الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوح ٌ في جدليات

نضال الربضي

2014 / 5 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


بوح ٌ في جدليات

أقصد لهذا النص أن يكون مختلفا ً عن أسلوبي العام، و أجد أنني مُنساب ٌ لكتابته بتداعي الخواطر، راجيا ً من يدي التي تدون أن تكون بسرعة الأفكار التي تمر في رأسي.

هذا المجتمع ما شأنه؟

يحلل ركوب عقول النساء قبل أجسادهن و يحرم الحب. تستطيع ُ أن تجد بائعة هوى بدنانير و لا تستطيع أن تجد حبيبة ً لو أفنيت العمر كله، إلا أن تتزوج زواجا ً تقليديا ً و تعتمد ذات الأساليب الموروثة للدخول إلى قلب أهل العروس قبل قلبها ثم تنجح في امتحان فحص الرجولة القائم على صفات ٍ لها علاقة بالخشونة و الكرم و الغيرة و الراتب و القروض السود و لا علاقة لها بصفاء روحك أو نبض قلبك أو شغفك في أخذ حبيبتك بين ضلوعك.

هذا المجتمع ما شأنه؟

يسلب من المرأة أنوثتها الفطرية التي بها تتبسم بدون تفكير و بذات الصدق الذي فيه تكف عن نفسها أذى مرضى النفوس ايضا ً بدون تفكير، و يعطيها بدلا ً عن ذلك انطواء ً و انسحابا ً اعتزالين تجد نفسها تعويضا ً في بضع نصوص و عبارات ٍ جوفاء بأنها جوهرة مصونة و درة مكنونة و حرة مكرمه بينما هي حبيسة ُ قفص و رهينة ُ ذكر، و سجينة مجتمع.

هذا المجتمع ما شأنه؟

إن تمردت الأنثى فليس لتعود إلى فطرتها لكن لتصبح عكس كل ما كان يجب أن تكونه، فتعادي الرجل و تعادي نفسها فيه، و تعادي الحب، و تسميه الخضوع، فيكون أنهم قتلوها مرة ً حين أخضعوها و قتلت نفسها حينما لم تستطع أن تحيا ما سُرق منها لأنها لم تعرفه فأصبحت تعادية.

هذا المجتمع ما شأنه؟

كاذب ٌ في ادعائه الكرامة و العزة، فهو عبد ُ نصوص ٍ و أحبار ٍ و كهنة ٍ و شيوخ ٍ و سلاطين و زعماء و أمراء و رؤساء و مدراء. و مهاراته في استطياب الذل و استعذابه و الاستغراق اللذيذ فيه لا يعادلها سوى نشاطه المحموم في الدفاع عن جلاده الذي سلب منه كل إنسانيةٍ و جعل منه شبه شئ.

هذا المجتمع ما شأنه؟

يريد كل شئ من أي دولة ٍ كانت لكنه لا يريد أن يُنتج أي شئ ٍ لنفسه و لا لأي دولة ٍ أخرى، يركب السيارات و يتكلم في الموبايلات و يحتسي و يتمطق بالأطايب من مطابخ َ لا يشارك فيها بطبق، ثم يتمدد آخر الليل، و يشد اللحاف على دبره، و يخرج الغاز المتكوم في أمعائه و ينام، ليستفيق في اليوم التالي، الذي سيشبه سابقه و سابق سابقه.

هذا المجتمع ما شأنه؟

لا يكف عن الصلاة و الدعاء و الصوم و الطلب، و يؤكد على صحة نصوصه و حنان إله، لكن حاله يتردى من سنة ٍ إلى سنة، و من عقد ٍ إلى عقد، لكنه لا يريد ان يفتح عينيه ليرى أن إلهه ربما لا يريد أن يستجيب، أو ربما لا يسمعه، أو ربما غير موجود، و في كل هذه الحالات لا يريد أن يضرب صفحا ً عن الصلاة و الصوم و يتجه إلى أخيه الإنسان ليضع اليد في اليد ليبني، فهو يريد من الإله و الملائكة أن يكونوا المصمم و المهندس و المنفذ و البائع، فيشتري منهم كل ذلك بالإيمان فيسكن البيت مفروشا ً جاهزا. كل ذلك في الوقت الذي يخسر فيه البيت شيئا ً فشيئا ً بيد قطعان ٍ ارتد نحو همجية ٍ تترفع عنها الحيوانات و توشك أن تسلبها بيوتها بعد قليل ٍ قادم ٍ إن لم تفق.

هذا المجتمع ما شأنه؟

أين الحب؟
أين التلقائية؟
أين البساطة؟
أين الرحمة؟
أين الإنتاج؟
أين الكرامة؟
أين الإنسان؟

هذا النص لا يرتقي لمستوى مقال، و إن رأى الحوار المتمدن أن لا ينشره فله العذر، و إن رأيتم أنه لا يستحق القراءة فلكم العذر، و إن شئتم التعليق سلبا ً أو إيجابا ً أو بوحا ً في جدليات ٍ تريدون أن تُخرجوها فأهلا ً بكم.

اعتبروه فشة غل رجل تعبان من الحماقات اليومية التي يراها و لا تتوقف!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بالفعل تأملات جميلة وترتقى ونص
سامى لبيب ( 2014 / 5 / 19 - 17:27 )
بالفعب جميلة هى تأملاتك عزيزى نضال وترتقى بالحوار فمن أتيت بهذا التوجس لأعزيه أن الكاتب المبدع دائما يتشكك فى جودة كتاباته ولا يرضى عليها .
أرى أن هذه التأملات يجب أن لا تتوقف فلتكن سلسلة من ( البوح) فهى جميلة كونها تقدم مقال بأكمله فى عدة سطور وتسمح للقارئ أن يشاركك التفكير والتأمل بدلا من الكتابات المعهودة القائمة على تعبئة الأدمغة
تحياتى وتقديرى


2 - كلام معقول لكن الخوف يسود
رمزي طوال ( 2014 / 5 / 19 - 19:01 )
الخوف يسود مجتمعاتنا: نخاف من غضب الآلهة والحكام والمنتفعين من الأنظمة المستبدّة و الشعب المبرمج والكهنة و تجار الدين و الباشكاتب موظف الدولة و شرطي المرور. و الشعب كما قلت تارك أمره لله بدلالة أنني أقرأ -حسبي الله و نعم الوكيل- عند التطرق لأي عقبة مهما كانت تافهة


3 - بل أعمق من مقال
شوكت جميل ( 2014 / 5 / 19 - 20:47 )
تحية طيبة أستاذ/نضال
لا أوافقك على ان النص لا يرتقي إلى مستوى المقال،بل هو أعمق و أشمل من مقال في قضية جزئية،فأنت تعود فيه إلى الجذور و إلى مفاهيم طالها التشويش و باتت في حاجة إلى مراجعة.
هل التمدن هو ثقافة الرفاهية و الإستهلاك؟
هل المساوة هي تبادل الأدوار بين الرجل و المرأة،و وضعهما في حالة استنفار إزاء بعضهما،أو مسخ المرأة رجلاً؟
هل الدين هو إنفصال الإنسان من أخيه الإنسان ليلتصق بخالقه،أو على أفضل تقدير إلتصاق الإنسان بقبيلته الدينية دونما باقي القبائل،ليقترب من الله أكثر؟
أوافقك أخيراً على السؤال _الحقيقي_الواجب طرحه،أين الإنسان في كل القضايا التي نطرحها؟
أخلص تحياتي،


4 - بالعكس
nasha ( 2014 / 5 / 20 - 01:38 )
بالعكس مقالك اليوم مميز ليس على النمط العام بل اوضح واسهل لنقل الفكرة و بدون لف ودوران وتزويق.
افكار مرتبة وملاحظات ذكية تسلم
احترامي سيد نضال انت مبدع


5 - إلى الأستاذ سامي لبيب
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 20 - 07:22 )
شكرا ً لكلماتك الطيبة مفكرنا الكبير!

و لقد أعجبني اقتراحك َ و لا شك أنني سأفعله كلما استبدت بي ذات الحالة الخاصة التي دفعتني لكتابة هذا البوح في أمور ٍ تثير الجدل، و في قالب شمولي.

ربما أن التوجس ناشئ ٌ عن الخروج عن الإطار الفلسفي التحليلي، و اختبار الدوران في حقل تساؤلي بحت دون تقديم حلول، مما يُعد مجرد تسليط للضوء، و هذا لا بأس فيه كجزء من هويتي الكتابية يخدم هدفا ً في مقال، لكنه اليوم أصبح المقال نفسه، و هذا ما جعلني أحس أنه -ناقص- نوعا ً ما، دون أن يعني هذا أن ناقص ٌ حقيقية ً حيث أجد أنه لقي استحسانا ً منك و من الحضور الكريم.

أهلا ً بك دوما ً.


6 - إلى الأستاذ رمزي الطوال
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 20 - 07:25 )
أهلا ً بك أستاذ رمزي،

بالفعل!

هذا الخوف قد أصبح مُتأصلا ً في النفوس، فأنا أجده في نبرة الصوت و حركات الجسد و اختيار الجمل و الألفاظ فيمن أتكلم معهم في مواضيع الدين و الأنبياء و تابوهات المجتمع، و على الرغم أنني أفهم الدافع إلا أنني أشعر بالحزن و الغضب معأ ً على بشر ٍ خائفة أن تفكر مجرد تفكير أو أن تعبر عن نفسها!

و كأن التعبير هو حكم إدانة تلقائي فوري يستوجب العقاب!

لا أحد يسأل نفسه: عقاب على ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

دمت بود.


7 - صباح الخير والتفاؤل
قاسم حسن محاجنة ( 2014 / 5 / 20 - 07:28 )
عزيزي نضال
تحياتي لك على هذه التلقائية
ولي تعليق صغير
ستتم الإجابة على جميع تساؤلاتك فقط وعندما يكون الانسان في المركز
الانسان كقيمة وليس كجسد
لك تقديري
بس شو دخل القروض السود (صحيح انني كنت في البنك بالامس وحصلت على قرض اسود )
لكنك تقصد طبعا القرود السود !!هههههه


8 - إلى الأستاذ شوكت جميل
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 20 - 07:30 )
أهلا ً بكاتبنا الصائغ الماهر للتراكيب اللغوية المعبرة عن الأفكار بمهارة و يسر، الأستاذ شوكت،

جميلٌ جدا ً تلخيصك للمقال من خلال الأسئلة -هل- في تعليقك، و هي بالفعل جوهر المقال الذي يريد أن يجعل الناس ترى ما تمر عنه دون أن تعيره أي اهتمام!

لن يتسنى لنا أن نغير هذا المجتمع إذا لم نعلم الناس أن تتوقف قليلا ً و ترى الأمور بعيون جديدة كأنها تراها لأول مرة، فتنظر فيها، و تقرر ماهيتها من جديد، لتهد المنظومة الموروثة كاملة ً و تعيد بناءها، على أسس جديدة وفق رؤية جديدة.

تحياتي الحارة.


9 - إلى الأستاذ Nasha
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 20 - 07:36 )
تحية طيبة أستاذ ناشا،

شكرا ً لملاحظتك القيمة. بالفعل مقالي هذا خروج عن إطاري التحليلي، و هو تسليط ٌ للضوء كسائق حافلة سياحية ينقل السياح إلى أرض ٍ و يتركهم فيها يتأملون آثارها الموروثة، ثم يعود إليهم آخر النهار ليعيدهم إلى مكان انطلاقهم الأول.

ما يفعله السائح في جولته السياحية يحدد الانطباع الذي سيعود به :-))))))))

تحياتي المخلصة.


10 - إلى الأستاذ قاسم محاجنة
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 20 - 08:47 )
صباح الورد و الياسمين يا صديقي،

لقد قصدت ُ قروض البنك و لعبت بالألفاظ فاستدعيت ُ -السود- الواصمة للقرود و أعرتها للقروض مُتعمدا ً، و هي كائنات هلامية غير مرئية تصطاد راتبك كل شهر، و أتمنى لك استخداما ً مفيدا ً للقرض يعوض عما ستدفعاه :-))))))))))))

عندنا في الأردن لا تستطيع فعل أي شئ إلا إذا:

- إما تبيع قطعة أرض.
- أو تأخذ قرض.

ندعو للإنسان، لكن أكثرهم لا يريدون أن يستفيقوا، لكننا سنظل ندعو!

أهلا ً بك دوما ً.


11 - صباح الخير استاذ نضال
امال طعمه ( 2014 / 5 / 20 - 09:40 )
مقالتك تستدعي الكثير من الاسئلة والتداخلات !ولكن قبل ان نقول مقالك فانت قلت عنه لا يرتقي لمستوى مقال لا اعرف لماذا؟ هل التأملات مستواها اقل من ان يقال مقال عنها !احب ان نعرف منك معنى المقال اصلا ماهو؟
واذا كنت ترى ان التأمل في هذه الحياة والكتابة عنها ليس من ناحية علمية لا يستدعي الكتابة او بالاحرى النشر فهذا شي اخر!! ،اما المقال فهو اكثر من رائع ، انت ترى انه مختلف عن النهج مؤخرا لديك فأنا اعتقد بالعكس ربما الاسلوب مختلف! ولكن هو كما قال الاستاذ ناشا ، برأيي أنه واضح ومباشر وهو الأقرب للوصول الى القراء كنت سأعلق على القروض السود !ولكن سبقني لها الاستاذ العزيز قاسم محاجنة
كلامك عن الحب والزواج التقليدي والانثى وما يفرض عليها وكل هذا بحاجة كل منها الى (مقال) منفرد
اما عن الحب في زمننا هذا هو الشعار (حب ايه اللي انت جاي تقول عليه )لكن بدون ان نكمل اغنية كوكب الشرق
تحياتي


12 - إلى الأستاذة آمال طعمة
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 21 - 06:12 )
يومأ ً طيبا ً أتمناه لك سيدتي،

ربما أن إحساسي باختلاف طريقة العرض، و غياب تقديم حل، مع كثرة التساؤلات في الصياغة أعطاني انطباعا ً بأنه ليس بمقال، و شرح هذا في ردي على الأستاذ سامي لبيب يوضح أكثر.

غياب الحب هو مصيبة كبيرة في مجتمعاتنا التي أصبحت صعوبة تلبية الحاجات الأساسية طاغية ً فيها، و لذلك نجد أن الكثير من الإنسانيات تعود إلى الوراء لتُفسح المجال لممارسات أكثر براغماتية و إشباعاً للجانب المادي الضروري إلا أنها أقل إشباعا ً للحاجات النفسية و العاطفية.

أهلا ً بك ِ دوما ً.


13 - يرقى بان يكون عشر مقالات
samialmohami ( 2014 / 5 / 27 - 08:44 )
كاتبنا الرائع الاستاذ نضال مقالك هذا من اروع ما كتبت وانت فشيت غللي بتساؤلاتك وهي اسألة يجب ان تخطر على كل من لم يفقد انسانيته. اعجبني كثيرا مقالك هذا وبالنسبة للنمط كونه مختلف ولا يعتمد اسلوبك التحليلي فيا صديقي ان جاز لي ان ادعوك صديقي فانا اعتز بصداقة من هم مثلك ليس المطلوب من الكاتب ان يضع الحلول لكل قضية يتعرض لها بمقالاته مجرد تسليط الضوء على اشياء غفلنا عنها هي مهمة سامية يحمد من قام بها
اتمنى لك التوفيق والسعادة صديقي


14 - إلى الأستاذ samialmohami
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 27 - 09:58 )
تحية طيبة يا صديقي أهلا ً بك و أعتز بصداقتك،

تسليط الضوء هو أول الخطوات نحو العلاج، فمنه ينبع التشخيص، ثم على ضوء التشخيص و ما يتكشف تحت الضوء يبرز الحل لوحده.

يتطلب الأمر شجاعة ً كبيرة في فحص العادات و الموروثات و المُسلّـَمات، و شجاعة ً أكبر للاعتراف بعوارها، و شجاعة ً مُضاعفة لإصلاحها بالتعديل أو الترك أو الاستبدال أو جميعها معا ً.

أتمنى لك كل الخير و السعادة.

دمت بود.

اخر الافلام

.. حلقة نار من تحدي الثقة مع مريانا غريب ????


.. الجيش الروسي يستهدف تجمعات للقوات الأوكرانية داخل خنادقها #س




.. الطفل هيثم من غزة يتمنى رجوع ذراعه التي بترها الاحتلال


.. بالخريطة التفاعلية.. القسام تقصف مقر قيادة للجيش الإسرائيلي




.. القصف الإسرائيلي المتواصل يدمر ملامح حي الزيتون