلاف, على سبيل المثال حرف (ث) والعجز عن تقديم بديل, ورغم ذلك يقومون بتبني أضعف القراءات لذلك الحرف, الغريبة عن عادات المصريين اللغوية, زمااان ودلوقتي.

المصريين الحاليين, بينطقوا ويتكلموا بطريقة شبيهة بنطق وكلام قدماء المصريين, بنسبة تزيد –بالتأكيد- عن 50%, وتصل إلى 80% وتتطابق في بعض الحالات, وأن هامش الإختلاف البسيط في النطق هو بسبب التطور والتغير الطبيعي المتوقع نتيجة الزمن والإحتكاك الحضاري مع عادات لغوية وكلمات أجنبية مختلفة.

إمبارح إتعرضت لمحاولة من مغامر لغوي جديد, سوري الجنسية (غادري) بيقدم قراءة الحروف والكتابات الهيروغليفية, بطريقة خاصة, تضمن للقارئ (حسب المشروع البحثي) حدوث الألفة بين القراءة القديمة واللغة الحالية (العامية).
الباحث علاء غادري إقترح نطق الدائرة الدالة على حرف الخاء, بحرف الواو أو الأوه الإنجليزي, عشان الشبه بينهم, ونطق حرف التاء اللي هي نص رغيف أو نص قمر, بحرف الهاء, سألته:
ما قراءتك لكلمة "توت" حسب إقتراحك؟
سكت!!!
شرحت له مدى ألفة نطق كلمة "ختم" بالهيروغليفي, خاصة مع مخصصها المتطابق مع صورة الختم الحالي, وكذلك النطق الحالي, أما تطبيق إقتراحه لنطق تلك الأحرف الثلاثة (خ – ت – م) سيجعله يقع فيما وقع فيه الخواجات, ليصبح النطق غير مألوف ومختلف تمامًا ويقطع الصلة بين القديم والحالي, وبالتالي لابد من أن تخضع إقتراحاته للتجربة والإختبار بين عشرات ومئات الجُمل وآلاف الكلمات, كما كنا نفعل بصحبة رائدنا الأعظم محسن لطفي.
غضب "غادري" وتعاطف معه مضيف اللقاء!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من


.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال




.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار


.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل




.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز