الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بَولُ خُفَّاشَة أَرمَلَة..هَذَا هُو دِينُهُ!

أسامة مساوي

2014 / 5 / 17
المجتمع المدني



حينما نتحدث عن الحرية كمفهوم,فالأمر ليس سهلا كما قد يظن البعض,بل هو مفهوم يتسع ويضيق بحسب النقاشات الفكرية الرزينة,والتواضعات السياسية الحقيقة,ولم ولن يكون في يوم من الأيام مفهوما مثمرا لو هو سقط في مطب الميولات والإشتهاءات السيكلوجية أو البيولوجية الفئوية المحضة,دون إشراك وتشارك مجتمعي مسؤول. فمثلا أنا من المؤمنين إيمانا ما بعده إيمان بحرية المعتقد,وهو شكل من أشكال الفعل الحر النابع عن الإرادة والإختيار.

لكن هل مجرد الإقرار بهذا يفتح الباب أمام أي كان, باعتناق أي كان,حتى ولو كان المُعتَنَقُ بقرة أو نعجة أو عُشبا تأكله معزة مثلا؟

مبدئيا هذا هو ما يجب أن يكون دون حجر أو قسر,لكن دعونا نفكر,ما الفرق هنا بين كائن يمتلك عقلا ويعتنق نوعا من العُشب كدين له,وكائن-قد يكون بقرة- يعتنق نفس النوع من العُشب ليأكله ’’الكازو’’ مثلا؟

ماذا لو اختار شخص -باسم حرية المعتقد- أن يعتنق بول ’’خُفَّاشَة’’ أَرمَلَة كدين له؟

هناك اليوم من يقول بالحق في المثلية الجنسية والزواج المثلي وربما-مستقبلا- الزواج من العِصِّي والأفاعي وأعمدة الكهرباء وأي شيء طويل.. باسم الحرية!

كحق في إبداء الرأي هذا لا يمكن أن يناقشه أحد,لكن ألا يبدو الأمر مُهينا للبشرية التي نشتركها مع هؤلاء وإنزالا من قدر الكائنات العاقلة بعد أن خرجت من التوحش للتحضر؟وهل يمكن أن نؤسس ’’للحق’’ كمفهوم سياسي سامي من منطلقات رغباتية ونعتبر ذلك من صميم الحرية؟ أليس هذا ضربا في كل الأعمال الفلسفية العملاقة التي أنجزها فلاسفة الأنوار...كإعادة الاعتبار للعقل البشري الذي كانت قد سرقته الكنيسة وصادرت الحق في إعماله؟ هل سنعود من جديد لنصادر هذا الحق الكوني تحت طائلة إنحرافات منافية للطبيعة البشرية,فنجدنا كائنات تحت رحمة الغريزة والشهوة والميل والنزوة الشاذة ,أكثر مما نحن كائنات عاقلة كما عرفنا أغلب الفلاسفة والمفكرين؟ هذا مؤلم للإنسانية بعض الشيء..ومؤلم للعقل الذي نتقاسمه معها! الأكثر إيلاما هو أن يحدث هذا تحت يافطة مفهوم أُحرِق من أجله الفلاسفة والمفكرين,مفهوم ضحى في سبيله الشهداء بأرواحهم,مفهوم ثارت لبلوغه شعوب بأكملها...مفهوم الحرية. مؤلم أن يُوَظَّف -شبقيا- من طرف بعض الفئات اليوم,لحشو ثقوبيهم بعصي ما,بعدما تعطَّلت أصابع بطونهم مثلا من يدري!


-------
أنثى الخفاش إسمها بالعربية الفصحى ’’أم نور’’,وقد استعملتُ كلمة خُفَّاشة لدلالتها الفكاهية فقط وإنصافا للخفاش!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي


.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية




.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق


.. هل يمكن أن يتراجع نتنياهو عن أسلوب الضغط العسكري من أجل تحري




.. عائلات الأسرى تقول إن على إسرائيل أن تختار إما عملية رفح أو