الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كميل داغر - مفكر وكاتب ماركسي - في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول: هل يمكن أن تخرج انتفاضة الشعب السوري من مأزقها المأسوي الراهن؟.

كميل داغر

2014 / 5 / 18
مقابلات و حوارات


من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا -130 - سيكون مع الأستاذ كميل داغر - مفكر وكاتب ماركسي -  حول: هل يمكن أن تخرج انتفاضة الشعب السوري من مأزقها المأسوي الراهن.

 هل يمكن أن تخرج انتفاضة الشعب السوري من مأزقها المأسوي الراهن؟


في حين نجحت الانتفاضتان، التونسية والمصرية، في إطاحة رأسي النظام، في كلٍّ منهما، خلال أسابيع قليلة، ولا سيما بسبب تخلي الاجهزة القمعية هناك عنهما، بسرعة قياسية، في مسعاها لحماية النظام ككل، والمصالح الاجتماعية والاقتصادية التي يمثلها - فضلاً عن أسباب اخرى من بينها تلك التي تتعلق بوزن الطبقة العاملة، والقدر من الاستقلالية الذي تتميز به، والدور المؤثر الذي اضطلعت به خلال الاحداث الثورية في كل من البلدان المعنية – يستمر الصراع الذي أطلقته حركة الجماهير السورية، في أواخر شتاء 2011، أوائل ربيع ذلك العام، مخلفاً كوارث بشرية وعمرانية مخيفة، وذلك من دون ان تبدو في الأفق القريب، بشائر نهاية سعيدة، أو حتى مجرد نهاية، ايّاً تكن، لهذا الصراع، سواء على مستوى حسمٍ عسكريٍّ محتمل، أو عن طريق حل سلمي متفاوض عليه.
ونحن نقول ذلك، ولا سيما بعد ما لازم هذا الصراع من تعقيدات خطيرة أعقبت تعسكره الحتمي ، بنتيجة الإدارة الدموية المفرطة في الجنون والإجرام، التي مارسها النظام القائم ضد الجماهير الواسعة، المنخرطة في التظاهر بمواجهته، وفي التعبير عن سخطها عليه، وعن إرادتها، في مرحلةٍ أولى، إدخال إصلاحات أساسية إلى واقعه المأزوم، قبل أن تنتقل إلى الهتاف المعروف الذي صدح به المنتفضون في العديد من البلدان العربية، في العام 2011، وكتبه أطفال درعا السورية على جدران مدينتهم، معلنين بذلك التقاط شعبهم شرارة الثورة، والتحاقه بالسيرورة، التي بدأت في تونس، في كانون الاول/ ديسمبر 2010 .
وقد تمثلت تلك التعقيدات، بين أمورٍ شتى، بظهور ( ومن ثم طغيان) سلسلةٍ من الميليشيات المذهبية المنفصلة، بصورةٍ شبه شاملة، عن الأهداف الأساسية التي طرحتها الانتفاضة الشعبية، في الأصل، ولا سيما على صعيد الحرية، والكرامة الإنسانية، والعدل الاجتماعي. ذلك أنها رفعت، في غالبيتها الكبرى، شعاراتٍ وأهدافاً دينية بحتة، من مثل إعادة دولة الخلافة، وفرض سيادة فهم خاص بها، مفرطٍ في ظلاميته، للشريعة الإسلامية، فضلاً عن تكفير كل الاقليات الدينية والمذهبية، لا بل كل من لا يرى رأيها، في قضايا الدين والدنيا، حتى من ضمن الاكثرية الطائفية التي تنتمي إليها، وما إلى ذلك من طروحات لا تمت بصلة ، ليس فقط لروح العصر، بل بوجه اخص إلى المسعى الجماهيري الاصلي، المتعلق بإطاحة نظامٍ دكتاتوري بشع، يحكم البلد بالحديد والنار ، منذ حوالى ال44 عاماً!
والاخطر من ذلك ان هذه الميليشيات، والجماعات الدينية المسلحة، أتمثلت بالدولة الإسلامية للعراق والشام(داعش)، أو بجبهة النصرة، المنتسبة إلى تنظيم القاعدة، أو بالجبهة الإسلامية، او ما إلى ذلك... - في حين تمارس، في معظم الاحيان، أنواعاً شتى من أعمال القمع، والقهر، والقتل، التي تتساوى في فظاعتها مع تلك التي يرتكبها النظام، إن لم تزد وحشيةً، في احيان عديدة، على أعماله – تنخرط، في آنٍ، ومنذ فترة غير قصيرة، في صراع دموي شرسٍ، فيما بينها، كما ضد كتائب الجيش السوري الحر، التي لا تزال تعلن عن كون هدفها الأساسي، والاوحد، هو إطاحة النظام القائم، وإتاحة المجال امام أن يختار الشعب السوري ممثليه في السلطة، بحريةٍ. وتتبادل الاطراف المشار إليها الإعدام الميداني لمن يقعون أسرى من الاطراف الاخرى، بين يديها، ببشاعة وهولٍ منقطعي النظير! وهو الامر الذي أفضى، إلى الآن، إلى سقوط الآلاف من القتلى، واكثر منهم من الجرحى، والمعوَّقين، وذلك سواء في صفوف الكتائب والألوية المتقاتلة، أو في صفوف المدنيين المتواجدين في مناطق اشتباكها. فضلاً عن المساهمة، عبر ذلك كله، في عملية التهجير السكاني الواسعة والمكثفة، التي كان بدأها النظام، وأدت وتؤدي إلى اضطرار أكثر من تسعة ملايين مواطن ومواطنة إلى النزوح، داخل بلدهم، سوريا، أو الهجرة إلى الخارج، في ظروف اكثر من مأسوية. وهو ما يأتي ليشكل إسهاماً إضافياً ، بالتلازم مع ما يحصل عليه النظام من الدعم الكثيف من جانب حلفائه الإقليميين (الميليشيات المذهبية الشيعية، العراقية، واللبنانية، بوجه أخص)، والدوليين(إيران وروسيا، في الدرجة الاولى)، يصب في خدمة استعادة النظام المذكور أنفاسه، بعد أن اقترب مراراً من الهزيمة، وبالتالي قدرته على الهجوم، واسترجاع مناطق عديدة سبق ان فقد السيطرة على أجزاء أساسية منها، ولا سيما منطقة حمص، ذات الاهمية الاستراتيجية بالنسبة لمشاريعه المستقبلية. الامر الذي ربما يساعد في الإجابة عن سؤال جوهري يتعلق بالمخططات الأساسية التي وضعها النظام في صلب رؤيته لإدارة معركته، في مسعاه لإحباط انتفاضة الشعب السوري، وذلك منذ الأسابيع الاولى لتلك المعركة، في آذار/مارس 2011، حين لم يكن احد من المنتفضين يفكر، بعد، في التحول من النضال السلمي البحت إلى "الكفاح المسلح".
 


من "المجموعات المسلحة" الوهمية إلى داعش، وأخواتها


كلنا يذكر أن الجماهير السورية المنتفضة بقيت أشهراً طوالاً تنزل إلى الشوارع، للتظاهر، والتعبير عن مطالبها في الحرية، والكرامة، والعدالة الاجتماعية، وهي عزلاء بالكامل، فيما يدرك كلٌّ من أفرادها أنه قد لايعود إلى عائلته سالماً، بعد مخاطرته تلك. ذلك أن العشرات كانوا يسقطون كل يوم، قتلى، أو جرحى مصيرهم الموت، في كل حال، معظم الاحيان، فيما لو هم حاولوا الحصول على الاستشفاء ، ليس فقط في المشافي العامة، بل حتى ايضاً في المشافي الخاصة، الملأى بالمخبرين. أما رأس النظام، والمسؤولون الكبار في الدولة فكانوا ينكرون أن يكون الضحايا سقطوا برصاص أجهزة"الامن"، ويزعمون كذباً أنهم سقطوا برصاص من باتوا يُعرَّفون بأنهم "مجموعات مسلحة" لا علاقة للسلطة بهم!! ومنذ ذلك التاريخ، دأب هؤلاء، والرأس الاعلى للسلطة، رئيس الجمهورية، على استخدام مصطلح "الإرهابيين"، في وصف القناصة وأشباههم من عملاء الامن، الذين كانوا المسؤولين الأساسيين عن تلك الجرائم. هذا فضلاً عن جرائم أخرى دفع النظام بحد ذاته إلى اقترافها، بحق عائلات وافراد عُزَّلٍ من السلاح، من المذهب الأكبر عدداً، وذلك على يد شبيحته من شتى المذاهب، وإن يكن بوجه أخص من المذهب العلوي، لاهداف واضحة هي استثارة الفتنة بين عناصر الشعب الواحد، وتعميق الاحقاد ذات الابعاد الطائفية والمذهبية، وشد اللحمة داخل الاقليات الدينية ، على قاعدة وطيدة من مشاعر الخوف والحذر، بحيث يتمكن من استخدام هؤلاء في معركة طويلة الامد يأمل ان تنقذه من احتمال فقدان السلطة، ومعها كل الامتيازات التي يستحوذ عليها، منذ عقود. وهوما نجح فيه، إلى هذا الحد أو ذاك، بسبب ما استفزَّه من ردود فعل مشابهة، من جانب القوى المسعورة مذهبياً داخل أبناء الأغلبية المشار إليها .
لقد كان ما فعلته وتفعله سلطة آل الاسد، على صعيد تزييف الحقائق فيما يتعلق بالصدامات الدموية، في شوارع المدن وأزقتها، إنما هو أحد المساعي الرئيسية، من جانبهم، لأجل الحصول على تضامن الدول والحكومات، وحتى جماهير البلدان الغربية، بوجه اخص، مع دمشق، بحجة أن النظام يخوض معركة جدية مع قوىً يغلب عليها الطابع الإرهابي، هي التي تطلق النار، بحسب مزاعمه، على المظاهرات ! ولكن النظام المشار إليه سرعان ما سيجد وسيلة أكثر قدرة على الإقناع بأسطورة الإرهابيين هذه: كان ذلك عندما أطلق من السجون السورية عدداً لا يستهان به من أزلام تنظيم القاعدة، وأنصاره، سوريين وغير سوريين، وذلك في العامين 2011 و 2012، بذريعة أنهم أنهوا مدة محكوميتهم، أو أي سبب آخر! وقد سارع جزء أساسي من هؤلاء إلى بناء منظماتهم الإرهابية، هذه المرة، بالفعل، والبدء بعملياتهم، علماً ان الاهم، بين هذه المنظمات، من حيث قدراتها التدريبية والقتالية، وفعالية مصادر تمويلها وقدراتها الواسعة، وعدد عناصرها، ومعظمهم من الاجانب، ألا وهي "داعش" ، لم يُعرف عنها انها خاضت أيّأ من المعارك ضد السلطة القائمة، لا بل جرى الحديث باستمرار عن علاقة لها بالنظام، وانها كانت ولا تزال تبيعه، بأسعار رمزية(خمسة دولارات للبرميل) جزءاً هاماً من النفط الذي تستخرجه بطرق بدائية من الآبار الشمالية، التي كانت وضعت يدها عليها، في تاريخ سابق، من دون أدنى مقاومة من حراسات تلك الآبار الأمنية، او اي صدام معها. أكثر من ذلك، ثمة تأكيدات على ان قوات النظام تخلت عن العديد من مواقعها في شمال سوريا، ولا سيما منطقة ريف حلب، لصالح التنظيم المشار إليه، لا بل شاركت في القصف بطيرانها لمواقع أخصام التنظيم المذكور، في الفترة الاخيرة، خلال المعارك بينهم وبين هذا الاخير، هؤلاء الأخصام الذين يقاتلون قوات النظام، بالمناسبة!!
بمعنىً آخر، إن بين المهام الأساسية المفترض الاضطلاع بها، من الآن وصاعداً، إنما قتال هذا التنظيم، والعمل على استئصاله من الارض السورية، ولكن كذلك من اذهان الشعب السوري، ومشاعره وأفكاره، كأحد الاعداء الالداء للثورة السورية، ولمستقبلٍ ديمقراطيٍّ تقدمي للبلد المنوَّه به. وما يقال عن هذا التنظيم يُفترَض أن يقال بصدد كل المنظمات العسكرية، المتغطية بالدين وأحكامه، والتي تمارس القمع والقتل، والخطف، بحق الشعب السوري، وقواه المقاتلة الفعلية للنظام القائم، في كل مرة يحصل ذلك، وبوجه أخص ضد الافكار والممارسات الظلامية التي تلجأ إليها. وهو ما يجب أن يندرج في جهد تعبوي يومي، وسط أوسع الجماهير، ولا سيما في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، بالتلازم مع عمل تنظيمي مكثّف للحراك الشعبي في مواجهة هذه المجموعات، وممارساتها المستوجبة للإدانة، والتشهير، والتصدي الفعال، بلا انقطاع! ومن ذلك الضغط بكل الوسائل، بما فيها التعبئة الشعبية، لتفكيكها سِلْماً، إذا أمكن، وإلا عبر الضغوط العسكرية. فالمعركة ضد النظام القائم وممارساته البشعة، على الطريق إلى اجتثاثه الكامل، يجب الا تنفصل عن المعركة ضد القوى المشار إليها، بما هي المولود غير الشرعي لإرهاب الدولة، المتلازم، في الوقت ذاته، مع إرهاب المجموعات غير الرسمية، وشبه الفاشية، التي ينتجها، بصورة أو بأخرى، النظام المذكور، وضد ممارسات هؤلاء جميعاً، ومن ضمنها تلك التي تتخذ الطابع المذهبي، سواء استهدفت أناساً من هذه الأقلية أو تلك، أو على العكس من الأغلبية. علماً بأن قضية الاقليات(سواء منها الدينية أو الطائفية) تتطلب، إجمالاً، وقفة محددة، بسبب الحساسيات التي قد تتولد في معرض التعامل مع حالتها ، الخاصة جداً.



بخصوص الأقليات الدينية في سوريا


كان المنتمون إلى الاقليات الدينية، المسيحية كما اليهودية، يخضعون، في ظل الإسلام، إلى نظام خاص، هو ذلك المتعلق بما كان معروفاً بأهل الذمة. وكان هؤلاء يدفعون ، تمييزاً لهم من اولئك المنتمين إلى الدين الإسلامي، عموماً، ضريبة محددة هي تلك المعروفة بالجزية. وهم لم يكونوا مستبعدين من وظائف عديدة في الدولة، بينها مسألة الترجمة، أو الطب، في بلاطات الخلفاء العباسيين، على سبيل المثال. اما في ظل الدولة العثمانية فمنذ اواسط القرن التاسع عشر، وبنتيجة تدخل الدول الغربية لدى ما كان يعرف ب"الرجل المريض"، أعطي هؤلاء أيضاً نظاماً خاصاً، وكانت لهم محاكمهم على صعيد أحوالهم الشخصية، وقوانينهم الكنسية الخاصة . وهو الامر المعتمد إلى الآن، في بلدان عربية عدة بينها سوريا، على وجه التحديد. هذا فيما لم تكن الاقليات المذهبية الإسلامية تعامل على أساس وضعها الخاص كأقليات ،على امتداد حقبة الخلافة، بل ينطبق عليها ما ينطبق عموماً على جميع المسلمين. فيما تغير هذا الوضع في سوريا( تماماً كما في لبنان)، منذ الانتداب الفرنسي عليها، بعد الحرب العالمية الاولى، في ما يخص الأحوال الشخصية، علماً بأنه إذا لم يكن الدستور السوري، المعتمد، منذ ما بعد انقلاب حافظ الاسد في تشرين الثاني 1970، يكرر ما هو وارد في معظم الدساتير العربية من ان دين الدولة الإسلام، إلا انه ينص على ان رئيس الجمهورية يجب ان يكون مسلماً، فيما لا يرد اي نص تمييزي مشابه، بخصوص اي من الوظائف والمناصب الاخرى، في الدولة السورية. هذا على صعيد ما هو مكتوب، اما بخصوص ما هو معتمد على ارض الواقع فمختلف بوضوح، ولا سيما بخصوص واقع المؤسسة العسكرية التي كان ثمة حرص، منذ عهد الاسد الاب، على جعل السيطرة ضمنها شبه مطلقة لضباط من المذهب العلوي، في مسعىً واضح لتأبيد السيطرة على الدولة للعائلة الممسكة بزمام السلطة منذ 44 عاماً! وهو الامر الذي يلقى ردود فعل مذهبية عنيفة على صعيد المعارضة، ولا سيما في شقها العسكري، ضد الاقليات المذهبية، عموماً - التي تعطي انطباعاً بالميل اكثر لصالح النظام القائم، من ضمن خوفها من العصبية الدينية الغالبة، في المعسكر المقابل - وضد ابناء المذهب العلوي، بوجه اخص.
وبالطبع، فإن هذا هو إحدى نقاط الضعف الاكثر خطورة في واقع الحراك القائم حالياً، في البلد المعني، ولا يمكن ان يتم تجاوز ذلك من دون إحداث تغيير جذري في كامل البنيتين القياديتين، السياسية(المتمثلة بوجه خاص بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية)، والعسكرية (المتمثلة بمختلف الالوية والكتائب المقاتلة المناوئة للنظام القائم)، في اتجاه علماني واضح يتعامل مع السوريين والسوريات، بلا استثناء، على اساس المواطنية الكاملة، وبعيداً عن أي رؤية لهم على اساس مفهومي الاغلبية والأقليات، فيما يخص قضية المعتقدات الدينية المتعلقة بأيٍّ من هؤلاء، التي ينبغي اعتبارها شأناً خاصاً بكل فرد، من ضمن الفصل التام للدين عن الدولة. وإن تكن الحالة الوحيدة التي يجب النظر فيها إلى مسألة الجماعات، إنما هي حالة الاقليات القومية غير العربية، على اساس الاعتراف لهؤلاء بحقوقهم الثقافية والسياسية، وتمكينهم من ممارسة تلك الحقوق، على اساس المساواة التامة مع باقي مكونات المجتمع السوري، ولا سيما في حالة أكراد سوريا.
 


حول القيادة والبرنامج


لقد جاء ت الانتفاضة السورية، مثلها مثل باقي الانتفاضات في المنطقة العربية، تعبيراً عن الرفض الجماهيري العفوي، في كل من البلدان التي شهدت هذه الظاهرة، لاستمرار الوضع القائم، تحت سيطرة انظمة استبدادية فاسدة تحرم المواطنين والمواطنات من ابسط حقوقهم في الحريات الديمقراطية، والكرامة الإنسانية، والعدل الاجتماعي. ولكن في حين كان الشعبان، التونسي والمصري، يمتلكان حداً ادنى، على الاقل، من الحياة السياسية والنقابية، ولا سيما في حالة تونس(اتحاد الشغيلة التونسي، بوجه اخص، واكثر من حزب سياسي يساري، في صفوف المعارضة لنظام بن علي)، كانت سوريا تعيش حالة قحط طويلة وعميقة، على هذا الصعيد، تحت جزمة الدكتاتورية البعثية –الاسدية، الخانقة لأي حياة سياسية ونقابية مستقلة، منذ عشرات السنين، ولا سيما ان الاحزاب الوحيدة المسموح لها بالعمل هناك، ومن ضمنها الحزب الشيوعي الستاليني، بجناحيه، تنضوي في إطار جبهوي يجعلها خاضعة بالكامل لإملاءات النظام المسيطر وسياساته وبرامجه، ومعادية عملياً لأي حراك ثوري، ومسعىً جديٍّ للتغيير!
لاجل ذلك فإن الحالة السياسية التي تصدرت المشهد، بعد اشهر قليلة على بدء الانتفاضة، كانت حالة هجينة تضم إلى الجماعة الوحيدة التي تملك حداً ولو بسيطاً من التنظيم، بعد القمع الشرس الذي تعرضت له على يد النظام، والممثلة بحركة الإخوان المسلمين، حزبَ الشعب الديمقراطي السوري، بقيادة رياض الترك، واحزاباً كردية صغيرة، وبعض المستقلين. ولكن هذه الحالة لم تتمكن من إنتاج برنامج صالح حقاً للتعامل مع الحالة الجديدة التي كانت تعبرعنها الجماهير السورية المنتفضة، نحو تنظيمها، ودمج القوى السياسية الاخرى التي تملك حداً ولو بسيطاً من الحضور والفعالية السياسيين، في الساحة السورية، ممثلةً بهيئة التنسيق الوطنية(التي عانت هي الاخرى مشاكلها الخاصة، ولا سيما رهانها على إمكانية إصلاح النظام ، وفي افضل الاحوال تجاوزه عن طريق الدخول في حوار معه، تحت إشراف حلفائه الخارجيين الاساسيين، روسيا وإيران والصين!). والاسوأ من ذلك ان المجلس الوطني وضع رهانه الكامل، ليس على طاقات الشعب المنتفض، بل على احتمال التدخل العسكري الخارجي، الاميركي، بخاصة، على الطريقة الليبية. وقد فشل كل من الطرفين المذكورين في إدراك مدى خطورة الصعود المتنامي للمجموعات العسكرية السلفية، والتحذيرمن ذلك، والعمل على الحؤول دون تحوله إلى امر واقع مسيطر، قبل فوات الأوان، لا بل شارك المجلس الوطني، على الاقل في جناحه الوازن، المتمثل في حركة الإخوان المسلمين، في تسهيل هذا التحول. وهو واقع لم يتغير بصورة مؤثرة مع احتلال "الائتلاف الوطني" محل المجلس المشار إليه في تمثيل معارضة الخارج، البرجوازية، الحاظية بالاعتراف العربي والدولي ، كممثلة للمعارضة السورية، وإن كان هذا الاخير كفّ عن الهرولة خلف سراب التدخل العسكري الخارجي، ولكن من دون ان يفقد أحلامه بإمكانية الحصول من "أصدقاء سوريا"، المزعومين، بقيادة الإدارة الاميركية، على السلاح النوعي المفترض ان يعدل جذرياً ميزان القوى العسكري مع النظام، ويكسر الاستعصاء الراهن الذي تعانيه المعارضة السورية، العاجزة عن هزيمة هذا الأخير، عسكرياً، والتي فشلت في الحصول منه على ادنى تنازل، في مهزلة الحوار السياسي معه، في جنيف2!
لقد بات معبراً ان نرى المشهد الكئيب للغاية، المتمثل في ظواهر أربع محبطة جداً:
1- تقدُّم النظام السوري عسكرياً، في المرحلة الاخيرة، على الارض، وتحوله من الدفاع إلى الهجوم ، ولا سيما بعد التدخل المكثف إلى جانبه، من قبل حزب الله، اللبناني، المؤتمر كلياً بتوجيهات الولي الفقيه الإيراني، فضلاً عن تدخل الميليشيات العراقية الشيعية، وحراس الثورة الإيرانيين، والسلاح الروسي المتقدم، زائد استخدام شتى أنواع الاسلحة المدمِّرة، بما فيها تلك المحرمة دولياً، كالغازات السامة، وتحديداً غاز الكلور، من دون اي رادع دولي هذه المرة، بعد ان نجحت الإدارة الاميركية سابقاً في تجريد دمشق من الغالبية الكبرى من سلاحها الكيماوي، محررة إسرائيل، هكذا، من تهديد جدي كامن لها كان يمثله السلاح المشار إليه.
2- انشغال القوات العسكرية المناوئة للنظام في التقاتل فيما بينها، مع سقوط اعداد كبيرة من الخسائر البشرية، في صفوفها، بنتيجة ذلك، بما يسهل مهمة السلطة الاسدية في تعزيز وضعها العسكري، واستعادة زمام المبادرة في صراعها لإبعاد شبح الانهيار عنها، وإنزال افدح الخسائر في خصومها.
3- بناء الرئيس السوري، المنتهية ولايته، على أساس ذلك، تطلعاتٍ تمتلك، في نظره، ولو الحد الادنى من المقبولية لتجديد هذه الولاية، بترشيح نفسه مجدداً إلى منصب الرئاسة الاولى، على قبور مئات الألوف من ضحاياه في صفوف الشعب السوري!
4- تقديم المبعوث العربي والدولي، الاخضر الإبراهيمي ، استقالته من منصبه كمنتدب من الاسرة الدولية لحل الأزمة السورية بالطرق السياسية، في ما يشكل إعلاناً صريحاً بالفشل الذريع والنهائي لمهمته تلك.
5- غياب البرنامج الثوري الحقيقي الذي يفترض ان تتمكن اي قيادة لها الحد الادنى ،على الاقل، من المصداقية، من تعبئة شعبها على أساسه، وشحذ همم كل من يتملكهم اليأس بينهم من المضي في مسعى التغيير، وذلك على أساس المطالب الأساسية التي نزلت الجماهير السورية على قاعدتها إلى شوارع المدن السورية ، داعية السفاح السوري إلى الرحيل، الا وهي إطاحة الدكتاتورية والظفر بالحريات الديمقراطية، واستعادة الكرامة الإنسانية، وتحقيق العدالة الاجتماعية.
 


على سبيل الخاتمة:هل من إمكانيةٍ لتلمُّس مخرج من المأزق الراهن؟!


كانت القيادة الوحيدة التي تتماثل مع تطلعات الشعب السوري إلى الحرية هي تلك التي تشكلت منها التنسيقيات، في الاشهر الاولى للانتفاضة السورية، وليس بالطبع أيٌّ من المنتفعين الفاسدين من آلام شعبهم، في فنادق أوروبا وتركيا، وباقي مراكز استراحة هؤلاء عبر العالم، في حين يعيش ملايين النازحين والمهجرين السوريين، نساءً ورجالاً، حياة تفتقد ادنى مقومات الكرامة والدفء الإنساني، بعيداً عن بيوتهم المدمرة بقذائف الموت الباليستية، والبراميل المتفجرة، وباقي ادوات الخراب والكارثة. والقيادة المفتقدة تلك قضى عليها النظام باشكال شتى مذاك. ولا يزال الشعب المنوَّه به ينتظر صعود قيادة جديدة من الجوهر نفسه تأخذ على نفسها تحقيق المهام التالية:
• استخدام المنابر الدولية المتوفرة بالفعل، والتي لم تحاول قيادات اسطمبول والقاهرة وباريس طّرْقَ ابوابها في يوم من الايام، وذلك لكسر الاستعصاء المتمثل في حق النقض الذي يمارسه حليفا النظام السوري المعلنان، في مجلس الأمن، روسيا والصين. وذلك عن طريق اللجوء إلى الجمعية العامة ، عبر مَعْبَر "الاتحاد من أجل السلام"، الذي تم استخدامه في كل مرة انوصدت فيه بالكامل ابواب المنظمة العالمية أمام الشعوب المقهورة والمتعرضة للظلم والعدوان. ومن ذلك في اوائل خمسينيات القرن الماضي، خلال الحرب الكورية، هرباً من الفيتو السوفييتي، ثم في خريف 1956، إبان العدوان الثلاثي على مصر، وتحاشياً لفيتو الدولتين المشاركتين لإسرائيل في ذلك العدوان، اي بريطانيا وفرنسا. وقد اضطرت الدول المعتدية إلى وقف عدوانها والانسحاب من مصر، خلال اسابيع قليلة بعد اتخاذ القرار بذلك، بواسطة الجمعية العامة. وكانت إحدى آخر الحالات التي تم استخدام تلك الآلية فيها ، قبل سنوات قلائل(في العام 2004)، حين اتخذت الجمعية العامة توصيتها، على اساس سابقة "الاتحاد من اجل السلام"، بعرض قضية جدار الفصل العنصري الذي تبنيه إسرائيل بين الضفة الغربية والخط الاخضر، على المحكمة الدولية العليا، لاتخاذ قرار بشان انعدام شرعيته، وضرورة هدمه. وهو القرار الذي اتخذته بالفعل المحكمة المشار إليها. أما الهدف من وراء ذلك فينبغي ان يكون اتخاذ الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارات عدة ضد النظام القاتل في دمشق، من بينها قرار بتحويل الرئيس السوري، بشار الأسد، وباقي المسؤولين الاساسيين في نظامه، وبينهم شقيقه ماهر، وباقي الجنرالات الأساسيين، الذين يتحملون تبعات ما تتم ممارسته من جرائم كبرى ضد الشعب السوري، امام محكمة الجنايات الدولية، لمحاكمتهم وإنزال العقاب بهم، بالضبط، بسبب جرائم ضد الإنسانية يقترفونها بحق الشعب المذكور. فضلاً عن قرارات أخرى بإطلاق كل المعتقلين والمعتقلات السياسيين من سجون النظام المعني، ووقف كل عمليات القصف بالطائرات، وبواسطة البراميل المتفجرة، وشتى وسائل الحرب الاخرى، ضد المدن والاحياء الشعبية السورية. بحيث يفتح ذلك الطريق امام انتخاب الشعب السوري بملء حريته سلطة ديمقراطية تمثل مصالحه الفعلية، وتعيد بناء المدن والقرى المدمرة، وتحل مشكلة ملايين النازحين والمشردين السوريين، عبرالعالم.
• العمل في آن معاً على أن تتخذ الجمعية العامة نفسها قراراً، أيضاً، بإحالة كل من ارتكب جرائم حرب بحق الشعب السوري من ضمن المجموعات المشاركة في القتال، ولا سيما في تنظيمات داعش والنصرة وغيرها ، إلى محكمة الجنايات الدولية نفسها، لمحاكمتهم وإنزال العقاب بهم، وحل منظماتهم، وترحيل كل اعضائها القادمين من شتى بقاع الأرض، لممارسة القتل فوق الارض السورية.
• الضغط لكي تتخذ الجمعية العامة، بموجب الآلية عينها، المسماة الاتحاد من اجل السلام، قراراً بتجريم كل دولة تتولى دعم النظام السوري، كشريك له في جرائم الحرب التي يمارسها ضد شعبه، وحظر كل اشكال التعامل معها.
• توفير الشروط المناسبة لقيام حكومة انتقالية يتم اختيارها بإشراف دولي، وعلى أساس اقصى الشفافية، تتولى البدء بإعادة بناء الدولة السورية، وإعمار المدن والقرى والمناطق المهدمة، واستيفاء شروط عودة كريمة لكل النازحين والمهجرين إلى اماكن سكن مؤقتة تتوفر فيها المواصفات الضرورية لتأمين ظروف العيش الكريم، بانتظار إعادة إعمار بيوتهم وأماكن سكنهم الاصلية، على قاعدة حملة عالمية لدعم عملية إعادة الإعمار هذه، وفي سياق العمل الحثيث لأجل حصول الانتخابات الديمقراطية المنوَّه بها أعلاه ، تحت إشراف الجمعية العامة بالذات، وضمن شروط النزاهة، والشفافية، والمساواة.
• اتخاذ الجمعية العامة القرار، في الوقت عينه، بتعيين لجنة دولية تتولى متابعة تنفيذ القرارات التي تصدرها بشأن سوريا، وذلك تحت إشرافها الوثيق، وبما يضمن وقف الكارثة المأسوية التي يعيشها الشعب السوري، والتي تخل جدياً، ليس فقط بأبسط الواجبات الإنسانية حيال هذا الاخير، بل كذلك بالسلم العالمي، وكل ما تمكنت الحضارة الإنسانية من إنتاجه من مبادىء ومقومات لظهور مجتمع عالمي يرتكز بصورة أساسية على إرادة التضامن والاحترام المتبادلين بين البشر، وعلى رؤية متقدمة لحقوق الإنسان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شروط خروج سورية من الازمة
عبد الرحمن تيشوري - شهادة عليا بالادارة ( 2014 / 5 / 18 - 17:00 )
شروط خروج سورية من الازمة

عرض : عبد الرحمن تيشوري

اولا قبل ان اشارك اقول لا توجد انتفاضة للشعب السوري وهذه ليست ثورة وليست انتفاضة
وحول الخروج من الازمة اقول واقترح التالي
رؤية أن العمل التغييري يبدأ باعادة الحياة الدستورية الى مؤسسات الدولة والمجتمع ويتوج في اقامة سوريا الديمقراطية التي أهم ميزاتها :
1 - - أنها دولة دستورية , أي الدستور المدني فيها يكفل حقوق وحريات الجميع بغض النظر عن اختلاف الانتماءات , وهو متحرر من أية اديولوجيات و منظم وحيد لكافة شؤونها .
2- - اللامركزية السياسية في إدارة الشؤون العامة على كافة الأصعدة والمستويات , انطلاقا من حقيقة أنها تحول دون التفرد والهيمنة والاحتكار , و توفر المناخ المناسب للرقابة والمشاركة , وهما العاملان الأهم في عملية ممارسة الدولة والأقاليم لمهامها ووظائفها , حيث تتشكل الأقاليم حسب متطلبات المناطق وعلى أساس رغبة سكانها ديمقراطيا وضمان التوزيع العادل للثروات ، و لكونها تحفظ للدولة الحق في بقائها متحدة و حرة .
-3 -: التحرر من أوهام أية وصاية أو أدوار و مهام قيادية ( اقليمية) وبالتالي عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى , باستثناء ماتمليه أسس حسن الجوار والسيادة الوطنية.
- 4 - الانفتاح على الأسرة الدولية وتمكين كافة المواطنين من التمتع بعطاءاتها , والاسهام الايجابي في التأسيس لعالم آمن ومستقر لاتطرف فيه.
- 5 - الانفتاح الداخلي وإتاحة فرص ا لمبادرة والإبداع من خلال ضمانة الحريات العامة وفقا لما تنص عليه المواثيق الدولية وفي مقدمتها الإعلان العالمي لحقوق الانسان ,وخصوصا حق حرية الاعتقاد الديني والمذهبي , وحماية حقوق الطفل والشباب والشيخوخة .
- 6 - المساواة بين المرأة والرجل . ومعاقبة مرتكبي العنف بحق المرأة مهما كانت أشكاله أو مستوياته , فالمرأة كما الرجل سيدة نفسها وكلاهما في الحقوق والواجبات سواء ,وتوفير المناخ لامومة وطفولة سليمة.وضمان التامين الصحي والاجتماعي.
7 - - فصل الدين عن الدولة واعتبار ممارسة تعاليمه وطقوسه شأن شخصي يقوم على مبدأ الدين لله والوطن للجميع , وحماية دور العبادة والاعتناء بها.
- 8 - فصل السلطات , نزاهة القضاء , حرية الاعلام , والتداول السلمي للسلطة .
- 9 - اعادة تأهيل المؤسسات علميا ومهنيا لتكون دعامة الدولة المدنية المعاصرة.
- 10 - الوعاء الذي ينهل منه المواطنون ثقافتهم العامة هو ثقافة العطاء الايجابي التي تعترف بالآخر وتنبذ العنف وتحافظ على الوحدة الوطنية ووحدة الأرض والتراب .
- 11-اصلاح مناهج التعليم واجهزته,وتأهيل الجيل الشاب علميا ومهنيا .
- 12 -العمل على مكافحة الفقر والبطالة عبر تفعيل المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والمالية , واحداث سياسة ضريبية حكيمة تتيح تمويل المشاريع الوطنية والانساتية المذكورة .
13 - الاهتمام بمراكز الأبحاث العلمية والاجتماعية ,والعمل النقابي والثقافي وكافة أشكال احياء المجتمع المدني , ودعمها ماديا ومعنويا وتكريم القائمين عليها.
- 14- الإهتمام بالتنمية وحماية البيئة والإسهام في إيجاد بدائل للطاقة أقل ضرراً بكوكبنا الأرضي.
15 – وضع نظم لا سناد وظيفة المدير واعادة تقييم وتفعيل تجربة المعهد الوطني للادارة


2 - رد الى: عبد الرحمن تيشوري - شهادة عليا بالادارة
كميل داغر ( 2014 / 5 / 20 - 23:27 )
ردّاً على مداخلة الأستاذ تيشوري، سأركِّز على الجملة الأولى الواردة في نصه، والتي يجزم فيها أنه - لا توجد انتفاضة للشعب السوري، وهذه ليست ثورة وليست انتفاضة-. حيث بخصوص البرنامج الموسَّع، الذي يرد بعدها، أكتفي بالقول إنه يتضمن بنوداً عديدة لا خلاف بشأنها في بناء دولة ديمقراطية، ولكن ما يتناساه إنما هو الواقع السوري الراهن، حيث تدور حرب طاحنة يستمر فيها الحاكم في تدمير بلده، وإبادة جزء أساسي من شعبه. وبالتالي لا مجال للحديث عن كيفية إعادة بناء الدولة المنشودة، قبل رؤية السبيل إلى التخلص من الواقع الراهن، ووقف المجزرة الزاحفة.
ومن جهة أخرى، هل حقاً لم يكن في البلد المذكور انتفاضة؟ وماذا نسمّي نزول الملايين من الشعب السوري إلى الشارع، على امتداد العام 2011 ، و خلال نصف العام الذي تلاه؟ وذلك في حين كانوا يعلمون أن الواحد منهم قد لا يعود لبيته إلا ميتاً برصاص قناصة النظام ، أو مصاباً بجروح خطيرة! هكذا لا نستطيع محاكمة ما يجري في سوريا، بالاستناد إلى ما لحق بذلك الحراك الشعبي البطولي من تشويهات وانحرافات لعبت دوراً أساسياً في التسبب بها كتلة واسعة من القوى المعادية للثورة، داخل سوريا بالذات(وضمنها النظام السوري بخاصة)، وعلى الصعيد الإقليمي، ولا سيما في تركيا، وإيران، وبلدان الخليج، وعلى صعيد الدول الكبرى، التي إما تدعم بكامل قواها جرائم النظام في دمشق، كما الحال مع روسيا، بوجه أخص، والصين، أو تحول بشتى الوسائل، دون حصول الشعب المعني على مقومات انتصاره، في وجه حملات الإبادة التي يمارسها حكامه ضده، وفي مقدمتها الأسلحة المضادة للدروع، كما للطائرات. ونحن نعني الولايات المتحدة الاميركية، في الدرجة الاولى ، وحلفاءها الاقربين في الاتحاد الاوروبي، ومن وراء هؤلاء جميعاً إسرائيل والصهيونية العالمية. وعلى الرغم من كل هذه الانحرافات الطارئة، فالشعب السوري لا يزال يمتلك جانباً أساسياً من الروح التي كانت تحفزه في المرحلة الاولى من اندلاع انتفاضته، ومن المرجح أن تتحرك من جديد، لاحقاً - وبقدر ما يتمكن من التغلب على المعوقات الطارئة لما كان قد اندفع في غماره - تلك السيرورةُ الثورية بالذات، باتجاه تحقيق اهدافها الاساسية ، ألا وهي الظفر بالحرية، والكرامة الإنسانية والعدل الاجتماعي.


3 - سوريا و الجوز الفارغ
بشير شريف البرغوثي ( 2014 / 5 / 19 - 20:07 )
للاسف الشديد
ليست - الانتفاضة - السورية هي التي في مأزق بل سوريا كلها فهل تعطى الاولوية ماركسيا
لانقاذ الوطن ام لانقاذ الانتفاضة - مع عدم الاتفاق على ان الامر كله انتفاضة؟
القوى الخارجية المشتبكة ليست قصرا على حزب الله و ايران روسيا .. و هذا الاسقاط المتعمد لكل انواع التورط الخارجي الاخرى لا ينم عن اي موضوعية في التحليل
في القانون الدولي : للاسف لا مجال للمناقشة فالذي قدمته محكمة العدل الدوليةبخصوص الجدار الصهيوني هو - رأي استشاري - و لابد ان يعقبه قرار من الجمعية العامة للحصول على حكم و بعد ذلك توصي الجمعية العمومية مجلس الامن باتخاذ اجراء ما قد يكون و قد لا يكون ضمن الفصل السابع و قد يسقط و قد لا يسقط باي فيتو
اما محكمة الجنايات الدولية فيجب ان يكون المشنكي لها طرفا في اتفاقيتها اي دولة كاملة العضوية في الامم المتحدة و ليس معارضة و ليس افرادا
الاهم من ذلك : من قال ان الامم المتحدة كثير مهتمة بالعدل و القانون الدولي ؟
يكفي ان نلقم شعوبنا جوزا فارغا فقد تكسرت اضراسها


4 - رد الى: بشير شريف البرغوثي
كميل داغر ( 2014 / 5 / 21 - 00:46 )
حول موضوع الانتفاضة أو عدمها، احيل الاستاذ برغوثي على ردي على مداخلة الأستاذ تيشوري. أما بخصوص عدم إشارتي إلى كل القوى التي تدخلت في ما يجري في سوريا، وما قد ينم عنه ذلك من لاموضوعية، فأود قول التالي:
هناك أفكار كثيرة غير واردة في نصي، ولو وردت لكان أدق وأكمل، من ضمنها ما يشير إليه. والحقيقة أنني لم أتعمد بلوغ ذلك، ولا سيما أنه لم يكن مطلوباً مني أكتر من افتتاحية(بحسب الدعوة التي وجهها إليَّ الاصدقاء في موقع الحوار المتمدن، مشكورين)تطلق هذا الحوار. هذا فيما لديَّ العديد من المقالات والنصوص في الصحافة اللبنانية، كما في المواقع الإلكترونية العربية، في السنوات الثلاث الاخيرة، وهي تستجيب بإسهاب مطلب الاخ البرغوثي، محددة ادوار كل من حكومات تركيا والخليج ، والولايات المتحدة، وحلفاء هذه في الغرب الإمبريالي، وإسرائيل، ومساعي كل هؤلاء لإجهاض حراك الشعب السوري بما هو يعبر عن انخراط في سيرورة ثورية حقيقية تعود بالخطر على مصالحهم جميعاً. أكثر من ذلك، أعترف أني خضعت لإغراء الكتابة عن تلك الادوار ايضاً في النص الحواري الذي نحن بصدده، وبعد ان فعلت ذلك رأيت انه يطيل النص كثيراً، فاختصرت، مكتفياً بموقف واضح من كل الملمَّح إليهم اعلاه، في اكثر من فقرة فيه، ومن ذلك حين أنعت من يصفون انفسهم ب-أصدقاء سوريا- بالمزعومين، وحين أشير لإصرار أميركا على مصادرة السلاح الكيماوي السوري، من ضمن اهتمامها الحصري بأمن إسرائيل، فيما سكتت اخيراً عن استخدام دمشق غاز الكلور ضد شعبها. مع ذلك فانا اطمئن الأستاذ برغوثي إلى اني سأهتم ب-الموضوعية- أكثر، بعد الآن، في هذا المجال، ولو على حساب طول النصوص أو قِصَرها.
أما عن دور الجمعية العامة، فأذكِّر مُحاوري بأني تحدثت عن اختصاص بات عرفاً في حياة المنظمة الدولية، هو ذلك المبني على القرار 377(د-5)، الصادر عن الجمعية في العام 1950، بعنوان الاتحاد من اجل السلام، والذي يعطيها الحق بإصدار قرارات ملزمة حين يفشل مجلس الامن في حماية السلم العالمي، بسبب حق النقض. والمشكلة في ما يخص قرار المحكمة الدولية بخصوص الجدار العازل ليس عائداً للقرار بذاته، بل إلى تقاعس حكومة عباس عن المضي بمسعى هدم الجدار إلى نهاياته، انطلاقاً من قرار المحكمة الذي كان صريحاً في اعتباره أن الجمعية العامة تملك حق إصدار قرارات ملزمة مثلها مثل مجلس الامن في ظروف معينة. وهو تقاعس عائدٌ لأسباب لا بد يعرفها صاحبنا. وفي شتى الاحوال، أنا لا أراهن على المنظمة الدولية، ولكني أطالب باستخدام الممكن، وتحويله إلى ضروري وملزم وأكيد، بالتعويل على قدرات شعوبنا التي بدأت تنتفض، منذ سنوات قليلة وتصادر الشارع، وترفع الصوت بشعارها الهائل: -الشعب يريد-!!
وأخيراً المشكلة ليست في ما يصفه الأستاذ البرغوثي بالجوز الفارغ الذي يكسر برأيه أضراس شعوبنا، بل بكل المسؤولين عن إصابة تلك الاضراس بالهشاشة فتصبح سهلة الانكسار!!!


5 - كلنا فى الهم ... شرك !!
Igia Gad Elkarim ( 2014 / 5 / 20 - 16:35 )
كلنا فى الهم ... شرك !! وبنظرة واحده لكل المنطقه العربيه نفهم وبوضوح أن المخطط واحد تخطيطا وتنفيذا ... بنفس الطريقة الغبيه وجماعات كثيرة متأسلمه تقود عملية التخريب وألأسراع لتنفيذ المخطط لصالح التواجد الأسرائيلى فى الشرق الأوسط


6 - رد الى: Igia Gad Elkarim
كميل داغر ( 2014 / 5 / 21 - 00:59 )
الاخ جاد عبد الكريم كان مستعجلاً على الارجح، لسبب ما، فكتب هذا النص شديد الاختصار، على طريقة - قل كلمتك وامشِ!- فبقيت وجهة نظره تفتقد الوضوح، او أن هذا ما يخيَّل إليَّ انا شخصياً. وعلى هذا الاساس، لم أجد ما أردّ به على كلمته، وإن كنت مرحباً مع ذلك بنشرها.


7 - دم الشعب السوري مقابل كيمياء الاْسد
نجات حميد احمد ( 2014 / 5 / 20 - 21:18 )
اْخى العزيز كميل داغر
تحية طيبة
اْشرتم بدقة نقاط الضعف لدى المعارضة السورية واْنتفاضتها ,اْهمها عدم تمكن المعارضة من اقامة علاقات دولية ودبلوماسية تمكنها من الحصول على الدعم اللوجستى والسياسي والقانوني والمالي لتمكنها من مواجهة القوات النظامية السورية ,عدم نجاحها في الوقوف بحزم وقوة اْمام تنامي التنظيمات الاءرهابية وتوسعها على حساب المعارضة السورية وقضيتها العادلة ومطالبها المشروعة.
ولكنكم لم تركزو على التحولات الدولية التي حدثت ليس لصالح المعارضة السورية بل لصالح النظام,يعد مذبحة غوطة التحول الجذري في تغير المخططات السياسية والعسكرية لاْمريكا وحلفائها ,وتغيير توجهاتها,فقبل مذبحة الغوطة كانت اْمريكا وتحت ضغط من حافائها تحشد قواتها لضرب القدرة الغسكرية لنظام الاْسد ,والثغرة الوحيدة اءمام اْتمام هذه العملية اْقناع روسيا ,كما فعلت اْمريكا وحلفائها في ضرب النظام البعثي في العراق ,اْلا اْن اْستخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي واْستعداده ودون شروط مسبقة تسليم هذه الاْسلحة ,اْتاحت للنظام السوري فرصة تاْريخية لم تكن تحلم بها,فبقاء هذه الاْسلحة في سوريا من الاْفضل اْن تبقى بيد النظام السوري ومن ثم نزعها ,من اْن تقع بيد المعارضة السورية التي تجمعت حولها المنظمات الاْرهابية التي سوف لن تتردد في اْستخدامها ضد اْسرائيل ,وفي كل الاْحوال وبالنسبة لاْمريكا بقاء هذه الاْسلحة في دولة محاذية لاْسرائيل يعد خطرا كبيرا لا تضهيه اْية اْهداف سياسية اْخرى, فهل كانت في مصلحة اْمريكا واْسرائيل الاْقدام في ضرب النظام السوري اْم قبول بقاء النظام وتقديم الشعب السوري كضحية من اْجل الحصول على الاْسلحة هذه ؟ فمن الواضح اْن اْمريكا فضلت الخيار الثاني ,والذي يعد بعدا لا اْخلاقيا ولا اْنسانيا بل يعد كارثة سياسية كبيرة لا تضاهيها في لا اْخلاقيتها الا اْتفاقية اْيران والعراق على اْنهاء ثورة الشعب الكردي والتي تعرف باْتفاقية الجزائر عام 1975 ,فقد تمكنت اْمريكا وعلى حساب دم الشعب السوري ومطالبها وحقوقها المدنية والسياسية اْن تجبر سوريا على تسليم اْسلحتها الفتاكة ,فكما تنازل صدام عن اْسلحتها الكيميائية لمجلس الاْمن ,وها هو الاْسد مستعدا للتنازل عن اْسلحتها والاْستمرار في البقاء في السلطة والاْقدام في قتل الشعب السوري,
وما دام حديثنا عن امل نرجوه لنصرة المعارضة السورية ,اْتغف تماما معكم في تفعيل عملية تقديم الشكاوي وبدعم من الول المتعاطفة مع الاْنتفاضة السورية ضد رموز النظام الذين تلطخت اْياديهم بدم الشعب السوري الى المحاكم الدولية والتركيز على البنود التي تشرع التدخل الدولي في شؤن الدول في مجلس الاْمن لمنع عمليات جرائم ضد الاْنسانية ومنع الاْبادة البشرية , توسيع وتطوير التنظيمات السياسية داخل المدن وخاصة في دمشق وضواحيها ,اْي نقل كافة وسائل المقاومة الى داخل العاصمة , محاولات جدية في بناْعلاقات دولية واْقليمية ,والعمل على اءقناع الاْمم المتحدة في انشاء منطقة عازلة في سوريا لعودة اللاجئين وحمايتها دوليا, وعدم رفض الحلول الدبلوماسية شرط اْن تكون اْساسها تغيير النظام الحالي ,وتوطيد رابط الاْخوة بين الشعب السوري,تمنياتي الصادقة للشعب السوري في غد مشرق خارج عن بطش المجرمين والقتلة ..


8 - رد الى: نجات حميد احمد
كميل داغر ( 2014 / 5 / 21 - 16:17 )
رداً على مساهمة الاستاذ نجات حميد احمد، اود إبداء الملاحظات التالية:
أولاً: ما وصفتُه بالانتفاضة إنما هو الحراك الذي صدر من الشعب السوري، تحديداً، الذي نزل إلى الشوارع والساحات، على امتداد بلده، في السنتين الاوليين،2011 و2012، بوجه اخص، وتعرضت أعداد واسعة في صفوفه للتصفية وشتى اشكال الاضطهاد والتعذيب والقتل، سواء خلال تظاهراته، أو في معتقلات النظام. وانطلاقاً من ذلك، فالانتفاضة هي انتفاضة الشعب ، عموماً، وليست انتفاضة المعارضة، كما هو وارد لدى محاوري.
ثانياً: أما نقاط الضعف لدى المعارضة، إجمالاً، فانا لم اتناول إلا بعضاً منها، في مداخلتي موضوع هذا الحوار( حيث انها مصابة، عملياً، بعدد منها أكبر بكثير مما اوردتُه، وليس فقط بنقاط ضعف، بل كذلك بمشكلات بنيوية كثيرة تتعلق بمواصفاتها الذاتية التي تبتعد بها إلى اقصى الحدود عن تمثيل مصالح الشعب المنتفض الفعلية، وبالدرجة الاولى الجانب الثوري في حراكه، وما يحمله من تطلعات إلى الحرية والعدل الاجتماعي والكرامة الإنسانية...). إذ إنني لم أجد ضرورة لذلك، في نص حاولت أن أركِّز فيه على بعض الوسائل التي رأيت أنها قد تساعد، في البدء، بإخراج الانتفاضة السورية من المأزق العالقة فيه منذ فترة، ولا سيما منذ أن باتت السيطرة شبه مطلقة للجانب العسكري من الصراع، مع ما يلازم ذلك من تدخل المال الخليجي، وغير الخليجي، لحرف الصراع الاساسي عن مساره الاصلي، وتشويه السيرورة الثورية، وبالتالي من شلل عميق في الحراك الجماهيري.
ثالثاً: في ظل الواقع المتمثل بحيازة الدولة الصهيونية شتى أنواع اسلحة الدمار الشامل، بما فيه السلاح النووي، لم يكن مدعاة للاستنكار ان يعمد النظام السوري إلى امتلاك ولو جانب من تلك الاسلحة طالما ان الغرض المتوخى من حيازته، بحسب مزاعم قادة النظام، هو تحقيق قدر ولو محدود نسبياً من توازن الردع مع إسرائيل، بالذات، مهما كانت كلفة ذلك باهظة(ولقد كانت باهظة حقاً، وإلى اقصى الحدود!). ولكن حين يتحول هذا النوع من الأسلحة إلى الاستخدام ضد الشعب السوري بالذات، كما حصل بالفعل، يصبح الجانب الإجرامي لدى النظام المنتفَض ضده فوق إمكانات التصوُّر، ويستدعي عندئذ اقصى درجات الاستفظاع، وبالتالي الشجب والاستنكار: إنه الهول المطلق! ويزداد ذلك الهول حدة وبشاعة عندما نقرأ مسيرة النظام الحاكم، في تعامله الذليل والخانع مع الاحتلال الصهيوني للارض السورية، وذلك على امتداد أكثر من اربعين عاماً لم يطلق خلالها رصاصة واحدة ضد هذا الاحتلال، الذي لم يترك مناسبة لم يستخدمها لممارسة المزيد من العدوان على الأرض والشعب السوريين، والمزيد من الغطرسة والإذلال للنظام المشار إليه.
ويبلغ السيل الزبى، كما يقولون، حين يركع هذا النظام بالكامل امام التهديد الاميركي بتوجيه ضربة عسكرية مؤثرة له، قد تغير موازين القوى فيما بينه وبين القوى التي تقاتله، داخلياً، فيوافق على تسليم سلاحه الكيماوي للتلف، بإشراف دولي، هذا السلاح الذي دفع الشعب السوري، في الاصل، ما يوازي مئات المليارات من الدولارات، بحسب العديد من الروايات، في عملية إنتاجه! وبالطبع، فهذا الواقع، منظوراً إليه من زاوية ما اوردناه اعلاه، بشكل عام، يعطي صورة صارخة عن أسباب إضافية لمشروعية انتفاض الشعب السوري على نظام بهذا القدر من الوحشية والنذالة والإجرام.


9 - شكر
بشير شريف البرغوثي ( 2014 / 5 / 21 - 04:58 )
... اشكر الاستاذ كميل على سعة صدره و على توضيحاته القيمة و بخاصة في موضوع التدخلات الخارجية
هذه التدخلات لا تدع مجالا للشك في اننا امام نزاع محلي مسلح ذي طابع دولي و لسنا امام انتفاضة محلية او وطنية فقط .. ما يعني حكما ان الحسم يتوقف على طبيعة التوازنات الخارجية الداعمة ابنداء و التي لولا دعمها لما كان للصراع العسكري ان يستمر للان فإذاحسم النزاع عسكريا فإن الدولة الجديدة هي التي ستقرر اشكال المحاسبة - محكمة المنتصر و ستقرر ايضا شكل المصالحة
فهل نستطيع عسكريا ان نقول ان الحسم سيكون لغير صالح النظام ؟ حتى يتم تحويله الى محاكم دولية او حتى محاكم هجينة - محاكم نظامها شبيه بمحكمة الجنايات الدولية و لكن تشكيلها يكون وطنيا او محليا ؟
و في المقابل هل يمكن لاي قوة ان تلغي الاخرى نهائيا ؟
لا بد من اعتراف الاطراف ببعضها و جلوسها معا دون الغاء لأن الالغاء لن يعني انهاء الاعمال العنفية
اذن على المعارضة ان تعيد صياغة مطلب جديد يبتعد عن خط اسقاط النظام اذا كانت حريصة على عدم الزج بشعبها في حرب مدمرة لا نهاية لها
ان التاريخ يعلمنا ان قوى العنف اقدر على توجيه الدفة من قوى السلم و في سوريا فإن سيطرة قوى دخيلة و طارئة على مجريات الاحداث و اقصائها لارادة الشعب في فترة وجيزة دليل على ما اقول
سوريا يجب ان تتعافى و شعبها لا بد ان يلقط انفاسه و سقوط النظام الان يعني سيطرة القاعدة و مخلفاتها و هذه قوى لم يعرف احد عنها انها سخية بما يكفي لتقديم اي انتصار تحققه كهدية للشعب السوري
هل تقدر انت او اي مفكر سوري ان المنتصر سيكون قوى المعارضة السورية ام ان مخلفات القاعدة ستنتزع هذا النصر و تقمع الجميع ؟ هذا ما قصدته بالجوز الفارغ استاذ كميل
ان كنت ترى ان حكم داعش او النصرة افضل من حكم حزب البعث فاسمح لي ان نفترق أما ان كنت ترى ان وقف الدم اولا هو الهدف فإن الخلاف معك يظل ان أمرا محببا الى النفس و العقل


10 - رد الى: بشير شريف البرغوثي
كميل داغر ( 2014 / 5 / 22 - 00:48 )
الحسم الحقيقي، أستاذ بشير يتم حين يتمكن الشعب السوري من إنضاج قيادة على مستوى تضحياته، واستعداداته للتغيير الجذري. ما عدا ذلك، لن تكون هناك حاجة لانتصار هذا الطرف او ذاك لأجل الضغط في اتجاه اتخاذ الجمعية العامة - بناء على طلب يمكن أن تقدمه الجامعة العربية، او أي مجموعة مهما كان تعدادها من الحكومات الصديقة حقاً للشعب السوري، وذلك على اساس آلية -الاتحاد من أجل السلام- – قراراً بإحالة مجرمي حرب يدفعون بسوريا إلى الهاوية، ويهددون السلام في المنطقة العربية والعالم، أمام محكمة الجنايات الدولية. ومن جهة أخرى، كيف يمكن أن تتصور جلوس الشعب السوري مع سفاحين يستخدمون كل انواع الاسلحة المحظرة دولياً ضد مواطنيهم، وأجهزوا إلى الآن على مئات الالوف من هؤلاء، ودمَّروا نصف بلدهم، تحت شعار -الأسد أو نحرق البلد!!-، وهجَّروا أكثر من تسعة ملايين سوري، من بيوتهم ومدنهم وقراهم؟! ثمَّ، ألم تتابع ما حصل في جنيف2، وما كان مصير تلك المحاولة الفاشلة جداً لتنفيذ ما تدعو إليه؟
في شتى الأحوال، أنا لا أوافقك الرأي حول إمكانية أن ينتصر تنظيم دولة العراق والشام (داعش)، طالما هو يفتقد بالكامل البيئة الحاضنة، المياه التي يُفترض ان تسبح فيها، لتبقى حية، سمكةٌ تلقى الكراهية والرفض من الغالبية الساحقة من الشعب السوري !! وهو وأمثاله من المجموعات الإسلاموية، أياً تكن التسميات، لا بد من أن يتكفل الشعب السوري بالذات بتطهير الارض السورية منهم، بعد أن يتوارى من الساحة شبح نظامٍ يرتفع على كومة هائلة من العظام والجماجم! والشعب الذي تحرر من الخوف التاريخي الذي كانت تغذيه لديه سلطة لم تتعامل معه يوماً بغير إرهاب الدولة والقهر والإذلال والبطش، لن ينحني، مرتعباً، أمام جماعات متوحشة مقطوعة الجذور تحاول العودة به إلى ماضٍ سحيق، وإلى فكر وممارسات ظلامية لم يتعايش معها، أو يقبل بها، في يوم من الايام!ً والفكرة السائدة لدى الغالبية الكبرى من الناس العاديين، في البلد المعني، كما على صعيد الناشطين لأجل التغيير فيه، وحتى في صفوف النخبة غير المنخرطة في الصراع، هي ان بقاء النظام هو أسوأ السيناريوهات، فليس ثمة ما هو أفظع منه، أو اشد خطورة...
وأخيراً، أظن أن ما تطرحه من -اعتراف الاطراف ببعضها وجلوسها معاً دون إلغاء- لا يمكن ان يصبَّ في غير مصير واحد هو أن يسلِّم الشعب السوري، الذي سبق ان قرر، قبل سنوات قليلة، رفع الجزمة الثقيلة جداً لهذا النظام عن رأسه، بشتى الطرق، وبالطريقة السلمية تماماً،على امتداد أشهر طوال، قبل ان يحمل جزء من أبنائه السلاح، مرغمين، أن يسلِّم نفسه مجدداً لعصابة من السفاحين سوف تستنح أول فرصة لتواصل قمعه وإرهابه، وإرسال خيرة أبنائه إلى مفارز الإعدام! وفيما أنا أكتب هذه السطور، أستاذ برغوثي، أحاول ان أتصور مجدداً تلك الأفواج من المعتقلين في سجن تدمر، بعد مجازر حماة بسنوات، في ثمانينيات القرن الماضي، التي كان يُخرجها النظام المذكور إلى العراء، قبل أن تأتي طائراته لتحصدها بلا هوادة، وتتركها تتعفن، قبل مواراتها في رمال الصحراء!


11 - صار الواحد منّا يخجل أن يقول عن نفسه ماركسي !
وليد الفاهوم -الناصرة ( 2014 / 5 / 21 - 14:14 )
أعتقد أن الماركسيين اليوم مشرذمون .. وكل يغنّي على ليلاه . كما وأعتقد أنه من الصعوبة بمكان أن نتحدث عن حركة الجماهير في سوريا بآذار 2011 . وأنه من الظلم (والظلم هنا كلمة مخففة جداً) أن نوازي -إجرام النظام- بموبقات القاعدة ومشتقاتها ... ومن غير المعقول الحديث عن تحالف النظام السوري مع داعش والغبراء ! فهذا هراء يا سيّدي المحترم .. والأكثر منه ... أن نكرر فرية استعمال النظام للسلاح الكيماوي ضد شعبه ! أنا أفهم أن يكون صاحبنا الماركسي ضد التصويت لبشار الأسد وأعجز عن فهم ضدّية ترشيحه .. أم أنك سيدي تريد أن تلغي عنه مواطنته السورية ؟ وفي اعتقادي أيضاً أن من لم يفهم الصراع ، الأزمة السورية منذ الأسبوع أو الشهر الأول لإختلاقها فلن يفهم كل المستجدات . ما رأيكم أن نغيّر شعار يا عمال العالم اتحدوا بشعار يا ماركسيي العالم اتحدوا ؟ وذلك بدل أن نهاجم بعضنا بعضا . هذا ستاليني وذاك لينيني والآخر تروتسكي ...إلخ .


12 - رد الى: وليد الفاهوم -الناصرة
كميل داغر ( 2014 / 5 / 22 - 01:12 )

يمكن اعتبار ما هو وارد في ردودي أعلاه على مداخلات العديد من محاوريَّ بمثابة رد كافٍ على الجانب الجوهري مما هو وارد في هذا النص، القادم من داخل فلسطين المحتلة. أما بخصوص حق بشار الأسد أو عدم حقه في الترشح مجدداً لرئاسة -بلده-- وهو ما لم اتطرق إليه لا من قريب ولا من بعيد - فأذكِّر صاحب هذه المداخلة بقانون الجزاء في شتى بلدان العالم، الذي يحرم مرتكبي جرائم أقل خطورة، بما لا يقاس، مما يقترفه سفاح يمارس إبادة حقيقية لشعبه، من الحقوق المدنية، وبالطبع من الترشح لاي من المناصب، وحتى الوظائف العامة، فكيف الحال حين يكون الأمر يتعلق بالترشح لأعلى منصب في الدولة؟!!!!


13 - رد على ردالكاتب
وليد الفاهوم -الناصرة ( 2014 / 5 / 22 - 12:12 )
أرجو مراجعة الظواهر الأربعة المحبطة جداً التي يتحدث عنها الكاتب وخاصة الظاهرة رقم ثلاثة . وذلك من قريب لامن بعيد ، إلا إذا كنت لا أفهم المقروء ! الوقت ليس ببعيد .. وسنرى ماذا سيقرر الشعب العربي السوري . . ومن في الجبهة الوطنية بما في ذلك الحزبان الشيوعيان والقومي الإجتماعي السوري وأحرار سوريا الذين هم الأغلبية الساحقة الممانعة المقاومة الموجودة في الداخل والتي لا تناضل من الفنادق على حساب البترودولار العربي للأسف . أعلم أننا لن نتفق لأن منطلقاتنا مختلفة لكن لا بد من الحوار المتمدن !


14 - رد الى: وليد الفاهوم -الناصرة
كميل داغر ( 2014 / 5 / 22 - 16:14 )

بالضبط، فأنا أيضاً على قناعة، مثل السيد الفاهوم، بأننا لن نتفق لأن منطلقاتنا مختلفة، وأضيف-بصورة مطلقة-..أما بخصوص وصف المذكورين في رده، أي كل ممن- في الجبهة الوطنية بما في ذلك الحزبان الشيوعيان والقومي الاجتماعي السوري- ب -الأغلبية الساحقة الممانعة المقاومة الموجودة في الداخل- ، فنترك ليس فقط للشعب السوري بالذات، بل أيضاً للشعب الفلسطيني، الذي يُفترَ ض ان يكون الفاهوم ينتسب إليه، الجواب الاخير عن هذا الزعم الذي لا يتفق مطلقاً مع الواقع المتمثل في كون المذكورين متحالفين بصورة خانعة تماماً مع النظام السوري الذي سبق أن اوضحنا أنه لم يطلق منذ أكثر من 40 عاماً رصاصة واحدة على الاحتلال الإسرائيلي لجزء بالغ الأهمية من الارض السورية، اي لهضبة الجولان، في حين يستمر المحتل في قصف مناطق عديدة من سوريا ، وسبق ان دمَّر المفاعلَ النوويَّ السوري، وقصفت طائراته دمشق ذاتها مراراً، وتجولت طويلاً فوق القصر الجمهوري، من دون ولو ردٍّ بسيط عليها، في حين لا يجد النظام السوري حرجاً في قصف شعبه بالاسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة، وكل انواع الأسلحة الممنوعة دولياً!
سيد فاهوم، يا للعار!


15 - الثورة السورية
ابراهيم ناصر ( 2014 / 5 / 23 - 08:49 )
اشكرك استاذ داغر على هذا التحليل الموضوعي والمنطقي واؤكد وكلي ثقة بان ما يحصل في سوريا هو الثورة الحقيقية والتي سياتي اليوم ليسجل التاريخ للشعب السوري انه هو من اشعل اعظم ثورة في القرن الواحد والعشرين في وجه اعتى الانظمة واكثرها دموية عبر التاريخ وضد حلفائه من الانظمة العربية الرجعية العميلة مدعومة بالقوى الامبريالية العالمية والحركة الصهيونية المتمثلة في اسرائيل الحليف الاقوى للنظام الاسدي التي تتوافق كلها لاجهاض الثورة الشعبية السورية والربيع العربي ودفنه في ارض سوريا ووقف امتداده وتمدده الى كل الدول العربية وسيسجل للشعب السوري بعد انتصاره المؤكد على كل هذه القوى انه. الرافع الحقيقي الربيع العربي فان وجدت مؤامرة وهي توجد فعلا ولكنها المؤامرة الامبريالية الرجعية على الثورة السورية وعلى الشعب السوري حامي الربيع العربي بدمه


16 - رد الى: ابراهيم ناصر
كميل داغر ( 2014 / 5 / 28 - 12:15 )
أنا متفق معك، أخي إبراهيم، حول أن ما بدأ في سوريا، في أواخر شتاء العام2011، كان حراكاً شعبياً ثورياً، وان ذلك أثار هلع كثيرين، ليس فقط داخل سوريا، لدى المستفيدين من السلطة القائمة - من ناهبي المال العام، والمافيات المرتبطة بالدوائر العليا في الحكم، وحتى الناهبين الصغار وفارضي الخوات، والشبيحة، فضلاً عن شريحة هامة من البرجوازية السورية، القديمة والمُحْدَثة – بل ايضاً خارج سوريا، وعلى امتداد المنطقة العربية، والدول المجاورة لها. أي بالضبط كل المرتعبين من سقوطٍ مدَوٍّ لدكتاتورية بشعة تمتلك زمام الامور في بلد بأهمية سوريا، على المستوى الجيوسياسي، ما قد يتيح اندفاع موجات كبرى لتسهيل إطاحة أكثر من نظام حكمٍ فيها، ومن ذلك في إمارات الخليج، وممالكه، ومشيخاته، مع انعكاسات ذلك، المحتملة، على المستوى العالمي، وما تثيره كل هذه الاحتمالات من مخاوف في إسرائيل، بالذات، وأميركا، وباقي القوى والدول المستفيدة من الستاتوكو السائد، في منطقتنا، منذ عشرات السنين.
مع بعض الاختلاف: حيث أنه لا يمكن الخلود للطمأنينة إلى أن انتصار هذا الحراك- الذي تقف دونه إلى الان، معوقات عديدة، بينها قوة التحالف الواسع لقوى الثورة المضادة، في الداخل والخارج، وبؤس الجماعات التي تتنطح، حتى الآن، لدور القيادة ، فضلاً عن طبيعة الغالبية الكبرى من حاملي السلاح، على الارض السورية، بحجة قتال النظام القائم، ولا سيما القوى الظلامية، في داعش، والنصرة، وغيرها من القوى الرافعة لشعارات العودة إلى إسلامٍ ظلامي لا ادنى علاقة له بطموحات الشعب السوري إلى دولة ومجتمع متقدمَيْن، يضمنان للمواطن والمواطنة كل أسباب الحرية والعدالة والمساواة، والكرامة الإنسانية – أمرٌ محتوم، بصورة تلقائية. كلا! بل هو مشروط بجملة من المتغيرات، في مقدمتها نجاح الشعب السوري في استعادة الاندفاعة الاولى التي عبرت عنها مظاهراته، في العام الاول لانتفاضته، وفي فرز قيادة جديدة تتطابق، من حيث فكرها وبرنامجها وممارساتها، مع مصالحه الاساسية، وتطلعاته العميقة إلى مجتمع ودولة ديمقراطيين ثوريين، لا تمييز فيهما بين الناس ، سواء من حيث المعتقدات الدينية، أوالطائفية، أو من حيث العرق، او الجنس، أو القومية، أو أي انتماء أو وصفٍ آخر... فضلاً عن نجاحه، أيضاً، في تعبئة أوسع حركة تضامنٍ فاعلٍ ، على المستويين الإقليمي والعالمي ، مع انتفاضته، ومقاطعةٍ جذريةٍ، شعبيةٍ وحكوميةٍ، في شتى بلدان العالم، للنظام القائم، في دمشق.
وهو ما يجب السعي ،منذ الآن، لوضعه موضع التطبيق.


17 - التصالح من الحكم أفضل
المنصور جعفر ( 2014 / 5 / 24 - 21:35 )
الوضع فيه محاولة خليجية-تركية وأطلسية فاشلة لقلب الحكم وتغيير النظام والتمكن من سوريا وموقعها المعنوي والجيوسياسي في المنطقة، أما تصوير الحالة السورية كـ(إنتفاضة) تدعمها دول الخليج! فأمر فيه مبالغة، أو على الأقل نية طيبة. الدليل على ذلك ليس فقط إتجاهات الدعم بالمال والسلاح والإعلام ضد حكم سوريا ونظام الجبهة التقدمية بل الدليل الأكبر هو غياب حركة شعبية مدنية منتظمة في كل القطر السوري.فمن الواضح كما قال الكاتب أن لا قوة سياسية فعالة سوى الحكم العلماني وجماعة الإخوان الإرهابية.

التظاهرات والمعارك العفوية أو الإصطناعية التي حدثت سنة 2011 أو الجارية الآن تكشف عن أزمة شاملة تتقاطع فيها المصالح الدولية والطبقات والطوائف والتنظيمات السياسية بدرجات مختلفة من العلمانية والتطرف الديني لكنها واقعاً ككل تعبر عن حالتين الأولى حالة إئتلاف والثانية حالة تمزق بين التجمعات الشخصانية الفطيرة وحالة التهييج الديني في المنطقة. مما أنتهى إلى إنكشاف حالات الزعامة المتلفزة والإرتزاق الحزبي-الدولي وإنسحاب المواطن من العملية السياسية وطغيان المليشيات الإسلامية وجرائمها المخزية المهولة...

المعارضة السياسية في داخل سوريا الرسمي معارضة حيوية وفعالة وأفضل لحياة الشعب السوري من حالة التقتيل الديني وتأجيجها بدعوى تغيير الحكم بينما الحقيقة هو تفجير لسوريا ونزح للسوريين وإخراجهم منها تحت شعارات أن فلان أفضل من علان وأن الجبهة الوطنية ستكون أفضل من الجبهة التقدمية!!! ..

النظام العلماني أفضل لسوريا وللمنطقة من دول الطوائف والقبائل، وبقليل من العقلانية السياسة من جانب المعارضين وإتجاههم إلى قبول عروض المصالحة المتوالية من الحكم السوري يمكن توفير قدر كبير من الأرواح والدماء والإتجاه إلى بلورة عملية سياسية مثمرة للشعب السوري بدلاً من مسابقات الذبح وتنمية الدمار .


18 - رد الى: المنصور جعفر
كميل داغر ( 2014 / 5 / 26 - 19:57 )
يمكن اختصار مداخلة السيد -المنصور جعفر-، بعنوان -التصالح مع الحكم أفضل-، بأنه:
-أ - ليست هنالك انتفاضة في سوريا، والحديث عن ذلك إما هو من قبيل المبالغة، او انه ينم عن -نية طيبة-(والمتداخل لطيف ولائق، هنا، بحيث لا يريد أن يقول بفجاجة إنه ينم عن- سذاجة-!).
ب - اكثر من ذلك، النظام علماني وبمقابله، على وجه الحصر، قوى إسلامية متطرفة تمارس -جرائم مخزية مهولة-..
ج - ثمة عروض مصالحة يقدمها النظام، ودعوة للدخول في -عملية سياسية- ...وهو ما تنبغي استجابته، للحيلولة دون استمرار المجازر وإراقة الدماء إلى ما لا نهاية له..-
وهو ما يهمني الرد عليه بما يلي:
• ليس على السيد صاحب المداخلة إلا ان يراجع بتمعُّن ردودي على الإخوة الذين سبقوه أعلاه، علماً بأني سأضيف بعض الافكار الاخرى في معرض ردي هذا. وأهمها أن النظام الحالي لا علاقة له بالعلمانية، لا من قريب ولا من بعيد، وانه يستخدم الانقسام المذهبي الذي غذاه على مدى 44 عاما، ، استخداماً مخزياً، ليس فقط على المستوى الداخلي(التكوين المذهبي البحت لكل من الفرقة الرابعة، والحرس الجمهوري، والغلبة المذهبية الساحقة على صعيد الضباط الكبار، في قيادة الجيش وباقي القوات المسلحة والأجهزة الامنية)، بل ايضاً على المستوى الإقليمي، ولا سيما حين نرى من هم حلفاؤه الاساسيون الذين يقدمون له اقصى الدعم، تمويلاً وتسليحاً(إيران آيات الله)، كما مشاركةً في القتال، عبر الميليشيات المذهبية، اللبنانية، والعراقية، زائد عناصر الحرس الثوري الإيراني، وضباطه، الخ...فضلاً عن طبيعة معظم عمليات الإبادة الإجرامية البشعة، التي تستهدف بوجه اخص الجماهير الواسعة، المنتمية للأكثرية المذهبية، في البلد. كل هذا من ضمن المراهنة على ان يتيح له ذلك إطالة احتكاره لمواقعه في اعلى السلطة القائمة، وتأبيد سيطرته، وامتيازاته، قدر الإمكان.
• لم يكن ما يسميه السيد -المنصور- عروض النظام -للمصالحة-، يوماً ، اكثر من مسعى كاذب للاستفادة من الوقت الضائع الذي قد تؤمنه له استجابتها لاجل تعزيز قدراته وتحسين مواقعه، علماً بأن ما حدث في جنيف2، قبل اشهر قليلة، جاء ليكشف هذا الواقع، بصورة فاقعة، وعدم جدية سلطة الاسد في الوصول لتسوية حقيقية. وهي تسويةٌ لا يمكن ان تتسم بهذه الصفة من دون استعداد رأس السلطة الراهنة لمغادرة الحلبة السياسية، ولا سيما بعد ما بات يفصل بينه وبين شعبه من خسائر بشرية وعمرانية غير مسبوقة! في كل حال، إن ترشيحه لانتخابات رئاسية جديدة تضمن له سبع سنوات إضافية، في حكم سوريا، على اساس قانون انتخابي هو قمة المهزلة، ليس إلا صورة عن تحضيرات إضافية للمضي في سيرورة القتل حتى نهاية واحد من الطرفين المتصارعين: العصابة المستمرة في الحكم، منذ عقود، او الشعب السوري، بحد ذاته!


19 - سوريا اولا
امجد سعيد جاسم ( 2014 / 5 / 26 - 15:51 )
من الصعب في الوقت الحالي ايجاد حل للخروج من الازمة في ظل التدخل الخارجي الاقليمي والدولي وتشبث الرئيس بشار بالسلطة حتى لو كلفت سوريا بمن فيها وكذلك في ظل اختفاء الحس الوطني السوري للمسؤلين من جميع الجبهات سواء اكانت من النظام او من الجيش الحر او من الحركات الاسلامية التي تركت الوطن واتجهت الى المذهب فالجميع لايرضى بالمقابل والحوار الجدي مفقود لان الكل يتهم بالتبعية الى دول الخليج او ايران وحزب الله اوتركيا ويبدو ان الجميع يتجاهل بان المواطن سوري قلبا وقالبا ويريد الامان من القيادة هذا طبعا اذا اخرجنا اسرائيل من المعادلة ومالها وماعليها وليس امامنا الى ان ندعو الله ان يفرج عن هذا الشعب وينقذ سوريا من القتلة والمرتزقة والمذهبيين فسوريا بحاجة الى سوري وسوري القلب والمذهب


20 - رد الى: امجد سعيد جاسم
كميل داغر ( 2014 / 5 / 28 - 12:24 )

طبعاً، ليس الحل في متناول اليد، الآن، وثمة معوِّقات كبيرة تحول دونه، بينها ما ذكرتَه، اعلاه، استاذ أمجد، وما تم إيراده في النص الاصلي الذي أطلق هذا الحوار، كما في ردودي على المداخلات المختلفة،علماً بأن استيفاء شروط هذ الحل لا يرتهن بتدخلات ما ورائية، بل بإرادة الشعب السوري، ووعي نخبه التقدمية والعلمانية، الثورية، واستعدادها للانتقال بهذا الوعي إلى الممارسة اليومية.


21 - ليست ثورة
خالد سعيد ( 2014 / 5 / 28 - 07:04 )
الاستاذ كميل
طالما وما زلت لا احتمل فكرة الانظمة القمعية ، انظمة الحزب الواحد سواء الملكية او القومية لكني كنت اراهن على التغيير والتقدم البطيء والمنعكس عن الفن السوري اكثر مما يزعم دعاة الحراك والثورة البائسة ...الشعب العربي السوري كما كل شعوب الدنيا بل وفي مقدمتها يريد حياة ...افضل ..نعم افضل وليست اتعس
وما جرى ليس ثورة بل عملية تدمير منظمة لوطن باكملة وبايدي ودم ابناءه
فكم نسبة المتضررين فعلا من مجموع السوريين قبل ما سمي بالثورة ..هل هم مناضلي الحرية الرومانسيون العجولين ..هل هم السياسين المتدينين الذين يكفرون الحجر ..من هم المتضررين حقيقة وقياسا بحجم المتضررين من ابناء شعوبنا في بلاد اخرى غير سوريا ...الاغلبية كانت تأكل وتنتج وتفرح وتتعلم وتتعالج وتعيش قيم محبتها لوطنها وكانت ايضا تتطمح بالافضل كما هو طبيعي في الحياة ..والتغير البطيء كان حاصلا في سوريا عبر المتغير الاقتصادي والاجتماعي والبنى الفوقية كلها كانت تشير الى متغيرات قادمة لكنها سلمية وبطيئة ..فلماذا العجلة التي دمرت وطن كان غاية وهدف اعداء امتنا العربية ان يدمر .


22 - رد الى: خالد سعيد
كميل داغر ( 2014 / 5 / 28 - 13:14 )
أستاذ خالد، لقد مرَّ على أبناء الشعب السوري، وهم تحت الجزمة الثقيلة والمفرطة في البشاعة، لعصابة من المجرمين، ناهبي المال العام، والمستميتين في إذلال شعبهم، وإعادته إلى حالة فريدة من -العبودية الفعلية(هل تتذكر ذلك الفيديو حيث أحد الشبيحة يتقافز، بشراسة وحقد نادرَيْن، ببوطه العسكري، على ظهر شاب مقيَّد مبطوحٍ على الارض، وهو يصرخ به :-بدَّكْ حِرِّيِّي-! )، مرَّ عليهم حوالى ال44 عاماً، بالتمام والكمال. فهل إن هؤلاء -رومانسيون عجولون- ، حين يرفضون استمرار هذا الواقع كل ذلك الوقت، لا بل فيما هو يزداد تفاقماً وتدهوراً، في شتى المجالات، وسواء على مستوى فظاعة الاستبداد، او على الصعيد المعيشي، بعد قرار جماعة بشار، إثر توريثه(!!!) سلطة أبيه حافظ، التخلي عن المنظومة الاجتماعية-الاقتصادية السابقة لصالح الالتحاق الكامل بالمنظومة الاقتصادية النيوليبرالية، بأقسى تجلياتها؟!
في كل حال، إن انتفاض الشعوب أمرٌ لا يقرره -رومانسيون عجولون- (هل ينطبق وصفك هذا، بالمناسبة، على أطفال درعا، على سبيل المثال؟، او على أهلهم الرافضين رؤية أطفالهم وراء القضبان يخضعون لأشرس أعمال التعذيب والقهر؟!)، بل هو حراكٌ شعبي عفوي يحصل، بالضبط، حين لا يعود ثمة، امام الناس، من سبيل آخر للتعبير عن عجزهم عن مواصلة الاحتمال.


23 - لنترك حوار المفاهيم وندلف إلى التفاصيل
جميل محسن ( 2014 / 5 / 29 - 14:01 )
أستاذ كميل، في اعتقادي أن الطرح الذي قدمته – مشكوراً- يفصله عن واقع اليوم في سوريا ما لايقل عن عامين في أحسن الأحول، وطبعاً لا أعني أن هذا الطرح يتطابق أيضاً مع ما كان يجري في تلك الآونة (ربما على كل حال مع ما كانت تبثه قناة العربية ) بل أتحدث عن انتهاء مدة صلاحية مصطلحاته وعناوينه من قبيل - حراك شعبي- و - جيش حر- و -إبادة الاغلبية المذهبية- وما شابه فقد كانت هذه العنواين حينها للاستعمال السياسي والاستهلاك الاعلامي لا أكثر ولا أقل، أما في الواقع فلا أرى مبرراً للكلام خصوصاً عن استهداف السنّة لأنهم سنّة كما ألمحت أعلاه- وهذا يتطابق مع خطاب التنظيمات السلفية- ولا حتى حواضن المسلحين فنزوح هذه الفئة من ريف دمشق مايزال مستمراً إلى اليوم باتجاه دمشق أو الخارج، نقطة ثانية، لا وجود لما يمكن أن ندعوه بثورة شعبية أو انتفاضة عامة. فلا ثورة بلا برنامج أو نظرية ثورية وطنية واضحة تستقطب جميع فئات الشعب خصوصاً ممن لا يؤدون الفرائض الدينية! واعتقد أنه من المجازفة بمصداقية الطرح، الاحالة لمقاطع فيديو على اليوتيوب مجهولة المصدر وغير موثقة – كالفيديو الذي يظهر عساكر يدوسون على أحد المتظاهرين- كما أن الحديث باسم الشعب السوري ككل لا المعارضة، فيه الاختزالية ذاتها التي لم تنفك تضمّنها المعارضة السورية في خطابها منذ 3 اعوام حتى اليوم مما عمّق الشرخ الموجود في الشارع السوري.
على الأقل يبدو النظام أكثر انفتاحاً في خطابه عن وجود معارضة وطنية ولو كانت على مقاييسه، في حين لا يوجد في سوريا سوى المعارضين او الشبيحة بحسب خطاب المعارضة المتداول. والشبيح صفة يكتسبها ضحية المليشيات السلفية بعد إعدامه لتبرير قتله على الفضائيات وصفحات الفيسبوك.
كما استغرب وصف الجيش الحر (الذي أعلن مراراً عن تحالفه مع جبهة النصرة وقيامه بعمليات مشتركة ضد النظام، هذا التشكيل الذي فكك معامل حلب وقضى على قوت كل الطبقة العاملة والكادحة في المدنية وباع المعدات بابخس الاثمان لتركيا، بحجة انهاك النظام اقتصادياً) استغرب إذن وصفه بالعلمانية النسبية وبأنه صاحب مشروع وطني، متجاوزاً – بطيب نية- اسماء كتائبه كالفاروق ومعاوية وصدام حسين وحمد بن جاسم! ومصادر تمويله واستقطابه الفئوي وممارساته بحق المدنيين من موالين وأقليات وغير ذلك، وفي ذات الوقت تجزم بكون النظام في سوريا لا علاقة له بالعلمانية من قريب أو من بعيد؟ و على فرض أن النظام يستعمل العلويين لتأبيد حكمه بل وحتى جعل من اعلامه الرسمي تكية عثمانية للبوطي وأمثاله، فلا يتعارض ذلك مع كونه علماني، فنقيض العلمانية هي الدولة الدينية التي تستعمل فقهاً ما أو شريعة ما لسن قوانينها وتشريعاتها بالمطلق، وهذا مالا يتحصل طلبه في سوريا النظام.(عاشوراء) ليست عطلة رسمية في سوريا بالمناسبة !


24 - رد الى: جميل محسن
كميل داغر ( 2014 / 5 / 31 - 10:47 )
تحت عنوان(لنترك حوار المفاهيم وندلف إلى التفاصيل)، يطرح الأستاذ جميل محسن جملة من الآراء أخْتصِرُها بما يلي:
أ‌- أن الطرح الذي قدمتُه (يفصله عن واقع سوريا اليوم ما لا يقل عن عامين،في احسن الاحوال). وبالتالي لقد انتهت(مدة صلاحية مصطلحاته وعناوينه من قبيل حراك شعبي، وجيش حر، وما شابه).
ب‌- انه لا وجود لثورة شعبية أو انتفاضة عامة، وأن النظام يبدو(أكثر انفتاحاً في خطابه عن وجود معارضة وطنية، ولو كانت على مقاييسه...الخ).
ت‌- استغراب ما يرى أنه وصف، من جانبي، للجيش(الحر بالعلمانية النسبية، وبأنه صاحب مشروع وطني، متجاوزاً أسماء كتائبه ومصادر تمويله واستقطابه الفئوي وممارساته بحق المدنيين من موالين واقليات وغير ذلك...).
ث‌- أني أنكر وصف العلمانية على النظام، فيما هو في رأيه علماني...
وفي الواقع، كان من المناسب اكثر، لأجل الخوض في حوار اكثر جدوى، نقل أفكار الشخص الذي يتم النقاش معه بدقة حقيقية، وفي سياقها الاساسي. فأنا ركزت على موضوع الحراك الشعبي بوجه أخص، في السنتين الاوليين، بعد بدء السيرورة الثورية المناهضة للنظام، وقبل ان تتمكن قوى عديدة، داخلية وخارجية، معادية للثورة، من حرف تلك السيرورة عن توجهاتها الاساسية، وتشويهها. وفي كل حال، لقد بدأ يتراجع الدور الشعبي مذ نجحت وحشية النظام، في قمعه لحراك بدأ سلمياً بحتاً ، في دفع جزء من المنشقين عن جيشه، وفيما بعد قسمِ من الناس العاديين المناهضين له، إلى حمل السلاح ضده، والإسهام في عسكرة الصراع. هذا مع العلم ان هذا الحراك لا زال يظهر من جديد، بين الفينة والاخرى، وإن بصورة محدودة، وليس فقط ضد النظام، بل ايضاً ضد الكتائب والميليشيات المفترض انها قامت، في الاصل، لقتاله وإطاحته، ولكنها، في الغالبية ضمنها، عمدت معظم الاحيان إلى فرض سلطة لا تقل قمعاً للناس العاديين، في مناطق سيطرتها. وبالطبع، فعلى رغم ما طرأ على هذا الحراك من معوِّقات وتشويهات، فهو قد ترك لدى الناس تبدلات عميقة، ولا سيما على صعيد تراجع عامل الخوف لديهم، تتيح لهم ان يبقوا جاهزين لاستقبال اي تطورات جديدة في موازين القوى، على المستوى الداخلي كما على الصعيدين الإقليمي والعالمي، لصالح اندفاعات جديدة، تعيد الاعتبار لما اعتبرناه يندرج في سيرورة ثورية شاملة.
وبخصوص الجيش الحر، فعدا أني لا انظر إليه على اساس انه بنية متراصة منسجمة - حيث يختلف الوضع ضمنه بين كتيبة واخرى، بحسب منشئها وقيادتها، وتجربتها، ومدى انحكامها بمصادر تمويلها - لم أطرح أي رهانات عليه، في واقعه الراهن، فضلاً عن أني لم أصفه بالعلمانية، بأي شكل من الاشكال، مهما كانت نسبية، بل قلت فقط ما مفاده أن ثمة بعضاً من كتائبه (لا تزال تعلن عن كون هدفها الاساسي، والاوحد، هو إطاحة النظام القائم، وإتاحة المجال أمام ان يختار الشعب السوري مثليه في السلطة بحرية...). وأضيف إلى ذلك، أنه لا يمكن الرهان الجدي على أي من القوى التي تشارك اليوم في الصراع المسلح في سوريا، وان المطلوب يبقى إحداث تغيير عميق في القيادة الفعلية لهذا الصراع، من جهة القوى التي تقف في مواجهة النظام، أو تزعم ذلك، في اتجاه الانسجام الكامل مع المطالب الاساسية التي كان طرحها الحراك الشعبي، في الاشهر الاولى من انتفاضة الشعب السوري، الا وهي الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية. علماً بأن ذلك لا يمكن ان ينفصل عن تصور جوهري لا بد من ان يحكم تطور هذه السيرورة ، وذلك في اتجاه رؤية ديمقراطية ثورية علمانية تنظر إلى الناس جميعاً، داخل البلد المعني ، على اساس المواطنية الصرفة، ومن دون اي تمييز على اساس الطائفة او المذهب، او الجنس ، او القومية، أو ..الخ...
وبالطبع، فهذه الرؤية تنظر إلى العلمانية من منظور مختلف كلياً مع ما يحكم الاستاذ محسن على أساسه ليرى أن نظام العصابة الاسدية نظام علماني، بحيث يصبح بين مبررات هذا الوصف عدم التعطيل الرسمي في عاشوراء!! .
ومجدداً واخيراً، عسى يرجع صديقنا إلى ردودي السابقة، بوجه اخص، بخصوص حصول انتفاضة شعبية في سوريا، او عدم حصولها. وقد دفع هذا الشعب، إلى الآن، من اجل حريته، ثمناً من الجسامة والهول بحيث يمكن القول إنها قليلة كفايةً تلك الانتفاضات التي حدثت عبر العالم، وكانت لها الكلفة ذاتها!



25 - لماذا لم تنتصر الثورة السوريةحتى الآن؟
مروان عبد الرزاق ( 2014 / 5 / 31 - 09:40 )
هل يمكن أن تخرج انتفاضة الشعب السوري من مأزقها المأسوي الراهن؟.

مقاربة الاستاذ كميل داغر هامة للغاية. لكن من المفيد ترتيب بعض الافكار, حول المأزق المأساوي للثورة السورية, وربما العديد من هذه الافكار وردت في مقاربته.
ان استمرار الصراع المفتوح بين النظام والشعب, ومراوحة هذا الصراع في المكان, والذي افرز حتى الآن مئات الألاف من الشهداء والمعتقلين, واكثر من ثلث سكان سوريا بين نازح ومهجر, بعد ان فقدوا أعمالهم ومساكنهم التي دمرها النظام. الخ. وعدم سقوط النظام بعد ثلاث سنوات من انطلاقة الثورة, هو الاساس للمأزق المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري وثورته. واذا لم تكن الثورة قادرة على اسقاط النظام, فهل هناك افق للحل السياسي, أو تسوية, للخروج من النفق المظلم, ووقف الصراع المدمر للوطن والشعب؟ وبشكل آخر, فالمأزق الراهن يجعلنا نبحث عن الجواب للسؤال الهام: لماذا لم تنتصر الثورة السورية, بعد اكثر من ثلاث سنوات من انطلاقتها؟
ولنرتب بعض الأسباب الرئيسية للمأزق الراهن كالتالي:
1- لاشك بأن النظام ورفضه لأي اصلاح سياسي, والتدمير والفظاعات التي لم يشهدها العصر الحديث, يشير الى أنه المسؤول الاول والاساسي عن المأساة التي يعيشها الشعب السوري. لكن لا يمكن تعليق كل شيء والتعثرات التي تمر بها الثورة على النظام والمجتمع الدولي الذي يحميه. وبالتالي علينا التركيز على مسؤولية الثورة والثوار عن ثورتهم وتعثراتها, والمأزق الذي تمر به في هذه المرحلة.
2- عدم الارتقاء من العفوية السياسية, التي اشعلت شرارة الانتفاضة, نحو تشكيل قيادة سياسية للثورة, وجسد تنظيمي متماسك يحمل لواء الثورة على مستوى الوطن ككل. فالتنسيقيات التي شكلها شباب الثورة, كبؤر ثورية جنينية, اقتصر عملها على تنسيق المظاهرات وشعاراتها, بين المناطق المختلفة التي عمل النظام على تقطيعها. ولم تتطور هذه التنسيقيات لتشكل التنظيم السياسي الضروري, والذي كان يُراد منه قيادة الثورة. وهذا هو السبب الاساسي الاول.
وحين تشكل -المجلس الوطني- في -تشرين الاول2011- في اسطنبول, لم يضع لنفسه مهمة قيادة الثورة في الداخل, إنما تأمين الدعم الخارجي للثورة, كما تشير وثائق المجلس, ووضعوا نصب اعينهم وادمغتهم الطريقة الليبية كأفضل الطرق واقصرها لإسقاط النظام, كما أشار الاستاذ كميل داغر. ولم يقدم المجلس ومن بعده الائتلاف, للثورة سوى الاساءة للثورة: فهو:
اولا: وضع الثورة على مائدة الدول الغربية والخليجية ليتقاذفوها فيما بينهم, حيث وجدوا الوقت الكافي للعب بالثورة وتنفيذ اجندات خاصة عملت على جر قطار الثورة الى الوراء, وتحميله مخلفات الصراع الطائفي الاقليمي بين ايران من جهة, والخليج العربي بقيادة السعودية من جهة ثانية. كما ان وضع الثورة تحت عباءة امريكا والسعودية وقطر هو اساءة بالغة للثورة, لان هذه الدول لم تكن تاريخيا مع الحريات والثورات وبناء الدولة المدنية الديمقراطية. انما بالعكس تاريخيا تعمل ضد الثورة في كل العالم, وخاصة عالمنا العربي الذي يراد منه مستقرا تحت سيطرة الاستبداد التاريخي. وبالمقابل أهمل الداخل والتأسيس للعدة السياسية والعسكرية للثورة. فكيف يمكن لثورة ان تنتصر وعيونها للخارج, وهذا الخارج يرفضها ويسعى الى تدميرها او تشويهها على الاقل؟
وثانيا: الحق شباب الثورة به تحت اسم -الحراك الثوري-, لينال اعتراف الداخل, وافسدهم بدفعهم للعمل بالإغاثة والاعلام, ومنظمات المجتمع المدني. الخ بدلا من ان يعمل معهم في الداخل لتشكيل قيادة سياسية منظمة للثورة, تعمل بالتوازي مع القيادة العسكرية المشكلة حديثا. لقد عمل الائتلاف على تفريغ الساحة الداخلية من الناشطين السياسيين, ليس عن قصد تآمري, إنما لأنه لا يمتلك الرؤية الكافية للتأسيس لعدة الثورة. والائتلاف يتحمل المسؤولية لأنه انتزع تمثيل الثورة في الخارج في بداية تشكله, ويقبض الاموال والاعانات باسم الثورة دون ان يقدم للثوار العدة الكافية للانتصار, مما ادى الى سحب اغلب الكتائب المقاتلة هذا الاعتراف بعد ثلاث سنوات.
3- ان عدم وجود القيادة السياسية ساهم ايضا, في عدم الارتقاء من العفوية العسكرية التي انشأت الكتائب المسلحة, الى تشكيل جيش وطني ثوري على مستوى الوطن, ذو قيادة موحدة واستراتيجية عسكرية واحدة, تكون قادرة على ترجيح ميزان القوى على الارض لصالح الثورة. حيث سيطر تدريجيا امراء الحرب على الساحة, والذين برزوا على اسس عائلية ومناطقية ريفية. والتنسيق فيما بينهم يشبه التنسيقيات السياسية التي سرعان ما ينتهي التنسيق والتخطيط المشترك لتعود كل كتيبة الى مقرها وقائدها وخططها الخاصة بها. ولا يمكن لثورة أن تنتصر بالسلاح وحده. الا بوجود قوة خارجية تفوق قوة النظام بأضعاف كثيرة, كما حصل في العراق وليبيا. وهذا غير متوفر في سوريا. فكيف ستنتصر الثورة بعد سيطرة امراء الحرب, والتكفيريين, على الارض. وغياب السياسة الثورية, باعتبارها اللازمة الضرورية لانتصار السلاح؟ وهذا هو السبب الاساسي الثاني.
4- وهذا أدى الى الفشل في ادارة المناطق المحررة, وتقديم نموذج للمجتمع السوري وللعالم يتم من خلاله التعرف على المستوى الملموس على اهداف الثورة وتطبيقاتها العملية. وهذا بدوره ادى الى خسران الثورة حاضنتها الاجتماعية التي احتضنتها في العام الاول من الثورة المسلحة, بشكل رائع. واصبحت المقارنة بين الثوار في المناطق المحررة, والنظام يتردد على السنة كل السوريين. بالإضافة عدم تحمس الاغلبية الصامتة للانضمام للثورة, ومن ضمنها الاقليات. وخاصة بعد انفجار المجتمع وبروز كل المكونات المستنقعية التي تشكلت ضمنه عبر عصور الاستبداد الطويلة, واختلاط الاوراق والمكونات. حيث تداخلت صفوف الثوار مع اللصوص وقطاع الطرق والانتهازيين والجواسيس, والتكفيريين الذين وجدوا الارض الخصبة لتمركزهم وسيطرتهم على بعض المناطق المحررة. وقد اوضح الاستاذ داغر خطورتهم ودورهم في تعقيد مسار الثورة.
5- الفشل في الارتقاء السياسي والعسكري المنظم في الداخل, هو الذي ادى الى فشل الثوار في الاستجابة للتحديات الكثيرة التي واجهتها الثورة, ومن ضمنها ال


26 - رد الى: مروان عبد الرزاق
كميل داغر ( 2014 / 6 / 1 - 12:10 )
كتب الأستاذ مروان عبد الرزاق نصاً طويلاً، في جزأين، بعنوان (لماذا لم تنتصر الثورة السورية حتى الآن؟). وأنا ألتقي مع جانب أساسي مما ورد في تحليله، وإن كنت اجد ضرورة لتقديم بعض التوضيحات التي لم تَرِدْ لا في نصي الأساسي، ولا في ردودي على المتداخلين. وذلك بالإضافة إلى إبراز بعض الاختلافات في التقييم فيما بيننا، والشرح المقتضب لأسبابها ومبرراتها. وانا سأبدأ من هذه الاختلافات، تحديداً:
1- بخصوص العلمانية، يقول الأستاذ مروان إن دعوتي إلى (تغيير جذري في كامل البنيتين القياديتين، السياسية والعسكرية، نحو اتجاه علماني واضح)صحيحة على المستوى النظري والتاريخي، ولكن ليس على المستوى الواقعي الملموس(...). ويضيف ان المهم في ما يسميه ثورات الربيع العربي (ان تنجز الخروج من نفق الاستبداد التاريخي، وإسقاط انظمة الاستغلال، أولاً، وثانياً أن المرحلة الانتقالية التي ستمر بها الشعوب العربية شبيهة بمرحلة خروج الشعوب الأوروبية من انظمة الاستبداد القروسطي والتي استمرت قرابة المئتي عام لإقامة الدولة الديمقراطية العلمانية بعد الحرب العالمية الاولى...). وفي حين أفضل عدم تبني وصف ما يجري في منطقتنا بالربيع العربي، بل ارى ان من الادق استخدام مصطلح السيرورة الثورية العربية - الذي يتيح استيعاب ما تمر به انتفاضات شعوبنا من مآزق وتعقيدات ناجمة عن تحرك كل قوى الثورة المضادة، المحلية والخارجية، ضدها بغرض إجهاضها، بانتظار ان تنجح هذه الشعوب في تجاوز ذلك، وإعادة وضع السيرورة المشار إليها في سكتها الاساسية ، على الطريق إلى انتصارها النهائي – فانا اعتقد انه لا يمكن الفصل بين المستويين اللذين يشير إليهما الكاتب، أعلاه. وبالتالي لا بد من الوضوح منذ الآن في موضوع العلمانية، ولا سيما إزاء ما يدخل على الصراع من تشويهات كبرى ملازمة لما يجري على الارض من جرائم دموية مرعبة، تحت غطاء الدين والانقسام المذهبي، ومن دعوات لإعادة البلد إلى عصور الظلام، تحت دعوى تطبيق الشريعة، وما إلى ذلك. على ان تتم مواكبة هذا الطرح البرنامجي بالتوضيحات المطلوبة لتنظيف مفهوم العلمانية مما يشوبه من عيوب ناجمة عن ادعاء النظام انه علماني، ومصادقة قوى مختلفة، بينها من تدعي الانتماء إلى اليسار، على هذا الادعاء! هذا فضلاً عن ضرورة الإدراك انه، حتى إذا تبنينا، جدلاً، فكرة الكاتب القائلة إن عملية الانتقال الاوروبية إلى الدولة العلمانية الديمقراطية استمرت مئتي عام، فمن المعروف ان الثورة الفرنسية حسمت مسألة الفصل بين الدين والدولة، منذ سنواتها الاولى، ومن جهة اخرى فإن عصرنا الراهن يشهد تسارعاً هائلاً في نضج عملية التغيير، سواء انطلاقاً من حصول الناس على الوعي، بصورة أسرع بكثير مما في العصور السابقة، او بسبب التطورات الهائلة في وسائل الاتصال.
2- ما تبقَّى من نقاط نقاشي لأفكار الاستاذ عبد الرزاق سيظهر في ردي على الجزء الثاني من مداخلته(... )


27 - ؟لماذا لم تنتصر الثورة السورية حتى الآن)(2
مروان عبد الرزاق ( 2014 / 5 / 31 - 16:00 )
5- الفشل في الارتقاء السياسي والعسكري المنظم في الداخل, هو الذي ادى الى فشل الثوار في الاستجابة للتحديات الكثيرة التي واجهتها الثورة, ومن ضمنها التمويل وتأمين السلاح..الخ. والتي كان يمكن تحقيقها دون اللجوء للخارج واعتباره المنقذ الوحيد. وقد يبدو صحيحا أنه لا يمكن لثورة أن تنتصر دون مساعدات, أو منافذ خارجية, في عصر العولمة الراهن. لكن اعتبار هذا الخارج, هو الوحيد القادر على جعل ثورات الشعوب تنتصر هو الخطأ الفادح. وهذا ما عمل عليه ممثلو الثورة السورية وفشلوا.
6- ان الصراع منذ البداية من وجهة نظر النظام هو صراع وجودي وشعاره الذي يتم تنفيذه منذ ثلاث سنوات هو- اما الاسد, او نحرق البلد-. ومنذ بدء الثورة المسلحة, اصبح الصراع مع النظام, من وجهة نظر الشعب, صراع وجودي ايضا, وشعاره -اما الشعب, او الطاغية وعائلته-. وتوضح للكل عبر سنوات الصراع الطويلة, عدم امكانية الحل السياسي, او التسوية بين الطرفين, كما يرغب الغرب وامريكا وكل ما يسمى -اصدقاء سوريا-. وهذا الصراع سيظل مستمرا الى ان يسقط هذا النظام. وربما يستمر الصراع سنوات طويلة قد تمتد لعشر سنوات او اكثر, وربما ستصبح سوريا بلد المليون شهيد واكثر. كل هذه الاحتمالات واردة, وخاصة انه لا يوجد بالأفق المنظور اي امكانية للحل السياسي, او التسوية, او سقوط احد الطرفين.
7- لكن هل على السوريين الانتظار عما سيفرزه القدََر المأساوي لمصير الشعب السوري وثورته العظيمة. بالتأكيد لا. فالعمل على معالجة الخلل الحقيقي لأدوات وآليات الثورة هو البداية من جديد لتصويب مسار الثورة على كافة الاصعدة. والمراهنة الوحيدة هي على صحوة شباب الثورة, وعملهم على ضرورة بناء القيادة السياسية الفعلية للثورة في الداخل, وبالتوازي العمل على تأسيس الجيش الثوري الموحد, وهذه هي الخطوة الفعلية الاولى لإسقاط النظام, وبداية لخروج الشعب السوري وثورته من المأزق الراهن. ولاوجود لمخرج آخر للصراع الدائر الا بإسقاط النظام. والاستحقاقات التاريخية ليست سهلة التحقق.
8- أنا أدعي العلمانية. وتاريخيا لم تتحقق الديمقراطية بدون العلمانية. ودعوة الاستاذ داغر الى -تغيير جذري في كامل البنيتين القياديتين السياسية والعسكرية نحو اتجاه علماني واضح- صحيحة على المستوى النظري والتاريخي. لكن ليس على المستوى الواقعي الملموس. وثورات الربيع العربي التي تتبنى -الدولة المدنية الديمقراطية- دون ذكر للعلمانية, هي خطوة انتقالية الى الامام نحو الدولة الديمقراطية العلمانية المنشودة. المهم في ثورات الربيع العربي ان تنجز الخروج من نفق الاستبداد التاريخي واسقاط انظمة الاستقلال اولا, وثانيا, ان المرحلة الانتقالية التي ستمر بها الشعوب العربية, شبيهة بمرحلة خروج الشعوب الاوروبية من انظمة الاستبداد القروسطية, والتي استمرت قرابة المائتي عام لإقامة الدولة الديمقراطية العلمانية بعد الحرب العالمية الاولى. مع الاخذ بعين الاعتبار اختلاف الظروف والبنى المختلفة للشعوب العربية والاوروبية. الشعوب العربية في مرحلة التخلص من التكفيري الاستبدادي الذي يعمل على جر المجتمع الى الوراء مئات السنين. وكذلك التخلص من المستبد الذي يدعي العلمانية مثل النظام السوري.
9- يقترح الاستاذ داغر -قيادة جديدة- تأخذ على عاتقها, واستخدام المنابر الدولية, واللجوء الى الجمعية العامة, عبر معبر -الاتحاد من اجل السلام- و-محكمة الجنايات الدولية-, بعد تعطل مجلس الامن بالفيتو الروسي. لكن الائتلاف يعمل منذ تشكله في هذه المنابر, وقد فشل فشلا ذريعا. لأن الوسيلة الدولية الوحيدة الناجعة مع النظام السوري هي القوة العسكرية, وهذا ترفضه امريكا ودول الغرب, التي ترفض تكرار التجربة الليبية. الاستاذ داغر يعيد الثورة الى خطئها الاساسي وهو الاعتماد على الخارج ومنابره المختلفة من اجل انتصار الثورة واهمال الداخل. في حين أن الداخل هو الاهم وهو الذي يحدد بوصلة المنابر الخارجية ومواقفها.
ثم الدعوة الى -حكومة انتقالية- بإشراف دولي, -والجمعية العامة بالذات- هي وهم. لأنها لا تستند إلى الصراع الواقعي الوجودي بين الشعب والنظام. وقد فشلت في محاولات الغرب وروسيا لإيجاد تسوية بين النظام والمعارضة, في جنيف (1و2), من اجل تشكيل مثل هذه الحكومة.
10- ان نجاح الثورة التونسية والمصرية في تجاوز مربعها الاول, أي اسقاط راس الاستبداد, يعود الى تضحية قوى الجيش والامن بالرئيس, في محاولة لإنقاذ النظام واحتواء الثورة مرحليا. أي أن الحل جاء من الداخل والتوازنات الداخلية لقوى المجتمع بما فيها الجيش والشرطة. لكن الخارج له دور في صنع الانقلابات العسكرية ومحاولة اجهاض الثورات, كما حصل في انقلاب السيسي في مصر واجهاض المسار الديمقراطي. لكن في سوريا لم يكن ذلك ممكنا, لان النظام والدولة الامنية, بنية مغلقة طائفيا, ومرتبطة بمحور طائفي مغلق (ايران وحزب الله), وهذا هو الاساس الذي يجعله متماسكا, بعد ثلاث سنوات من الصراع. رغم انشقاق الأكثرية المطلقة, في الجيش والقوى الامنية, من الطائفة السنية, الذين كانوا يعتبروا اجراء, سرعان ما تم استبدالهم بميليشيات طائفية. وبالمقابل فشلت الثورة في تفكيك هذه البنية.
ومازالت هناك اسئلة مهمة تتطلب الاجابة عليها على المستوى المعرفي العميق: مثل: لماذا فشل شباب الثورة في انشاء تنظيمهم الثوري الخاص بعيدا عن الايديولوجيات الاستبدادية الكلاسيكية: اقصد الستالينية, والقومية, والليبرالية, والاسلامية؟ هل يمكن أن تفلت سوريا من مصيرها الشبيه بالمصير العراقي والليبي, أي الانقسام العمودي والصراع الطائفي, ثم في النهاية, بعد عشرات السنين, وملايين الضحايا, يأتي -اتفاق طائفي- لوضع حد للصراع وتقاسم السلطة طائفيا؟ وهذا غير مستبعد كخيار للمستقبل رغم أن الثوار بكل اتجاهاتهم حتى الآن لم يردوا على عنف النظام الطائفي, بعنف مماثل.



28 - رد الى: مروان عبد الرزاق
كميل داغر ( 2014 / 6 / 1 - 12:54 )
(تتمة نقاش أفكار الاستاذ عبد الرزاق)
2- يقول صديقنا إني اقترح قيادة جديدة تأخذ على عاتقها استخدام المنابر الدولية، واللجوء إلى الجمعية العامة، عبر معبر (الاتحاد من اجل السلام)، والمحكمة الجزائية الدولية، بعد تعطُّل مجلس الامن بالفيتو الروسي. ويضيف أن (الائتلاف يعمل منذ تشكله في هذه المناب وقد فشل فشلاً ذريعاً). كما يعتبر مُحاوري أن الدعوة إلى حكومة انتقالية (بإشرافٍ دولي، والجمعية العامة بالذات ، هي وهم، لأنها لا تستند إلى الصراع الواقعي الموجود بين الشعب والنظام)، والدليل على ذلك فشل جنيف 1 و2.
وفي الواقع، أن رهاني الاساسي إنما هو على إنضاج كل القوى الاكثر تقدماً، والتزاماً بمصالح الشعب السوري، الثائر(في الاصل)، وتطلعاته إلى التغيير الجذري، ما اعتبرتُه قيادةً جديدة تتوافق على برنامجٍ واضحٍ يعبر عن تلك المصالح والتطلعات، وتتولى التعبئة على قاعدته، وذلك في أوسع دوائر الوجود الشعبي، سواء داخل سوريا، او في اماكن النزوح والتهجير. وهي قوى موجودة ولكنها مشرذمة وموزعة بين الداخل السوري والمنافي، ولم تقم بما يلزم إلى الآن للتلاقي على أساس هذه الاهداف. أما التوجه إلى المنابر الدولية فهدفه الاساسي نقل مأساة الشعب السوري واسبابها الفعلية إلى اوسع فضاءٍ جماهيري عالمي، والحصول على تضامنه الفاعل، الذي لم تتم مساعٍ حقيقية للحصول عليه. وفي الدرجة الثانية، يأتي طَرْقُ أبواب التدخل الدولي، لمحاصرة النظام السوري وحلفائه الإقليميين والدوليين، بقرارات ملزمة تصدر، بالدرجة الاولى، عن الجمعية العامة بالذات، عبر آلية(الاتحاد من اجل السلام) التي ليس صحيحاً على الإطلاق ان (الائتلاف) سعى لاستخدامها، وبالدرجة الثانية، عبر محكمة الجزاء الدولية.
ومجدداً واخيراً ، أود التاكيد على ضرورة إخراس كل الاصوات التي تنعق باليأس من القيامة الشعبية السورية، في حين لم يتم حتى هذه اللحظة العملُ على تفعيل قدراتٍ هائلة يملكها هذا الشعب، ولكنها متجاهلَةٌ، ومتروكةٌ لتتعفن وتذوي، فيما الغالبية الكبرى من النخبة المفترضة تتهرب، منذ البداية، من التقاط دَوْرٍ لا يزال يحوم، بانتظار من يتولى الاضطلاع به. علماً بأن الوقت لأجل ذلك ينفد، يوماً بعد يوم!!!


29 - العلمانية والصراع الوجودي في سوريا
مروان عبد الرزاق ( 2014 / 6 / 1 - 16:58 )
- موضوع العلمانية معقد كثيرا في مشوار الثورة السورية. اغلب الشيوعيين والماركسيين(مثل حزب العمل المتشظي), والقوميين(القومي السوري واحزاب الجبهة) ضد الثورة, ومع علمانية الطاغية. والليبراليين الجدد غالبيتهم من النوع الانتهازي لا يهمهم الديمقراطية ولا العلمانية, ولذلك يختبؤون جميعا خلف مصطلحات الاسلاميين, بحجة ان هؤلاء هم الاهم في الساحة على الارض. انا قصدت ان ثورات الربيع العربي, او هذه -السيرورة الثورية- التي تمر بها الشعوب العربية في هذه المرحلة, لن تفرز دولة ديمقراطية علمانية, مباشرة بعد سقوط انظمة الاستبداد, لانعدام وجود الحامل السياسي والاجتماعي لهذه الدولة المنشودة. لكن من الضروري العمل عليه ولو كانت النتائج المثمرة ضئيلة في الافق القريب. الشعب الآن لا يفكر بالبديل. المهم - اسقاط الطاغية, وليأت الشيطان-.
- الصراع الوجودي في سوريا لانهاية له الا باسقاط الطاغية. وعندما يميل ميزان القوى على الارض لصالح الثورة, يمكن عندئذ الحديث عن دور المنابر الدولية, من اجل التسوية السياسية, والمرحلة الانتقالية.
وشكرا استاذ كميل داغر


30 - رد الى: مروان عبد الرزاق
كميل داغر ( 2014 / 6 / 2 - 18:49 )
مرةً أخرى، يجب المبادرة من دون إبطاء إلى الاستعانة بكل الوسائل الممكنة، لأجل اختصار معاناة الشعب السوري، وتسريع انتصاره على الطاغية ونظامه . وتغييرُ موازين القوى لصالح عملية التغيير لا يمر فقط بإنضاج سيرورة بناء قيادة ثورية حقيقية - قادرة على إعادة تنظيم الجماهير السورية، واستنهاضها، وتعبئة كل قدراتها المادية والمعنوية، بالتلازم مع استنهاض حركة تضامن جماهيرية، عربية، وعالمية، تقدم للشعب المذكور كل أشكال الدعم والمساندة، وتعمد إلى استيفاء شروط حصار مكثف ضد النظام السوري – بل أيضاً باستخدام كل الوسائل المتاحة، الآن بالذات، والكفيلة بتسهيل إمالة كفة النصر لصالح الجماهير السورية المناهضة للنظام المشار إليه، ومن ضمنها كل ما تتيحه لأجل ذلك المنابرُ الدوليةٌ، ولا سيما الجمعية العامة للأمم المتحدة، على اساس آلية (الاتحاد من أجل السلام).
وهو ما ينبغي اللجوء إليه، هنا، والآن!

اخر الافلام

.. هل يُحطم رياضيو أولمبياد باريس كل الأرقام القياسية بفضل بدلا


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب في رفح بعد تعثر محادثات التهدئة| #ال




.. نازحون من شرقي رفح يتحدثون عن معاناتهم بعد قرار إسرائيلي ترح


.. أطماع إيران تتوسع لتعبر الحدود نحو السودان| #الظهيرة




.. أصوات من غزة| البحر المتنفس الوحيد للفلسطينيين رغم المخاطر ا