الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نُصوص بدويه ~ شجرة المعرفة المُحرمة

علي الخليفي

2014 / 5 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وأخد الرب الإاله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها. وأوصى الرب الإله آدم قائلاً من جميع شجر الجنة تأكل أكلا.  وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تاكل منها.لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت.
تكوين

ذكرت في موضعٍ سابق ، أنه ما من نصٍ ورد في الكُتب التي يُسميها أتباعها مُقدسة ، إلا وكان له أصل في الحضارات القديمة ، وأن عمل البدوي ، كان مُقتصراً على سرقة تلك النصوص ، وتشويهها، ومن تم ختمها بختم القدسية ، بنسبتها إلى الله.

العقل البدوي - إن وجد - هو عقل غير مٌنتج ، لذا فهو عاجز حتى عن إنتاج هذه النصوص البسيطة، والتي أنتجتها الإنسانيه في مراحل طفولتها العقلية المٌبكرة.

الإنتاج العقلي يأتي في مرحلة تحقيق الذات ، وهذه المرحلة لا يصلها الإنسان حتى يتجاوز مراحل سابقة لها ، وبالعودة إلى سلم العم مازلو ، فإن الدرجة الأولى التي يجب أن يرتقيها الإنسان ، في سلم صعوده نحو تحقيق الذات هي مرحلة الأمان .

شعور الإنسان بالأمن والطمئنينة وزوال الشعور بالخوف عنه ، يدفعه لحياة الإستقرار.
والإستقرار ، يدفعه إلى إرتقاء الدرجة الثانية في ذاك السلم ، فيبدأ في تأمين موارده المائية والغدائية . والسيد مازلو لم يبتكر هذا السلّم ، بل إستنتجه من خلال الملاحظة ، للحظات الأولى لمجئ الإنسان إلى هذه الدنيا.

فالطفل عند خروجه من رحم الأم ، لايبحت عن الغداء ، بل يظل في حالة من الخوف والرعب ، يعبر عنها بالبُكاء ، حتى يحتويه حضن الأم ، ويُشعره بالامان، وحينها يبدأ بالبحث عن غدائه، ومن تم تتدرج مراحل نموه الجسدي والعقلي ، والتي إن سارت في مسارها السليم ، تنتهي به في مرحلة تحقيق الذات ، وهي المرحلة التي تشهد إنتاجه الفكري والإبداعي.

البدوي لم يعرف هذا السُلّم ، ولم يضع قدمه على أولى درجاته ، فظل يحيا حياة المُطاردة والتشرد .

فالعالم من حوله بالنسبة له ، شَرك كبير ، مليء بالأفاعي ، وقُطاع الطُرق ، وأهل الخفاء من العفاريت والمردة ، وهو وسط هذا الشرك يحاول أن يعيش يومه فقط.

النص التوراتي الذي أوردتُه في مقدمة المقالة، والذي يتناول جانباً من قصة الخلق ، هذا النص لم تخلو منه حضارة من حضارات الإنسان القديم .فلقد تم تناوله بصيغٍ مُتعددة ، في حضارات مُختلفة ، قبل أن يصل إلى أيدي البدوي ، ويأممه لصالح إلهِه الغريب الأطوار.

هذا النص يصلح ليكون مثال أكثر من جيد ، للتشويه الذي أحدثه التناول البدوي ، للمُنتج الفكري للحضارات الأولى للإنسان، ونحن هنا ، سنحاول أن نقوم بمحاولة لتفكيك هذا النص المُفكك .

- عظمة المُنتَج تكون دليل على عظمة المُنتِج ، ولذا فإن الإنسان المُتحضر ، الذي أنتج خياله هذا النص ، ليحاول من خلاله الإجابة على السؤال المُتعلق بوجوده ، ذاك الإنسان الذي استشعر عظمة نفسه، عندما رأى نفسه يُشيد الحضارات العظيمة ،قام بتجسيد آدم في هذه الإسطورة ، كبطل إنساني عظيم ، ونسب نفسه إليه .

بطل إنساني كان يسعى للتأله والكمال ، وفي سعيه ذاك تحدى أوامر الآلهة ، ورفض أن يعيش كبهيمة ، ليس لها من وظيفة سوى أن ترعى في جنات الآلهة. ولذا أكل من الشجرة المُحرمة ، التي ستمنحه العقل ، والذي سيميز به الخير من الشر .

الجانب الآخر من الإسطورة ينسب الفضل للمرأة في عمل آدم الجبار هذا ، فيجعل منها أسبق منه إلى الحكمة ، لأنها أكلت من الشجرة قبله ، وقبل أن تكون مانحة الحياة لنسله ، كانت هي مانحة العقل له ، بإطعامها له من تلك الشجرة.

لم تخلو حضارة قديمة من الحضارات العظيمة ، إلا وكانت المرأة هي محورها ، فهي الإلهة التي تُعبد، وهي الملكة التي تؤسس الممالك العظيمة ، ومن هنا جاء تعظيم النص في صغيته الحضارية لها ، بنسبة الفضل لها في خروج الإنسانية من مرحلة البهيمية.


- آدم ذاته في النص البدوي ، هو سبب كل مصائب الإنسانية ، والعمل الذي قام به كان خطيئة لا تُغتفر ، وسنرى أن كل الموروث الديني الاحق للبدو ، سيقوم على فكرة الخطيئة ، التي إرتكبها آدم ، وكيفية التحرر منها ، عبر طاعة ذاك الإله الذي عصاه آدم ، والإستغفار والتدلل له ليسمح لنسل آدم بالعودة إلى جنتهم المفقودة ، إي بعبارة أخرى العودة إلى حياة البهيمية التي كان يعيشها .

ولذا أيضاً ، سنرى في نصوص بدو قريش ، عندما نصل لإستعراضها ، كيف كان تصورهم لتلك الجنة المفقودة ، جنة الطيور المشوية ، والزيتون ، والرمان ، وأنهار الخمر واللبن ، والحور والغلمان .

تبقى الجانب الأهم من تناول البدو للإسطورة والمُتعلق بالمرأة ، وللمرأة مع البدو تاريخ مأساوي ، وطربقة تناول البدو للإسطورة ، تكشف لنا جدور ذلك التاريخ المأساوي .

فالمرأة عند البدو هي أُسُ المصائب ، فهي التي جعلت أباهم آدم يقع في الخطيئة ، ولذا كانت هي سبب معاناتهم في هذه الدنيا ، بإخراجها لهم من جناتِ عدن.

بهذه المُقاربة السريعة ، نرى كيف أنتج المخيال المُنتِج للإنسان المُتحضر هذه الإسطورة ، لتمنحه ثقة أكبر في نفسه ، وتدفعه ليخطو خطوات جديدة في طريق تحضره .

وفي المقلب الآخر ، كيف وظف البدو الإسطورة لتبرير عجزهم ، والرضاء بحياتهم الغير مُنتجة ، وكذلك كيف وظفوها لتبرر تحاملهم على المرأة، وإضطهادهم لها ،والحط من شأنها ، لينتهي بها المطاف من إلهة وملكة ، لتصير عورة من عورات البدوي ، يفرض عليه إلهه المخبول ، أن يدسها تحت العباءات والبراقع ، ويتفنن في إخفائها أكثر من تفننه في إخفاء جميع عوراته الأخرى والتي لا تُحصى.

وللحديث بقية ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 5 / 17 - 15:11 )
1- الكتاب المقدس ؛ كتاب مُحرّف .
2- تابع : و إن من امة الا خلا فيها نذير ..حقيقه ام خيال؟؟؟(مصدر الاديان) :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?49836-و-إن-من-امة-الا-خلا-فيها-نذير-حقيقه-ام-خيال؟؟؟(مصدر-الاديان)
3- العلم يقول : (اننا إذا رمزنا للموجات الكهرومغناطىسية بخط تبلغ طوله150 مليون كيلومتر ؛ فإن العين البشرية تبصر منه مترا ونصف المتر ؛ فقط!... ما أشد عجز البصر عن إدراك ما حوله!... مثال آخر : هل يعلم المادي ان المخ البشري يتعرض لـ (400 مليار) معلومة في الثانية لكنه يدرك منها (2000) معلومة ؛ فقط!... ما أشد عجزه الإنسان عن الإدراك!... وبعد ذلك يطلب المادي دليلا حسياً علي الوجود الالهي!) .


2 - ناذا قدم البدو للبشرية
ماجدة منصور ( 2014 / 5 / 17 - 16:19 )
ما الخير اذي قدمه (البدو) للبشرية؟؟؟
لم يقدموا للبشرية سوى إله متخلف نخجل منه...لقد شرشح البدو الإله كما لم تفعل أمة من قبل أو من بعد..و أنجبوا لنا بن لادن و جماعته الإرهابية التي تقض مضجع البشرية.0
قدموا بول البعير كحل طبي لجميع الأمراض...من الجائز أن يقضوا على --الكورونا--÷هههه
أذلوا المرأة و البشر و الحجر و الطفل ...حتى الحيوان لم يسلم من أذاهم (إن أنكر الأصوات صوت الحمير)0
إن الفروض الإسلامية التي فرضت علينا لهي إرهاق و تعب و لا علاقة لها بالإنسان و إنسانيته لا من قريب و لا من بعيد...0
شوهوا علاقتنا مع أنفسنا و مع الآخرين و لا يستحون أن يتبجحوا بأنهم خير أمة أنزلت للناس.0
أجازوا قتل كل من يخالفهم إيمانهم المريض و في أحسن الحالات فرض الجزية عليهم و هم صاغرون...شوف الوقاحة؟؟
شوهوا المرأة بنقاب و حجاب و زبالات أخرى كثيرة.0
أعطوا الرجل نساء لا حصر لها (ملك اليمين)0
ألغوا التيني و هو عمل في قمة الإنسانية!!0
خلقوا بيننا و بين الآخرين عداوة لن تنتهي أبدا أبدا.0
إن البدو هم قوم قساة القلوب و سترفضهم البشرية لمدى الحياة...حياتهم كانت و ما زالت سلب و نهب و غزو و فتك
للكاتب غحترامي

اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب